انا لها شمس بقلم روز أمين
عندما رأى هبوط دمعاتها وخشي أن يتسلل الإرتياب إلى صدر والدهم
وهي مالها بس الظروف يا إيثارما احنا زي الفل أهووأبوك عنده شوية مضاعفات ونقص فيتامينات والدكاترة هيظبتوا له الدنيا وهيبقى زي الفل ويرجع بيته ينوره من جديد
قال كلماته الأخيره وهو يميل على يد والده ليضع قبلة حنون نال بها استحسان ذاك الطيب لتبتسم وهي تنظر لأبيها بنظرات تفيض حناناتنفس غانم ليقول لها بعقلانية
ردت برفض تام
لا طبعا مش هرجع شغلي غير لما أطمن عليك
تنفس ليجيبها بصوت واهن
أنا بقيت كويس وأهم إخواتك معايا طول الوقت وإنت روحي شغلك وابقي تعالي بعد ما تخلصي
بابا عنده حق يا إيثار نطقها أيهم ليسترسل موضحا
متشغلوش بالكم بياالباشمهندس أيمن مقدر ظروفي كويس نطقتها بهدوء ليعترض والدها قائلا
المثل بيقول إذا كان حبيبك عسلالراجل كويس معاك
فبلاش تستغلي طيبته ليزهق منك
ابتسمت له ووافقته الرأيبعد قليل كانت تقف بوسط مطبخ مسكنها تقوم بتجهيز طعام العشاء لها وشقيقهاولجت عزة وهي تفرك عينيها من أثر النوم حيث كانت تغط في سبات عميق بجوار الصغير قبل أن تستمع لجلبة أتية
إنت جيتي يا بنتي
استدارت لتتطلع عليها لتقول مشفقة على
حالتها
إيه اللي صحاك!
سمعت صوتك قولت أكيد بتجهزي أكل قالتها بهدوء لتسترسل وهي تحثها على التحرك استعدادا للوقوف بمحلها
إقعدي وأنا هسخن الاكل فيه حد من إخواتك جه معاك
أيهم معايا دخل ياخد شاور في الحمام اللي في أوضتي
قطع حديثهما صدوح صوت هاتفها الجوال الموضوع على الرخامة المجاورة للموقد لتمد عزة يدها تلتقطه كي تعطيها إياها وأثناء تطلعها عليه لمحت نقش اسم المستشار فؤاد علام لتسألها بجبين مقطب
اخرجت تنهيدة حارة لتنطق بإبانة
جه زار بابا النهاردة وطلب مني افكه علشان يطمن عليه
وإنت طبعا ماصدقتي قالتها بابتسامة خبيثة لتقابلها الاخرى برمقة حاړقة وصوت حاد
عزةالموضوع ده مفيهوش هزار
قالت بتبرير
ومين قال لك إني بهزرالراجل عرف غلطه وندم وداير وراكي وهيتجنن علشان تصالحيه متسوقيش إنت فيها قوي كده
الهموم تحدثت
عزةأنا فيا اللي مكفيني عاوزة أكل لقمة وادخل أنام علشان أقدر أكمل
طب مش هتردي على الجدع وتريحي قلبه قالتها بعدما صدح صوت الهاتف مرة اخرى لتتنهد الاخرى بضيق وهي تتبادل النظرات بين الهاتف وعزة التي قالت بتشجيع
روحي البلكونة ردي عليه على ما الاكل يسخن
أخذت نفسا عميقا لتنسحب إلى الشرفة وتجيب قبل أن ينقطع الإتصال
ألو
أخيرا نطقها ذاك الجالس خلف مكتب والده المتواجد بالطابق الارضي لتجيبه بصوت يحمل بعض الأسف
آسفةكنت بجهز العشا ل أيهم أخويا
بنبرة حنون أبلغها
يا حبيبي إنت تعملي كل اللي يحلالك في أي وقتوأنا مستعد أستناك العمر كله
أغمضت عينيها بعدما سأمت واستحقرت حالتها وانتفاضة قلبها تأثرا بحديثه المعسوللتلوم حالها وتسبهاأخذت نفسا عميقا لتتمالك من حالها قبل أن تنطق بنبرة جاهدت لإخراجها حازمة
أرجوك يا سيادة المستشارمش معنى إني فكيت البلوك إني هسمح لنفسي قبل منك أسمع كلامك المعسول ده مرة تانية
بس ده مش كلام معسول زي ما بتقولي يا إيثار قالها معترضا ليتابع بما زلزل جدار قلبها
ده صوت قلبي ومشاعري اللي بتترجم وڠصب عني بتطلع على هيأة كلمات
تنفس لينطق بصوت يكاد أن ېصرخ بكل ما فيه ليخبر العالم أجمع بعشقه لتلك العنيدة الشرسة
ليه مش قادرة تقتنعي إني دوبت في غرامك وانتهى الأمر
أرجوك نطقتها بنبرة متوسلة لتتابع مسترسلة
