الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية عبق الماضي من الفصل الحادي والعشرين إلى الفصل الأخير

انت في الصفحة 20 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

تنور بيتك و لا آية يا باشمهندس
نظر له حسن و تحدث إلية بنبرة حزينة ٠٠٠ تقصد البيت اللي إتطردت منه قدام العيلة كلها يا عز 
تنهد عز بأسي لاجله و تحدث إلية بتعقل ٠٠٠ و أية المشكله يعني لما أبوك إتعصب عليك و قال لك كلمتين بايخين في وقت زعله و بعدين اللي حصل بينكم ده حصل بين إخواتك و ولاد عمك اللي هما بردوا اخواتك فياريت متكبرش الموضوع و تدي له حجم أكبر من حجمة
ثم أخذ نفس عميق و تحدث بهدوء ٠٠٠ إرجع يا حسن البيت قبل الفجوة اللي بينك و بين عمي ما تكبر و ساعتها هيبقا صعب تصفوا لبعض تاني و ترجعوا مع بعض زي الأول
أردفت ثريا قائله بتأكيد علي حديث عز ٠٠٠ عز عنده حق في كلامه يا حسن البعد بيولد الجفا يا حبيبي و ده مهما كان أبوك و ما ينفعش تقاطعة بالشكل ده !!
أردف حسن متمللا برجاء ٠٠٠ أرجوكم يا جماعة سيبوني علي راحتي و ياريت ما تضغطوش عليا أكتر من كدة أنا مش راجع البيت غير لما بابا يقتنع برأيي و يديني الحق في إني أختار البنت اللي هعيش معاها باقي حياتي
صمت كلاهما بإحباط من عناد ذاك الحسن و أباة 


