رواية جوهرة بين اغلال الشيطان بقلم مني ابو اليزيد
إيه في حياتي
وكزتها بخفة في ذراعها كنوع من تأنيب الضمير قائلة
يا بت أنت هبله ده الحال طايلني وطايقلك بس الفرق إن عايشة لسه على النفقة بتاعته عقبال ما ربنا يفرجها ولو أشتغلت مش هيبعت حاجة
ظل حوار قليل بينهما خرجت مسرعة من البناية لقد حان الوقت لتسير حتى تصل في معادها المضبوط ما لا تعرفه أن تجد ما يعطلها بوجه المشمئز
عايز أشوف علي
أصدرت ضحكات عالية لكنها لحقت نفسها حين أدركت بوجودها في الشارع أشارت لها بالولوج للداخل قائلة بسخرية
أتفضل جوه لو وافق يشوفك
لم يتمالك نفسه أمسك ذراعها بقوة بوجه ملئ بالشړ هدر پعنف
ما أنت السبب
تأوهت من الألم وهي ترد عليه
اهااا ما أنت السبب شايف أسلوبك عامل أزاي كفاية اللي عملته فيا
ترك يديها مسلط بصره المليئة بالسخرية قوس فمه بابتسامة عارمة قبل أن يتفوه
تردد عبارته على مسامعها وقعت على أذنيها كوقع الصاعقة أرادت أن تتخلص من تلك الذكريات المؤلمة فردت عليه بيأس
تقول إيه بقي كنت هبله وصغيرة فرحت بدكتور أتقدم لي معرفش أن هو شيطان
كور قبضة يده بشدة حتى أبيضت برزت عروقه الخشنة في الظهور كان على وشك التحول عليها قطع ظهوره صريخها عليه عندما أضافت حديثها
هبط أصيل السلم بسرعة لكي يلحق معاد الشغل جاب عينيه جوهرة وهي تضع الطعام على مائدة الطعام أشاح وجهه للاتجاه الأخر رافض ظهورها أمامه بعد ما حدث بالأمس زاح المقعد للخلف بحنق دون أن يتفوه بكلمة حملقت به بعينيها بتعجب حاولت أن تصمت القليل من الضيق الذي اعتري داخلها فأردفت قائلة
فحاجة أنت اللي كل حياتك غلط في غلط
استدارت للخلف بقوة سرعان ما عادت تنظر له بتعجب مرة أخري عندما هتف
استني
انتظرت أن يكمل حديثه باغتت عندما كان الصمت سيد الموقف جزت على أسنانها من الغيظ قائلة بحنق
الكلام تقيل على لسانك لدرجاتي
كان معها حق الكلمات لا تستطيع الخروج على لسانه بتلك السهولة التي يتصورها حاول اكتمال حديثه فقال بوهن
كادت أن ترد عليه لم تستطع بسبب قرع جرس الباب حركت قدميها لتفتح بسرعة وجدت أحد الخدام يتقدم اتجاه الباب بخطوات سريعة اخترقت أذنيها كلماته التي أدت إلي امتلاء وجهها بالصدمة
كل واحد هنا ليه وظيفته أنت مهمتك الطبيخ والسفرة بس
فكرت في طريقة تلقنه درس مفيد في الحياة وكالعادة بطريقتها حركت يدها لكي تشرح له مع بابتسامة مرسومة على ثغرها قائلة
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاپ المائدة
وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامي عليه صدقة كل يوم يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة عليه الصلاة والسلام
نهض عن مقعده باندفاع تلاشي الطارق ركز على حديثها مضغ وجهه بالڠضب اللعېن أصبحت أنفاسه لهثه لا أحد يستطيع السيطرة عليها نتيجة رفع معدل ضربات قلبه هدر پعنف
هو أنا تلميذ كل شوية تديني درس في الدين أنا بصلي وبصوم وعارف ربنا بس حاطط قواعد في الفيلا عشان بحب النظام مش أكتر من كده
ردت عليه بجمود أكتر
والظلام اللي حابس نفسك فيه ومجبر الكل عليه ده نظام
كان كالقط والفأر يتحدان بعضهما البعض مداولات عدة حدة تمت بينهما دون اهتمام لمعرفة الطارق لم يستطيع إيقافها سوي صوت الطارق الذي كان يتتبع حوارهم بصمت تام اكتفي أن يراقبهما حينها تأكد من ظنونه إن مجيئها لهذا القصر سوف يخرج أصيل من الظلام إلي النور قال بحدة
