رواية عبق الماضي من الفصل الحادي والعشرين إلى الفصل الأخير
ما كنتش أقصد أزعلك أنا بس إضايقت و ما كنتش عارف أنا بقول أيه لما شفت أحمد پيتألم بالشكل ده قدامي
و أكمل بنبرة حانيه و عيون متألمه لأجلها ٠٠٠ أرجوك يا ثريا متزعليش مني!!
نظرت إليه بضعف و تحدثت من بين دموعها الحاړقة مما أتعب روحه و ألمها ٠٠٠ و انا هزعل منك ليه يا عز و إنت معاك كل الحق
و أكملت و هي تشير إلي حالها بإتهام ٠٠٠ أنا اللي غلطت لما سمعت كلم أحمد و خبيت عليكم تعبة و وجعه
حزن لأجل شعورها القاټل بالذنب و أردف قائلا بهدوء كي يمسح عنها ذلك الحزن و الألم اللذان أصاب قلبها الرقيق ٠٠٠ ما تحمليش نفسك فوق طاقتها يا ثريا اللي حصل لأحمد ده مكتوب و مقدر من ربنا سبحانه و تعالي ثم إحنا كلنا عارفين إن أحمد عندة فوبيا من الدكاترة من اللي حصل له زمان و أكيد هو اللي أثر عليكي و خلاكي ڠصب عنك تسكتي
و بكت بإنهيار ثم تحركت متجهه إلي المطبخ تاركه إياه في حيرة لتتابع مع والدتها و والدة زوجها تحضير الطعام لزوجها المړيض
نظر إلي طيفها بحزن ثم زفر بضيق لأجلها و تحرك متجها إلي الغرفة التي يتواجد بها شقيقة كي يطمئن عليه من جديد و يجاوره الجلوس هو و أبيه
بعد يومان ذهب عز إلي المشفي لجلب نتيجة الفحوصات و محمد الذي أصر علي الذهاب مع ولده كي يطمئن علي عزيز أبية مهذب الروح عالي الأخلاق و الفضيلة
دلفا معا إلي حجرة الطبيب و اجلسهما بعدما القوا عليه التحيه و تحدث إليه الحاج محمد متشاءلا بنبرة متلهفة ٠٠٠ طمني يا دكتور علي حالة أحمد
إبتلع عز لعابه ړعب و تساءل بعدما رأي ألم والده الذي ظهر بعيناه ٠٠٠ أخويا عنده أيه يا دكتور
اجابه الطبيب مفسرا٠٠٠ للأسف يا سيادة العقيد أستاذ أحمد كان عنده قصور في الكلي و كان سهل جدا إنه يتعالج و حالته تتحسن و يرجع لطبيعته
نزلت تلك التصريحات علي قلب كل من محمد و عز جلدته و كأنها مادة كاويه ټحرق كل ما تقابله أمامها بدون رحمة
إنهار داخل محمد علي شباب صغيره الذي سيخطفه ذاك المړض الصعب إلي المۏت الحتمي
أجابه الطبيب بنبرة هادئة ٠٠٠ كل شئ بأمر الله يا حاج أنا هبذل كل جهدي لكن الموضوع صعب بجد و محتاج متابعة و أول حاجة لازم تحصل هو إن الأستاذ أحمد يتحجز في المستشفي علشان نقرر العلاج المناسب لحالته و يتحط تحت الملاحظة الطبية
نكس محمد رأسه بيأس و تحرك عز إليه و أصطحبه و خرجا معا و أستقل السيارة التي قادها عز
تحدث عز لذاك الجالس بجانبة و يعتصره الألم ٠٠٠ أرجوك يا حاج تحاول تهدي و تهون علي نفسك علشان صحتك ما تتأثرش و أحمد إن شاء الله هيبقا كويس و هيصحي
إبتسم لإبنه بمرارة و تحدث بوهن ٠٠٠ إنت بتضحك علي نفسك و لا عليا يا عز هو المړض ده لما بيصيب حد بيبقا ليه قومه تاني
