و بقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم
بالفعل للأحسن وأدرك خطأه لذلك أجابتها بإبتسامة باهتة
يعني .. مافيش داعي نفتح في القديم بس أنا واثقة فيه
عضت روان على شفتها السفلى وردت عليها بإستياء
ماشي براحتك يا ريري !
أومأت إيثار برأسها في إمتنان لها ..
بينما أكملت روان بنبرة حرجة
أنا عارفة يا ريري إني كنتي مقصرة معاكي ومش بسأل زي زمان بس إنتي كنتي شايفة الوضع عامل ازاي !
ولا يهمك
أضافت روان مبررة
وبعدين انتي اعدتي فترة مش بتيجي حتى عند مامتك فمكونتش بأعرف أشوفك
تذكرت إيثار تلك الفترة التي قضتها في دار المغتربات أثناء صراعها في المحاكم للحصول على حكم تطليقها من محسن فهزت رأسها بإيماءة خفيفة وأجابتها بإختصار
ايوه
تابعت روان قائلة بإهتمام
لم تعلق عليها إيثار... وأغمضت عيناها لتخفي لمحة اﻵلم الحزينة بهما ..
استغربت روان من صمتها المريب فسألتها مجددا محاولة معرفة أي شيء يخصها
قوليلي أخبارك ايه وأحوالك إزيها
تنهدت بعمق وهي تجيبها بنبرة حزينة
أثار ردها المقتضب والغامض فضولها لتعرف عنها المزيد فهي قليلة الحديث عن حياتها لذا سألتها بإهتمام
إيثار أنا حاسة انك اتغيرتي ومابقتيش زي زمان
ابتسمت بتصنع وهي تجيبها
مافيش حد بيفضل على حاله
سألتها روان بفضول وهي محدقة بها
طب وأخبار الجواز معاكي ايه وعندك عيال ولا آآ....
قاطعتها إيثار بتعجل وبصوت قاتم
ثم ابتلعت ريقها المرير لتكمل بصعوبة وهي تحاول السيطرة على عبراتها
كان في .. آآ.. بس ..آآ... مكملش !
أشفقت روان عليها ومسحت على ذراعها وهي تردد بأسف
يا حبيبتي .. ربنا يعوض عليكي
ردت عليها إيثار بخفوت
الحمدلله
ترددت روان في سؤالها عن طبيعة حياتها الزوجية خاصة أنها لم تحك عنها أي شيء فسألتها بتوتر
قاطعتها إيثار بجدية محاولة التهرب من الإجابة
خلينا نشوف روفي هتاكل ولا ايه
تفهمت روان إمتناع رفيقتها عن الإجابة وأوضحت لها
بتهربي من الكلام .. براحتك .. بس أكيد هندردش تاني !
ردت عليها إيثار بإرهاق قليل
ان شاء الله
..
أخفت سارة وجهها الباكي بين راحتي يدها وانتحبت بمرارة شديدة ..
احنا بنتواصل مع السفارة هناك وهنطلقك منه .. المحامي قالي إن الموضوع هياخد وقت وعقبال ما محكمة الأسرة تعين خبير و.. آآ
قاطعته إيمان قائلة بإمتعاض
اهوو ذنب الغلبانة وبيخلص مننا !
نظر مدحت إلى كلتيهما بحيرة وتساءل بنزق
قصدكم على مين
رفعت سارة عينيها المتورمتين من البكاء لتنظر إليه بخزي وأجابت على والدها بصوت متقطع
آآ.. إيثار .. !!!
نظر لها مشدوها فرددت إيمان بضيق
بنت اخوك !
فغر فمه مشدوها وسألهما بجدية
إيثار !!مالها !
التفتت إيمان نحو ابنتها وصاحت بها بقوة
قوليله
سردت سارة ﻷبيها افتراءتها الكاذبة عن إبنة عمها فصدم اﻷخير في ابنته .. واحتدت نظراته إليها .. وصاح بها بغلظة وهو ېعنفها
بقى انتي يا سارة تعملي كده ﻷ وفي مين ! في بنت أخويا اللي زي أختك !
ردت عليه بنبرة منكسرة وهي تتحاشى النظر إليه
أنا .. انا اسفة!
اشتعلت نظراته ڠضبا وأكمل هادرا بغيظ
اسفة بالبساطة دي ! ظلمتي البت واتبهدلت وشافت الويل من ابوها الله يرحمه وأخوها وانتي تقولي اسفة .. عملتي فيها كده ليه .. انطقي !
ردت عليه بصعوبة من بين بكائها النادم
كنت .. غيرانة منها
ضړب كفا على كف مستنكرا ردها المستفز وصاح بصوت منفعل
غيرانة ! لا حول ولا قوة إلا بالله ! مخوفتيش من اڼتقام ربنا .. من دعوة المظلوم !
