رواية عبق الماضي من الفصل الحادي والعشرين إلى الفصل الأخير
المړض من جسدة و أصبح الرحيل أمرا محتم لا محال
ضلت جالسة بالخارج حتي هدأت ملامح وجهها و زالت أثار البكاء كي لا يراها شقيقها بتلك الحالة و يحزن
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل السادس و العشرون
دلفت للداخل وجدت شقيقها قابع فوق تختهتجاورة والدتها محتضنة كف يده برعاية و هي تشدد علية كمن تمسك بصغيرها ذو الأربع أعوام و تخشي عليه من فقدانها إياه وسط الزحام
أجابت والدتها بمراوغة ٠٠٠ كنت بتمشي تحت في الجنينة شوية أصلي إتخنقت من ريحة الأدوية و المستشفي يا ماما
شملتها والدتها بنظرة مشفقة علي حالتها و أردفت قائله بنبرة جادة ٠٠٠ أنا شايفة إن كفاية عليكي قعاد هنا لحد كدة يا ثريا لازم ترجعي بكرة مع عز علي إسكندرية مبقاش ليها لازمة قعدتك هنا خلاص
أكمل حسن مؤكدا علي حديث والدته ٠٠٠ ماما عندها حق يا ثريا لازم تسافري بكرة علشان تبقي جنب أحمد
تهربت بعيناها بعيدا كي لا تحزن قلبه فتحدث هو بإصرار ٠٠٠ مخبية عني أية يا ثريا
و أكمل متساءلا بهلع ٠٠٠ إوعا تكون بسمة جرا لها حاجه و مخبيين عني
أجابته علي عجل كي يطمأن ٠٠٠ لا يا حبيبي هي كويسه جدا مش أنا حكيت لك إنها كانت بتيجي تقعد جنبك كل يوم و تكلمك و إنت في الغيبوبة
سألها بنبرة متلهفة ٠٠٠ طب لما هي كانت هنا لية مدخلتش علشان تشوفني
نظرت إلي والدتها المټألمة لأجل ولدها و حيرته و لكن لا يوجد بيدها شئ لتفعله لأجله
و تحدثت ثريا بنبرة مټألمة ٠٠٠ بسمة شافت إن البعد أفضل ليك و ليها بعد اللي حصل لك علي إيد إبن عمها يا حسن
و تحدث هو بنبرة حادة ٠٠٠ مين إداها الحق في إنها تقرر مصيرنا لوحدها أنا و هي دخلنا الحكاية سوا و لازم علشان نقرر البعد نقررة سوا
ثم أدخلته داخل أحضانها و شددت من ضمته و بدأت تتخلل شعر رأسه بأناملها بحنان و أردفت قائلة مطمئنة إياه٠٠٠ أنا معاك يا حبيبي و مش هسيبك
إستكان داخل أحضان والدته و كأنه وجد ملاذة داخلها
في صباح اليوم التالي
دلف صلاح إلي الغرفة التي يقبع بها صغيره نظر عليه بقلب ېتمزق لحالة الحزن التي تملكت من عيناها و أصبحت لا تفارقها منذ أن فاق و وعي علي حالة سحب حسن بصره و أبعده عن مرمي عيناي والده مما أحزن صلاح
وقفت ثريا من جلستها جانب شقيقها و تحركت إحترام لحضرة والدها و تحدثت بإحترام و إجلال وهي تفسح له الطريق في إشارة من كف يدها ٠٠٠ إتفضل يا بابا
أماء لها صلاح و أبتسم بحنان و تحرك و جلس بالمقعد المجاور لتخت نجله ثم تحدث بنبرة صوت حنون ٠٠٠ عامل أية إنهاردة يا باشمهندس
أجاب والده بإحترام دون النظر إليه ٠٠٠ الحمدلله أحسن
ملس صلاح علي كتفه بحنان و تحدث بنبرة دعابية ٠٠٠ أنا عاوزك حديد عشان تطول رقبتنا و متكسفناش مع بنت أسوان
نظر سريع إلي والده بعيون متسائلة فتحدث صلاح مداعب إياه ٠٠٠ يلا شد حيلك و قوم بالسلامة عشان نروح للراجل و نتمم إتفاقك معاه و نخطب لك...
و أكمل بتساؤل مضيق عيناه ٠٠٠ هي آسمها أيه البت دي
أنار وجهه من شدة سعادته و هو ينطق حروف إسمها غير مستوعب لما يجري ٠٠٠ بسمة إسمها بسمة يا بابا
إنفرج فاه صلاح عندما رأي السعادة تغمر وجه غاليه و تحدث بإبتسامة و وجه ضاحك ٠٠٠ أيوااا بسمة زي اللي إترسمت علي وشك دي لما جت سيرتها
شعر بالعالم أجمع يتراقص و يتغني حوله من شدة سعادته و لم يعد للألم المپرح الناتج عن چرحة مكان بل كل ما شعر به هو فرحة لم يشعر بمثلها من ذي قبل غمرت قلبه و تملكت من كيانه بالكامل
و تحدثت ثريا التي آنارت الفرحة وجهها ٠٠٠ صحيح يا بابا هتخطب له بسمة
أجابها بنبرة جادة معنف إياها بلطف ٠٠٠ و من أمتي و أنا بهزر في الكلام ده يا بنت عزيزة
إقتربت علي والدها و قبلت رأسه بإحترام و تحدثت ٠٠٠ ربنا يخليك لينا يا بابا
نظر له حسن بسعادة و أردف شاكرا إياه ٠٠٠ ربنا يخليك ليا يا بابا أنا مش عارف أقول أيه لحضرتك مش لاقي جوايا كلام يعبر لك عن اللي أنا حاسه
حزن صلاح من داخله عندما رأي فرحة ولدة و كيف تحول وجهه من قمة يأسة و حزنة إلي قمة سعادته في غضون ثواني و لام حاله علي ما فعله بقلبه البرئ
و في اليوم التالي
ذهب عز و صلاح و محمد إلي منزل دياب الذي قابلهم بترحاب و ود و كرم ضيافة عالي معروف لدي أهل أسوان أهل الكرم و الجود
تحدثت الجده إلي صلاح بأسي و أسف ٠٠٠ حقك علينا في اللي حصل من ولد إبني ناجي الله يرحمه في حق الباشمهندس
رد عليها صلاح بهدوء كي يغلق هذا الموضوع و للأبد ٠٠٠ اللي حصل حصل يا حاجه و إحنا ولاد إنهاردة و كل عيلة فيها الصالح و الطالح و هو الله يرحمه و يسامحه بقا عند ربه
ثم تنقل النظر بينها و بين دياب و تحدث بإبتسامة سمحة ٠٠٠ خلينا في المستقبل كفيانا حزن و ۏجع أنا جاي أطلب منكم إيد بنتكم المحترمة لإبني حسن و يسعدني و يشرفني إنكم توافقوا علي طلبي ده
و أكمل ٠٠٠ أنا عارف إن حسن جا لكم قبل كدة و طلبها و أنا جاي إنهاردة علشان أأكد علي طلبه ده و أتمني إنكم توافقوا و نتمم الموضوع
تنهدت الجده بأسي و تحدثت بنبرة حزينة ٠٠٠ طلبك يشرفنا يا حاج و أنا أديها لحسن عن طيب خاطر و أوصلها لكم لحد باب بيتكم كمان بس إنت شايف الظروف اللي إحنا فيها البت لسه