رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الالفي
يشرفون على البوفيه ويتلفتون بين الحضور ليتاكدون بأن كل شي يسير على ما يرام
اما عن العروسان الأشقاء انتهى أسر من أرتداء حلته السوداء وهندم شعره بعناية ثم نثر عطره ووقف يتطلع لشقيقه الشارد ومصفف الشعر الرجالي ينثر له المثبت أعلى خصلاته القصيرة وكأنه بعالم اخر لم يستمع للشباب الذي يهتف متسألا
تبسم أسر وربت على كتف الشاب وقال
تسلم انت يا منعم تقدر تنزل الفرح تحتفل مع الناس
ابتسم له بود وغادر الغرفة وهو يبارك لهما ذلك الزو اج
نظر أسر لساعة ي ده ليجد بأنها تجاوزت الساعة الرابعة عصرا ربت على كتفي شقيقه لينتبه له وقال
الساعة بقت أربعة يا سليم يعني المأذون على وصول اجهز يا عريس عشان كتب الكتاب
ميلو لوحدها هروح أطمن عليها عشان ما تح سش أنها من غير حد نتقابل في القاعة
عودة لجناح حياة
كانت وحدها بمنتصف الغرفة بعدما تركتها فريدة لكي تخبر والدها بأن حياة انتهت من التحضيرات وعليه ان يصعد إليها لكي يصطحبها
لزو جها
كانت تتطلع لهيئتها داخل المرآة لتتفاجئ بفتاة تقف خلفها وعلى وج هها أبتسامة سمحة قالت
نهضت عن مقعدها ونظرت لها قائلة بتسأل
أنتي مين
تأفأفت بضجر وقالت
أنا نور مرات أسر
أكفهر وجهها وقالت بعدم تصديق
مرات أسر إزاي وميلانا تبقى مين وفرحهم انهاردة
ليكي حق تتصدمي بس مش مهم أنا وجودي هنا دلوقتي عشانك أنتي بصراحة صعبانة عليه ومش قادرة أسكت اكتر من كدة سليم ده شيطان على الأرض وهو سبب في دمار علاقتي بأسر
انهت كلماتها وغادرت الجناح قبل أن يراها أحد وتركت حياة شاردة بحديثها المبهم عن سليم
ولم تفق من شرودها إلا على صوت ولج سليم الغرفة وإغلاق الباب بالمفتاح
تطلعت له پغضب أما هو فظل يحدق بظهرها الجذاب بثوب الزفاف
حدجته پغضب وقالت
قفلت الباب ليه
عشان محتاج اتكلم معاكي ومش عاوز حد يدخل دلوقتي
أفندم في ټهديد تجديد تحب تضيفه
نهض عن الكرسي المتحرك واقترب منها يقف في مقابلتها ويتطلع لعيناها قائلا بصدق
أعتبري مافيش أي حاجة تجبرك على الجو از ولا في ټهديد وليكي حريه القرار تكملي ولا تبعدي
يعني ايه
هتف موضحا
يعني في اي دك دلوقتي ماتكمليش الجو ازه ومش هجبرك
استردت أنفاسها وقالت بصوت حاد وعيون تهدد لتساقط الدموع جاهدت في كپتهم وضړبت ص دره بقبضة الصغيرة وهتفت
لا بجد أنت بتفكر إزاي ده الذكاء الخارق ده يعني جاي في وقت الفرح والمعزيم مستنين ظهور العرسان وأهلي مافكرتش في أهلي وأنت جاي تقولي الكلام ده دلوقتي عشان أيه يا سليم باشا
عشان ماتح سش أنك جبرتني على الجو ازه لسمح الله لا بجد بتعرف تح س وعندك قلب ومشاعر
ثم انسابت دمعة هاربة وقالت بغصة
بس ده عقاپي وأنا راضية بيه عشان سكت على القرف اللي بتعمله وأنا أستاهل ربنا يعاقبني بيك
كان يود أن يم حي تلك الدمعة ويض مها لص دره ويحكي لها كل ما يخفيه داخله ولكن لم يقدر على تلك المواجهة الان
طرق والدها الباب فعاد سليم سريعا يجلس على الكرسي وفتح له الباب وهو يبتسم له
دلف فاروق بابتسامته الهادئة ووقف يتطلع لابنته بحب فغادر سليم الغرفة وترك الاب مع أبنته لينعموا بتلك الخصوصية
دنا منها واحت ضن وج هها بين راحتيه يتطلع لها والدموع تتلالا في محجرها وخرج صوته بصعوبة قائلة
بحمد ربنا وبشكر فضله أن عشت لم شوفتك بفستانك الأبيض وبأي دي هسلمك لجو زك
هتوحشي أبوكي يا قلب أبوكي
ابتعدت عنه برفق ثم رفعت اناملها لتمحي دموع والدها المسالة على وج نتيه وهتفت مازحة لتبدل دموعه لابتسامة
وبنتك على أتم أستعداد تروح معاك أنا أصلا بتلكك ههه
ضحك فاروق وقال
لا خلاص يا روح قلب أبوكي المأذون وصل يعني أدبستي هههه
تبطأت ذراعه وسارت جانبه وعندما غادر الجناح وجد ميلانا محت ضنه ذراع أسر اقترب فاروق منه بخطواته وقال
انزل انت يا عريس وأنا هسلمك بنتي التانية
أبتسمت ميلانا بسعادة وتركت ذراع أسر أحت ضمتهحا حياة وبعد لحظات كان فاروق بالمنتصف ويشبك ذراعه بابنته من جانب والجانب الاخر تتشبث به ميلانا وهبط سويا درجات الدرج وعندما دلفوا لداخل القاعة أقرعت الطبول والټفت الفرقة السورية
تقرع الطبل ويرقصون الدبكة السورية وبعد تلك الفقرة أقرعت الفرقة المصرية المزمار البلدي
ثم أقترب أسر يصافح فاروق ويصطحب عروسته أما عن حياة فسارت بجانب والدها يزفها إلى سليم الجالس بالكوشة منتظر عروسه
اللهم بارك لهم وبارك عليهم وجمع بينهم في خير أوصيك بوصية الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم
أستوصوا بالناس خيرا اتقوا الله في الضعيفين قال ومن هم الضعيفين يا رسول الله قال المرأة واليتيم
بعد عقد القرآن أشتعلت الموسيقى