الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية عبق الماضي من الفصل الحادي عشر إلى الفصل العشرين

انت في الصفحة 11 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

عاوز أسيب شغلي في أسوان أصلا 
أجابه صلاح ب قوة و حده بنبرة مستفزة إلي أبعد الحدود ٠٠٠ أنا اللي قررت و قلت 
ثم أكمل متسائلا بنبرة غاضبه ٠٠٠أيه كبرت عليا و هتعارضني في قراراتي و لا أيه يا باشمهندس
أجاب والده بهدوء و أحترام جاهد في إخراجهما رغم ڠضبة العارم و آحتراق روحه ٠٠٠ العفو حضرتك أنا تحت أمر حضرتك في أي حاجه إلا الضرر ب مستقبلي و شغلي أنا الوحيد اللي أقدر أحدد فين هي مصلحتي و أنا شايف إن مستقبلي في شغلي في الشركة اللي أنا فيها
و أكمل بزهد ٠٠٠ أما بقا بالنسبه حضرتك ل ضعف المرتب ف ده موضوع لا يعنيني من الأساس لأني عمري ما كان يهمني العائد المادي قد ما يهمني العائد المعنوي و المستوي الوظيفي اللي ممكن أوصل له في مكاني اللي أنا فيه حاليا
و أكمل بثقة و نبرة بث له من خلالها إصرارة علي من فتنت عيناه و أسرت قلبه ب سحرها العجيب ٠٠٠ و لو كنت حضرتك بتعمل كده علشان أنسي موضوع جوازي من بسمه ف أنا أسف إني أحبط حضرتك و أقول لك إن حسباتك ما كنتش مظبوطة المرة دي لأن الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني أبعد عنها و أنساها هي المۏت و بس
و أكمل نافيا و هو يقطب حاجبية ٠٠٠ حتي المۏت نفسه مش هيخليني أنسي أطهر و أنقي بنت شفتها في حياتي كلها
شهقت عزيزة ب هلع و تحركت إلي ولدها تربت علي ظهرة بحنان قائلة كي تحسه علي الإستماع إلي حديث والده خشية غضبته عليه ٠٠٠ بعد الشړ عليك يا حبيبي إخزي الشيطان كدة يا أبني و إعقل و إسمع كلام أبوك أبوك أكتر واحد أدري بمصلحتك و محدش في الدنيا دي كلها هيحبك و لا هيخاف عليك قدة
حين هدر صلاح ناهرا إياه بنبرة حاده ٠٠٠ و أنا قلت لك هتسيب أسوان يعني هتسيب أسوان و يكون في علمك كلامي ده ما فهوش جدال
تحدث محمد إلي صلاح مهدء إياه ٠٠٠ إهدي يا صلاح أومال و أظبط أعصابك الأمور و المشاكل ما تتحلش ب الطريقه بتاعتك دي خلينا نقعد و نسمع بعض و نتكلم بالعقل
دلف عز و أحمد مسرعان من الخارج عندما إستمعا إلي صياح عمهما و نبرته الغاضبة و وقفا يتطلعان بعيون مستغربه علي حسن الذي يحمل بيده حقيبة ثيابه و يبدوا عليه أنه قرر و أنتوي الرحيل و أنتهي الأمر
تحدث صلاح پحده إلي شقيقه ٠٠٠ ما فيش كلام تاني هيتقال بعد اللي أنا قلته يا حاج محمد و زي ما أنا قلت من شوية ده كلام نهائي و ممنوع حتي النقاش فيه 
نظر حسن إلي عيناه مطالبا إياة النظر إليه بعين الرأفة و أن يشمله برحمته و يشعر ب قلبه العاشق و تحدث بنبرة متأثرة مترجية ٠٠٠ أرجوك يا بابا تحاول تفهمني أنا بحب بسمة بجد هي دي البنت اللي رسمتها في خيالي و إتمنيتها تكون شريكة حياتي هي دي اللي نفسي أكمل عمري معاها و أكون بيت و عيلة و أولاد
و أكمل بوعيد صادق نابع من داخلة ٠٠٠ و صدقني يا بابا لو مش هي أكيد مش هيبقا فيه غيرها