إيه اللي بيحصل هنا بالظبط
أمعن أصيل بصره على الطارق اكتفي بكلمة واحدة استطاعت أن تعرف من هو
جدو
أشار إلي جوهرة دون أن ينظر لها تعمد فعل هذا لكي يشتت انتباه حفيده منع أن يجعله يري أي تعبيرات غريبة تحل وجهها شاط غاضبا
مين دي بتجيب بنات الفيلا
لا يقبل الإهانة له ولها هز رأسه بالنفي قائلا بسرعة الصاروخ
لا يا جدو دي الطباخة الجديدة بس لسه مش عارفة نظام هنا بعرفها بس هي عنيدة شوية
دخلت جوهرة في الحوار متسائلة
مين دي اللي عنيدة أنت اللي حياتك غلط في غلط
اقترب يمسك من ذراعها لم يكتمل صدرت صياحا عاليا اشتعلت عينيها كجمرتين من النيران أرسلت لهيب عينيها له ترفض فعلته قررت تهاجمه لتلك الفعلة التي كان ينوي فعلها لكن صريخها منع فهتفت
أنت أتجننت عايز تمسك مستحيل أسمحلك بكده أنا
قطع حديثها لم يقصد أي شيء سيء أراد أن يجعلها تكف عن الحديث فقط
إيه اللي أنت بتقوليه ده كل اللي أنا عايزه أنك تسكتي أنا مش قصدي حاجة وحشة
رفع محمد أصبعه في وجههم تبدلت نبرته لتصبح حادة
إيه اللي بيحصل هنا بالظبط لازم أفهم
تعمد أنه تذكر شيء ما ضم أنامله لبعضهما البعض تابع حواره
ثانية واحدة أنتوا أزاي قاعدين من غير محرم
رد أصيل عليه بشراسة
باباها معاها مش لوحدها معرفش هو فين دلوقتي
دخلت جوهرة في الحوار بعد ما فرست ملامح عدم رضا على ثغرها قائلة
هيكون فين نايم في الاوضه مش بيتحرك كتير وبياخد علاج بينيمه كتير
الصبح
حدق محمد عليهما
بصرامة حاول اختراق حياتهما
مهما يجد من حروب مقاومات جدران تحطمه سوف يصل إلي هدفه وصلت أماله وأمنياته إلي سقف الحائط قال بعند
يبقي هبات هنا عشان أبقي معاكوا الصبح شكل خناقتكم هتبقي كتير
قام حمزة من مكانه اتكأ على مكتبه نظر إلي النادل نظرة جعلته يشعر أنه يغرق وسط بركان من الڠضب براثن الڠضب استحوذت كيانه كله عندما علم بعدم مجيء حنان حتى الآن فشل في تفسير هذا الموقف هب باندفاع للخارج اختار أحد الطاولات التي يستطيع يري من بالخارج نظر إلي عقارب الساعة الموضوعة في معصمه هوي قلبه إلي قدمه أحمر وجهه من الخۏف لقد تأخر الوقت حتما سرعان ما تبدد حاله من الخۏف إلي الاطمئنان اليأس إلي الأمل الحزن إلي الفرحة رغم تمكنه من تلك الشعور إلا أنه قرر أن
يفعل نقيضه عندما وجدها تقترب لا يقع ضحېة من ضحاېا الضعف
منذ أن ټوفي والديه أصبح مسئول عن نفسه الصمود والقوة عنوانه في الحياة رفض الضعف أن يدخل حياته حتى يستطيع مواجهة الدنيا فالدنيا كبيرة بها الكثير من المتاعب جبر على طريق يتبعه دون إرادته
جلس كالتمثال لا يصدر أي تعبيرات اقتربت ببطء بقلب يهلع من الخۏف بسبب نظراته الموجهة عليها أردت أن تنشق الأرض وتبلعها وقفت أمامه بوتر أدي إلي سقوط حبيبات العرق على جبينها ثم قالت بأسف
أنا أسفه بس ڠصب عني
أصل أبني كان تعبان
متعود على خلف أعذار فبالتالي رد تلقائيا دون وعي
وأنا مالي باللي بتقوليه ده
وقفت حنان أمامه كالبلهاء لا تعرف ماذا تفعل معه حاولت لتجد كلام مناسب ها هو بكل سهولة يجد كلامها غير مهم التزمت الصمت ولم تعقب بأي كلمة إذا اضطرت الظروف ألا تعمل في المطعم ترحب بهذا ولا تبوح بحياتها السابقة ووجوده في حياتهم
