الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الشيطان المتملك بقلم ياسمين عزيز الجزئين

انت في الصفحة 6 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

كتفه ثم تنحنح لينظف حلقه قليلا لا يريد لأحد أن يرى ضعفه و إنكساره الذي يخفيه عن الجميع رفع رأسه ليجد هبة تحدق فيه بصمت و عيونها تتفرسانه بلهفة.... ما إن رآها حتى إنهارت جميع حصونه الواهية ليجذبها نحوه معانقا إياها بقوة متشبثا فيها كطفل صغير يبكي في حضڼ أمه...كتم صوت شهقاته بيده لكن هبة أحست باهتزاز جسده في أحضانها لتربت على ظهره بحنان محاولة مواساته بعد أن فهمت فحوى الحوار بينه و بين الطبيب في الداخل.... نجحت أخيرا في تهدئته بعد دقائق طويلة ليبتعد عن حضنها و هو يجفف عبراته بيديه قبل أن يردف بصوت مخټنقانا آسف يا بيبة مش عارف إيه اللي حصلي فجأة إنهارت و معتش قادر أكتم جوايا... ناولته هبة منديلا ورقيا ليأخذه منها و هو يحاول رسم إبتسامة خفيفة على وجهه لتقول هبة بصوت هادئ متحملش نفسك أكثر من طاقتها و بعدين انا مليش دعوة بكلام الدكاترة الفارغ داه... أنا أملي في ربنا كثير و انا كل يوم بدعي عشان يحقق حلمنا و انا متأكدة إنه مش حيخيب ظننا...دي آخر مرة تيجي فيها المكان داه..من النهاردة مفيش لا أدوية و لا تحاليل حنسيب كل حاجة لربنا لو قدر لينا إننا نخلف فالحمد لله و لو مقدرش نقول بردو الحمد لله..... ضمت يديه بين يديها و هي تضيف بنبرة عاشقة حنونةمش قلتلي إنك حتعتبرني بنوتك الكبيرة و مش عايز من الدنيا حاجة غيري و إلا إنت غيرت رأيك بقى.... تخرجه في كل مرة من ضيق أحزانه و تعوضه عن شعوره التقصير ناحيتها طوال سنوات زواجها به لم تحسسه و لو مرة واحدة بالنقص تواجه كل إهانات عائلته بصبر و لاتشتكي له ابدا... هذه هبة التي عشقها و إختارها من بين آلاف الفتيات يوما بعد يوم تثبت له أنه لم يخطئ ابدا بحبك يا أحلى حاجة في حياتي.... بحبك و مش عايز غيرك في الدنيا.... أجابته هبة و انا كمان يا قلب هبة. بعد اسبوع...... مساء في مستشفى البحيري فركت ليليان بتعب و هي تنحني برأسها قليلا لتستند بجبينها على سطح المكتب تنهدت و هي تغمض عينيها بارهاق من احداث الاسبوع الماضي....عملها الذي إستمر في المستشفى بعد أن رفض أيهم إستلام الإدارة و إكتفائه بالعمل بالشركة بعد إنسحاب سيف و عودته للعمل مع والده لم تذق طعم النوم منذ يومين لكثرة العمل و الذي إضطرها للمكوث في المشفى أغلب وقتها و من جهة أخرى أيهم الذي لا يكف عن ملاحقتها و محاصرتها في كل مكان بهداياه و مفاجآته الغريبة باقات ورود و مجوهرات ثمينة و فساتين ووو... فتحت أحد ادراج المكتب لتخرج منها علبة مخملية زرقاء داكنة لتفتحها فيظهر بداخلها خاتم ألماسي رقيق يخطف الانظار وجدته صباحا فوق مكتبها و معه وردة حمراء نسيت حتى اين وضعتها بسبب إكتظاط مكتبها بباقات الورد التي تصلها منه كل يوم... تذكرت الرسالة المرافقة لها و التي كتب فيها ايهم لها عن رغبته في رؤية الخاتم في يدها و سيعتبر ذلك دليلا على موافقتها على الرجوع له و البدء معه من جديد حياة جديدة مختلفة كليا عن الماضي الأليم الذي لم تستطع لحد الان نسيانه... همست بداخلها و هي تعبث بالخاتم الذي زين إصبعها و كأنه صنع خصيصا لها يا ترى هو فعلا تغير و إلا لعبة من ألاعيبه القديمة...إزاي حد زي أيهم مغرور و قاسې و زير نساء حيتغير... بس هو بقى بيصلي أنا شفته كذا مرة و بسمع صوته كل ليلة و