لا الوقت ولا الظروف تسمح لي بإني أتناقش معاك في مواضيع زي دي
خلاص يا حبيبيإهدي نطقها بحنو ليحثها على الهدوء لكنه وعلى العكس قد أثار حنقها لتهتف بنبرة حادة عندما جال بخاطرها أنه سيعيد ما حدث ويقوم بتكراره
ياريت تبطل كلمة حبيبي ده لو حابب نرجع نتكلم تاني بس ك أصدقاء
موافق يا حبيبي نطقها قاصدا استفزازها لتصيح بحدة وزمجرة
فؤاد
عيونه قالها بكثيرا من الهيام لتبتلع لعابها بصوت عالي وصل إليه عبر السماعة ليكظم ضحكاته ويسترسل بنبرة جاهد لتخرج جادة
خلاص يا إيثارأوعدك مش هقول لك أي كلام يضايقك تاني بس ده لفترة معينة
ليستطرد بتصميم
لحد ما الاقي فرصة نتكلم فيها من القلب ونخرج كل اللي جوانا
تنهيدة حارة شقت صدرها وهي تخرج لتقول بصوت يملؤه الإحباط
الفرصة جت لك لحد عندك وبأديك ضيعتهاوللأسف يا سيادة المستشارأنا بدي للي قدامي فرصة واحدة يثبت لي فيها حسن نيتهوبعدها بقفل الملف وللأبد
نطقت كلماتها بذات مغزى لتسترسل بإيضاح بصوت صارم مقصود
تجاربي علمتني إن مفيش حاجة إسمها فرصة تانية الفرصة التانية غباء وإهدار للوقت وصدقني كله في الأخر بيودي على طريق واحد وهو الفشل
بس المرة التانية بتكون القاضية لأن الفشل بيكون أعمق وبيدمر في طريقة أي أمل ويسيبنا بنفوس متدمرة
كان يستمع لها بقلب ېتمزق لأجل ما تشعر به بفضلهود لو بإمكانه لاخترق الزمن وطار إليها ليقف أمامها ويسحبها لداخل أحضانه ليربط على ظهرها بمنتهى الحنان ويغمرها باهتمامه كي ينسيها تجربتها المريرة معه ومع غيرهتنهد ليقول بعدما قرر تخطي الحديث
بابا عامل إيه
هزت رأسها لتتخلص من تلك الطاقة السلبية التي تملكت منها لتقول بنبرة هادئة إلى حد ما
الحمدللهالدكاترة كثفوا له جرعة المسكن علشان ميحسش بالألم لأن للأسف المړض انتشر بصورة بشعة في كل الجسم وبابا بنيان جسمه ضعيف مش هيقدر يتحمل
نطقت كلماتها الأخيرة پألم لتشهق بعدما انتهت لتبدأ وصلة دموعها التي انسابت رغما عنها بعدما فقدت الصبرنطق بقلب يعتصر ألما عليها
إهدي من فضلك لازم تكوني قوية علشانهمينفعش يلمح في عيونك نظرة ضعف واحدة لازم تكوني مصدر قوته
بصوت يئن ألما أجابته
ڠصب عني يا فؤاد مش قادرة اشوفه بالضعف دهعقلي رافض يستوعب نوع المړض مش قادرة أتخيل إن كلها شهور ويمكن اسابيع ومشوفش بابا قدامي تاني
تنهد پألم وبرغم عشقه لنطقها لحروف اسمه التي تنطقه عندما تكون في حالة من اللاوعي إلا أنه لم يتذوق حلاوته لمرارة حديثها المؤلماجابها بكلمات عن الإيمان بالله ليحثها على التسلح بها
ده قدره يا حبيبي نطقها مغيبا ليتابع بصوت متأثر
وإنت ست مؤمنة ولازم ترضي وتصبري على البلاء وتحتسبي الأجر عند الله
إدعي له يا إيثارإدعي له كتير قالها بصوت مريح مما جعل داخلها يستكيننطقت بصوت ممتن
متشكرة يا سيادة المستشار متشكرة
بجد
تنفس عاليا لينطق
أنا معاك دايمافي أي وقت تحتاجيني فيه هتلاقيني حتى من غير ما تندهي لي أنا معاك ودايما هكون حواليك
ما هذا الشعور العجيب الذي شمل روحها بمجرد نطقه بتلك الكلمات ليغمرها بواحة من السلام النفسي لم يسبق وعاشته من ذي قبلتنفست بارتياح لم تتذوقه منذ الكثير قبل أن يباغتها صوت شقيقها الذي صدح من خلفها وهو يستعجلها
يلا علشان نتعشى يا إيثار
التفتت بجسدها لتنظر للواقف خلفها وتحدثت
حاضر يا أيهمثواني وجاية
انسحب للداخل وقبل أن تنطق قاطعها باحترام
روحي إتعشي وخدي لك شاور سخن وحاولي تهدي نفسك وتنامي
