رواية عبق الماضي من الفصل الحادي والعشرين إلى الفصل الأخير
والدها و تحدثت بإحترام و إجلال وهي تفسح له الطريق في إشارة من كف يدها ٠٠٠ إتفضل يا بابا
أماء لها صلاح و أبتسم بحنان و تحرك و جلس بالمقعد المجاور لتخت نجله ثم تحدث بنبرة صوت حنون ٠٠٠ عامل أية إنهاردة يا باشمهندس
أجاب والده بإحترام دون النظر إليه ٠٠٠ الحمدلله أحسن
ملس صلاح علي كتفه بحنان و تحدث بنبرة دعابية ٠٠٠ أنا عاوزك حديد عشان تطول رقبتنا و متكسفناش مع بنت أسوان
و أكمل بتساؤل مضيق عيناه ٠٠٠ هي آسمها أيه البت دي
أنار وجهه من شدة سعادته و هو ينطق حروف إسمها غير مستوعب لما يجري ٠٠٠ بسمة إسمها بسمة يا بابا
إنفرج فاه صلاح عندما رأي السعادة تغمر وجه غاليه و تحدث بإبتسامة و وجه ضاحك ٠٠٠ أيوااا بسمة زي اللي إترسمت علي وشك دي لما جت سيرتها
و تحدثت ثريا التي آنارت الفرحة وجهها ٠٠٠ صحيح يا بابا هتخطب له بسمة
أجابها بنبرة جادة معنف إياها بلطف ٠٠٠ و من أمتي و أنا بهزر في الكلام ده يا بنت عزيزة
نظر له حسن بسعادة و أردف شاكرا إياه ٠٠٠ ربنا يخليك ليا يا بابا أنا مش عارف أقول أيه لحضرتك مش لاقي جوايا كلام يعبر لك عن اللي أنا حاسه
حزن صلاح من داخله عندما رأي فرحة ولدة و كيف تحول وجهه من قمة يأسة و حزنة إلي قمة سعادته في غضون ثواني و لام حاله علي ما فعله بقلبه البرئ
ذهب عز و صلاح و محمد إلي منزل دياب الذي قابلهم بترحاب و ود و كرم ضيافة عالي معروف لدي أهل أسوان أهل الكرم و الجود
تحدثت الجده إلي صلاح بأسي و أسف ٠٠٠ حقك علينا في اللي حصل من ولد إبني ناجي الله يرحمه في حق الباشمهندس
رد عليها صلاح بهدوء كي يغلق هذا الموضوع و للأبد ٠٠٠ اللي حصل حصل يا حاجه و إحنا ولاد إنهاردة و كل عيلة فيها الصالح و الطالح و هو الله يرحمه و يسامحه بقا عند ربه
و أكمل ٠٠٠ أنا عارف إن حسن جا لكم قبل كدة و طلبها و أنا جاي إنهاردة علشان أأكد علي طلبه ده و أتمني إنكم توافقوا و نتمم الموضوع
تحدث صلاح بتفهم ٠٠٠ و إحنا بنفهم في الأصول بردوا يا حاجة أنا عارف كل الكلام ده و مقدر حزنكم علي إبنكم ده غير إن حسن لسه تعبان و محتاج شهور علشان يقدر يرجع زي الأول و يمارس حياته بطبيعيه
و أسترسل حديثه بنبرة جادة ٠٠٠ أنا هنقلة علي إسكندرية في طيارة خاصة بعد يومين الدكاترة قالوا إنه لازم يقعد في المستشفي علي الأقل إسبوعين كمان تحت الملاحظة و بعدها هيفضل في إسكندرية لحد ما يشد حيلة خالص و ترجع له صحته زي الاول و بعدين نبقا نتمم الجوازة علي طول بإذن الله
أنا بس عاوز منك وعد بالموافقة و عاوزك تسمحي لبسمة تيجي بكرة المستشفي تشوف حسن قبل ما نسافر علشان أكيد هيفرق في نفسيته و في علاجة اللي لسه مطول
تحدث دياب بموافقة و ترحاب ٠٠٠ إن شاء الله بكرة أنا هجيبها و أجي و نزور الباشمهندس بس سعادتك و باقي العيلة الكريمة معزومين بكرة هنا علي العشا علشان تدوقوا الأكل الأسواني
معلش إعفونا مرة تانيه إن شاء الله جملة تفوة بها صلاح بإعتذار
فأصرت الجدة علي حضورهم لتناول العشاء و وافق صلاح علي طلبها و أستأذنوا بالرحيل
و مع رحيل الشمس بنفس اليوم
داخل الطائرة المتجهه برحلتها من الحبيبة أسوان إلي عروس البحر الأبيض مدينة الجمال الأسكندرية
كان يجلس ذلك العاشق بجوار إمرأة أحلامه التي حرمت عليه كتحريم الأم و الأخت
ينظر إليها بقلب عاشق سعيد لأجل تواجدها بالقرب منه بهذا الحد
تحدث إليها متلاشيا النظر داخل عيناها حتي لا تسحرة كعادتها دون إدراك منه و تجعله متيما هائما في سماء عشقها و هذا الشعور يرفضه و يحاربه طيلة الوقت ٠٠٠ إنت كويسه يا ثريا
تنفست بعمق ثم زفرت بهدوء و أجابته بنبرة حزينة و ذلك لحزنها علي زوجها و ما أصابه ٠٠٠ الحمدلله علي كل حال يا عز مرتاحه شوية إني إطمنت علي حسن و خصوصا بعد موافقة بابا علي موضوع خطوبته من بسمة
أردف هو قائلا بإعجاب ٠٠٠ تعرفي إني إحترمت البنت دي جدا لما أعترفت إن ناجي هددها بإنه هيأذي حسن لو مبعدتش عنه واحده غيرها كانت خاڤت علي إبن عمها من السچن أو حتي خاڤت من لوم أهلها ليها
و أكمل بنبرة حنون ٠٠٠ بس الظاهر إنها بتحب حسن أوي لدرجة إنها متفكرش في أي حاجة غير إنها تجيب له حقة حتي لو هتقف هي في وش المدفع يا بخت قلبه بيها و بحبها
إبتسمت ثريا و أردفت قائلة بنبرة دعابية ٠٠٠ قصدك يا بختها هي بحب حسن المغربي يا عز باشا
قهقه برجولة و أرجع رأسه للخلف قائلا بدعابة مماثلة ٠٠٠ قوام إبتديتي شغل الحموات يا ثريا
و أكمل مداعب إياها ٠٠٠ ده أنا كنت مخدوع فيكي بقا
ضحكت بنعومة و أردفت بنبرة رقيقة جعلت القشعريرة تسري داخل جسد ذاك العاشق الولهان و أردفت قائلة بنبرة مدافعه عن حالها ٠٠٠ طول عمرك و إنت مظلومة يا ثريا
أردف قائلا علي عجل و لهفة ٠٠٠ لا عاش و لا كان اللي يظلمك طول ما انا عايش علي وش الدنيا و فيا نفس يا غالية
شعرت بسعادة الدنيا تحوم حولها لإستماعها لتلك الكلمات من إبن عمها الغالي التي تعتبره بمثابة شقيقها الثالث
و تحدثت إلية بعيون شاكرة و نبرة سعيدة ٠٠٠ربنا يخليك ليا يا عز و تفضل طول عمرك أخويا و سندي اللي لما بحتاج له دايما بلاقية
إبتسم و سعد داخله فحتي