حي المغربلين بقلم شيماء سعيد
إبنها تصرفاتها غريبة.
سند والدته إلى مكان الطعام لتضع يدها على رأسه قائلة بحنان
ربنا يرضى و يديك يا كارم يا أبن صباح و لا أشوف فيك يوم يحزن قلبي ابدا.
ابتسم إليها قائلا
انتي عارفة يا ست الكل كلامك ده و الكام دعوة دول سبب باب الرزق اللي اتفتح ليا النهاردة..
سألته نجوى بلهفة
باب رزق ايه ده يا خويا!
أخذ قطعة من العيش واضعا بها قطعة من الجبن بالطماطم مع القليل من الفول مردفا قبل ان يأكل
أبتسمت السيدة صباح بسعادة كبيرة أخيرا سيبتعد ولدها عن عمله الذي لا يأتي إليه إلا المشاكل قائلة
اومأ إلى والدته و هو يكمل طعامه و عينه معلقة على زوجته التي تعجبت مردفة
و
انت بقى هتقعد معها طول النهار يا سي كارم! بقى طول النهار هتكون مع الست اللي بتلمع في الضلمة دي تقع في شبكها لا يا خويا مفيش احلى من شغل الحارة أنا راضية بيه.
قهقه بصوته كله من غيرتها الدائم عليه بأبسط الأشياء مچنونة بحالات متقلبة أحيانا تعشقه و أحيانا أخرى تفر بلا اي أسباب صمت قليلا ليستطيع أخذ أنفاسه المسلوبة منه ثم اجابها بهدوء
شيماء سعيد
عودة مرة أخرى لفارس المهدي.
عليها ثقل لا تعلم مصدره جسدها بالكامل مرهق صداع رأسها ايقاظها من نومتها فتحت عينيها أين هي لا تعلم و ما حدث في الساعات الأخيرة لا تتذكر منه شيء.
عتمة الليلة أصابتها بالسكون و كم هذا السكون مخيف قشعريرة قوية على سلسلة عمودها الفقري مع ارتجاف فكها دموعها انحدرت على وجهها لتزيد من البرودة حولها.
ضاعت و ضاع معها عالمها الذي تمنت العيش به رفعت كفها تمر به على خصلاتها حتى حجابها الغالي سقط من عليها يعلن عن رحيل كل شيء من هي و كيف وصلت لهنا!..
قامت من جواره تبحث عن ملابسها تريد الفرار قبل أن ترى بعينيه نظره لن تتحملها أرتدت ملابسها و جسدها بالكامل ينتفض مقتربة من الباب لتجده ضمھا إليه من الخلف قائلا
أغلقت عينيها مردفة بهمس متقطع
سبني أخرج من هنا لو سمحت كفاية أوي اللي حصل.
هتروحي فين الساعة اتنين أهدى أنا أكيد بعد اللي حصل مش هتخلي عنك إلا لما أعرف حكايتك ايه بظبط.
بكل قوتها ابتعدت عنه قائلة پغضب
ابعد بقى حكايتك إنتهت اسمي بقى .
لم تشعر بنفسها أبدا و لم تجد طريقة أمامها للفرار من هذا الموقف إلا عندما أخذت العطر الموضوع أمامها و سقطت به على رأسه لن تتحمل خوض تجربة اقترابه منها من جديد فهي تعلم كيف يراها الآن أطلقت صړخة قوية قبل أن تركض للخارج.
الفصل الرابع.
بدايةالرياحنسمة
حيالمغربلين
الفراشةشيماءسعيد
تركض بالطرقات بلا هوية أو هدف خائڤة من عتمة الليل و المكان الخالي من المارة لا تعلم أين هي أو إلى أين ستصل أنفاسها تتصارع مع صداع رأسها عينيها غارقة بالدموع.
انتهت فريدة المدللة أصبحت رماد... العالم وقف عند نقطة معينة يرفض التحرك منها كلماتها الأخيرة بعرض نفسها عليه الشيء الوحيد المتكرر برأسها.
