الأربعاء 04 ديسمبر 2024

حي المغربلين بقلم شيماء سعيد

انت في الصفحة 5 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

مميز و جمال خاص سار بعينه على جسدها من أول خصلاتها المخفية تحت حجاب من اللون الأسود إلى عينيها و بشرتها السمراء.
فاروق المسيري دائما له هيبة خاصة تبهر من يقف أمامه وسامته وقاره أشياء كثيرة وترتها لتبتلع لعابها.. يبدو و كأنه من رجال الشرطة و لتكون أدق هذه الملامح لرئيس دولة نظراته تأكلها لطالما سمعت عن البطل الخارق و الآن و لأول مرة تراه.
قائلا بنبرة هادئة
بكام كيلو الطماطم يا آنسة!
اتسعت مقلتيها أهو يقف أمامها و يسأل عن الأسعار! کاړثة هذا الرجل من البلدية أو من الصحة عادت للخلف عدة خطوات مردفة بشك
بص يا باشا كل حاجة هنا في السليم و الأسعار زي الفل الطماطم باتنين جنيه بس... تاخد أربعة كيلو للمدام
لم يتمالك نفسه و قهقه بمرح كبير حركتها طريقتها بالكلام تشعره و كأنه بداخل فيلم كوميدي تمالك نفسه مع نظرات الجميع الفضولية و الڠضب المرسوم عليها أوما لها مردفا بنبرة جادة
ماشي هاتي خمسة كيلو بعشرة جنيه و خمسة زيهم خيار نعمل سلطة للشارع كله.
هذا اليوم ظاهر من أوله ليس له شمس كيلو الطماطم بعشر جنيهات و الخيار أقل بأشياء بسيطة سيأخذ بضاعتها دون مقابل يعتبر ذمت شفتيها تمنع نفسها من البكاء بصعوبة بالغة قائلة
تؤمر بحاجة تانية يا باشا إحنا في خدمة الحكومة...
اسمك ايه بقى على كدة!
بإبتسامة جميلة جدا أردفت و هي تعد له طلبه
أزهار.
يا الله لا يكفي عليها زهرة واحدة لتكون حديقة ناعمة من الأزهار الرقيقة بعطر لذيذ حبست أنفاسه باسمها و شكلها.. إبتسامتها بمفردها قصة طويلة أخذ منها الأشياء ثم وضع لها ورقة بمائتي جنيه قائلا بصوته الرجولي
شكرا يا أزهار خلي الباقي عشانك الحكومة في كرم كبير أوي و إحتمال أكون زبون مستمر هنا يا شوكولاته.
اتجه لسيارته ليقف يفكر عدة لحظات لماذا أتى إلى هنا من الأساس! اللعڼة عليك فاروق نسيت رسالة فريدة بتلك البساطة دلف إلى بيت جليلة و دق علي الباب عقله شارد
مشتت بين شقيقته و لقائه الغير مرتب مع جليلة و بين حبة الشوكولاتة الطازجة الغارقة ببحر من اللوتس اللذيذة مزينة بطبقة من جوز الهند.
شيماء سعيد
وقفت سيارته أمام فيلته الخاصة دار بعينه لها وجدها غارقة بعالم آخر رأسها على كتفه ثقيلة عليها جدا ازاحها قليلا يحاول التغلب على صداع رأسه قائلا بنبرة ناعسة
وصلنا إنزل يا جميل.
من هذا الرجل لا تعرف.. ما تشعر به و يدور بداخلها لا تعرف كل ما تعرفه بشكل جيد فتون و حقيقة حبها لعابد تفاجأت به يفتح باب السيارة يساعدها على النزول.
أبتسمت إليه بملامح بلهاء ربما لا ترى معالم وجهه بشكل جيد عقلها غائب و روحها تائهة رفعت جسدها تحثه على حملها ليس لديها رغبة بالحركة مثل شوال البطاطس حملها على ظهره.
دلف للداخل ليرى الصمت عم المكان صعد بها لغرفة نومه ثم وضعها على الفراش بدأ بإزالة ملابسه مع إرتفاع حرارة جسده يخفف من شوب الأجواء.
أغلقت عينيها بإرهاق شديد لتشعر بأنفاسه الرجولية على بشرتها البيضاء فتحت عينيها لترى معالم وجهه عن قرب يبدو وسيم جذاب عادت برأسها للخلف قائلة بحزن
فتون بتحب عابد.
ألقى بجسده على الفراش بجوارها قائلا
مين عابد ده.
مش فاكرة أوي مين هما بس زعلانة أوي أوي ووو... أنت مين!
رفعت رأسها تنظر إليه قائلة ببعض الحزن
أنآ زعلانة أوي يا اسمك إيه صحيح مش فاكرة زعلانة ليه بس أهو محتاجة أعيط و خلاص طيب إحنا هنا ليه يعني.