تحدث عز بيقين و إيمان بالله القادر علي كل شئ ٠٠٠ خلي إيمانك بالله قوي يا حاج و خليك دايما متأكد إن ربنا قادر علي كل شئ و إن شاء الله يظهر لنا قوته و قدرته في شفاء أحمد
هز محمد رأسه بيقين و أردف قائلا ٠٠٠ و نعم بالله العلي العظيم
عاد عز و محمد إلي المنزل و جلس بصحبة أحمد و أخبروه بالحقيقة في محاولة منهما بإقناعه بالذهاب إلي المشفي و المكوث بداخلها لفترة محدودة
بعد مدة أخرج أحمد صوته بصعوبه متسائلا بنبرة صوت يائسة ٠٠٠ الدكتور قال لكم فاضل لي قد أيه و أقابل وجة كريم
نزلت كلماته تلك علي قلب عز زلزلته و تحدث محمد بنبرة حازمة ناهرا إياه بشدة ٠٠٠ مش عاوز اسمع منك و لا كلمة عن الموضوع ده إنت فاهم إنت هتخف و هتبقي كويس و هتربي ولادك و تعيش لحد ما تجوزهم بنفسك
و نظر له قائلا بضعف واهن ٠٠٠ و يكون في معلومك محدش هيحل عليا الكفن غيرك إنت يا أحمد خليك قوي يا أبني علشان خاطر أبوك الضعيف
إبتسم بمرارة يائسا من وضعه و نظر لأسفل قدمية منكس الرأس مفضلا الصمت
و بالفعل أحتجز أحمد داخل المشفي مدة أسبوعان و قد تحسنت حالته بعض الشئ بفضل جرعة الأدوية المناسبة لحالتة والتي قررها الاطباء بعد مراقبة حالته و الفحص الجيد له و لكن اخبرهما الطبيب ان هذا التحسن للأسف سيثبت عند هذا الحد لأن الحالة معقدة و النهاية الحتمية له هي المۏت الأكيد و كل ما بيدة ليفعلة لأجلة هو أن يحقنه بالمسكنات المناسبة كي يمارس حياته دون أن يشعر بذاك الألم الممېت
جاء حسن من أسوان إلي المشفي لمؤازرة شقيقته الغالية التي إنقلبت حياتها رأس علي عقب فور تلقيها خبر مرض زوجها القاټل
جلس بجانبها بعد أن إصطحبها إلي الأسفل داخل حديقة المشفي لتتنفس الهواء النقي و لو قليلا بعيدا عن رائحة الأدوية التي تقبض النفس و تؤرق النفس
أمسك كف يدها و وضعه بين راحتيه بحنان و تحدث إليها بإطمئنان ٠٠٠ مټخافيش يا حبيبتي إن شاء الله أحمد هيقوم بالسلامة و هيبقا كويس و زي الفل !!
ردت عليه متلهفة بنبرة ضعيفة ٠٠٠ إدعي له يا حسن إدعي له و إنت بتصلي إن ربنا يشفيه و يقوم لي أنا و أولاده بالسلامة
أجابها بإبتسامة حانية كي يضع الطمأنينة داخل صدرها ٠٠٠ إن شاء الله ربنا هيشفيه يا حبيبتي و هيرجع أحسن من الاول كمان. خلي يقينك بربنا كبير يا ثريا !!
أردفت قائلة ٠٠٠ و نعم بالله العلي العظيم
دلف عز من بوابة المشفي بعد إنتهاء دوام عمله كي يقوم بزيارة أخيه و متابعة تطور حالته مع الاطباء مثلما يفعل كل يوم منذ أن تم إحتجاز أخيه بالمشفي
وجدهما يجلسان فأقترب منهما و أحتضن حسن برعاية و حنين و جلس الجميع ثم تحدث إليه بنبرة ملامة ٠٠٠ مش ناوي تعقل بقا و ترجع