رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الالفي
انتصر السحرة على الساحر وانقلبت لعبته ضده فهو
يعلم أن ما فعله هو الصواب من أجل انقاذ حفيدته وشركته من الخسارة
هتفت خديجة بقلق وهي تمسك بذراعي أبنها
سليم شاكر مابيهددش شاكر عاوز يخسرك اخوك اكيد نور وصلتله كلام
ماحصلش وهو مصدق حفيدته وعشان كده جاي يساومنا أرجوك يا بني
أبعد عن شاكر خالص عشان حياة اخوك أحنا ماصدقنا أن خد قرار الانفصال
ماتخفيش يا ماما شاكر مايقدرش يعمل هو بس ثرثار شويا و عنده علم
أن اقدر اخرصه بس أنا سايبة حلاوة روح مش أكتر أسر خط أحمر ولو
هو فكر يتعدا الخط ده مش هيكون في صالحه
يا بني يا حبيبي ريح قلبي وبلاش تقرب من شغله مش عشان خايفين منه
بس أنا بشتري راحة ولادي عشان خاطري
عشان عاوز حضرتك تطمني وماتقلقيش ادعي بس لأسر يرجع بالسلامة
هو أنا عندي أغلي منكم ادعيلوا ربنا يسعدكم ويريح بالكم ويعمر قلوبكم
بالانسانه إللي تستحقه وتصونه
ينفع الشحط إللي قدامك ده ينام في حضنك انهاردة ولا كبرت عليه
ابتسمت له بحنان ولمعت عيناها بفرحة ثم قالت
ربنا يخليكي يا ديچا قلبي
سحبت مقعده المتحرك ودلفت به المصعد وبعد أن توقف بالطابق الثاني
وغادروا المصعد حركت المقعد الى حيث غرفتها ساعدته على أن يمدد
نوم هادئ ابتسمت هي ودثرته بالفراش وظلت جواره تمسد على خصلاته
برفق وتتمنى داخلها أن يسعد قلبه ويحظي بالحياة التي يستحقها فهو
أسرة وينجب الاطفال
تنهدت بحزن عندما شردت لذلك التفكير ثم أغمضت عيناها هي أيضا ونامت
قريرة العين بجانب ابنها الحبيب
الفصل التاسع
كانت تسير حافية القدمين بمكان مظلم لا تعلم اين هي تتلفت حولها
كالتائهه التي ضلت طريقها وفجاة ظهر من خلفها كلب أسود كبير ينبح
خلفها ظلت تصرخ تستنجد بأحد لكي
خلصها من ذلك الكلب ولكن صوتها لم يكن مسموع
صړخت بكل قوتها وفتحت عيناها بفزع ثم انتابها نوبة من البكاء
يبدو بأنها كانت داخل كابوس مزعج
فتحت سناء عينيها عندما استمعت لصوت صړاخ حياة نهضت من فراشها
لاحضانها وظلت تهدهد عليها برفق وهمست بصوتها الحاني ما تيسر من
القران الكريم وضعت كفها اعلي جبين حياة وهمست قائلة المعوذتين
وسوره الاخلاص والفاتحة وختمت بأيه الكرسي ظلت ترددهم ثلاث مرات
متتاليه ثم ربتت على ظهرها وقالت
ماتخفيش يا بنتي شكلك كنتي بتحلمي عشان مغيرة مكان نومتك
همست حياة من بين دموعها وهي متشبثه باحضان سناء
كابوس فظيع يا عمتو
انتي بخير يا حبيبتي ماتقلقيش وانا هنام جنبك وماتحكيش اللي شوفتيه في منامك
أما
عن سناء فظلت تردد بعض الآيات القرآنية إلى أن غفلت هي الأخري
وكل منهما يحتضن الآخر بتشبث
في الصباح
أستيقظ سليم وجد نفسه بغرفة والدته ولكن لم يجدها سحب المقعد
وضبط وضع اقدامه عليه ثم ضغط زره ليسير به مغادرة الغرفة ليذهب
إلى غرفته لكي يبدل ثيابه ويتوجه إلى عمله
وبعد أن أنتهى من استحمامه وارتداء ملابسه تطلع لهيئته داخل المرآة
ومشط شعره ثم نثر عطره ونظر للمرآة ثانيا وجد عينان باكية تتطلع له
اغمض عيناه وعاد فتحها ليتأكد منما راءه ولكن لم يجد شئ ظن بأنه
صباح الخير يا ست الكل
ابتسمت له بحب وقالت
صباح الورد والفل والسعادة عليك يا حبيبي افطر الاول قبل ما تروح الشركة
حاضر يا قلبي
اعطته قطعة خبز توست دهنتها بعسل النحل
بالهنا يا حبيبي
التقطها من يدها
تسلم ايدك
ثم هتف متسألا
أسر ما أتصلش بحضرتك
هزت راسها نافيه وخيم الحزن وجهها
ربت علي كفها بهدوء وقال
ماتقلقيش هو بخير سراج اتصل بيه بس عشان فرق التوقيت بينا أسر عارف إن حضرتك بتنامي بدري بس هو كويس محتاج لدعواتك وبس
ربنا معاه ويرجع بالسلامة يا رب
يارب
ابتعد عن المائدة ثم قال
وهو يحرك مقعده
محتاجه مني حاجه يا ست الكل أنا هتأخر في الشركة اليوم هيكون طويل في تعين شباب جداد وهكون مشرف على تدريبهم بنفسي عشان سراج مش موجود
ربنا معاك ويوفقك يا حبيبي
عندما غادر الفيلا التقى بسائقه الخاص ألقى عليه الأخير تحيه الصباح ثم
فتح له باب السيارة الخلفيه وساعده في الدلوف لداخل ثم حمل المقعد
المتحرك ووضعه بحقيبه السيارة وعاد الي مقعده يجلس خلف المقود ثم
انطلق في طريقه إلى شركة السعدني
عندما استيقظت من نومها انتابتها نوبة من الاختناق عندما تذكرت الکابوس الذي راودها ليله أمس حاولت ان تزفر أنفاسها بهدوء ثم استجمعت
الاختناق والقلق اللذين يهاجمان تفكيرها الان
بعد أن انتهت وارتدت ملابسها المكونه من بنطال أسود يعلوه بلوزه ورديه
وكنزه طويله شتويه باللون الاسود ثم ارتدت حجابها الوردي الهادئ وحملت
حقيبتها السوداء وغادرت الغرفه لتجد عمتها تنتظرها أمام الطعام
هتفت حياة بهدوء
صباح الخير يا عمتو
صباح الهنا يا حبيبتي تعالي اقعدي جنبي لازم تفطري الاول
هزت راسها نافيه وقالت
بالهنا والشفا علي قلبك يا عمتو