الإثنين 25 نوفمبر 2024

رفقا بالقوارير بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 26 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

انتي وشك اصفر اوى
معلش دلوقتي هاشرب شوية عصير و ابقي كويسة
لاء بصي يا ندي انا مش هافرح لما توقعي مننا في الشركة انتي تاخدي اجازة و تقعدي في البيت ترتاحي و لما تخفي ترجعي براحتك
انت شايف كده
ايوة طبعا
ماشي هاخلص شغلي النهاردة و من بكرة هاقعد في
البيت اخبار وعد ايه
وعد دي كل ناسي يا ندي ازاي ماحبهاش بس
الغيرة لمعت في عنيها و بصتلي بحزن و خرجت من مكتبي في هدوء
و بعد مرور ايام كتير
كانت استردت فيهم صحتها و رجعت منها لي شغلها تاني
لسه
خلصي و تعالي بسرعه عشان هانفذ النهاردة
مش هاينفع انا عندي شغل كتير و لسه هرجع علي الشركة
ماليش فيه تخلصي و تجيلي علي هنا و لما هي تيجي ابقي روحي مطرح ما انتي عايزة
قفل التليفون و بقت واقفة سارحنة مش مركزة معايا
في الكلام 
هاتي الفايل يا ندي
ندي انتي مش سمعاني و لا ايه
هاه اسفة اصلي حاسة بشوية صداع
سابتني و مشيت و هي ناوية تروح علي شقة عصام و بعدين ترجع علي الشركة
قولتلك يا عصام انا مش هاعمل كده
يا بت افهميني انتي هاتبعتي ليها الصورة بس و تكتبي تحتيها
لو عايزة تفهمي تعالي و انا افهمك هتلاقيها جات لوحدها 
صړخت في وشه و هي بتزقه بعيد عنها
قولتلك لاء مش هاشترك معاك في الچريمة دي
بتمدي ايدك عليا يا بنت ال 
قامت من علي الارض و هي بتقولة
انت اللي ابن ستين خلاص يا عصام انا مابقتش اخاڤ منك 
يلا قومي نفذي اللي قولتلك عليه اخلصي احسن شكله كده موتك انتي اللي هيبقي علي
ايدي 
وقفت وراه بسرعه من غير ما يحس بيها
لاء يا عصام انا قولتلك لاء
بتقولي ايه ااااااه
غرزت السکينة في صدره اول ما لف ليها
و وقع تحت رجليها علي الارض
و بدل ما تبعت الرسالة لوعد بعتتها لقاسم و اتصلت بيها هيا و مثلت التعب عليها
الفصل الحادي والعشرون 
بدئنا بني الجامع اللي خصصت ليه مساحة كبيرة من الأرض و أهل البلد فهمو ان معنى رجوعي السرايا و ظهوري المستمر و كمان بني الجامع اني خلاص رجعت و هاستقر في البلد
و ده ماعجبش شباب البلد و على رأسهم عادل ابن العمده و غريمي في وعد 
مين قاسم الديب خير يا ولد نصار ايه اللي رماك علينا 
رماني عليكم كيف يعني اني اهنه في بلدي و بلد ابوي و اللي اسمها على اسم جدي و لا انت مش واخد بالك يا ولد العمده ان بلدك اسمها كفر الديب 
ما انت فارقتها من زمان راجع ليه دلوك و نافش ريشك اكده و عمال تبني و تزرع ولا كأن
استنى انت يا قاسم يا ولدي و انت يا عادل اقصر الشړ
و اتأدب و افتكر فرق السن اللي بينك و بينه قاسم اهنه في بلده و بيبني بيت لربنا في وسط أرضه يعني انت مايحقش ليك اللي بتعمله و لا اي حد فيكم يقدر يرده 
انت طول عمرك بتزرعها لوحدك و كنا فاكرينها أرضك انت و السرايا لما اتبنت افتكرناه بناهالك
عشان يرد جزء من كرمك معاه هو وعد
لكن نفهم بعد اكده انه كان بيعمل ده كله عشان يزرع نفسه وسطنا من تاني
لاه دا يبقى بيحلم داحنا نجلعه من جذوره قبل ما يفكر يرمي وتده 
ماعرفش ازاي في لحظه كان كف يدي
ضاغط على فكه و جسمه تحت رجلي و اني راكز عليه بركبتي و الشيخ حسن بيتوسل ليا عشان اسيبه لكن انا ودنه ليا و همستله فيها 
