رواية عبق الماضي من الفصل الحادي والعشرين إلى الفصل الأخير
و الإستيراد
تحدث ناجي ساخرا ٠٠٠ ده علي أساس إن أسوان كلها متعرفش شغلكم الأساسي و لا ما يعرفوش إني شغال معاكم في الحفر عن الأثار و تهريبها برة البلد
أجابه مجدي بدهاء نافي٠٠٠ دي مجرد شكوك يا سي ناجي بس مفيش مخلوق عندة دليل واحد يقدر يثبت بيه أي حاجة علينا و إنت بكلامك المعتوة ده عايزني أثبت عليا الإشاعات و كأني بقول للحكومة تعالي دوري ورايا
تحدث مجدي و هو يخرج مسدسه المعبئ بطلقاته الڼارية و مجهز سابق من درج مكتبة و يضع به كاتم الصوت كي لا يصنع ضجة بالمكتب ٠٠٠ يبقا أنت اللي حكمت علي نفسك يا ناجي
وقع ناجي علي الفور صريع بعد تلك الطلقة المدروسه القاټلة تحرك بديع إلية سريع يختبر نبضة وجده قد فارق الحياة علي الفور
فتساءل مستفهما بلهفة و ړعب دب بأوصاله ٠٠٠ هنعمل أية في الچثه دي يا باشا
و أشار بيدة علي السجادة الموضوعة أرض ٠٠٠ و هات الرجالة و لفوة في السجادة دي و أربطوها علية كويس و خليهم يشيلوها عادي كأنهم مودينها للتنضيف و بعدها يرموة بيها في قلب النيل
و آسترسل حديثه بتأكيد منبه إياه ٠٠٠مش عاوز ديول تظهر للموضوع يا بديع !!
ثم أشار إلي الډماء المتناثرة فوق الأرض و تحدث بإشمئزاز ٠٠٠ و يلا هات رجالتك الموثوق فيهم و نضف لي القرف ده بسرعة !
و بالفعل خرج بديع و أعطا للسكرتيرة إجازة عارضة بحجة ذهابهما هو و مجدي إلي الخارج إذا لا داعي لتواجدها بالمكتب و أيضا إتخذ بديع كل ما يلزم من الحيطة لأمانهم و إبعاد الشبهات عنهما و سيدة
بعد حوالي ثلاث ساعات
كانت قابعه أمام غرفة العمليات تجلس أرض بعينان متسمرتان لا يتحرك لهما رمش لا دموع لا وعي و لا حياة من دونه
تشعر و كأن دقات قلبها توقفت مترقبه دقاته لإن عاد عادت دقاتها و إن فارقت فستلحق بها في الحال إلي حيث الفناء الأخير فلا حياة لقلبها الضعيف بعد الرحيل
إنها ساحرته بسمة الحسن
فإن عاد لها عادت له الأمل
وإن غابت شمس حياته
غابت بسمتها إلي الأبد
فقد أتت إلي هنا بعد ذهاب أشرف إليها داخل البزار مهددا إياها إذا حدث شئ لصديقة فسيجعلها تدفع الثمن باهظ هي و أهلها و ناجي الذي هدده و لكنه إضطر لإصطحابها معه إلي المشفي بعد حالة الإنهيار التي أصابتها من جراء تلقيها ذلك الخبر المشؤؤم
مما أدي إلي تعاطفه الشديد معها بعدما كان ثائرا عليها و يحدثها بحدة بالغه و أيضا لعلمه مدي عشق صديقة لها
و قد ذهبت أمنيه و أماني إلي بيت إبتسام و أخبرا والدها الذي أتي سريع إلي إبنته ليأخدها إلي البيت و لكنها صممت بإصرار و ترجته علي أن لا تتحرك من أمام غرفة العمليات حتي يخرج أسر كيانها و تراه أمامها معافي البدن
في تلك اللحظات حضر الجميع من الأسكندرية و هم يسرعون بخطواتهم داخل رواق المشفي بتخبط و تشتت
أسرع الأب الملكوم إلي أشرف و تحدث إليه متسائلا بلهفة ٠٠٠ طمني يا أبني حسن أخباره أيه
أجابه أشرف برأس منكس و عينان يسكنهما الألم حزن علي ما حدث إلي صديقه و رفيق دربة ٠٠٠ ما أعرفش أي حاجة يا عمي من وقت ما أخدوة جوة في العمليات من أكتر من تلات ساعات و نص و محدش خرج علينا و لا حتي طمنا علي حالتة
تحدثت عزيزة إلي عز بدموعها الغزيرة التي تدمي القلوب ٠٠٠ إتصرف يا عز و شوف لنا حد في المستشفي دي يطمنا علي إبني
أمسك عز يدها و أجلسها فوق إحدي المقاعد و تحدث إليها مطمئن إياها ٠٠٠ إهدي يا مرات عمي وأنا هتصرف و هطمنك
و بالفعل تحرك الضابط المصاحب له و المكلف من رئيس المخابرات شخصيا لتسهيل الأمور إلي سيادة العقيد داخل أسوان
تحرك و أبلغ إدارة المشفي بشخصية عز المغربي و موقعة مما أربك الإدارة و بعثوا له علي الفور بطبيب ذو مكانة عالية بالمشفي كي يطمأنهم علي حسن و بالفعل ابلغهم أنه الأن داخل العمليات و بصحبته لفيف من أمهر الأطباء في هذا المشفي المجهز و المخصص لخدمة الأجانب الوافدين إلي تلك المحافظة السياحية العريقة
بعد إنصراف الطبيب نظر عز إلي ثريا و جسدها المنهك و أشار لها بأن تجلس كي تريح حالها من عناء و مشقة السفر فآستمعت إلية و بالفعل جلست ثم تحدث إليها بقلب مفطور لأجلها ٠٠٠ من فضلك يا ثريا حاولي تهدي علشان حالتك الصحية مش متحملة توتر و كمان علشان الطفل ما يتأثرش و لا قدر الله يحصل أي حاجة
أومأت له برأسها بطاعة و هدوء و تحرك هو إلي عمه و جلس بجانبة كي يخفف عنه توترة
لفت إنتباة ثريا تلك التي تفترش الأرض أمام غرفة العمليات بحالة مزرية و عينان منتفخة جراء بكائها المتواصل لمدة طويلة و تيقنت بفطانتها أنها سمراء شقيقها و فاتنته
تحركت إليها بهدوء و تساءلت بنبرة متأثرة و هي تنظر إليها بتمعن ٠٠٠ إنت بسمة
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز أمين
الفصل الرابع و العشرون
نظرت لها ثريا و تساءلت بإهتمام ٠٠٠ إنت بسمة
لم تعر لحديثها أية إهتمام و لم تنظر حتي إلي وجهها بل ضلت علي حالتها تنظر أرض بشرود تام حتي دموعها قد جفت و تحجرت داخل عسليتاها و كأن كل ما بها قد توقف يترقب بإنتظار و تمعن خروجه من خلف هذة الجدران