الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفى

انت في الصفحة 32 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

الى ولده وزفر عاليا وهو يقول بلهجة التسليم بالأمر الواقع
أنا هقول لحضرتك على كل حاجه 
احترم أحمد صمت والده الذي تحدث بعد برهة زمنية
قصيرة قائلا بصوت خرج أجشا رغما عنه حزنا على صغيرته
كلمه يا أحمد عاوز أشوفه 
عقدت الدهشة لسان أحمد لثوان قبل ان يفيق من ذهوله ويتحدث بحيرة
نعم عاوز تشوفه يا حاج الموضوع خلص خلاص ومافيهوش فصال 
نظر عبدالعظيم لإبنه بنظرة مټألمة وصوت طغى الحزن على نبراته
أختك معاها بنتين منه يا احمد والبنات بيحبوه ومتعلقين بيه اوي واختك نفسها مش شايف حالتها ازاي دي مش حالة واحده بايعه 
ليفاجئهم صوت ضعيف ولكن بثقة
واحدة ضايعه بعد الصدمة اللي خدتها يا بابا 
نظر كلا من عبدالعظيم واحمد بدهشة الى مصدر الصوت لتفاجئا بمنة وهى تقف مستندة الى ذراع كلا من والدتها وايناس قام احمد من فوره وأجلسها بجانب والدها الذي احتواها بين ذراعيه مربتا عليها بحنان الابوة بينما أطلقت هي لدموعها العنان ولم تستطع أمها كتم بكائها بينما اكتفت ايناس بالوقوف جانبا وعينيها يغشاهما الدمع 
قال عبدالعظيم بمنطق الأب الحاني الحكيم
ليه يا منة خبيتي علينا 
منة من بين شهقات دموعها
نظر الجميع الى هذا النمر الجريح الذي اندفع الى الداخل بعد أن فتحت له هنا ابنته فأشار اليها بالصمت ودعاها للحاق بأخوتها بينما تتبع هو صوت الجميع الذي قاده الى غرفة الجلوس ليصطدم سمعه بعبارة منة التي كانت كالسهم الذي نفذ الى صدره 
شهقت منة وهى ترفع رأسها من فوق صدر والدها الحامي هاتفة بعدم تصديق
سيف 
فمن كان يقف أمامها لم يكن هو أبدا سيفها حبيبها ووالد بناتها لقد كان شبحا يثير الذعر لمن يراه 
كانت لحيته قد استطالت فلم يشذبها منذ تركته منة كعادته وكانت ثيابه مجعدة وكأنه لم يبدلها منذ وقت طويل واحاطت بعينيه هالات سوداء وأصبحت وجنتيه غائرتين داخل وجهه ولكن ما لمسها حتى العمق تلك النظرة الضائعة التي اعتلت ملامحه 
اقترب سيف منها وتحدث الى والدها بينما عيناه طفقا يشبعا جوعهما الى ملامح معشوقتهما بنهم شديد
أنا جيت لغاية عندك يا عمي أي حاجه تطلبها منة أنا موافق عليها بس أرجوك يا عمي خليها ترجع معايا أنا مش طايق البيت من غيرها هي والبنات حياتي كلها اتلخبطت من غيرهم 
نظرت اليه منة پغضب تأجج ما ان سمعت صوته وقد ذهب شعور الشفقة الذي داهمها حياله ما إن وقع نظرها عليه أدراج الرياح بينما تحدثت عواطف بغيظ واضح
إنت ليك عين كمان ليقاطعها صوت والدها الجهوري قائلا بصرامة
أم منة صمتت عواطف على مضض في حين أكمل عبدالعظيم بحزم
عواطف خدي بنتك وادخلوا جوه 
قامت منة بمساعدة والدتها يساندها احمد الذي تركها لتتلقفها ايناس وغادرن الغرفة بينما يلاحقها سيف بنظرات مشتتة كاد يركض اليها ما ان سارت بمحاذاته مغادرة يكاد يجن من فرط شوقه إليها قاطع صوت عبدالعظيم استرسال افكاره ونظراته الملاحقة لطيف محبوبتها بلا هوادة قال عبدالعظيم بجدية وهو يشير الى أحد المقاعد
اتفضل يا سيف اقعد علشان نعرف نتكلم 
جلس سيف بينما اعتلى وجهه تعبير لهفة واضحة وما ان استقر عبدتاعظيم في مقعده أمامه حتى هتف 
انا عارف إني غلطت ومستعد لأي ترضية تطلوبها بس متحرمونيش من مراتي وبناتي 
تقدم أحمد الذي كان يقف على بعد خطوات قليلة منه وتحدث بصوت مكتوم غيظا وڠضبا
انت بتستعبط هو اللي انت عملته شوية 
