غابة الذئاب و السحر الأسود بقلم فاطمة الألفي
خلال يومين سيكونوا داخل اراضي البلاد.
تهيء الجميع أستعدادا لاستقبال فلذات اكبادهن.
فرح الجد محمود بأنه سيضم حفيدته لصدره ثانيا فهو متشوق لرؤيتها واقسم على ولده وزوجته بعدم التدخل بحياة صغيرته ولن يسمح
لهم ثانيا أن يفعلوا ما كان يفعلونه بالسابق اقسم على
حمايتها ولو كلفه الامر طرد ولده وعائلته خارج منزله..
تنهد هو الآخر بسعادة وقرر الذهاب إلى المسجد لاداء فريضته وبعد ذلك يصلي ركعتين شكر لله تعالى على حماية ابنته وانها بخير وسوف يلتقي بها خلال يومين فقط..
الجلوس في شرفة الغرفة يحتسي قهوته ويمسك كتابا يقراءه بتمعن منذ غياب طفلته وهو تخلى عن عادته وسأم القراءة ولكن عندما اتاه ذاك الخبر المفرح عادت الحياة لجسده وأحدث حالة من الطوارئ داخل المنزل صړخ على زوجته بأنه يريد أحتساء القهوة المظبوطة وأن يجلسون حوله داخل الشرفة وانتقي كتابا أراد أن يقراءه بشوق ولهفة فقد عادت الروح لقلبه بعد أن توقف عن نبضاته بسبب غياب ابنته
سيطر الحزن على قسمات وجهها وطفي بريق عسليتها اللامع منذ أن رحل عن عالمها وتحمل نفسه ذنب كل شيء حاولت كل من ماري و نيروز أخراجها من هذا الحزن الذي سكن قلبها ولكنها كانت رافضة تماما
إلى أن حان موعد العودة لبلدتهم واستقل عزيز سيارة أجرة تقلهم للمطار وجلس هو بجانب السائق وهن جلسن بالمقعد الخلفي وعين سيرين تحدق في الطريق بشرود تودع البلدة التي شهدت على عشقها لسادم
كانت تحدث نفسها قائلة كأنها تحدث روح سادم
أعلم بأنك لن تكلمني أعلم أنك لن تأتيني لكني أتمنى من كل قلبي أن تعود اللحظات التي بيننا ولو لساعة فقط لدقائق لثوان قليلة لأقول لك أن تنتبه لطريقك لأقول لك سامحني
لأقول لك كم أحبك و لن أنساك أبدا لكني افتقدك كثيرا..
داخل صالة المطار التقط عزيز منهن جوازات السفر وتقدم من الضابط الذي يتفحص هويتهم وبعد أن انتهوا من تلك الإجراءات الروتينة سارو متوجهين إلى الطائرة لكي يستقلون بأماكنهم.
جلست سيرين وماريبالمقعد الأول وجلس عزيز و نيروز بالمقعد الثاني وأعلن الطائرة عن الإقلاع
شردت ماري وهي تودع ماكسر على أمل اللقاء به ثانيا واخبرها بأنه سوف يلحق بها في أقرب فرصة فهو لن يملك اي أوراق خاصة بهويتة لانه رب داخل دار الرعاية وأثناء الحړب تدمرت الدار وفروا هاربين سوف يخرج هوية خاصة بها ويسافر لها يتم زواجه بها ويستقر في بلدتها فهو لم يملك من الدنيا سواها وسوف يفعل المستحيل من أجل أن يظل جانبها..
تبسمت وشعرت بلذة الحب ولكن عندما تطلعت لصديقتها أختفت أبتسامتها وحل مكانها الحزن أمسكت بكف سيرين طالعتها بنظرات خاوية ضمتها ماري بقوة وظلت تمسد على خصلاتها البنية وقالت بصوت حاني
أشعر بك صديقتي ولكن حاولي التعايش من أجل عائلتك وأجلنا ونحن لن نتركك أبدا والغد سيكون أفضل من اليوم لا تحزني يا حبيبتي..
لفراق الأحبة غصة في القلب لا تشفى وجراح في الروح لا تطيب چرح غائر عميق لايزال يقطر دما كلما راودتنا ذكرى جميلة قضيناها معه.
بعد الفراق لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له ألم البعاد لأنه سيغيب ليرمي ما حمله ويعود لنا قمرا جديدا ولا تقف أمام البحر لتهيج أمواجه وتزيد على مائه من دموعك لأنه سيرمي بهمك في قاع ليس له قرار ويعود لنا بحرا هادئا من جديد وهذه هي سنة الكون يوم يحملك ويوم تحمله.