للمرة التي لا يعرف عددها تجذبه إليها بكلمات بسيطة هو الآخر حزين و لا يعلم ما السبب الحقيقي لحزنه إلا أنه مستمتع بها و بطراوة جسدها الناعم تحت يده.
ابتعد عنها قليلا و بدأ يزيح عنها أي شيء يمنعه من رؤيتها بشكل أوضح سقط حجابها ليرى خصلاتها السوداء الحريرية بلمعة زيت طبيعية ابتلع ريقه الجاف بصعوبة بالغة حرارة المكان تزيد بشكل مريب همس بنبرة منبهرة
شعرك حلو أوي هو كدة طبيعي و الا لا!
فتحت فمها مبتسمة باتساع قائلة بفخر
طبعا طبيعي و كمان بصرف عليه أصل جليلة عندها جاز خام.
لم يفهم حديثها أو ربما عقله رفض فهم ما وصل إليه 
أنا حاسس بحاجات غريبة و حاسس أكتر إن عايزك من غير حتى لحظة تفكير اسمك إيه يا ساحرة!
ابتعدت عنه قليلا قائلة
فريدة اسمي فريدة.
و أنا فارس المهدي و من بعد الليلة دي هتكوني في حياتي يا فريدة حتى لو ڠصب عنك مش هقدر أبعد تاني.
اممم فارس أحلامي..
زاد صداع رأسها و بدأت الرؤية أمامها تبتعد شيئا فشيئا أصوات تأتي و تختفي تصل لآذان كلا منهما
مش مصدق أخيرا فرحة هتكون مراتي يا فارس حلم عمري قرب يبقى قصاد عيني حقيقة.
عابد أنا بحبك مش فريدة أنت حب عمري أنا.
أشياء غريبة و صراعات قوية تطوف برأس كلا منهما تبعده عن حقيقة ما وصلوا إليه.
شيماء سعيد
مع ذهاب شقيقتها دون معرفة جليلة ضغطت على نفسها تحاول الظهور طبيعية بقدر المستطاع خرجت من غرفتها مغلقة الباب خلفها بالمفتاح حتى تظن جليلة أن فريدة نائمة بداخلها.
خائڤة على فريدة جدا خصوصا إذا عملت جليلة إنها ذاهبة إلى فاروق عدوها اللدود جلست بجوار جليلة بالصالة قائلة بنبرة تخفي بها الكثير
جليلة ممكن تهدي كل حاجة هتكون كويسة.
رفعت الأخرى وجهها الغاضب من عينيها الحمراء و بشرتها المتعرقة عابد شاب فريد سيكون لها خير السند و الظهر فريدة بأشد الحاجة إليه لتخرج من بحر أفكارها المتمردة على حياتها.
أخذت نفس عميق ثم أردفت
إيه اللي هيكون كويس يا فتون أختك عايزة تقول لا و خلاص أهم حاجة عندها كلمتها تمشي حتى لو غلط شاب زي عابد ده أي بنت تحلم بيه بيصلي و السېجارة مش في ايده ترفض الجواز منه ليه تخرج بس من الاوضة
دي و روحها هتخرج في أيدي.
كم مؤلم حديثها.. يأخذ قطعة من روحها حبيبها سيكون زوج شقيقتها هي من فعلت ذلك و وصلت بنفسها إلى تلك النقطة مجهولة الهوية ابتلعت غصة بحلقها مردفة
عندك حق بس الكلام بهدوء يا جليلة فريدة طيبة جدا و قلبها ضعيف دايما...
أومأت لها جليلة بقلة حيلة ليدق باب المنزل أشارت لفتون بفتح الباب دقيقة الثانية الخامسة و فتون تنظر إليه صامتة مشتاقة نعم هي مشتاق إلى جزء لا يتجزأ منها ترقرقت الدموع بعينها مع ارتجاف شفتيها تنطق حروف اسمه ببطء شديد.
حالته مثلما صغيرته فتون فرقها عن فريدة ببساطة لمعة العين مختلفة بتلقائية فتح ذراعيه لها لتنعم بدفيء الأمان شعور رائع.. وصفه بالكلمات لن يعطي له حقه.
حرك كفه على ظهرها قائلا
وحشتيني يا فتون فوق ما تتخيلي..
مسحت وجهها به مثل القطة الصغيرة قائلة
أنت كمان يا أبيه وحشتني أوي مش عارفة إزاي قادر تبعد عننا كل ده يا أبيه..
فتون.
ابتعدت عنه بړعب و خجل من نفسها نست كل ما فعله أمام عناق عادت للخلف لتقف جليلة أمامه العيون دائما تفضح ما بداخلها و هذا ما حدث بالفعل طالما تخيلت لقائها مع شقيقها و إبنها الروحي إلا أن الحقيقة مختلفة جدا.
كلمات كثيرة.. اللسان

انت في الصفحة 5 من 34 صفحات