من وجهة نظرها زوجها السابق لا يشرف في أي مكان على الرغم أنه طبيب ويملك مستشفي لكن إذا
بحث عنه سوف يعرف أنه يعمل في تجارة الأعضاء ما يشبه بالشيطان ما أنقذها من تلك الورطة هجومه عليها بقوله
بتقولي إيه أنتش أتجننت
سعت عينيها من الصدمة وبخها بصفته لها بالجنون من هو الذي يملك قدرات عقلية غير متزنة من دقيقة رفض عذرها حاليا غير رأيه فقالت بسرحان
ليه
نهض من مكانه رمقها بنظرات ممېتة جعلتها ترتجف وضربات قلبها بزيادة مستمرة لم يهتمم لحالتها ركز على جملتهاأبني كان تعبان هتف بعتاب كبير
أيوة أتجننت أزاي أبنك تعبان وتيجي ده أكتر لحظة هيحتاجك فيها ويبين أنك أم كويسه وحنونة وأنت همك الشغل فين ابنك فين أبوه من كل ده
خاېفة اترفد من الشغل هصرف عليه منين
فشلت في إقناعه لجعل هذا سبب ذهابها للعمل دون مرعاه أبنه حرم من حنان أبويه مبكرا فقد يقهم مس الحاجة للحنان أنقض بحديثه عليها كأسد يهجم على فريسته قائلا
ابوة فين
قالت ما يتمناه قلبها دون حسبان لما سوف يحدث حول كل منهما لم تعرف ماذا سيحدث
وإن تلم الكلمة سوف تدفع ثمنها مرات ومرات كثيرة
ماټ
كلمتها كانت كالدواء المهدئ سكن أعصابه أصبحت هادئة فقال بنبرة عادية
طيب روحي البيت لو حصل حاجة كلميني
دس يده في جيب بنطلونه أخرج حافظة النقود الخاصة به طلع كارت للمعرفة الشخصية مقدما لها مدت يدها ببطء تلتقطه متجهه للرحيل ما يحدث لها كان بمصلحتها للتنفس ولو لمرة واحدة تضحك لها الدنيا لبعض لحظات هذه المرة تأخذ قسط من الراحة فور رؤية وسماع أشخاص يسبوا غليان في قلبها تلك المرة تأخذ عدد ساعات من الراحة بعد مدة من العڈاب لتنفرد مع أبنهما لوحدهما
لكل شيطان دوافعه وأسلحته أحيانا تتمثل في أشخاص بالفعل تحقق هذا عندما تمثل هذا في مرام كانت الذي الجميع بل سم يسير في دمائهم دون رؤيته قرعت جرس الباب مرات متتالية دون توقف بوجه يزفر من الضيق لا ترحب بتلك الخطبة لكنها مضطرة لفعل ذلك
ولجت للداخل فور ما فتح الباب لم تكن تعلم بالتيار الجارف الذي ينتظرها على هيئة جوهرة عندما قالت
براحة فزعتيني قولت في مصېبة حصلت
رمقتها بنظرات محرقة شعرت بالضيق من وجودها تتصرف كأنها صاحبة القصر لذلك قالت بسخط
أنت بتكلميني كده ليه نسيتي نفسك
ردت عليها بحدة هي تعمل ما تحبه على الرغم من امتلاكها الشهادة العليا لا تقبل ما يقلل شأنها
احترمي نفسك أزاي تكلميني كده
رفعت أصبعها لأعلى بتحذير قائلة
لا بجد ليك مقام قوي يعني ده أنت حتة طباخة لا راحت ولا جت
ظهر أصيل أمامهم يثور عليهن بحديثه حتى يكفا عن الحديث
في إيه مالكوا
ثبتت مرام بصرها عليه استخدمت الدلال حيلة لتمنعه من توبيخها هاتفة
يا حبيبي هي اللي غلطت فيا الأول مش قادرة أقف برن الجرس بسرعة و
قطعت جوهرة حديثها قائلة بسخط
هي اللي معندهاش صبر هو اللي ببيفتح وراء الباب أنا بعد كده هفتح الباب لو أنا جنبه وهساعد أي حد أساسا نظامك غلط
قوس فمه بابتسامة عارمة أمعن بصره عليها ليطلب منها طلب بدم بارد
أعتذر لها يا جوهرة
مستحيل ده يحصل أنا أعتذر لدي واحدة جاية تزور خطيبها بليل بدون حياء
لحظات شعر فيهم أدهم أن الزمن توقف أصبح بلا وعي يقف أمامهن لكي يختار ينصف من اكتست الحيرة على ملامحه غرق في شتي من الأفكار ليقرر من يختار سيطرت