لقد غابت شمسي عن سمائي يا حبيبي فأصبح الكون كله ظلاما دامسا أصبح الكون كله من دون أي ألوان وملامح وأصوات لم يعد سوى صدى صوتك يرن في أذني لم أعد أرى سوى صورة وجهك الحبيب لم أعد أتذكر إلا صورة وجهكونظرات عينيك عند الوداع.
الفصل الحادي والعشرون شبح غائب
أطبق بقوة على جسدها الضئيل بين ذراعيه ثم دنا بالقرب من أذنها هامسا بخفيف
أشتقت إليك يا شرقيتي الحسناء
ابتعدت عنه برفق وهي مازالت غير مصدقة وجوده
أنفتح الباب فجأة وطلت والدتها منه قائلة
سيرو هيا لتناول الطعام
نظرت سيرين حولها في تيه أين أختفى سادم
اقتربت منها والدتها بقلق
ماذا بك يا حبيبتي لما تدورين حول نفسك
ثم اردفت قائلة وهي تطالعها ببسمة حانية
لابد أنك أشتقتي لغرفتك كل شيء بها كما تركتيه أنت
نفضت رأسها
بشرود وهي تتسأل داخلها هل كان معها حقا تشعر به وتلامسه وحدثته أم أنها تتوهم وجوده
سارت ک المغيبة بجانب والدتها وجلست أمام المنضدة المستديرة التي تقبع في بهو منزلهم ووضعت كفيها أعلى وجنتيها تنظر للفراغ بشرود
وضعت والدتها الطعام وهتف قائلة عندما أستمعت لطرقات أعلى باب الشقة
ها والدك قد عاد
ذهبت هدى تفتح الباب وتستقبل زوجها بصوت خاڤت
منصور ابنتك ليست بخير
نظر لها بقلق وقال بلهفة
ماذا بها روح فؤادي
لوت ثغرها في حزن وقالت
ليست على ما يرام أنظر بنفسك
أنهت كلماتها وهي تشير إلى حيث تجلس سيرين تقدم منصور بخطوات هادئة ثم مسد على ظهر ابنته لتنتفض بفذع عاد يربت على كتفها
لا تفزعي حبيبتي أنا والدك
جلس بالمقعد المجاور لها وقال
هيا تناولي طعامك يبدو على وجههك الإرهاق ثم أخلدي للنوم وغدا لنا حديث خاص معا
ليس لديها شهية على تناول الطعام فقط امسكت بالملعقة وظلت تعبث بصحنها ووالديها ينظرون لها بحزن عميق فبعدما أشرقت شمسهم وانقشع الظلام وحلت شمس النهار بعودة صغيرتهم يجدونها بتلك الحالة الحزينة الشاردة.
نهضت عن مقعدها وقالت بصوت منكسر
سأذهب إلى غرفتي أريد النوم
همت بأن تسير ولكن أستوقفها صوت والدها قائلا بحنان
أين قبلة والدك
عادت خطوتها للخلف ثم انحنت أمامه تطبع قبلة رقيقة أعلى وجنته وفعلت مثلها مع والدتها وسارت إلى حيث غرفتها وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح لعل سادم يعود إليها ولن يزعجهم أحد
اراحت جسدها أعلى الفراش وظلت تنتظر قدومته إلى أن اغمضت جفنيها على أمل اللقاء داخل أحلامها فهي لا تعلم هل كانت تحلم بوجوده حقا ام تتوهم ذلك ..
أما عن والديها بالخارج.