رفع رأسه شامخ ب كبرياء و تمالك من حالة كي لا يضعف أمام نظرات صغيرة المترجية التي هزت كيانه للحظة لكنه سرعان ما تراجع و أقنع حاله أنها مجرد نزوة و سينساها صغيره مع الوقت و ينظر إلي مستقبله و يتزوج من فتاة ذات حسب و نسب ترتقي له و ل عائلتة و ذلك حسب معتقداته و مفهومه الخاطئ الذي عفا عنه الزمن
تحدث عز إلي عمه بنبرة هادئة٠٠٠ بعد إذن حضرتك يا عمي يا ريت تخلينا نقعد و نسمع من حسن أكتر عن الناس دي 
و أسترسل حديثه كي يضع الطمأنينة داخل قلب صلاح ٠٠٠ و أنا علشان اطمن حضرتك مستعد أسافر أسوان مع حسن و أقابل أبوها و أقعد معاه و كمان هسأل عليهم كويس جدا و لو طلعوا ناس محترمين يبقا أيه المانع إننا نجوزها له
نزلت كلمات عز علي قلب حسن ك قطرات المطر التي هطلت من السماء فوق قطعة أرض جافة متشققه من شدة عطشها ف روتها و ترعرت أوراق بذورها المدفونة بعد أن ظن الجميع أنها فارقت الحياة و أنتهي الأمر و لكنها عادت و أعلنت عن ميلادا جديدا لها نظر إلي أبيه منتظرا قراره ب ترقب و هو يبتلع لعابه ب صعوبه و كأن حياته قد توقفت علي قرار أبيه
تحدث صلاح ب كل جبروت و قلب متيبس غير مبالي بشعور صغيره ب المرة ٠٠٠ أنا خلاص قلت اللي عندي يا عز حسن هيتصل بالشغل و يفسخ معاهم عقد العمل و يستلم من أول الشهر الجاي شغلة الجديد في مينا إسكندرية 
و آسترسل حديثه بنبرة مستفزة ل يكمل بها علي ما تبقي من صبر ذلك الفتي ٠٠٠ و أنا من ناحيتي وصيت له واحد يعرف كبرات إسكندرية كلهم و قلت له يشوف لي عروسة بنت ناس و متعلمة للباشمهندس
شعر و كأن أحدهم قام پطعنه للتو پسكين حاد داخل قلبه الضعيف تنهد بأسي ثم نظر إلي والده ب مرارة و خيبة أمل و حمل حقيبته من جديد و تحدث بصوت يكسو علي نبرته المرارة و الأسي ٠٠٠ أنا أسف إني هخزل حضرتك و ههدم لك كل مخطتاتك اللي جهزت لها حتي من غير ما تاخد رأيي فيها يا حاج صلاح
و أكمل ب إحترام و تمني ٠٠٠ بس عاوز أقول ل حضرتك إني عمري ما هعمل أي حاجة إنت مش راضي عنها أنا راجع أسوان يا حاج و مش هتجوز بسمة غير بعد موافقتك و رضاك و أنا في إنتظار موافقتك و مباركتك للموضوع
يبقا هتقضي عمرك كله و تضيعة في إنتظار حاجة عمرها ما هتحصل يا باسمهندس جملة قالها صلاح ب تأكيد و جدية
أجاب والده بنبرة مستسلمة٠٠٠ يبقا ده نصيبي من الدنيا يا حاج و أنا لازم أرضي بيه
ثم حرك ساقية ل يخطو إلي الخارج مغادرا أمسكت ثريا ذراعه و تشبست به بعد أن نزلت دموعها تجري فوق وجنتيها و هي تهز رأسها و تترجاه ٠٠٠ ما تمشيش يا حسن
نظر لها ب وهن ثم أمسك كفها الرقيق و أنزله بهدوء و تحرك ب إتجاه الباب أوقفه صوت صلاح الهادر الذي هتف ب صياح أرعب الجميع ٠٠٠ لو رجلك خطت عتبة الباب ده و خرجت منه يبقا ما ترجعش هنا تاني
إتسعت عيناه ب ذهول و ألتف ينظر لأبيه ب إندهاش ف أكمل صلاح بنبرة جامدة مهددا إياه ٠٠٠ لو خرجت عن طوعي و ما نفذتش الكلام اللي قولته لك ب الحرف الواحد يبقا تخرج من الباب ده و تنسي نهائي إن ليك أب و عيلة
و أكمل حديثه ب جبروت
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 23 صفحات