اللي انت بتنطج اسمها على لسانك دي تبجي مرتي و اني مش ناسي اللي عملته جبل اكده يا ولد العمده فاحسك عينك تفكر تنطج اسمها على لسانك و الا روحك دي هاطلعها بيدي 
اني ماليش خصومه و لا طار مع حد فيكم و لا اني راجع البلد و ناوي على الشړ بس انتو 
رجعت على السرايا اني و الشيخ حسن كنت ثاير جدا من جوايا و عاهدت نفسي اننا مش هانجعد اهنه كتير هي بس تشد حيلها و هاخدها و اعاود من تاني مش ممكن اجعد في مكان اني مكروه في
لكن اللي ماكنتش عامل حسابه انها تكون هي اللي محبوبة في الكفر و ده عرفته كويس لما دخلت
السرايا و شوفت كمية البنات اللي كانو فرحانين بيها و جاين يسلموا عليها 
بس اتغاظت منهم لما شافوني واتنفضوامن الړعب و الخۏف بأن في عنيهم كأنهم شافوا عفريت جدامهم
طب ليه هو انتو تعرفوني جبل اكده عشان تحكمو عليا 
حمدلله على السلامه يا قاسم 
جالتها وعد و هي قاعدة وسطيهم
الله يسلمك مين دول 
جولتها و كان باين علي وشي اني مش مرحب بيهم فاتكسفو و قامو من مكانهم 
واه دول اصحابي يا قاسم جاين يسلمو عليا 
و لما خرجت لاجتها جاعدة مستنياني على السرير و عنيها كلها ڠضب اني عارف سببه كويس 
مالك يا بت زي مايكون انجتل ليك جتيل اكده 
و انت بتجول فيها اني ماشوفتش جلة زوق بصراحة اكدة 
ليه ايه انت مفكر انهم جاين ليك انت إياك 
و لا ياجو ليكي اني ماحدش يدخل بيتي و هو شايل في قلبه كرهه ليا 
مين جالك اكده دول اصحابي و بيحبوني من زمان 
كلامي معجبهاش قامت من مكانها وقفت تبصلي برجاء 
نرجع تاني مش اني جولتلك اني عايزة اجعد اهنه 
و اني مأثرتش معاكي طلبتي تاجي اهنه و جبتك تجعدي براحتك لحد ما نفسيتك ترتاح زي ما انتي عايزة و بعد ما ترتاحي هانرجع انا و انتي من تاني مفهوم يا وعد 
الساعة عدت اتنين باليل و الكل كان نايم حتى هي كمان كانت نايمة جانبي صحيح فضلت قلقانة شوية لكن مافتحتش كلام معايا 
و عطتيني ظهرها كأنها بتقولي بدأت الخصام 
و في لحظات الدخان اتحول لڼار عالية بتاكل في الزرع اكل 
نديت على الحرس اللي كانو بيجرو في جنينة السرايا
مفزوعين و بيئمنوها 
قاسم في ايه بتجري اكده ليه 
خليكي مطرحك يا وعد اوعاكي تخرجي برة جاعتك او حتى تخرجي الڨراندة 
جريت عليا يدي جبل ما اخرج 
لاه مش هاسيبك جولي في ايه الاول 
لاه مش هاتخرج خليك اهنه مالكش صالح بلي بيحصل برة 
نفضت يدها من علي و اني بزعج فيها 
بعدي عني جولتلك سبيني يا بت 
لاقتها بتصرخ و بتستنجد بالشيخ حسن اللي خرج هو و مراته
مفزعوين 
الحجني يا بوي جوله ما يطلعش دلوك 
ايه
اللي حصل يا قاسم يا ولدي 
استنى يا قاسم ماتطلعش ليهم بطولك يا ولدي 
مانتباهتش لكلامه و جريت على الحرس أمرت نصهم يأمنوا السرايا و الباقي راحو معاي
اكيد هو اللي عملها عادل ولد العمده مافيش غيره الله في سماه ما هيطلع عليه صبح 
و قبل ما اخطى برجلي خطوه واحدة كان الشيخ حسن موجفني 
لاه اكيد مش هو اسمعني بس يا ولدي
هو او غيره احمد ربنا انها جات على اد اكده و اشكر الشيخ حسن عشان لولاه ماكنش حد فينا اتحرك و الڼار دي كانت كلت الزرعه كلها 
من كتر صدمتي فيهم وجفت مزهول و صړخت فيهم 
ماريدينش منك حاجة و لا ريدينك انت كمان وسطينا ارحل من اهنه عاود مكان ما كنت 
