رواية كوخ في آخر المدينة بقلم سارة محمد سيف
بمجرد وصوله إلى الطابق العلوي ليتجه إلى غرفته لينام قليلا قبل أن يعاود الخروج مرة أخرى عندما سمع صوت نحيب منخفض يأتي من غرفة نادين فاتجه إليها ليجدها جالسة تحاول أن توقف نهر الدموع الذي يسري على خديها فاقترب منها قائلا بشفقه مالك يا نادو بټعيطي ليه
نادين من بين دموعها بابا يا جاسر! بابا مش بيحبني!
نادين بعصبيه بس أنا بابايا مش بيحبني
جاسر بقلق طب اهدي بس وقوليلي اللي حصل
نادين بعصبية مع انها ازدادت أنا باشوف صحابي وكل واحد منهم مع باباه وباباهم بيفسحهم ويقعد معاهم وساعات بيذاكرلهم بس أنا بابايا فين أنا على طول صحابي بيقولولي انه عمرهم ما شافوه ونفسهم يعرفوا شكله ايه! مش باقدر أقولهم اني انا نفسي مش باشوفه!
ضحكت نادين من لهجته بس يا جاسر بدل ما أقول لمرام
جاسر عاقدا حاجبيه مرام مين
جاسر متذكرا اااه مرام ! انتي لسه فاكراها دا انا فركشت معاها خلاص
نادين پصدمه انت لحقت اصلا تظبط معاها اما تفركش
جاسر ضاحكا اومال دا انا جاسورة على سن ورمح يا بنتي
نادين ههههههههه دا على كدا مافيش واحدة بتعمر معاك بقى
جاسر بزهو انا يا بنتي البنات بتترمي تحت رجلي أشكال والوان فليه افضل مع واحده بس وانا ممكن ادوق من كل صنف ولون
جاسر بفزع عمي عمي ايه بس ما احنا كنا كويسين قلبتي ليه
نادين بسخرية اصل المفروض انك تبقى قدوتي بس قدوة إيه بقى بعد الكلام دا
جاسر هههههههههههه مش لما ابقى قدوة لنفسي ابقى قدوتك كفاية آسر قدوة واحدة في البيت دا ! البيت اللي فيه قدوتين يولع
نادين هههههههههههه ماشي يا جاسورة
ودعته نادين مبتسمة ولكن بمجرد أن تذكرت والدها حتى عاد الحزن ليخيم على ملامحها.
كان محمد يسير في الطريق يتأمل ما حوله فهذه المنطقة تشبه الغابات لم يرى قط منظر الريف فقط كان يسمع عنه والآن بعد أن رأه أحبه ولا يريد أن يتركه ولا يريد ترك إسراء أيضا إسراء هل يا ترى تفكر فيه مثلما يفكر هو فيها هل شعرت بانجذاب نحوه أم إنه
إسراء بتوتر ولا حاجه جايه أهو
والدها بشك مين دا
شعر محمد بتوتر الجو وسوء الظن الذي قد يخطر ببال والدها فتقدم معرفا نفسه أنا الكابتن محمد الطيار في الطيارة اللي وقعت من كام يوم
والدها وقد ارتاح اه اهلا يا ابني ... أنا حسني والد إسراء..أكيد شوفتها امبارح لما زارت إيلين مش كدا
محمد مبتسما تنا يا أستاذ حسني...اه امبارح ولما شوفتها قولت أسلم بس مش اكتر
حسني مبتسما طب اتفضل اشرب معانا حاجة يا ابني
محمد بتوتر لا مافيش داعي مش عايز اعمل ازعاج
حسني بلوم ازعاج ايه بس تعالا والا هازعل منك
انصاع محمد في النهاية لة والد إسراء على أمل أن يراها لفترة أطول وتعرف على والدتها أيضا و إخوتها الصغر فقد كانت إسراء أكبرهم سنا جلس الجميع يتسامرون حتى حان موعد الغداء فأصرت عليه والدة إسراء أن يبقى فقد دخل قلبها بشدة وارتاحت له فبقى معهم وما إن اختلى محمد بوالد إسراء حتى قال فجأة بدون مقدمات أستاذ حسني... أنا طالب ايد في الآنسة إسراء !