هتفت هدى لزوجها بقلق
لابد وأن يفحصها الحكيم ابنتنا ليست بخير
حسنا ساتدبر الأمر دعيها تنام بأريحية وعندما تستيقظ سوف أتحدث معها
داخل منزل ماري
لم تستطع النوم ظلت ساهرة داخل غرفتها جالسة على فراشها تضم ركبتيها إلى صدرها وعينيها تلمعان بوميض براق مثل الوهج المشتعل وتهز جسدها بتوتر تشعر بحكة طفيفة لمست بكفيها ذراعها لتجد جلدها الالمس الناعم به خشونه نظرت لذراعها في قلق لتنتفض من مكانها كأنها أصيبت بماس كهربائى عندما وجدت نمو الشعر يزداد في صورة ملحوظة نهضت تنزع ثيابها أمام المرآة تطالع جسدها بتفحص لتجد جسدها بأكمله يطفو شعر أسود كثيف ولون جسدها يميل للون الرمادي
شهقت پصدمة وارتدت ملابسها ثانيا وأخفت ذراعيها حيث ارتدت منامة ذات أكمام طويلة ولم يظهر من جسدها شيء
جحظت عينيها تطالع إنعاكس صورتها داخل المرآة لتجد بؤبؤة عينيها تحولت من لونهما الاخضر إلى وهج مشتعل من ڼار
ركضت پذعر ترتمي داخل فراشها وهي ترتجف ببرودة شديدة ودثرت نفسها بالغطاء وهي تهمس بصوت خاڤت
لا ... لا ... هل مازلت اللعڼة تحاوطني
لا لا لا
ظلت ترفض الفكرة وحاولت أن تغمض عينيها بإجبار ولكن جافها النوم
طرق والدها الباب في ذلك الوقت عندما رأ أضاءة غرفتها علم بأنها لازالت مستيقظه وولج لداخل قائلا
طبيبتي الماهرة أود التحدث معك
نهضت من مرقدها وجلست بالفراش قالت بصوت مضطرب
أنا أيضا اود أخبارك بشئ فيلسوفي العظيم
جلس والدها على حافة الفراش وقال بود
هيا حبيبتي أخبريني ما الأمر أعلم بأن لديك أحاديث كثيرة وأنا اود سماعها
نظرت له بعينين حمرويتين يخالطهما صفار ظن بأنها أثر البكاء
رفع أنامله يلامس وجنتها بحنان
هل كنت تبكين حبيبتي لما عينيك كالجمر المشتعل
عانقت والدها بقوة وأغرقت عينيها الدموع وقالت بصوت مكلوم
ابنتك أصابها لعڼة وتحولت لمستذئبة في الليالي القمرية
أبعدها عن أحضانه وطالعها بعدم فهم ظن بأن حرارتها مرتفعة وتهلوس لذلك رفع اناملة يتحسس جبينها
هزت راسها نافية وقالت
أقص عليك الحقيقة أبي هذا ما حدث لي بالفعل وبدأت تسرد له منذ أن ألتقت بجونجان إلى أن قابلت ماكسر وانتهى بها الحال عند مقټل جونجان وتحررت اللعڼة ولكن يبدو أن لعڼتها لازالت مستمرة
ونزعت سترة المنامة وراءته ما تخفيه خلف ملابسها وتحول لون عينيها
ثم همست بحزن
باقي يومين على الثلاث ليالي القمرية أبي وأنا خائڤة
جذبها بقوة وانسابت دموعه وشعر بالعجز فماذا يفعل من أجل ابنته وسلامتها وسلامة عائلته.
طمئنها رغم قلقه الشديد ولكنها ابنته وبحاجة لدعمه وهو ليس عليه فعل شئ إلا أن ينتظر أكتمال القمر ولكنه لا يجازف بسلامة عائلته سوف يأخذها لمنزلهم القديم المهجور وسيظل جانبها يشاهد بنفسه ما سوف يحدث .
ربت على جسدها بحنو فقد كانت ترتجف وتبكي وتهمس پخوف
لا أريد أعادة التجربة القاسېة مرة أخرى أبي... ولا أريد أن أاذي أحد من أخوتي أو أي شخص يؤذى بسببي ارجوك أبي أجد لي حلا
حسنا صغيرتي سنجد حلا لا تقلقي الآن يجب أن تغمضي عينيك وأنا جانبك لا تخافي صغيرتي سنجد حلا بأذن الرب.
لم يتركها ظل بجوارها إلى أن ذهبت في النوم تركها برفق واغلق أضاءة غرفتها ثم ذهب إلى غرفة مكتبه وظل واقفا أمام المكتبة الخاصة به الذي جمع بها
كل كتب التاريخ والجغرافيا والحضارات القديمة المختلفة وعلم النفس والفلسفة فقد كانت تضم مجموعة من الفلاسفة والمفكرين والمثقفين من الغرب وبحثا عن الكتب التي تحدثت عن الاساطير لعله يجد ثغرة تصله لفك اللعڼة التي أصابت ابنته
وبالفعل وجد مبتغاه كتاب مترجم عن أسطورة المستذئبين ارتدى نظارته الطبية وجلس خلف مكتبه يفتح اولى صفحات الكتاب ويقراءه بعناية شديدة يصوب اهتمامه عليه ليجد مخرجا لما تعاني منه
ابنته..
استوقفته السطور الأولى في مقدمة الكتاب وقراءها بصوت عال لعله يذكر نفسه
المستذئب قد يصبح مستذئبا بثلاث حالات وهم قد يكون مستذئب بالوراثة أي عائلته وأجداده مستذئبين بالفطرة فيصبح المولود أيضا مستذئب كاهله والحالة الثانية يكون من العضة أي المستذئب يعض البشري فيصبح مستذئب أو قد تكون لعنه من آلهه أو سحر ألقى