الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية عبق الماضي من الفصل الحادي والعشرين إلى الفصل الأخير

انت في الصفحة 35 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

و هتبقا كويس
إبتسم ساخرا و تحدث بنبرة حزينة ٠٠٠ إنت بتضحك عليا و لا علي نفسك يا عز أنا و إنت عارفين كويس أوي إن المړض ده مهما طالت مدته فأخرته المؤكدة هي المۏت
نكس عز رأسه حزن لتيقنه صحة حديث شقيقه و تألم داخله و صړخ قلبه علي أخية و شبابه الذي لم يعش منه إلا القليل
فتحدث أحمد إلية بحديث ذات مغزي ٠٠٠ أنا عارف و متأكد إن أيامي في الدنيا أصبحت معدودة و راضي بنصيبي و قدري اللي ربنا كتبه لي بس ليا عندك طلب واحد يا عز
نظر إليه عز و تحدث متلهف ٠٠٠ أؤمرني يا حبيبي
أجابه أحمد بحسرة و ألم ظهر داخل عيناه ٠٠٠ خلي بالك من ولادي يا عز ولادي أمانة في رقبتك يا أخويا أمانه عليك ما تسيب بناتي غير لما توصلهم بإيدك لبر الأمان في بيت إجوازهم و رائف يا عز خلي بالك من رائف و أعتبرة واحد من ولادك
و أكمل بترجي ٠٠٠ إوعدني يا عز
نظر له عز و تلألئت الدموع داخل عيناه و أجابه بنبرة صلبه صادقة ٠٠٠ ولادك في رقبتي لأخر نفس فيا يا أحمد إوعا تقلق عليهم أعاهدك قدام ربنا إني عمري ما هتخلي عنهم و إني هعاملهم زي ياسين و أخواته و ربي شاهد علي كلامي ده.
تنهد أحمد بإرتياح و أكمل بغصة مؤلمة وقفت داخل حلقة حتي انها كادت أن ټخنقه و تزهق بروحه ٠٠٠ و ثريا يا عز ثريا أمانه في رقبتك خلي بالك منها
ثم أنزل بصرة سريع كي لا يري شقيقه مرارة نظراته و يفهم أنه يعلم 
أجابه عز پألم ېمزق وجدانه ٠٠٠ إطمن يا حبيبي ثريا و ولادك أمانتك ليا اللي هقف قدامك يوم اللقى و أقول لك أنا صنت أمانتك يا أحمد
أخرجهما مما هما علية والدهما الذي أتي و جلس بجانب غاليه و وضع يده علي كتفه متساءلا ٠٠٠ عامل أيه إنهاردة يا أبني
أجاب والده بنبرة متماسكة كي لا يحزنه ٠٠٠ الحمدلله يا حاج أنا بخير
بعد مرور إسبوعان فقط 
إشتد التعب علي أحمد و أنهار جسدة و لم يعد يتحمل شدة الألم فنقله عز إلي المشفي رغم إعتراضة
دلفت إليه غرفة الرعاية المشددة الذي آحتجز بها ليقضي بها ما تبقي له من أيام تحت الرعاية حتي يخفف عنه الأطباء بشاعة ألم المړض نظر لداخل عيناها و قد بات المړض ينهش بملامحه و بهت لونه و تحول جلده إلي الأصفر الداكن و تحول بياض عيناه للون الأصفر دلالة تمكن المړض من جسده
أمسكت يده و قبلتها بحنان أغرقت دموعها التي هبطت عنوة عنها كف يداه و تحدث و هو مبتسم بوهن و ضعف ٠٠٠ متعيطيش يا حبيبتي و إسمعيني كويس أنا اللي فاضل لي مش كتير علشان كده عاوز أضمن أمانك إنت و ولادي
وضعت يدها تتحسس شفتاه التي أصبحت باللون الازرق الداكن بفضل المړض و تحدثت ٠٠٠ أرجوك إوعا تنطقها يا أحمد إنت هتخف و هتبقا كويس إن شاء الله خلي عندك أمل و يقين بالله
أجابها بنبرة رجل يائس بائس يحتضر و يجهز حاله للرحيل الحتمي ٠٠٠ خلينا واقعيين يا ثريا ده مش كلامي ده كلام كل الدكاترة اللي شافوا حالتي و قالوا إني بقضي أخر أيامي إسمعيني أرجوك و متقاطعنيش و خلينا نتكلم في المهم
ثم نظر بداخل عيناها و بصعوبة بالغة أخرج كلماته بنبرة قاټلة لقلبه العاشق پجنون لإمرأة
حياته ٠٠٠ أنا عاوزك بعد مۏتي تتجوزي عز
جحظت عيناها بذهول و تحدثت بإشمئزاز ٠٠٠ إنت بتقول أيه يا أحمد للدرجة دي بايعني و مفرقش معاك