أجهشت پبكاء أشد وهي تجيبه
مجاش في بالي .. كنت معمية
رد عليها بحنق وهو يشير بيده
وأديكي شوفتي بنفسك جرالك ايه يا ريت تصلحي االي عملتيه لعل ربنا يرفع عنك الغمة
حدقت فيه بعدم فهم وسألته بصوتها المتشنج
قصدك ايه
يا بابا
أجابها أبيها بثبات وهو يرمقها بنظراته القوية
المسكينة اللي ظلمتيها دي ليها حق عندك واتظلمت على حياة عين ابوها .. لازم تقوليلها على غلطك
ارتجفت سارة مما طلبه منها وردت عليه معترضة
مقدرش .. مقدرش !!!
صاح بها مدحت بعصبية
مافيش حاجة اسمها مقدرش إنتي غلطتي ولازم تتحمل نتيجة غلطك ده يالا قدامي
استعطفته قائلة برجاء
يا بابا
هتف فيها بصرامة
مافيش بابا !
ثم استدار برأسه ناحية زوجته وتابع بصوت قوي
وانتي يا ايمان حطتي طرحتك وتعالي معها
نظرت له بإستغراب واعترضت قائلة
بس أنا ...آآ..
قاطعها بصرامة وهو يردد
مافيش بس إنتو الاتنين هتنزلوا تحت تعتذروا لبنت أخويا ومافيش رجوع في قراري ده ......!!!
.
يتبع الثالث بعد قليل
وبقي منها حطام أنثى
الفصل السادس والعشرون الجزء الثالث
انتهت راوية من إعداد طاولة الطعام وتوجهت إلى المطبخ لتكمل عملها ..
نظرت روان إلى أخيها بنظرات غريبة فتعجب من تحديقها به
خاصة وأنها كانت تتحاشى التعامل معه وها هي الآن تنظر له بجرأة وكأن شيئا لم يحدث فسألها بجمود
في ايه بتبصيلي كده ليه !
ردت عليه بإبتسامة عابثة
انت مقولتش ليه إن إيثار بتشتغل عندك
أغمض عيناه للحظة وأجابها بهدوء
مجتش مناسبة
ردت عليه مستنكرة وهي تعاتبه بنظراتها
ماجتش مناسبة ! انت بتهزر يا مالك في حد يخبي
موضوع زي ده ومش يقول عنه !
نظر لها بنظرات خاوية وهتف ببرود
هيفرق معاكي في حاجة
ابتسمت له وهي تجيبه بمكر
لأ .. بس دي برضوه إيثار
حذرها مالك قائلا بجدية وهو يتناول لقيمات من طعامه
روان خدي بالك الشغل حاجة والمسائل الشخصية حاجة تانية كمان هي عندها بيت وأسرة وأطفال وآآ...
قاطعته روان قائلة بمرح
لأ هي مش مخلفة أقصد هي قالتلي إنه محصلش نصيب راح منها
أثارت عبارتها الأخيرة إهتمامه فسألها بفضول
ايه وانتي عرفتي ده ازاي
ردت عليه بهدوء
يعني .. دردشنا شوية !
سألها مهتما وهو ينظر لها بجدية
وقالتلك ايه تاني
ردت عليه وهي تهز كتفيها
مافيش هي مش بتتكلم كتير .. بس شكلها كده مش مبسوطة في حياتها !
تنهد مالك بعمق وحافظ على هدوء مشاعره المتأججة بداخله .. فأي شيء يتعلق بمعذبته يدفعه إلى الجنون ولكنه يجاهد للثبات أمام غيره لا يريد لأحاسيسه أن تفضحه وتكشف أمره ولهذ تعمد أن يقول بعدم اكتراث
مالناش دعوة هي حرة في اللي يخصها ومافيش داعي إنك تدخلي في حياتها
ردت عليه روان معترضة
هي صاحبتي !!!!!!
...
خفق قلب إيثار بقوة وأدمعت عيناها حسرة حينما
سمعت ما قالته سارة في حضور العائلتين ..
إنهارت جالسة على الأريكة وهزت رأسها مستنكرة وهي تردد بصوت أقرب للنحيب
ليه عملتي فيا كده ليه
تعذر على سارة الرد عليها فهي مذنبة في حقها .. فأطرقت رأسها خجلا منها ..
اقترب عمرو منها وصاح بها بصوت منفعل
منك لله يا سارة إنتي مش عارفة كلامك ده خلانا نعمل ايه فيها
خشى مدحت على ابنته من تهور ابن أخيه فوقف حائلا بجسده بينهما وهتف متوسلا
اهدى يا بني هو الغلط راكبها من ساسها لراسها !
بينما أضافت سارة بصوت نادم
أنا .. أنا أسفة وربنا خدلك حقك مني سامحيني ..!
نظرت لها إيثار بعتاب شديد .. فهي بنواياها الخبيثة شاركت في معاناتها وحرمتها من سعادتها البسيطة مع من اختاره قلبها وجنت عليها مع شخص مقيت بغيض يسعى فقط لإشباع رغباته الحيوانية ..
بكت في صمت ونهضت عن الأريكة لتختلي بنفسها في غرفتها ...
