سجن العصفورة بقلم داليا الكومي
وجهها باظافرها وجذبتها من شعرها المصفف بعنايه لكنها للاسف علمت جيدا من داخلها أي جانب ادهم سوف ياخذ اذا ما تجرأت علي اهانة فريدة ...
اصبحت بين نارين ....ڼار انها تثور وتشتمها وتطردها خارجا وڼار اخري تحثها علي المحافظة علي كرامتها وتقبل وضعها...
العشاء كان كابوس بكل ما للكلمة من معنى مع ان فرحه الطباخة ابدعت في الوجبة كعادتها الا ان طعمها بالنسبة لهبه كان طعم الجير...
بعد تقديم الحلويات هبه تحججت بالصداع والارهاق من السفر
ادهم رحب تماما بإنسحابها ...اثناء خروجها من الصالون سمعت ادهم يخبر فريدة انهم سوف يكملون السهرة في الخارج
خنجر غرز في قلبها بدون أي رحمة ....قوة غريبة مكنتها من الصمود حتى النهاية وانسحبت بكرامتها ...فازت في معركة الكرامه وخسړت في معركة الحب
فور صعودها لغرفتها ..هبه طلبت من عبير الاستعداد لترك القصر في الحال
عبير ابلغت ادهم بقرارها بالرحيل في الحال ....وعندما سألتها هبه عن ردة فعله اجابتها عبير .. وافق فورا...وخرج مع فريدة
هبه قررت الرحيل قبل عودته... الوداع يصعب عليها الامر ...خاڤت من اڼهيارها التام امامه...الالم يصبح غير محتمل...
شعرت انها مخنوقه فقررت التجول في الحديقة حتى تنتهى عبير من حزم اغراضهم....بعد حوالي ساعه عبير ابلغتها انهم مستعدون الان للرحيل...
بعد مقاومه مع نفسها قررت اخيرا تقبل فكرة الرحيل...
وقفت متخشبه وحقائبها الكثيرة تنقل الي السيارة...عبيرادخلتها الي السيارة كأنها طفلة لا حول لها ولاقوة ....دموعها نزلت بهدوء حفرت قنوات علي وجهها ... كحلها مع مسكرتها حولوا عيونها الجميلة لعيون الباندا
بدون نقاش نفذ السائق طلبها واستدار بالسيارة جهة القصر مجددا...
وسط احزانها وطلبها من عبير ان تقوم بحزم امتعتها هبه نست كنزها المدفون..
السيارة انزلتها امام القصر...هبه ابلغت عبير والماس انها سوف تصعد لغرفتها لاحضار شيء نسيته وسوف تعود فورا... عبير والماس اصبحتا كل ما لديها الان ...
كنزها سيساعدها علي الصمود ....هبه صعدت الدرج بهدوء شديد كانت تتسلل مثل اللصوص...وصلت لغرفتها ...يداها بحثت عن زر الاضاءة وجدته بصعوبة في الظلام واضاءت الغرفة....
المنظر الذي شاهدته عندما فتحت الضوء هزها بقوة ...ضربها پعنف كأنها تعرضت لزلال عڼيف ....احساس الانسان اذا ما ضړب الف لكمه مجتمعين معا
هناك علي فراشها السابق شاهدت ادهم يحمل غلالة نومها التي خلعتها عنها قبل نزولها للعشاء المشؤم ...
عبير بالتاكيد نسيت ان تجمعها مع اشياؤها الاخري .. ادهم كان يحمل غلالتها قرب قلبه وعيناه مليئه بالدموع.....
هبه قرصت نفسها پعنف حتى تتأكد ان المعجزة التي تراها بعيونها الان هى حقيقه وليست حلم...
ادهم كان يحمل قميص نومها بين يديه وهو يبكى بحزن....
الدموع التي تلمع في عيونه حقيقيه جدا لا يمكن ان تكون حلم... لا يمكن لحلم ان يكون بمثل تلك الروعه....
هبه صړخت بعدم تصديق ... ادهم...
ادهم رفع راسه ببطء وجودها صدممه بقوة....
ادهم قاطعها ..منعها من ان تاخذ فرصة للتعبيراوللكلام هاجمها فورا... الحمد لله رجعتى تشهدى علي ذلى الكامل ...ارتاحتى ...اڼتقامك تم حققتى امنيتك انك تكسرينى بالكامل ... تشوفي بعنيكى ذل العجوز اللي غصبك علي الجواز بدون ارادتك ...ومش بس كدة استغل لحظة ضعفك واجبرك علي معاشرته.... اطمنى انا احتقرت نفسي كفايه بالنيابة عنك
هبه اقتربت منه مازالت تخشي ان تستيقظ من الحلم علي الحقيقة المرة حلم زكرها بأخر رائع فى المستشفي يوم عمليتها... هبه قالت برجاء .. ادهم ارجوك اسمعنى
ادهم اجابها بمرارة .... خلاص يا هبه خلص الكلام ...امشي ايه اللي رجعك . حياتك ادامك ...انا حولتلك ملايين كتيراوى ...الحراسه هتفضل معاكى ...مفتاح قفصك بقي معاكى اخرجى حصلي العصفورة...
هبه امسكت يده بقوة وقالت ... ادهم ممكن تسمعنى لحظة واحدة...ادهم ادينى بس فرصة اشرحلك سبب رجوعى
هبه رفعت المخدة بيدها الاخري واخرجت الصورة والقميص من تحتها نظراته تركزت علي ما تحمله في يدها...هبه اكملت بصوت خاڤت يكاد يكون غير مسموع ... رجعت لانى نسيت قميصك وصورتك ...الزكريات الوحيدة اللي هتبقالي منك
ادهم هز رأسه بعدم تصديق ... هبه ..انا مش فاهم
هبه اجابته بمرح ...