عصت الله و أضاعت ثقتها بنفسها و ثقة جليلة بها نظرت للمكان حولها أخيرا هي أمام بيتها و لكن كيف ستدخل.
أزالت دموعها بطرف أصابعها ثم صعدت إلى شقتها حمدت الله ألف مرة على عدم وجود أحد مستيقظ بالحي.
تتقدم خطوة إلى الأمام و ألف خطوة للخلف حتى فتحت باب المنزل لترى جليلة و أزهار و فتون بالصالة.
أغلقت عينيها لا تريد أن ترى نظرة الخذلان بعين إحداهن إلا أنها تفاجأت من عناق جليلة لها مردفة بندم
حقك عليا يا نور عيني كدة يا فريدة جليلة تهون عليكي و تروحي تنامي عند أزهار.
زاد شعور جليلة بالندم و أخذت تمرر كفها على ظهر فريدة مردفة
أهدي يا فريدة.
ابتعدت عنها قائلة
أنتي اللي حقك عليا يا جليلة مش أنا عايزة أكون لوحدي.
دلفت سريعا إلى الحمام دون أن تنطق كلمة واحدة ثم أغلقت الباب خلفها بالمفتاح وقفت أمام المرايا تهمس لنفسها دون وعي
كل حاجة راحت في لحظة واحدة يا فريدة بقيتي مش بنت و كمان ممكن يكون ماټ يا رب خدني عندك مش قادرة أتحمل.
ترتجف تحت الماء الساخن غير مستوعبة لما حدث معها جلست على الأرض تضم جسدها إليها تحتمي من المجهول تعلم مع من كانت فهو فارس المهدي من لا يعرف الممثل المفضل لدى الجميع.
آه و ألف آه عليكي يا فريدة نهاية لو تعلم أنها ستصل إليها لقطعت قدميها قبل الذهاب.
كل حاجة راحت فريدة راحت و فتون كمان هتروح و جليلة أبيه فاروق أنا خليت كل الناس تشيل ذنبي معايا يا رب أنا خاېفة أوي و مکسورة.
بالخارج استأذنت أزهار لتذهب إلى شقتها لتقترب فتون من جليلة قائلة
فريدة جات أهي و كل حاجة هيكون ليها حل أدخلي نامي دلوقتي و نبقى نتكلم بكرة يا جليلة.
ردت جليلة
مفيش كلام خلاص يا فتون أنا وفقت على قرار فريدة الجواز لازم يكون بالرضا عابد أحسن واحد في الحي و أي بنت تتمنى تتجوزه بس فريدة قالت لا يبقى لا.
أنا موافقة يا جليلة أتجوز عابد هو فعلا أي ست تتمنى تتجوزه.
كان هذا صوت فريدة التي دلفت لغرفة الضيوف و سمعت حديث جليلة.
شيماء سعيد
بغرفة فرحة كانت تضع يدها على فمها غير مصدقة ما رأته فارس مع فتاة بالغرفة المجاورة لها أهو نسي دينه و ما تربى عليه ليفعل هذا!
ظلت مكانها صامتة بلا حركة منتظرة الصباح حتى تعود إلى بلدتها بعيدا عن تلك الحياة الغريبة عليها على صوت مرتفع خرجت لترى ما يحدث بالخارج..
فارس رد عليا أنت حاسس بأيه!
فتح عينيه بتعب شديد على أثر صوتها هامسا بين الوعي و اللا وعي
مټخافيش يا فرحة أنا آسف على الصورة الموجودة في عقلك ليا..
وصلت سيارة الإسعاف لتأخذ فارس المهدي إلى المشفي مع وفد كبير من الصحافة و الإعلام.
شيماء سعيد
بقصر فوزي الخولي.
أنتهت هاجر من ارتداء ملابسها لتذهب إلى عملها تتعامل مثل الإنسان الآلي الخالي من الحياة ألقى على نفسها نظرة ساخرة من