صدم الاب من هذه السرعة فهو يعلم أنه لم يلتقيها غير الامس فما هذا التسرع والطيش
محمد متابعا أنا عارف انت بتفكر في ايه بس مش هاقولك غير انه ساعات بتقابل ناس وتفضل تكلمهم طول العمر ومع ذلك مش بتستريحلهم ولا بينزلولك من زور وناس تانيه من أول قاعدة بتحس أنك بقيت منهم وانك تعرفهم من زمان ودا كان احساسي مع الآنسة إسراء ومعاكوا فياريت ما تكسفنيش وفكر في الموضوع براحتك
ابتسم والد إسراء وانت دخلت قلبي وقلبنا كلنا حسب ما شوفت يعني بس بردوا لازم ناخد رأي العروسة وكمان نسأل عليك
محمد مسرعا خد وقتك يا أستاذ حسني ... عن إذنك أنا بقى لازم أمشي
حسني مودعا مع السلامه يا ابني
وبعد انصراف محمد طلب حسني من ابنته القدوم ليخبرها بما حدث ويأخذ رأيه فهو لم ينتبه إلى انها سمعت كل حرف نطق به محمد فهي لم تكد تبتعد حتى بدأ في الحديث فلم تتمالك نفسها حتى تبقى وتسمع ما حدث وكان جاوبها أن ابتسمت ونظرت للارض من ثم ركضت إلى غرفتها مسرعة فابتسم الوالد السكوت علامة الرضا
يتبع الجديد
الفصل الرابع
اتجهت إيلين إلى الحقل حيث يعمل جدها ووجدت آسر يعمل بكد وقد قام بثني البنطال إلى اسفل الركبة بقليل وكان ال مفتوحا حتى المنتصف بالاضافة الى ثني كميه وكانت تلك الملابس ملابس أحد العمال فملابس جدها لم تكن على مقاسه ابتسمت إيلين لرؤية قطرات العرق المتلئلئة على جبينه وكان حال جدها لا يختلف كثيرا عن حاله اقتربت إيلين أكثر فلاحظها جدها فهتف بسرور إيلين!
انتبه آسر للاسم فنظر إليها بسعادة تاركا ما بيده ليلحق بها وبجدها
آسر بتعملي ايه هنا
رفعت إيلين ما بيدها امام نظره قائلة بابتسامتها الساحره الغدا..ولا ماجوعتش لسه
الجد ضاحكا ما جاعش ايه بس! دا احنا من الصبح في الارض دا انا هاموت من الجوع كويس انك جيتي
فرشت إيلين مفرش على الارض لتجلس ترص الطعام بمساعدة آسر بينما كان الجد يخبر العمال بأن يعودوا للمبنى الخاص بهم ليتناولوا الغداء من ثم يعودوا للعمل وعاد إلى إيلين وآسر مرة أخرى
آسر مستفهما اومال محمد فين
إيلين خرج بعد ما خرجتوا على طول عشان يتمشى ومارجعش بس أنا سبتله الغدا بتاعه هناك عشان لو جه وماحدش في البيت
الجد كويس يا إيلي
ضحك آسر مستغربا إيلي
الجد مبتسمة بحبور اه دا دلع إيلين
نظر آسر لإيلين نظرة لم تستطع فهمها ولكنها شعرت بسعادة غامرة تجتاحها بسببها واحمرت وجنتيها بشدة وظلا يتبادلان النظرات طوال فترة تناول الطعام ولم يعلما بأن مصطفى شعر بتلك النظرات وابتسم بخبث وهو ينقل نظراته بينهما وبعد مغادرة إيلين ظل آسر يتبعها بنظره حتى وضع مصطفى يده على كتفه قائلا بابتسامة خبيثة مش يلا نرجع نشتغل ولا عايز تروح يا أستاذ آسر معاها
توتر آسر طب يلا نرجع نكمل
وعاد لمة عملهما الشاق وكلا منهما يفكر في نفس الشئ....إيلين!
بعد مرور يومين آخرين دخل محمد المنزل سعيدا تكاد سعادته تجعله يحلق في السماء فاندهش الجميع ليسأله آسر مالك يا ابني ايه اللي حصل
محمد بسعادة شديدة هاتجوز
آسر پصدمه ايه!
محمد مكررا هاتجوز ... هاتجوز !
الجد مستغربا انت كنت خاطب قبل ما تيجي هنا يعني وكلمتها ولا ايه
محمد نافيا لا أنا هاتجوز واحدة من هنا ... هاتجوز إسراء!