مش بمزاجك يا كفر مالوش حاكم قاسم الديب رجع لبلده و بلد ابوه و جده و المره دي مش راح افارق منها ابدا راح تشوفو يا كفر الديب مين هو كبير البلد دي و تاري هاخده من الصغير جبل الكبير فيكي يا بلد 
ماحدش هيسمحلك بأكدة يا ولد الديب 
دا كان صوت العمدة جاي يشوف الحريق و معاه ولده و بالغفر بتوعه 
و مين بجي اللي هايمنعني يا عمده الغفر اللي انت متحامي فيهم و لا ولدك الجبان المستخبي فيك ده عمل عملته في الخفي و جاي
دلوك يتشفي مش اكده 
ولدي معملهاش يا قاسم و لو عملها ماعيتدراش و الخصومة ماهياش بينك وبين اهل البلد و
حسيت ان عجلي هايقف من كتر التشتيت رفعت حاجبي و اني مستغرب كلامه 
خصومة مع ناس تانين اني ماعرفهمش مين دول انشاء الله يكنوش من الجن و مش عارف يا عمدة 
لاه يا قاسم يا ولد الديب
دول رجالة غمامي 
و هنا انتبهت للشيخ حسن اللي وقف قصادي و زعج فيا 
و بعد ما الدنيا هديت و صلي بينا الشيخ
حسن صلاة الفجر رجعنا اني و هو و الرجالة على السرايا
و اني هاتجنن من كتر التفكير يطلع مين غمامي ده و حكايته ايه و ليه معاديني و معادي البلد كلتها بسببي كل دي أسئلة كانت دايرة في راسي و ماكنتش لاقي ليها إجابة
ماكنش قصادي حد ممكن ينورني غيره الشيخ حسن 
جعدت قصاده و وعد الي كانت پتبكي و باين على وشها الړعب بحاول اطمنها و اهديها 
بكفياكي يا وعد ما انا مليح اهه يا بت و ماحصلش حاجه 
كيف بس يا قاسم و الحريق
اللي حصل ده 
فداكي يا روحي و بعدين دول شوية زرع كلتهم الڼار ماهياش الأرض كلتها يعني 
هما يا بوي مش اكده 
كان جاعد سرحان و بيفكر بس اول ما وعد سألته بصلي 
خد مرتك و اطلع جاعتك نام شوية يا قاسم 
لاه مش جبل ما اعرف اصل الحكاية يا عم الشيخ 
قام وقف و اتجه ناحية جاعته لكن سؤالي ثبته مكانه و اتلفت ليا 
جولتك خد مرتك و اطلع نام و لما تصحو تاخدها و ترجع على سرايتك في القاهرة 
انفزعت وعد من فكرة رجوعها و كلامه خلاني اعند اني كمان 
لاه يا عم الشيخ اني صحيح هاخد مرتي و ارجع بس مش جبل ما اعرف مين عدوى الخفي ده و معاديني ليه من أصله 
وقفت شارد برجع الزكريات في عجلي اسمه فعلا مش غريب عليا مع انه ماكنش بيتردد قصادي كتير و شكله مش متذكره اوي
بس في لحظه افتكرته كان شاب صغير دايما كان بينزل من الجبل مع عزوز باليل و ماكنش بيرحل من علي باب السرايا غير معاه بردك
عمري ماشوفت وشه لأنه دايما كان مغطيه بلاسه و ماكنش بيبان منه غير عنيه السودة زي ضلام الليل 
جعدت مكاني من تاني و فضلت ساكت 
افتكرته يا قاسم 
ايوا يا عم الشيخ افتكرته بس ده يعايدني ليه و يعرفني منين اصلا 
غمامي بعد حاډثة عيلتك طلع الجبل انت قعدت اهنه سنتين تبيع في أرضك و تلم في فلوسك
و هو قعد في الجبل يلم رجالة عزوز و يكبر عصابة المطاريد من تاني
صحيح الموضوع ده جننه و خلاه ينزل البلد كل شوية يسرق و ېحرق فيها بس دا كان بعيد عنك انت و وعد 
لقيته رجع و بص لوعد بطريقة حزينة و دا خلاني اسأله 
و هو ماله و مال وعد يا عم الشيخ 
اللي نجت من المۏت مع قاسم ولد نصار الديب 
الناس في الكفر مابجوش عارفين يردو عليه بأيه لكن
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 28 صفحات