صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت جزء ثالث
حيث الظلام يغلب المكان ... وجد لوحة المفاتيح برفع الأزرار بعشوائية حتي أضاء معظم المصابيح بالمركز
الله يخربيتك رايح تئيض المكان كله عشان خاېف !! .. قالها الحارس وهو يمضغ الطعام
أنتهي هشام من قضاء حاجته وكاد يخرج من الباب حتي أوقفه صوت سقوط شيئا ع الأرض فأنتفض پذعر وركض إلي الخارج
وقف أمام زميله يلهث وقال ألحق يا شريف شكل فيه حد جوه
هشام ياعم وربنا جت معايا غلط وأنا مليش ف الشغلانه دي أصلا ... روح شوف أي الي بيحصل جوه وأنا مستنيك
وف أثناء حديثهم حدث شررا بللوحة الكهرباء ... أزداد أكثر حتي أشتعل الشرر ليحدث ماس كهربائي مضرما ف المكان بأكمله
صړخ الحارسين وهم يركضا نحو الداخل لكن كانت النيران قد أمسكت ف كل شئ
شريف الباشمهندس نبيل قالي هيجيبهم النهارده ومحدش جه وموبايله مقفول
صړخ هشام وهنعمل أي دلوقت !!
شريف نتصل ع المطافي ونبلغ ياسين بيه
أجري إتصالا برجال الإطفاء وأبلغهم ... وقام بالإتصال ع ياسين فلم يجد إجابه
حيث كان قد عاد من حفل الزفاف ليغط ف نوما عميق ولم يشعر بهاتفه الذي تركه بداخل جيب سترته .
بداخل إحدي الملاهي الليلية الشهيرة والخاصة بالطبقة المخملية ... تجلس ع المقعد بترنح أمام طاولة الخمور البار
ترتشف أخر قطرة بكأسها
فقالت بنبرة ثمله
لو سمحت عايزة كاس تاني
صاح قصي بحنق متجبلهاش حاجة ... ثم حدق بها بإمتعاض وأردف كفايه شرب لحد كده وأومي يلا عشان نروح
أومأت رأسها بالرفض وقالت
زفر فقال مش هنروح هناك هنرجع القصر
أجابته بثقل لاء أنت بتضحك عليا ... فنظرت إلي النادل وقالت
هات الي قولتلك عليه
أشتد غضبه وقبل أن يأخذ النادل كأسها الشاغر أمسك به ودفعه بقوة لېتحطم ع الأرض وهو يصيح پغضب جامح
قولتلك مفيش زفت من أمتي وأنتي بتشربي !!!
أنتو السبب .. هو راح إتجوز وأنت فاجأتني بالفرح كل ده عشان تثبتلي إنك أنت الي بتحبيني وهو لاء ..كلكو زي بعض صنف أناني مبيفكرش غير ف نفسه
جز ع أسنانه وقال
أنا مش هحاسبك ع كلامك عشان أنتي سكرانه
قهقهت بصوت عالي ثم قالت
ومين قالك إن أنا سكرانه !! بالعكس أنا فايئة و عرفت كل واحد فيكو ع حقيقته
نزلت من فوق المقعد وكادت تسقط فألحق بها ليمسكها
... دفعته من أمامها وصاحت به
أبعد عني أنا بكرهك ... بكرهكو كلكو أنت وآدم وبابا ... كلكو واحد ...
تراجعت إلي الخلف لكن قد خارت قواها فأسرع بحملها ع زراعيه وغادر من هذا المكان حتي وصل إلي سيارته ... نزل السائق ع الفور وفتح له باب السياره فوضعها بالداخل ثم ولج عقبها ....
وبعد إن ولج السائق وبدأ بالقيادة قال
هنطلع ع الفندق ياباشا
قصي لاء أطلع ع القصر
أنطلقت السيارة نحو القصر وكانت ممدة ع المقعد ورأسها ع فخذيه تهذي بكلمات غير مفهومه ... بينما هو ظل يحدق بها ويلامس وجنتها بحنان .
وصلت السيارة أمام القصر ... ترجل قصي منها وهو يحملها
ع زراعيه ... كانت ف حالة ثمل يرثي لها تضحك تاره وتبكي تاره أخري ... ظل يلوم نفسه ع ما فعله عندما أخذها الحفل لكن كان داخله يريد أن يتأكد إنها قد أحبته حقا !!أم مازالت تفكر بآدم !!