إيلين بدهشه هو أنت كنت طلبت إيدها اصلا
هز محمد رأسه بالايجاب ايوه تاني يوم شوفتها فيه
آسر مستغربا وانت لحقت تتعرف عليها يا ابني
محمد مش اوي.... بس حبيتها اوي
الجد ضاحكا وليه الاستعجال دا كله يا ابني ما تاخد وقتك
محمد بوله بقولك بحبها يا جدو مصطفى باحبهاااااااااا يا ناااااااااااس
قهقهت إيلين قائلة شكلك مش هتدخل دنيا دا انت هتدخل عباسية ههههههههههه
الجد طب باباها وافق بسهوله
محمد متنهدا بسهوله دا بقاله يومين بيفكر يومين!
إيلين ضاحكه يومين دول بقى قليل ولا كتير ماهو كل حاجه عندك بقت بالمشقلب
محمد بحنق قليل! دول كانوا قرنين مش يومين ! المهم وافق
بقى
آسر وهو ما زال مصډوما وانت كنت عنده دلوقتي
محمد موافقا ايوه لسه جاي بالرد أخيرا.... وهنتجوز خلاص كمان اسبوع
إيلينههههههههه طب وجاي على نفسك ليه ما كنت اتجوزتها دلوقتي ماهي حلاوتها في حموتها ههههههه
محمد بحزن حاولت بس مارضيش
الجد مستغربا ودا كلام يرضي مين يا ابني دي مهما كان بنته ومش هيرميها كدا
محمد بحنق يرميها تشكر يا عم مصطفى
الجد متنهدا مش قصدي يا ابني بس اوزن الامور شوية وبلاش التسرع دا!
آسر طب صحيح هتعيشوا فين هنا ولا هناك
محمد لما قعدت معاها قالتلي انها مش هينفع تبعد عن اهلها كتير عشان مامتها كبيرة واخواتها صغيرين يعني مش هتسيبها كدا لوحدها...فقولت خلاص نسكن هنا والاقي شغل هنا وانا اصلا حبيت هنا اوي اوي اوووووووي
الجد ضاحكا ربنا يسعدك يا ابني....وشغلك في الحفظ والصون تعالا اشتغل معايا في الارض لو عايز وهاديك مرتب زي الباقي ما تقلقش
محمد بسعاده بجد ربنا يخليكي ليا يا ررررررب
آسر ضاحكا ماكنتش عايز تيجي تشتغل بمزاجك معانا اديك هتشتغل ڠصب عنك يا خفيف
محمد مالكش فيه انت بس اطلع وهي تعمر .... صحيح انت هتسافر امتى
تكهرب الجو بمجرد ذكر سفر آسر مرة أخرى...نظر الجد لحفيدته ليرى الحزن ارتسم على ملامح وجهها بينما توتر آسر بشدة فاجاب بمرح مش لما أفرح بيك الاول يا وحش
محمد بفرح اه خليك اهو يكون فيه حد من اللي اعرفهم بدل ما انا مقطوع من شجره كدا
الجد متسائلا انت ما عندكش قرايب ولا ايه
محمد بأسى لا ماتوا في حاډثة من وانا 15 سنة كدا وكنت عايش مع عمي لحد ما ماټ من سنتين واهو بقيت لوحدي
إيلين غامزة لوحدك ايه بقى ما كلها اسبوع وتبقى سوسو معاك وبعدها بكام شهر يجيلك عيل وعيل ورا عيل تفتح مدرسة وتنسى الطيران دا خااااالص ههههههههه
ظلوا يضحكون ويمازحون محمد بشأن زواجه ولكن آسر و إيلين يخفي كلا منهما حزنا بداخله على الفراق المحتوم...
في الحقل توقف الجد عن العمل عندما رأى آسر يجلس أسفل إحدى الشجرات الضخمه وينظر إلى السماء مفكرا فتوجه إليه وجلس بجواره قائلا بهدوء ايه اللي شاغل بالك السفر
آسر باندهاش وانت عرفت منين
الجد مبتسما يا ابني أنا كمان حبيت واعرف احساسك دلوقتي
تنهد آسر قائلا ماكنتش أعرف اني ممكن في يوم أرجع احب
الجد وليه كدا يا ابني حصلك ايه عقدك
آسر وهو يهز رأسه مش عايز اتكلم في الموضوع دا
الجد متفهما طيب زي ما تحب... بس اديك دلوقتي حبيت
ناوي تسافر وتسيبها بردوا
آسر بحزن ما