رواية عبق الماضي من الفصل الحادي عشر إلى الفصل العشرين
عاوز أسيب شغلي في أسوان أصلا
أجابه صلاح ب قوة و حده بنبرة مستفزة إلي أبعد الحدود ٠٠٠ أنا اللي قررت و قلت
ثم أكمل متسائلا بنبرة غاضبه ٠٠٠أيه كبرت عليا و هتعارضني في قراراتي و لا أيه يا باشمهندس
أجاب والده بهدوء و أحترام جاهد في إخراجهما رغم ڠضبة العارم و آحتراق روحه ٠٠٠ العفو حضرتك أنا تحت أمر حضرتك في أي حاجه إلا الضرر ب مستقبلي و شغلي أنا الوحيد اللي أقدر أحدد فين هي مصلحتي و أنا شايف إن مستقبلي في شغلي في الشركة اللي أنا فيها
و أكمل بثقة و نبرة بث له من خلالها إصرارة علي من فتنت عيناه و أسرت قلبه ب سحرها العجيب ٠٠٠ و لو كنت حضرتك بتعمل كده علشان أنسي موضوع جوازي من بسمه ف أنا أسف إني أحبط حضرتك و أقول لك إن حسباتك ما كنتش مظبوطة المرة دي لأن الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني أبعد عنها و أنساها هي المۏت و بس
شهقت عزيزة ب هلع و تحركت إلي ولدها تربت علي ظهرة بحنان قائلة كي تحسه علي الإستماع إلي حديث والده خشية غضبته عليه ٠٠٠ بعد الشړ عليك يا حبيبي إخزي الشيطان كدة يا أبني و إعقل و إسمع كلام أبوك أبوك أكتر واحد أدري بمصلحتك و محدش في الدنيا دي كلها هيحبك و لا هيخاف عليك قدة
تحدث محمد إلي صلاح مهدء إياه ٠٠٠ إهدي يا صلاح أومال و أظبط أعصابك الأمور و المشاكل ما تتحلش ب الطريقه بتاعتك دي خلينا نقعد و نسمع بعض و نتكلم بالعقل
دلف عز و أحمد مسرعان من الخارج عندما إستمعا إلي صياح عمهما و نبرته الغاضبة و وقفا يتطلعان بعيون مستغربه علي حسن الذي يحمل بيده حقيبة ثيابه و يبدوا عليه أنه قرر و أنتوي الرحيل و أنتهي الأمر
نظر حسن إلي عيناه مطالبا إياة النظر إليه بعين الرأفة و أن يشمله برحمته و يشعر ب قلبه العاشق و تحدث بنبرة متأثرة مترجية ٠٠٠ أرجوك يا بابا تحاول تفهمني أنا بحب بسمة بجد هي دي البنت اللي رسمتها في خيالي و إتمنيتها تكون شريكة حياتي هي دي اللي نفسي أكمل عمري معاها و أكون بيت و عيلة و أولاد
رفع رأسه شامخ ب كبرياء و تمالك من حالة كي لا يضعف أمام نظرات صغيرة المترجية التي هزت كيانه للحظة لكنه سرعان ما تراجع و أقنع حاله أنها مجرد نزوة و سينساها صغيره مع الوقت و ينظر إلي مستقبله و يتزوج من فتاة ذات حسب و نسب ترتقي له و ل عائلتة و ذلك حسب معتقداته و مفهومه الخاطئ الذي عفا عنه الزمن
و أسترسل حديثه كي يضع الطمأنينة داخل قلب صلاح ٠٠٠ و أنا علشان اطمن حضرتك مستعد أسافر أسوان مع حسن و أقابل أبوها و أقعد معاه و كمان هسأل عليهم كويس جدا و لو طلعوا ناس محترمين يبقا أيه المانع إننا نجوزها له
نزلت كلمات عز علي قلب حسن ك قطرات المطر التي هطلت من السماء فوق قطعة أرض جافة متشققه من شدة عطشها ف روتها و ترعرت أوراق بذورها المدفونة بعد أن ظن الجميع أنها فارقت الحياة و أنتهي الأمر و لكنها عادت و أعلنت عن ميلادا جديدا لها نظر إلي أبيه منتظرا قراره ب ترقب و هو يبتلع لعابه ب صعوبه و كأن حياته قد توقفت علي قرار أبيه
تحدث صلاح ب كل جبروت و قلب متيبس غير مبالي بشعور صغيره ب المرة ٠٠٠ أنا خلاص قلت اللي عندي يا عز حسن هيتصل بالشغل و يفسخ معاهم عقد العمل و يستلم من أول الشهر الجاي شغلة الجديد في مينا إسكندرية
و آسترسل حديثه بنبرة مستفزة ل يكمل بها علي ما تبقي من صبر ذلك الفتي ٠٠٠ و أنا من ناحيتي وصيت له واحد يعرف كبرات إسكندرية كلهم و قلت له يشوف لي عروسة بنت ناس و متعلمة للباشمهندس
شعر و كأن أحدهم قام پطعنه للتو پسكين حاد داخل قلبه الضعيف تنهد بأسي ثم نظر إلي والده ب مرارة و خيبة أمل و حمل حقيبته من جديد و تحدث بصوت يكسو علي نبرته المرارة و الأسي ٠٠٠ أنا أسف إني هخزل حضرتك و ههدم لك كل مخطتاتك اللي جهزت لها حتي من غير ما تاخد رأيي فيها يا حاج صلاح
و أكمل ب إحترام و تمني ٠٠٠ بس عاوز أقول ل حضرتك إني عمري ما هعمل أي حاجة إنت مش راضي عنها أنا راجع أسوان يا حاج و مش هتجوز بسمة غير بعد موافقتك و رضاك و أنا في إنتظار موافقتك و مباركتك للموضوع
يبقا هتقضي عمرك كله و تضيعة في إنتظار حاجة عمرها ما هتحصل يا باسمهندس جملة قالها صلاح ب تأكيد و جدية
أجاب والده بنبرة مستسلمة٠٠٠ يبقا ده نصيبي من الدنيا يا حاج و أنا لازم أرضي بيه
ثم حرك ساقية ل يخطو إلي الخارج مغادرا أمسكت ثريا ذراعه و تشبست به بعد أن نزلت دموعها تجري فوق وجنتيها و هي تهز رأسها و تترجاه ٠٠٠ ما تمشيش يا حسن
نظر لها ب وهن ثم أمسك كفها الرقيق و أنزله بهدوء و تحرك ب إتجاه الباب أوقفه صوت صلاح الهادر الذي هتف ب صياح أرعب الجميع ٠٠٠ لو رجلك خطت عتبة الباب ده و خرجت منه يبقا ما ترجعش هنا تاني
إتسعت عيناه ب ذهول و ألتف ينظر لأبيه ب إندهاش ف أكمل صلاح بنبرة جامدة مهددا إياه ٠٠٠ لو خرجت عن طوعي و ما نفذتش الكلام اللي قولته لك ب الحرف الواحد يبقا تخرج من الباب ده و تنسي نهائي إن ليك أب و عيلة
و أكمل حديثه ب جبروت