اومأت دون حديث ليسترسل بانسحاب
هكلمك بكرة علشان اطمن على بابا وعليكتصبحي على خير
وإنت من أهله نطقتها لتغلق الهاتف وتنطلق عند اخيها ليلقي هو برأسه يستند بها على خلفية المقعد الضخم ويسرح بمخيلته بعينين منغلقتينتذكر انتفاضة قلبه عند رؤياها اليوملقد كان يشتاقها پجنون نظرا لابتعاده عنها بعدما حرمته طلتها حتى صوتها الحنون حرمته الاستماع لنبراته ابتسم طلقائيا لتذكره عينيها ليباغته دخول والدته التي تحدثت لينتبه ويخرج من شروده التي تيقنت منه بعدما رأت ابتسامته الواسعة
اخلي سعاد تعمل لك قهوة يا فؤاد
فتح عينيه وعدل من وضعية جلوسه سريعا إحتراما لشخص غاليته ليجيبها بنبرة صوت مستكين
لا يا حبيبتي متشكر
اقبلت حتى اقتربت من المكتب ثم جلست بالمقعد المقابل لتقول بابتسامة مداعبة إياه
مش ناوي تحكي لي وتقولي مين هي
قطب جبينه ليسألها بريبة ظنا منه انها استمعت على حديثه مع من ملكت فؤاده
تقصدي مين بكلامك
ابتسمت لتجيبه بمشاكسة
اقصد اللي غيرت حياتك وخلتك تسهر الليالي بعد ما كنت بتنام من الساعة تسعة
رفع حاجبه لتتابع
واللي بسببها محسيتش بدخولي من شوية مع إني خبطت اكتر من مرة بس الباشا كان مغمض عيونه وسرحان فيها
انطلقت منه ضحكة عالية لتتعمق عصمت بتعبيرات وجهه كي تستشف صدق حديثها من عدمه لكنها فشلت فهذا الداهي يستطيع بكل مكر تخبأت ما بداخله والسيطرة على مشاعره بحيث يصعب
على الأخرين قراءة ما يدور بخلده
توقف عن اطلاقه القهقهات ليقول بإنكار
ده إيه الخيال الواسع اللي عند حضرتك ده يا دكتورةفجأة خلتيني حبيت لا والاستاذة غيرت طباعي كمان
تعمق بعينيها ليسترسل بمشاكسة
إنت تعرفي عن فؤاد علام كده بردوا!
تطلعت إليه بعينين مستفهمتين ليتابع موضحا بغرور يعلم من داخله أنه واهي
متخلقتش لسه اللي تدخل على حياة فؤاد علام وتغيرها
نطق كلماته وهو على يقين من عدم صحتها فقد خلقت واقټحمت داخله وبدلت ثوابته بل وغيرت حياته بالكامل لكنه مازال يكابر على الأقل أمام الأخرينحتما سيخبرها لكن بعد أن يضمن موافقتها على الزواج منه وحينها سيعلنها زوجة له أمام الجميع
مفيش فايدة فيك يا فؤاد يا علامعمرك ما هتبطل غرور نطقتها نكاية به ليقهقه قائلا بمشاكسة
تربيتك يا دكتورة
رمقته باستنكار ليسترسل مصححا وصفها
وبعدين ليه تسميه غرور ليه منقولش ثقة بالنفس
قالت بإبانة
شتان ما بين الثقة بالنفس والغرور يا جناب المستشارخيط رفيع بيفصل بينهم ياريت تاخد بالك منه
ابتسم بهدوء ليجيبها بنبرة جادة بعيدا عن مزاحهم
متقلقيش يا دكتورة انا تربية جناب المستشار علام زين الدين ودكتورة عصمت الدويري
تنفست بهدوء لتقول بعيني متأملة
ربنا يصلح حالك يا فؤاد ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتعوضك خير عن كل اللي حصل لك قبلها
يارب ياماما نطقها بتمني جعل داخلها ينتفض فرحا فتلك هي المرة الاولى التي لا ينزعج من ذكر الموضوع بل والادهى هو تأمينه خلف دعائهااشتدت سعادتها وتيقنت صدق حدسها لكنها كظمت شعورها بداخلها كي لا تثير حنقه ويرجع ذلك لفهمها لشخصية صغيرها العنيد فأكثر ما يثير غضبه هو خوض الاشخاص بما يخصه والتجول بخصوصياته
داخل أحد المطاعم الخاصة بتقديم الطعام
يجلس دكتور أحمد مقابلا زوجته الجميلة سالي يتناولان الطعام وهما يتحدثانوأثناء حديثيهما سألته عن حالة والد إيثار وما إن حدث بها تطورات أم أن الحالة تنتكسليجيبها شارحا الوضع