رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الالفي
داخل القاعة وبدأت فقرات الحفل بأغنية بنت أبويا
أحت ضنها فاروق وتمايلت مع والدها على نغمات تلك الأغنية وعيناهم مغرقة بالدموع
صوت رنة المفتاح في الباب ساعة اما توصل
ومكالمة نص اليوم لما من غير داعي تسأل
والزعيق من ورا قلبك لما اصالحك وتتقل
وحضنك اللي بنسي قبله ليه كنت بزعل
رأيك اللي كله حكمة صوتك حفظته
كل موقف يوم زعلني وبعدين فهمته
بنت ابويا واه يا بختي بعمري وياك عشته
بيقولوا لي إني شبهك إني زيك حتة منك
روحي روحك واخدة قلبك في المشاعر والكلام
بيقولوا لي اللي شافوكي كتير لاقوكي بنت ابوكي
ده في سلامه واهتمامه يا بختي قالوا بنت ابويا يا
سلام
لما تقلق وانا اخبي لتزعل عشاني
وأما في طريقنا نسافر ونشغل أغاني
پتخاف تكسفني وتحسسني انك كاشفها
انت سندي وانت ضهري وصاحب عمري كله
لما بشكي لما بحكي من غيرك اقول اقوله
اللي مهما كبر سني هفضل اعيش في ضله
يا حبيب يارب يخلي صوتك العمر كله
بيقولوا لي إني شبهك إني زيك حتة منك
روحي روحك واخدة قلبك في المشاعر والكلام
بيقولوا لي اللي شافوكي كتير لاقوكي بنت ابوكي
كانت تقف
مبتعدة تراقب وعلى وج هها أبتسامة انتصار ثم قالت بغيظ
الحړب بدأت من دلوقتي يا سليم والشاطر إللي هيضحك في الآخر
ثم غادرت القاعة قبل أن يراها أحد واستقلت سيارتها تقودها إلى حيث وج هتها
على جانب أخر من القاعة
وقف سراج خلف فريدة قائلا بأعجاب
دارت وج هها تنظر خلفها وتوردت وج نتيها بخجل ثم قالت بثقة
أنهاردة بس
لاحت ابتسامته وقال
لا الحقيقة من يوم ماقبلتك وأنتي زي القمر
تنحنح قائلا
تسمحيلي بالرقصة دي
نظرت لي ده الممدودة ورفعت حاجبيها من دهشة ثم ابتسمت ابتسامة طفيفة واجابته قائلة
ماينفعش طبعا
ليه
أنت بتتكلم جد ولا بتهزر عشان لو بتتكلم جد أنا هزعل بجد
أسف لو كنت زعلتك بس طلبي دة بحكم القرابه اللي بينا بعتذر مرة تانية
أبتلعت ريقها بتوتر وهزت راسها نافية
حصل خير
أبتعد عنها بضيق بعدما رفضت عرضه وتحجج بانشغاله بالمدعوين
باد بوي وهتتعبني معاك
أما عن الثنائي الشارد أقترب منه شقيقه ثم همس بجانب أذنه وأبتعد عن الكوشة قاصدا الشاب المسئول عن الدي جي وطلب منه أشعال أغنية رومانسية
تشجع سليم وضغظ زر المقعد ليسير به ومد ي ده لحياة أندهشت من فعلته وسحب كفها بثقة فسارت بجواره وهي لا تفهم شيء جذبها إليه لتسقط على أرجله وتلاقت أعينهم بصمت تعالت دقات قلبها بذلك القرب أما هو فاشرقت إبتسامته ودار بها وكأنه يتراقص معها على صوت النغمات الهادئة وذراعيه يحت ضن إياها بتملك داخل أحض انه ثم مال على أذنها هامسا
أبتسمي عشان ماحدش يشفق عليكي على الأقل قدام الناس
هربت الكلمات من جوفها ولم تستطيع التفوه بقربه الزائد ولكن تعالات اصوات التصفيقات الحارة علي هذا الثنائي الرائع
أنقضى الزفاف سريعا وودعوا العائلة متوجهين إلى جناحهم الخاص فقد سبقه أسر أما هو فظل ينتظر لزو جته التي تودع عائلتها بالاحضان والقبلات والدموع المنهمرة وكأنها ستهاجر ولم يعدو يلتقون بها
بعد لحظات قليلة دلف هو داخل المصعد الكهربائي ونظر لها بدهشة عندما هزت راسها نافية وقالت برفض
أنا لا يمكن أركب ده وأكون معاك في مكان واحد
ضحك سليم على هيئتها الخائڤة فهو على علم بأنها لديها فوبية من المصاعد ولكن لن تعترف بذلك
الفصل السادس والعشرون
بعدما تداركت ما فعله لتو أبتعدت عنه پغضب وقالت بأنفاس لاهثة
أنت إزاي تعمل كدة مين سمح لك تقرب مني بالشكل ده لا مش عشان اتج وژنا خلاص هيكون من حقك تقرب مني لا يا استاذ يا محترم جوا ژنا ده قدام الناس وبس لكن أنا رفضاك من جوايا ومجبورة عليك ومجبورة أكمل في اللعبة السخيفة إللي أنت عملتها
نظر لها بجمود وقال بلامبالاة
أنا سليم السعدني ومش مراتي إللي هتمنعني عن حقوقي الشرعية اللي من حقي أخدها وقت ما أحب بس أنت ملتلزمنيش وقريت منك بس عشان الفوبية اللي عندك حبيت أساعدك مش أكتر
توقف بهما المصعد حيث الطابق المنشود الذي يوجد به الجناح الخاص بهم
وضعت كفها على قلبها بتوتر وغادرت المصعد بأنفاس لاهثة متقطعة تحت أنظاره المبهمة تحرك هو بدوره ووضع الكارت الخاص بفتح الجناح ثم دلف وهي لحقت به حاولت تنظيم أنفاسها أغمضت عينيها عدة ثواني وهمست بصوت خاڤت مرددة الاعداد من واحد إلى عشر
كان يراقبها ويبتسم على طفولتها وعندما فتحت عيناها أعطاها ظه رها واستقام واقفا وترك المقعد المتحرك جانبا ونزع عنه السترة ورابطة العنق والقاهم أعلى مقعد منضدة الزينة ثم وقف أمام خزينة الملابس وجلب المنامة الموضوعة داخلها ثم دلف المرحاض الملحق بالغرفة وتركها متسمرة مكانها
زفرت بضيق وتقدمت بخطوات واسعة إلى حيث الشرفة فتحتها على مصرعها لتداعبها نسمات الهواء تطلعت للسماء وحدقت بالنجوم اللامعة وظلت على ذلك عدة دقائق
غادر