صعد بها الدرج فقابلته مربيتها
أي ده !!! حصلها أي ... صاحت بها زينات بنبرة قلق
أجابها قصي محصلش حاجة تعالي بس حضري لها هدوم
زينات وهي تنظر إلي صبا بحزن قالت أمرك يا بيه
ولج إلي الغرفة وتبعته زينات التي ذهبت إلي غرفة الثياب لتجلب لها منامة قطنية ... خرجت لتجده يجلس ع طرف التخت يخلع لها حذائها ثم أقترب منها وهو يجعلها تنهض بجذعها بين زراعيه
أحم .. أنا حضرتلها بجامة قطن ... قالتها زينات
قصي حطيها ع السرير وروحي أنتي إرتاحي
زينات أخليهم يجهزو العشا
أجاب بإقتضاب لاء
زينات طيب عن إذن حضرتك ... تصبحو ع خير
لم يجيب عليها .. غادرت الغرفة ... ساعدها بالوقوف
وقال تعالي يلا عشان تاخدي شاور وتنامي
تململت بين زراعيه وقالت بثمل
لاء مش عايزه حاجة
زفر بضيق وقال
هو أنا بقولك تاكلي ! تعالي لازم تاخدي دش يفوءك لو نمتي كده هتصحي مش هتستحملي الصداع الي هيجيلك
تأففت بضجر وقالت
أوووف بقي ياقصي مش قادره أقف سبيني بقي
قصي تعالي أنا هادخل معاكي وهساعدك
حدقت ف عينيه لثوان ثم إبتسمت ببلاهه وقالت
عينيك حلوة أوي
أبتسم وقال شكرا .. يلا أومي بقي
أستني أستني
قصي نعم ف أي تاني
أجابته بنظرات مبتسمة أضحك
أبتسم بتصنع وقال ها خلاص كده
وضعت يديها ع وجنتيه وقالت
الله غمازاتك حلوه أوي لما بتضحك .. بس لما بتكشر بخاف منك أوي
مټخافيش ياروحي
قصي
قصي نعم يا قلب قصي
صبا أنت بتحبني بجد ولا أتجوزتني عشان ټنتقم منه تقصد آدم
أبعد وجهها عن كتفه ليحاوطه بكفيه وبنظرات عشق ووله قال
أنا بعشقك وكنت بتمني تكوني ليا من وأنتي لسه طفله لما كنتي بتيجي مع باباكي القصر ... ولما عرفت إنك متعلقه بإبن خالك قررت أبعد ومعلقش نفسي بيكي لكن لاقيت حصل العكس .. كل يوم بيعدي عليا كان شوقي ليكي بيزيد وحبك جوه قلبي بيكبر لحد ماوصل لمرحلة العشق پجنون فمقدرتش أستحمل فكرة إنك تكوني لغيري وأنا بعشقك بكل كياني ... أنتي مكانك مش ف قلبي وبس ... أنتي ف كل ذرة ف جسمي ..ف عقلي وقلبي وحبك بيجري ف دمي .. أنا عارف كنت قاسې معاكي أوي لما كنتي بتهربي وأرجعك تاني .. ببقي خاېف لتضيعي مني بعد مابقيتي ليا ..
كانت تستمع إليه وشارده ف سحر عينيه وصدق مشاعره وكلماته لها
أردف حديثه ها لسه عندك شك ف حبي ليكي
أومأت له بالنفي فوضعت كفها ع موضع قلبه وقالت ممكن أشوف الوشم
أبتسم بجانب فمه وقال
طيب ممكن تسمعي الكلام وتروحي تاخدي شاور والوشم وصاحبه تحت أمرك
باااااااك ...
صباح اليوم التالي ...
أستيقظت ع صوت رنين هاتف الغرفة... فتحت عينيها لتجد إنها مازالت ترتدي ثوب الزفاف ... نهضت
خديجة شكرا
بسم الله الرحمن الرحيم ... قالتها خديجة بصوت منخفض
عن إذنك
قالتها لتعبر بجواره لكنه وقف أمامها كالجدار كلما تتجه يمينا أو يسارا يمنعها من العبور ...
زفرت بحنق وقالت بدون أن تنظر له بصوت مرتفع إلي حد ما لو سمحت ممكن أعدي
أمسك رسغها وقال
مش حذرتك مليون مرة من الصوت العالي !!!