قاطع صوت عبدالعظيم الجهوري ابنه
احمد بهدوء علشان نعرف نتفاهم ثم عاود النظر الى سيف متابعا بحسم
ايوة يا سيف انا سامعك و انت معترف بغلطك وعاوز مراتك وبناتك صح
ليجيبه سيف بلهفة واضحة
آه أكيد أنا مقدرش أعيش من غيرهم ثانية واحده الايام اللي فاتت دي كانت سنين بالنسبة لي ولولا اني حبيت منة تهدى الأول كنت جيت وراها من اول دقيقة 
عبدالعظيم ببرود وهو يطالعه بنظرة أسى
للأسف يا سيف غلطتك مش بسيطة دا لو سميناها غلطة لأنها مش غلطة يا سيف دي چريمة في حق نفسك ومراتك وبناتك وفي حق ربك قبل أي حاجه ومن غير كتر كلام بنتي مش هتوافق وأنا مش هضغط عليها اللي حصل مش خڼاقه عادية سمعتها كلمتين ولا حتى رفعت ايدك عليها لا يا سيف الموضوع أخطر وأكبر من كدا

بكتير 
سيف وقد بدأ تماسكه الواهن يتزعزع
يعني ايه قصد حضرتك ايه 
عبدالعظيم وهو يقف انهاءا للنقاش
علشان اكون صريح معاك يا سيف مش من مصلحتك انك تسألني دلوقتي قصدي ايه لأني لو عليا هقولك مالكش لا زوجة ولا بنات عندي أمشي دلوقتي يا سيف بس أنا مش هقدر أوعدك بحاجة 
وقف سيف ناظرا اليه پخوف حاول اخفائه بينما فضحه نبرات صوته المهزوز
يعني همشي من غيرهم نظر اليه محاولا التماسك وهو يتابع
أنا همشي بس قبل ما أمشي عاوز حضرتك
تعرف حاجه مهمة أوي أنا غلطت واعترفت بغلطي ومستعد لأي حاجه إلا إني أبعد عن مراتي وبناتي أنا هرجع تاني والمرة الجاية يا ريت نقدر نتفاهم أحسن من كدا أنا مقدر طبعا غضبكم علشان منة لكن ربنا غفور رحيم وانا غلطت وتبت وندمت و ياريت حضرتك تبلغ منة رسالتي أنا متمسك بيها هي وبناتي طول ما أنا عايش ومهما حصل عمري ما هسمح أنهم يبعدوا عني سنتيمتر واحد عن اذنكم 
وانصرف تاركا احمد ينظر في أثره پحقد بالغ بينما يتابعه عبدالعظيم بنظرات خيبة الأمل والأسف 
بعدين يا عبده هنسيب البنت كدا زفر عبدالعظيم بيأس ونظر الى زوجته التي لحقته الى غرفتهما تاركة منة في عهدة إيناس نظر اليها بحزن وقال وهو يهز برأسه بأسى
هتبقى كويسة ان شاء الله منة قوية يا عواطف وعقلها كبير بس لازم نسيبها تهدى شوية اللي عمله جوزها مش بسيط ولا سهل 
عواطف پغضب
أنا مش مصدقة ان سيف يطلع منه كدا مصدقتش نفسي وايناس بتحكيلي بعد ما سبناكم الا صحيح هو قالك ايه يا عبده 
أجاب عبدالعظيم
مش مهم اللي قاله اللي قاله انا متوقعه سيف مش هيفرط في مراته وبناته المهم هو هيعمل إيه علشان منة تقدر تسامحه المهم مش عاوزك تفتحي معاها كلام خالص دلوقتي انت شايفه البنت اعصابها مش مستحمله انا عموما بفكر أننا نسافر نغير جو في أي حتة اجازة نص السنة خلاص كم يوم وتبتدي وفرصة احمد موجود أهو ايناس تلهيها شوية 
أشادت عواطف قائلة
تسلم افكارك يا عبده فعلا لما تغير جو انا متأكده انها هتبقى أحسن ان شاء الله 
أمن عبدالعظيم قائلا
ان شاء الله يا عواطف ان شاء الله 
كانت ايناس جالسة بجانب منة في غرفة الجلوس بعد أن استعادت منة قواها أخيرا وكان قد مر على قدوم سيف يومين كان خلالها يهاتف والدها للاطمئنان منه عليها وعلى بناته فلم يكن أحمد ليجيب اتصالاته وأراد سيف أن يترك لمنة مساحة كافية للهدوء والتفكير في أمرهما مليا وإن لم يكف عن ارسال رسائل حب وشوق ملتهبة تجعلها تبتسم حينا وتبكي أحيانا 
صوت رنين جرس الهاتف قاطع الحديث الدائر بين ايناس ومنة لتجيب ايناس وبعد ثوان لاحظت منة لون ايناس الذي شحب فجأة وسمعتها تشهق هاتفة بذهول