و بعد زيارته القصيرة تلك سافر مباشرة مرة أخري إلي أسوان دون رؤية والدية كي يضغط عليهما بالرضوخ لزواجة من سمراءة
و بعد عدة أيام خرج أحمد من المشفي و آجبر علي الإعتياد علي الأدوية و زيارة المشفي بين الحين و الأخر لتلقي العلاج اللازم 
بعد مرور عدة أسابيع أخر
داخل منزل دياب بأسوان الحبيبة
في الصباح الباكر و بعدما تناول الجميع وجبة إفطارة و ذهب كل إلي وجهته دياب إلي أرضه ليرعاها و يسعي علي رزقة و رزق أطفالة 
و بسمة إلي عملها داخل البزار و الصغار إلي مدارسهم
كانت الجده تجلس فوق الدكة الخشبية كعادتها و تربع ساقيها بإسترخاء ممسكة بمسبحتها التي تسبح الله و تذكرة بلسانها بخشوع خرجت إليها سعاد و هي تحمل صنية بين يديها موضوع عليها كوبان من مشروب الشاي الدافئ
وضعت سعاد ما بين يدها فوق الدكة ليتوسطها هي و أم زوجها ثم جلست و تحدثت و هي تناولها كأس الشاي بيدها ٠٠٠ الشاي يا أما
تناولت الجده منها الكوب و أردفت قائله بوجة بشوش ٠٠٠ تسلم إيدك يا بنتي
و بدأ إثنتيهما بإحتساء المشروب ثم تساءلت سعاد بنبرة بائسة محملة بالهموم ٠٠٠ و بعدين يا أما هنعمل أية مع اللي إسمه ناجي اللي واقف حال البنت ده ده تاني عريس ييجي لها من وقت الجدع بتاع إسكندرية ما مشي و ناجي يهدده و يطفشه من برة حتي من غير العريس ما يرجع يعتذر و يقول أيه أسبابه
كانت الجده تستمع إليها بهدوء و ملامح وجه مستكينة ثم أجابتها بيقين ٠٠٠ سيبي كل حاجة لربنا و سبحانة و تعالي كفيل بإنه يحلها و يعدلها يا سعاد إحنا في حالنا و كافيين غيرنا شرنا و متوكلين عليه و هو شايف حال قلوبنا إزاي مسالمة و بتخشاه
ثم هزت رأسها بإيماء و تحدثت بيقين ٠٠٠ ربنا إن شاءالله مش هيجيب لنا غير كل الخير يا بنتي
تنهدت سعاد و أستغربت في حال نفسها إطمئنان و هدوء تلك العجوز و تساءل حالها من أين تأتي بكل هذا الهدوء و الراحة و الثبات الظاهران بملامحها رغم كل ما يحيط بهما من مشكلات
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي 
بقلمي روز آمين
الفصل الثاني و العشرون
داخل مدينة أسوان الحبيبة
كانت تتحرك داخل إحدي الأسواق متفقدة المحال التجارية بعقل مشتت تائه جسد بلا روح قلب بلا حياة تتحرك بين المارة تتفقد وجوههم و تتأملها تراه هي في كل الوجوة و كأنه أصبح بعيناها العالم بأكمل
تنهدت حينما تذكرت الأيام الخوالي اللواتي كانا فيها يلتقيان كم كانت تعيش معه أسعد أيامها إبتسمت تلقائيا عندما تذكرت كيف كان سلام روحيهما كانت العيون تحتضن بعضها البعض و القلوب تربت بحنان حقا كانت أسعد لحظاتها التي تلتقيه فيها
تنهدت بإستسلام و روح ممزقة و أكملت بطريقها إتسعت عيناها بذهول حين رأته أتيا عليها من بعيد و كعادتها عندما تراه إنتفض قلبها من مكانه و كاد أن يتركها و يسرع إليه ليحتضنه متلهف و برغم حزنها الكبير الساكن بداخلها منه إلا أنها لم تستطع إبعاد و حجب عسليتيها عن سوداويتاه اللواتي باتا يتفحصنها بلهفه و إشياق جارف ظهر بداخلهما
و ما كان حال ذلك العاشق ببعيد عنها فقد ثار قلبه عليه منتفض من مكانه كان يحدثه پحده موبخا إياة تحرك أيها الأبله إذهب إلي فاتنتك و أحتضنها و ضمض چرحي النازف من إبتعاد عيناها عنك لطف بي تحرك إليها و أنهي عذابي الممېت رجاء إستمع لأنين نبضاتي التي لم تهدأ و لا تستكين منذ الرحيل
تحرك هو و أقتربت نقطة اللقاء و هنا تحدثت العيون و صړخت القلوب و للأسف الفوز كان للوفاء بالوعد !!
تحرك كل إلي وجهته ضاغط علي قلبه و رغبته الملحه بإحتضان كفوف الأخر لإستماع نبضاتة عبر عروق جسدة الصاړخة 
أغمضت عيناها پألم و نزلت حينها دمعة حنين هاربه من كبرياءها
و تحركت مستكملة طريقها إلي الأمام بإستسلام و إحباط تام
و ما أن خطت بساقيها عدة خطوات حتي وجدت من يجاورها الطريق قائلا بإستسلام و نبرة صوت ضعيفة واهنة ٠٠٠ خلاص يا بسمة ما بقتش قادر علي البعاد أكتر من كدة من يوم ما سبتك و أنا حاسي إن روحي بتتسحب مني
نظرت إليه و دمعة حنين أخري خدعتها و هربت إلي وجنتها فأسترسل هو حديثه پتألم ٠٠٠ أنا مش عايش يا بسمة كل يوم بقنع نفسي إنها فترة و هتعدي بس خلاص مبقتش قادر أكتر من كدة
و الحل أيه يا حسن جملة تساءلت بها بسمه بنبرة رقيقة حزينة مټألمة
أجابها بيقين ٠٠٠ مش عارف بس اللي أنا متأكد منه إن ربنا إن شاء الله مش هيتخلي عننا أنا و إنت معملناش حاجه غلط علشان ربنا يعاقبنا بالقساوة دي ربنا رحيم و أنا ظني بيه جميل 
أجابته بتمني و لهفه ٠٠٠ يارب يا حسن يارب
تحدث إليها بقوة و حماس ٠٠٠ أنا كلمت إخواتي و ولاد عمي من يومين و أتفقت معاهم إننا نواجة بابا بقوة و نضغط عليه و إن شآء الله هسافر الإسبوع ده و مش هرجع من إسكندريه غير و ابويا معايا علشان يخطبك ليا من أهلك خلاص يا بسمة مش هقدر أستني أكتر من كدة و أسيبك تضيعي من إيدي 
إبتسمت بشدة وسعد داخلها و ضلا يتحدثان بشغف و سعادة و أحاديث شيقة لا تنتهي و لم يشعرا بحالهما إلا و هما يقفان أمام بحيرة ناصر يستنشقان هوائها النقي البارد 
نظر لها و تحدث بضحكه رجولية أهلكت روح تلك العاشقه ٠٠٠ إحنا إزاي وصلنا لحد هنا
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 35 صفحات