حاولت جذب يدها وقالت
أوعي إيدك أنا متوضيه
آدم مش هسيبك غير لما تعتذري الأول
أجابته بتحدي وأنا مش هعتذر لأن مغلطش فيك ... أنت الي بتستفذني وترجع تقولي صوتك ومش صوتك
أبتسم بجانب فمه وقال بنبرة كالفحيح
شكلك متعلمتيش حاجة من درس إمبارح
خديجة آدم ممكن لو سمحت تسيبني ف حالي وأنا أوعدك مش هتسمع صوتي أصلا
قال بسخريه
لاء ... أنتي متفرضيش عليا أوامر أنا الي أقرر وأقول أي الي يتعمل وأي الي ميتعملش
خديجة أنا ع فكرة مش بأمرك أنا بقولك لو سمحت ... ولو عندك مشكلة ف السمع أو الفهم مش مشكلتي
قالتها وهي تجذب يدها بقوة من قبضته
قهقه وهو يوصد الباب ويقترب نحوها... فتراجعت إلي الخلف وقالت لو قربت مني تاني يا آدم المره دي مش هاسكت
قال بسخرية
هتعملي أي وريني ... هتكلمي أخوكي ! ولا هتشتكيني لبابا !!
خديجة لاء هاخد حقي بنفسي
قهقه بإستهزاء وقال
وريني يا خديجة هتعملي أي
خديجة أفتكر إن أنا حذرتك .. قالتها وهي تمسك بمزهرية صغيرة وكادت تلقي بها عليه فأندفع بجسده نحوها ليقعا معا ع الأرض هو فوقها وهي أسفله ... أخذ منها المزهرية وألقاها بعيدا
يعني بتعلي صوتك وبتغلطي وكمان بتحدفيني بالفازه !!! ... قالها وهو يثبت زراعيها بقبضتيه
أنت الي إبتديت ... قالتها وع الرغم قوتها التي تظهرها بداخلها ترتجف خوفا وخجلا
جز ع فكه وقال أنا وأموت وأعرف أنتي جايبة القوة دي منين
أجابته من بعض ماعندكم ... قالتها لكن لم تستطع إن تكبت عبراتها المتلألأه بداخل عينيها فألتمعت ببريق ليراه ويشعر بوخزه ف قلبه ... ترك إحدي يديها لېلمس تلك العبرة المنسدله جانب عينها ... نهض من فوقها متضايقا ولايدرك الشعور الذي يخالجه فقال
أومي غيري هدومك وصلي وأجهزي عشان مسافرين
وقفت ثم أتجهت إلي الخارج لتبدل ماترتديه بثيابها المحتشمة وعبارة عن ثوب زمردي قاتم وحجاب بللون الجملي بينما هو قد أرتدي بنطالا من الجينز القاتم وقميصا رماديا قد رفع أكمامه إلي منتصف ساعديه مرتديا ساعة يد ذات ماركة عالميه ... صفف خصلاته بعنايه ونثر عطره المفضل ... خرج ليتفقدها ف الردهة وجدها تؤدي
فرضها بخشوع وتطيل سجودها ... أبتسم فرحا من قلبه عندما رأي ذلك ... فأنتظرها بغرفة النوم إلي أن أنتهت من صلاتها وذهبت إليه وقالت
أنا خلصت
وأنحنت نحو حقيبتها لتحملها فسبقها ليضع يده فوق يدها وهي تمسك بمقبض الحقيبة ... حدق ف عينيها مقتربا بأنفاسه من وجهها ... تعالت خفقات قلبها لترمش أهدابها عدة مرات بخجل
سبيها أنا هخرجها برة والهوم سيرفس هينزلوها تحت ... قالها آدم
سحبت يدها بهدوء لتولي ظهرها له وهي تلتقط أنفاسها ووجنتيها شديدة الحمرة ... ع الرغم من معاملته القاسېة لها لكن كلما أقترب منها يعتريها ذلك الشعور التي أحست به للتو فهي تعشقه بكل حواسها لكن تأبي أن تظهر له مابداخلها طالما قلبه مازال معلق بحبه القديم .. هكذا تظن هي ... فهل للأيام رأي
أخر !!
نهضت مسرعة وهي تلملم الغطاء لتدثر به جسدها فأمسكه بيده وزمجر وقال رايحة فين
أنا مش هاسكت عن الي عملته معايا ده ... صاحت بها صبا
فتح عينيه لينهض بجذعه العاړي وقال بصوت أجش أثر النوم
عملت أي
صبا أستعبط أستعبط ... يعني مش فاكر حاجة خالص
ضحك وهو يمسح