هو بيرتل القرآن... و بيحفظ ايسم السور القصيرة بس رغم كل داه مش قادرة أصدق إنه.... يووووه انا تعبت من التفكير تعبت من كل حاجة.... يا ريته مارجع كان زماني مرتاحة . إلتفتت بجسدها للوراء لتضع العلبة في حقيبته و هي تحاول طرد تلك الأفكار من راسها ثم عادت لتتصفح أوراقها لټغرق في عملها من جديد رغم إحساسها الشديد بالتعب و الإرهاق... هزت رأسها بترقب عندما سمعت صوت مقبض الباب و هو يدار ليدلف أحدهم دون طرق الباب و الذي لم يكن سوى طفلها الصغير أيسم أسرعت نحوه لتلتقط بين ذراعيها قبل أن يسقط على الأرض بسبب ركضه بخطوات غير متوازنة و هو يحمل في يده وردة حمراء في غاية الروعة...فكان مظهره لطيفا قابلا للإلتهام.... قهقه الصغير بصوته الطفولي ووالدته لا تكف عن تقبيله و دغدغته جلست به على الاريكة و هي تسأله بصوت لاهث مين اللي جابك هنا طنط أميرة و إلا انكل محمد...... إستقام أيسم ليقف على الاريكة متعلقا و هو يقول مشيرا باصبعه نحو الباب بابي هنا.... حولت ليليان نظرها نحو مكان إشارته لتجد أيهم مستندا بجسده على الباب و يتابع حركاتهما منذ دلوف الصغير و على وجهه إبتسامة سعيدة... رفع كفه ليحييها اهلا... ثم خطى للداخل ليبحث عن حقيبة يدها حتى وجدها معلقة وراء مكتبها ليأخذها ثم يسير نحوها مكملا كلامه يلا خلينا نروح الوقت تأخر..... تابعته ليليان بعينيها حتى وصوله أمامها لتجيبه لسه عندي شغل كثير مش حقد.... قاطعها و هو يجثو أمامها ليمسك يدها التي كانت تضعها على ركبتيها قائلا بنبرة حنونة مشفقةالشغل مش حيطير و إنت بقالك يومين منمتيش حتى وشك تعبان و عنيكي مرهقة...محتاجة ترتاحي عشان تقدري تكملي و انا أوعدك بكرة حاجي بدالك المكتب و أكمل كل الشغل المتعلق و إنت خذي اجازة...أيسم مشتقالك كثير مش كده يا بابي.... حول نظره نحو الصغير الذي أومأ له بالايجاب ليقرص أيهم وجنته المكتنزة الحمراء بخفة قبل أن ينحني نحوه ليحمله و يقف منتظرا ليليان التي لم تستطع معارضته فهي فعلا متعبة جدا تشعر بأنه سيغمى عليها في أي لحظة... خلعت معطفها الطبي ثم وضعته على الاريكة قبل أن تسير باتجاه الباب و تخرج بعد أن أشار لها أيهم بأن تسبقه.... أطفأ الانوار و أحكم إغلاق الباب بالرقم السري ثم توجها معا نحو الخارج وافقت ليليان على مرافقته في سيارته دون جدال بسبب عدم قدرتها على القيادة... راقبت أيهم من مرآة السيارة و هو يضع الصغير في كرسيه المخصص له في الخلف ثم دلوفه بجانبها على مقعد السائق.. أشار لها لتضع حزام الأمان الذي نسيته لتومئ له بالايجاب ثم تلتف إلى جانبها لتخرجه من وراء المقعد و تضعه حولها.... راقب أيهم ملامحها المتعبة بقلق مؤنبا نفسه للمرة الالف ففي كل مرة يكون هو السبب في ألمها و تعبها....سألها بصوت خاڤت بعد أن لاحظ أنها تغلق عينيها من حين إلى آخر إنت كويسة أجابته ليليان دون أن تلتفت إليه دماغي مصدعة.... وزع نظراته الخاطفة بينها و بين الطريق و هو يهتف مطمئناداه من قلة النوم...اول مانوصل تعشي و نامي على طول ... أومأت له قبل أن تجيبه لا انا حنام على طول مش عاوزة عشاء...ممكن تنيم أيسم معاك الليلة دي لو وسمحت ..... أخفي أيهم إبتسامته المستهزءة على آخر كلماتها ليردف طبعا...