رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الالفي
وأثناء الطريق كانت شاردة بحالة من الصدمة والذهول فلم تتوقع بأن رب عملها قعيد شعرت بالحزن والأسى على حاله ولكن لديه هيبة ووقار كما أنه جاد بعمله وشعرت أيضا بقسۏة في التعامل معها بأول لقاء ولكن نفضت تلك الفكرة وقالت داخلها يفعل بها ما يشاء فيبدو بأنه يتعامل بهذا الشكل بسبب عجزه ويريد أن يثبت لهم بأنه لا يستهان به
وصلنا العنوان يا بنتي
ترجلا من السيارة ثم أعطته النقود وشكرته واكملت هي طريقها لمنزل عمتها دلفت لداخل البناية ثم صعدت إلى حيث الطابق الثالث وهي تزفر بقوة وتلهث بسبب ركضها ومن حين تقف قليلا تسترد أنفاسها وتهتف بضيق
اه يا ربي مش قادرة هنا والشركة كمان لا ده أنا لازم اتعالج من الفوبية اللي عندي ارحم بكتير من وضعي ده
فتحت لها السيدة ثريا بابتسامتها البشوشة
حمدلله على سلامتك يا بنتي
الله يسلمك يا جميل ثم دلفت تبحث عن عمتها قائلة
أمال فين عمتو
اقتربت منها سناء وهي تتكز على عصاءها
أنا هنا يا قلب عمتو كنت بصلي العصر
اقتربت منها تق بل وجنتيها ثم قالت
حرما يا حبيبتي
جمعا يا رب ثم أردفت قائلة
عاملتي أية في أول يوم شغل
أمسكت بكفها تسير بها
ثم جلست سناء وجلست هي بجوارها ثم قالت
الحمد لله كان يوم جميل ومر بسلام
ابتسمت لها بود وقالت
يستاهل الحمد يا حبيبتي وأنتي عاملة أيه مرتاحة ولا لسه في خنقة بسبب كابوس أمبارح
نظرة حياة لسناء بحزن شديد عندما تذكرت الکابوس الذي هاجمها امس ثم قالت
ربتت سناء على ظهرها برفق
هو اكيد عشان لسه جديدة على المكان بكرة هتتعودي عليه يا حبيبتي يلا غيري هدومك عشان ثريا تحضر الغدا وبعد كدة نقعد مع بعض نشوف
فيلم ولا مسرحية
نهضت حياه عن مقعدها وتوجهت إلى غرفتها لتبدل ثيابها
اما عن سليم صفا السائق سيارته امام فيلا بدران نظر له سليم وقال انزل يا مجدي استناني بره محتاج اتكلم مع مدام نور
كانت واقفة بانتظاره
تطلع سليم من نافذة السيارة واشار الى نور لكي تستقل بالسيارةجانبه ليتحدث معها على الفور انصاعت نور لاشارته واستقلت السيارة لم تصدق سعادتها وهي جانبه الآن
نظر لها بحنق ثم قال انا هنا باتكلم معك عشان نشوف حل للوضع ده اوعي تفكري ان نائم على وداني أنا لا يمكن اسمح باي اذى لاسر وأنتي فاهمه أنا قصدي ايه كويس كلامك مع جدك ما يهمنيش وما يخصنيش في
اڼفجرت باكية وهتفت بانفعال من بين دموعها
كنت متخيلة انك جاي عشان واحشتك مش عشان تهددني يا سليم أنا هدوس على قلبي اللي حبك في يوم من الايام وهيجي يوم يا سليم وتعرف قيمة حبي ليك عشان مش هتلاقي حد يحبك وانت بوضعك ده أنا كنت راضية بيك عشان بحبك كنت مستعدة أضحى بعمري كله عشانك لكن انت للاسف ما تستهلش يا سليم والڼار اللي بتتكلم عنها دي مش ھتحرق غيرك أنت ومش مسمحاك على قلبي اللي كسرته ودمرته ثم ترجلت من سيارة بانفعال وصفعت الباب بقوة
تطلع سليم لطيفها الذي يبتعد بدهشة فلم يتوقع منها تلك الجراءة فهو لم يوعدها بشيء من قبل حتى أنه لم ينبث بكلمة حب واحدة ليجعلها تتعلق به بهذا التعلق المړضي
استقل مجدي السيارة أمام الوقود ونظر لرب عمله هتف بتسأل
هنطلع على الفيلا يا باشا
لا يا مجدي أرجع بينا على الشركة
تطلع له بدهشة ثم قال
دلوقتي يا افندم
ارتدى نظارته الشمسية وقال
في ايمالات مهمة لازم ارد عليها دلوقتي
على الفور عاد مجدي إلى حيث الشركة وساعدا سليم على الترجل من السيارة واجلسه بالمقعد المتحرك وقال
تحب أجي معاك يا باشا
لا يا مجدي انتظرني مش هتاخر عليك
ثم ضغط زر المقعد ليتحرك به إلى صرح الشركة ثم استقل بالمصعد ومنه إلي الطابق الذي يوجد به غرفة مكتبه لم يجد أحدا بذلك الوقت ولذلك دلف مكتبه واشعل انوارهثم أقترب من مكتبه وفتح حاسوبه الشخصي أجاب على عدة ايمالات خاصة بعمله ثم اغلقه ثانيا واغمض عيناه يحاول استرجاع الحديث الذي دار بينهم منذ قليل ثم فتح عيناه باتساع وقرر أجراء إتصالا هاتفيا سوف يلقن شاكر وحفيدته درسا لن ولم ينسوه وستكون رسالة موجهة لهم بأنه الشخص الذي لا يهزم ولا يستهان به
بعد تناول الغداء بصحبة سناء وثريا شعرت بالالفة بينهم وكأنها وسط أهلها ابتعدت عنهما لتهاتف والدتها وتطمئن عليهم وتطمئنها على أحوالها أيضا وتخبرها