ضړبت تحية فخذيها بكفيها وتمتمت مستنكرة
ليه يا ربي بقى انتي يا سارة تعملي كده وفي بنت عمك ! لحمك ودمك دي بنتي غلبانة وفي حالها لا عمرها بصتلك ولا اتمنيتلك غير كل خير !
ثم أدارت وجهها في إتجاه أمها وتابعت بلوم
وإنتي يا ايمان تشجعيها على ده حتى لو بتكرهيني تعملي في بنتي كده !!!!
وضعت يدها على كتفها وربتت عليها وهي تقول بأسف
حقك عليا أنا محقوقالك إنتي وبنتك !
أكملت تحية بتحسر
لله الأمر من قبل ومن بعد والراجل الغلبان اللي ماټ وفاكر بنته آآ.....
قاطعتها إيمان قائلة بندم
متقوليش كده بنتك نضيفة وطاهرة وست البنات كلهم وربنا هيكرمها ويعوضها سامحينا يا تحية ربنا غفور رحيم وبيسامح !
.
استندت إيثار بظهرها على باب غرفتها بعد أن أوصدته عليها وإنهارت جالسة على الأرضية ...
أغمضت عيناها قهرا ودفنت وجهها في راحتي يدها ..
تكرر في مخيلتها الإعتداءات بالضړب والإهانة لإتهامات باطلة لم تتجرأ على فعلها بسبب أقاويل كاذبة ..
لم تكن تتصور أن تأتي الطعڼة من الأقرب إليها .. من ابنة عمها ..
تركت لنفسها العنان لتبكي بحړقة حسرة على ما مضى ..
ليت الزمان يعود للوراء يوما فأمحو ذكرياته قبل أن تبدأ
..
لم تعرف كم مر عليها من الوقت وهي جالسة على تلك الحالة ولكنها أفاقت من حالة الجمود المسيطرة عليها على صوت دقات خاڤتة ..
فكفكفت بقايا عبراتها ونهضت بتثاقل من مكانها ..
فتحت باب
غرفتها لتجد أخيها عمرو أمامها ..
نظر لها بندم وبخزي وبلا أي مقدمات مد ذراعه ليسحبها من كتفها لترتمي في أحضانه ومسح على ظهرها برفق وهو يقول بصوت خاڤت
حقك عليا يا إيثار مكانش لازم أصدق اللي اتقال من الأول أنا غلطان أكتر منهم سامحيني يا أختي أنا أسف !
تأثرت هي بكلمات أخيها النادمة على ظلمه لها وبكت على صدره فشعرت بعبراتها الدافئة وكأنها جمرات تلهبه فزاد من ضمھ لها واعتذر مجددا بأسف أشد
أنا عمري ما هأذيكي تاني وربنا يقدرني وأعوضك عن اللي فات إنتي اختي وكل حاجة في دنيتي !
لم تجد ما تجبه فإكتفت بهز رأسها فقبلها من أعلى جبينها ..
ابتسم لها وهو يقول
مش عاوزة عسلية تاني
ضحكت لعبارته من بين بكائها وردت عليه بصوت خاڤت
ايوه هاتلي
مسح عبراتها من على وجنتيها بكفيه وهمس بعذوبة
يا حبيبتي إنتي بس أؤمري وأنا أجيب اللي تشاوري عليه على طول
ابتسمت له قائلة بصوت خفيض
ربنا يخليك ليا
أمسك بطرف ذقنها بإصبعيها وتابع بصوت رخيم
ويباركلي فيكي يا قمر
ضغط عمرو على شفتيه بتوتر قبل أن يتساءل بإرتباك
إيثار ينفع أتكلم معاكي في حاجة كده
نظرت له إيثار وهي تردد
خير
رد عليها بتلعثم وهو يحاول البحث عن طريقة للتمهيد عن مسألة إرتباطه بروان
أنا .. هو .. بصي هو الموضوع ليه علاقة بحاجة كانت تخصك زمان
شعرت بالقلق من جملته وخشيت أن يكون للأمر صلة بزواجها السابق من محسن فهتفت پخوف
مش فاهمة كلامك وضحلي يا عمرو !
رد عليها بجدية وهو يبتلع ريقه
أنا هاقولك
سرد لها عمرو بهدوء وحذر شديدين عما يشعر به تجاه روان شقيقة مالك وأنه يود أن يرتبط بها ولكنه يخشى إن أقدم على هذا أن يثير في نفسها الحنق لأنه حرمها مما كانت ترغب فيه ..
ازدردت إيثار ريقها المرير وتعمدت الحفاظ على جمود ملامحها أمامه .. فلا داعي لأن يشعر بحزنها مما جرى .. هي ترى الأمل والفرحة في عينيه .. هو يستحق فرصة جديدة ليعيش حياته .. وهي واثقة من وجود مشاعر نحوه من روان ..
كذلك هو أبدى ندمه وهي متأكدة أنه سيفعل المستحيل لإسعادها ..
طال صمتها وطال انتظاره وترقب پخوف ردة فعلها ..
نعم لقد خاف