متقلقيش عليه داه إبني بردو. تابع قيادته بهدوء و من حين لآخر يلقي نظرة على المرآة التي تعكس صورة الصغير خلفه و الذي كان يلعب بأحد الألعاب التي أحضرها لها أيهم أثناء جولتهم في النهار.. كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف مساء عندما دلفت سيارة أيهم بوابة الفيلا نظر نحو ليليان التي أغمضت عينيها باستسلام لسلطان النوم الذي تمكن منها بشدة... فتح باب السيارة الخلفي لينزل أيسم و يضعه على الأرض قائلا له حبيبي إنت إسبقني على جوا و قول للدادة رحمة تخلي باب الفيلا مفتوح عشان أجيب مامي...أصلها نامت في العربية.... اجابه الصغير ببراءة قبل أن يركض للداخل حاضر يا بابي... سار أيهم ليفتح باب السيارة الأمامي بهدوء حتى لا يصدر صوتا مزعجا و يجعل تلك النائمة تستيقظ... ليحملها بخفة و يدلف بها إلى الداخل حيث وجز الباب مفتوحا كما توقع... صعد درجات السلم و هو يشير لكل شخص من العائلة يراه في طريقه ليصمت تاركا أيسم يخبرهم انها نامت في طريق العودة من شدة تعبها في العمل... أغلق أيهم باب غرفته بعد أن أوصى والدته بالاعتناء بالصغير و إرسال طعام العشاء نحو غرفته.... وضع ليليان على الفراش ثم نزع عنها حذائها و حجابها ثم تجرأ بعد تردد طويل في فتح اول أزرار قميصها حتى تشعر بالراحة أثناء نومها.. غادر نحو غرفتها
ليحضر لها بعضا من ثيابها البيتية المريحة بيجاما قطنية باللون الوردي الهادئ...ثم عاد ليجلس بجانبها ليبدأ في إيقاظها ليليان... قومي يا حبيبتي عشان تغيري هدومك هدوم الشغل حتضايقك و إنت نايمة. تململت ليليان في نومها لتلتفت للجهة الأخرى و هي تجيبه بصوت ناعس دون أن تفتح عينيها سيبني انام مش.... قادرة أحرك.... إيدي حبقى اغير بعدين. ايهم ضاحكاإمتى بعدين...يلا بلاش كسل قومي غيري هدومك و تعشي و بعدين إرجعي نامي . همهمت ليليان دون أن تجيبه ليزفر أيهم بيأس قائلا و هو يهزها طيب قومي شوية و أنا حساعدك. تأففت قليلا قبل أن تستقيم في جلستها و تبدأ في رفع قميصها بأعين مغمضة...امسك أيهم بطرف القميص و يساعدها في رفعه ليخرج رأسها من ياقته الضيقة....إبتلع ريقه بصعوبة عندما ظهر له جسدها الناعم الذي لطالما إفتقده ليدير عينيه بسرعة للجهة الأخرى متحسسا جبينه المتعرق بيديه الباردتين... تمالك نفسه بصعوبة و هو يعود من جديد ليساعدها في إرتداء بقية الملابس ثم يبدأ في إطعامها رغم تذمرها و رغبتها الملحة في العودة للنوم.... تنهد بصوت مسموع قبل أن يقف من جانبها و في يده الصينية متوجها نحو الاسفل.. _____________________________ في فيلا الألفي..... قبل شاهين جبين كاميليا بعد جولة حميمية طويلة هامسا بصوت لاهثمش عارف... ليه كل يوم بتحلوي أكثر...حطيري عقلي من مكانه. إبتسمت كاميليا بشقاوة قبل أن تغمر وجهها داخل أحضانه قائلة أحسن.. حتبقى مچنون كاميليا. قهقه شاهين و هو يحتضنها بقوة حتي تأوهت بالراحة حتكسر في إيدك مش كفاية من شوية كنت حت.... شهقت باحراج و هي تضع يدها على فمها دلالة على صمتها لتزداد ضحكات شاهين التي زادت من خجلها مردفا كملي سكتي ليه...كنت بعمل إيه من شوية... ضړبته على كتفه قائلة بحنققليل الأدب.... انا عارفاك بتدور على حاجة عشان تمسكهالي ذلة.... حرك شاهين رأسه نافيا بريئ و الله... إنت

انت في الصفحة 6 من 55 صفحات