ايه انتي بتقولي يا سحر انتي متأكده أمتى الكلام دا حصل أنصتت قليلا لتنهي المكالمة ودموعها تنهمر تغسل وجهها قامت منة متجهة اليها وهي تسألها في خوف وترقب
فيه ايه يا ايناس سحر قالت لك ايه خلاكي كدا 
تكلمت ايناس بصوت متقطع من بين شهقات بكائها الحار
نشوى نشوى يا منة و هتفت منة وقد تلفت أعصابها
مالها نشوى يا ايناس 
لتجيب ايناس بنواح
لتصرخ منة هاتفة بذهول
إييييييه 
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي صدق الله العظيم الفااااااتحة 
أنهى الشيخ تلاوته وقام المعزون بتعزية والد نشوى الذي يقف يتلقى عزاء وحيدته التي لم تكمل عامها الثلاثون بعد في خيمة العزاء التي نصبت في حديقة القصر لتلقي العزاء في وحيدته بينما جلسن النسوة مع والدتها داخل القصر 
تقدمت منة وايناس برفقة سحر للسلام على والدة صديقتهم وتقديم العزاء كانت درية والدة نشوى كالضائعه نظراتها تائهة كانت تتمتم بكلمات غير مفهومة تحدثت منة بصوت خفيض مليء بالحزن
البقاء لله يا طنط ربنا يرحمها رحمة واسعة يارب ان شاء الله شهيدة 
رفعت درية عينيها الى منة التي واصلت
أنا منة يا طنط صاحبة نشوى الله يرحمها نشوى كانت أكتر من أخت بالنسبة لي 
وقفت الام بمساعدة سيدة تجلس بجوارها وقالت ودموعها تهطل مغرقة وجهها الخالي من مساحيق التجميل لأول مرة مما وشى بعمرها الحقيقي بينما شفتاها ترتجف بقوة تناولت منة يدها لتسندها وسمعتها تقول بصوت متقطع
انت منة كانت دايما تجيب سيرتك بكل خير كانت لسه فاكراك قبل ما ټموت بأيام قالت لي منة بس هي اللي بتفهمني 
اجابت احدى النساء الجالسات بجوارها يتابعن الحوار
صړخت درية قائلة
أنا اللي قټلتها قبله 
صعقټ منة وتبادلت النظرات مع ايناس وسحر وقالت

محاولة التخفيف عن هذه الأم الثكلى
ما تقوليش كدا يا طنط نشوى الله يرحمها كانت بتحبكم أوي 
لتتابع درية وكأن منة لم تتكلم
جاتلي قبل ما يحصل اللي حصل بيومين بتشتكي لي انها مش قادرة تستحمل خصوصا بعد بعد ما اټجنن خالص واتهمها انها عاوزة تموته ما كانش باين قودامنا خالص انه مش طبيعي ابوها زعق لها وقالها انها واحده مستهترة ومش قد مسؤولية بيت وجواز وامبارح بس عرفت انها حامل حبيبتي كانت طايرة من
الفرح وقالت لي هتحاول معاه انه يتعالج علشان خاطر ابنهم أو بنتهم اللي جاية في السكة بس بس مالحقتش لما قالت له انها حامل كدبها واتهمها انها عاوزة تخلص منه وتحطه في مستشفى المجانين و خلاها نايمة وخنقها بالمخدة هو دلوقتي في مستشفى الامړاض العقلية وانا انا خسړت بنتي خسرتها انا اللي لازم يعدموني مش هو انا وابوها السبب آآآآآآآآه يا بنتي حاولت منة أسكاتها ولكنها كانت هي الاخرى تذرف دموعا غزيرة حزنا على نشوى التي ذهبنت ضحېة اهمال الاهل و العنكبوت المسمى بالانترنت وكيف لا ومدحت قاتلها كان زوجها الذي تعرفت عليه من خلال هذه التكنولوجيا المتطورة التي جعلت ما كان صعبا أو مستحيل سهلا و يسير 
منة حبيبتي انت مش عاجباني من يوم ما رجعت من عزا صاحبتك الله يرحمها وانت قافلة على نفسك بقولك ايه قومي غيري هدومك وتعالي معايا انا وايناس هناخد العيال وننزل نشتري شوية حاجات ليهم لزوم المصيف 
اجابت منة والدتها 
معلهش يا ماما سيبوني أنا انا تعبانه مش هقدر ألف معاكم روحوا انتو وما تشيليش همي أنا هنام شوية 
عواطف توصيها بنفسها
طيب بس لو اتأخرنا عندك أم محمود خليها تحضر لك الغدا احمد وبابا انهرده مش هيتغدوا معانا كل واحد في شغله وانا وايناس احتمال نفوت ع النادي
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 53 صفحات