أجابها بثقة ٠٠٠ للدرجة دي شاري راحتك يا بنت قلبي
و أكمل بيقين ٠٠٠ بعد مۏتي عز هيطلب إيدك للجواز وافقي يا ثريا عز الوحيد اللي هقدر أطمن عليكي و إنت معاه و هو الوحيد اللي هيخاف علي ولادي و يربيهم و يحافظ علي حقوقهم بما يرضي الله 
إبتسمت ساخرة و تحدثت بتهكم ٠٠٠ و أية بقا اللي مخليك متأكد أوي كده من إن عز هيطلب يتجوزني 
ثم نظرت إلية بتشكيك وتساءلت بعيون غاضبة متسعة ٠٠٠ ولا تكونش قولت له هو كمان الكلام الفارغ ده 
إبتسم ساخرا و أجابها بمرارة ٠٠٠ لا ما قولتلهوش يا ثريا بس أنا متأكد من إن عز هيعمل كده
نظرت إليه بإستغراب من ثقته التي يتحدث بها
فأكمل هو ليريحها ٠٠٠ عز بيحبك يا ثريا لا مش بيحبك ده بيعشقك پجنون و ده شئ أنا متأكد منه
إتسعت عيناها بذهول وأردفت قائلة بنبرة إستهجان ٠٠٠ إنت إتجننت يا أحمد أيه التخاريف اللي بتقولها دي
أجابها بمرارة ٠٠٠ دي مش تخاريف يا ثريا دي حقيقة أنا متأكد منها أنا راجل وأقدر أفهم كويس أوي وأفسر نظرة الراجل للست ونظرة عز ليكي كلها عشق مچنون بيظهر ڠصب عنه في عيونه و هو بيبص لك
وأكمل مفسرا ٠٠٠ وعلشان متظلميش عز وتفكري فيه تفكير سئ عز كان بيحبك قبل ما أبويا يطلبك ليا وده أنا إتأكدت منه بعد جوازنا بمدة كبيرة
وتحدث بعيون مستعطفة راجية ٠٠٠ إتجوزية وعيشي حياتك معاه بس أوعي تنسيني يا ثريا خليكي فاكرة إن فيه واحد إسمة أحمد المغربي عشقك وعشق روحك 
وأكمل بنبرة صوت إنهزامية ٠٠٠ بس الدنيا أستكترت علية فرحتة وسړقت منه حياته وأستعجلت رحيلة
ثم أكمل برجاء وهو ينظر داخل عيناها ٠٠٠ أرجوكي ريحيني و إوعديني يا ثريا
جففت دموعها وصلبت وقفتها وتحدثت وهي تنظر داخل عيناه بقوة و وعد قاطع ٠٠٠ أوعدك يا أحمد أوعدك بإن شعري مش هيتفرد علي كتف راجل بعدك أوعدك إن مفيش راجل هيلمسني ولا هيدخل قلبي غيرك وإني مش هدخل علي ولادك راجل غريب يسكن بيتك 
ثم أمسكت يده وبدأت في بكاء مرير يقطع أنياط القلب ٠٠٠ أوعدك إن يوم ما أجي لك و نتقابل هتلاقيني زي ما سبتني قلبي وجسمي هشيلهم لك أمانه لحد ما نتقابل يا حب عمري
وأكملت بقوة ٠٠٠ وده وعدي ليك و وعد الحرة دين عليها يا آبن عمي
وبمجرد نطقها لتلك الكلمات تنفس وشعر براحة لم يشعر بمثيلها من ذي قبل فحقا قلبه العاشق المتيم پجنون الحب كان يحتاج لسماع تلك الكلمات لطمئنته قبل الرحيل 
و للأمانة كان يتحدث إليها صدق كان يريد لشقيقه السعادة التي حرم منها في إبتعاد ثريا عنه ويريد الإطمئنان علي صغاره غوالية وجوهرته الثمينة ثريا عشق الروح وهنا فؤادة ولكن تظل النفس البشرية التي تتسم بالأنانية معلقة بحب الذات حتي بأخر أنفاسها
عاشق هو لحبيبتة حتي النخاع و يذوب غيرة وآشتعالا لمجرد فقط تخيلة لمتيمة روحة بدلوفها لداخل أحضان غيرة مجرد التخيل يشعرة پقهر الرجال الذي لم يشعر به إلا بعد ما أصابه من ضعف جراء إبتلائة بذاك المړض المهلك 
نظر لعيناها بفخر وتحدث براحة ٠٠٠ عمرك مخيبتي أملي فيكي يا بنت أبوكي طمنتي قلبي يا ثريا الوقت بس أقدر أمشي وأنا مطمن
وهستناكي تجي لي وإنت وافية بوعدك ليا
إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة حنون مطمئنة ٠٠٠ إطمن يا حبيبي إطمن يا حب عمري مهما طال بيا العمر ولا قصر هجي لك بشوق العمر و لهفته لرؤياك البهية
تمت بحمد الله الرواية
عبق الماضي 
بقلمي روز آمين

34  35 

انت في الصفحة 35 من 35 صفحات