شيطان العشق بقلم أسماء الاباصيري
انك تعبت النهاردة فى الشغل و الوقت
مازن بنزق و يهمك فى ايه بقى اذا كان يروح لا لا .... خليكي فى شغلك و ملكيش دعوة بمديرك يروح وقت ما يحب و بعدين انتي..........
طائف مقاطعا بحدة حديث مازن شكرا يا آيات على اهتمامك انا فعلا تعبت جدا النهاردة روحي انتي دلوقتى عشان الوقت اتأخر و احنا هنحصلك حالا ..... خلى بالك من نفسك
اذنكم
ثم تحركت للخارج تاركة طائف ينظر شذرا اتجاه صديقه
طائف بحدة انت جرالك ايه ازاى تكلمها كده
مازن انت اللي جرالك ايه من امتى بقيت حنين كده و بتتساهل مع الموظفين بتوعك
نفخ طائف بضيق ليتحرك سريعا نحو نافذة المكتب يطالع الخارج بإهتمام قبل ان تلتقط عيناه سيارتان مريبتان تقفان امام مبني الشركة
طائف بړعب عارف عارف ........ بس دول مش رجالة آسر
آيات بمكتبها بيزعق و يشخط و ينطر ... كنت شغالة عندك انا ولا شغالة عندك ...... هو فاكرني سهام عشان يتكلم معايا بالشكل
ده ....... ماشي يا سي مازن كنت نقصاك انت كمان
اخذت تثرثر بإنزعاج اثناء استعدادها للمغادرة الى منزلها وسرعان ما انتهت لتتجه سريعا خارج المكتب تقف امام المصعد تنتظر وصوله .........لحظات
حتى وجدت باب المصعد يفتح لتدلف اليه و تضغط زر الطابق الاول ثم همت بترتيب ملابسها و مكياجها بمرآة المصعد ليكون ظهرها مقابل للباب واثناء ذلك سمعت صوت هاتفها يصدر من داخل حقيبتها توقفت عن تعديل مكياجها لتبحث فى حقيبتها عن هاتفها لتشعر بتوقف المصعد بإحدي الطوابق ... لم تهتم لتوقفه فربما احدى الموظفين ما زال بالمبني و فى طريقه للمنزل هو الاخر .... مازالت تبحث عن هاتفها بتأفف من عدم ايجادها له .... تلى ذلك فتح باب المصعد من خلفها ودخول احدهم بنفس اللحظة التى وجدت بها هاتفها النقال لترفع نظرها نحو المرآة لكن قبل ان تلمح هيئة من شاركها المصعد كانت قد ضړبت بقوة اسفل رقبتها ضړبة اسقطتها مغشيا عليها
بغرفة مظلمة لا يدخلها نور الشمس تبدو و كأنها قبو لاحدى المنازل نجد جسدها الصغير ملقى ارضا و ما زالت فى غيبوبتها تلك منذ ان ضربها هذا المجهول و الذي على ما يبدو انه كان من نقلها لهذا المكان ....... لحظات تلتها اخرى ثم اخرى قبل ان نجدها تجاهد لفتح عينيها لتنجح اخيرا فى الاستيقاظ و النظر حولها پذعر دب فى اوصالها حين وجدت ان ما يقابلها لاشيء سوى الظلام
الرجل الثاني مش الباشا قال محدش يجي جنبها لحد ما يوصل
تركها الرجل ليلتف نحو صديقه يجيبه بهدوء
الرجل الاول دخلت أشقر عليها لقيتها فاقت قولت اعدلها بدل النومة اللي كانت نايماها دي
الرحل الثاني بتهكم يا حنين
الرجل الاول بطل تريقة ..... الباشا قال نبقى نشقر عليها كل شوية لغاية ما يوصل ...... ها مفيش اخبار
رن هاتف الرجل الثاني ليجيب سريعا ببعض الكلمات المقتضبة ثم انهى المكالمة ليهتف بصديقه
الرجل الثاني الباشا وصل .... ثم نظر من فوق كتف صديقه نحو تلك التي تطالعهم بړعب و خوف ...... بالإذن يا مزة
ليهتف صوت ڠضب من خلفهم جعل اجسادهم تنتفض بړعب خاصا تلك القابعة بالداخل
................... المزة دي تبقى امك
مؤنس پغضب نهاركم اسود .... يعني ايه مش لاقيناها
سؤال القى به مؤنس على رجاله عند اخبارهم له بإختفاء آيات
احدى الرجال سامي يا باشا البت دخلت شغلها اول اليوم وكنا متابعينها كويس اوي ... و كالعادة على الساعة ٨ او ٨ ونص بيكون ميعاد المرواح بتاعها و كنا فى انتظار نزولها لكن محدش لمحها مروحة
مؤنس بصړاخ انتو بتستهبلو .... يعني ايه محدش شافها ... ايه الارض انشقت و بلعتها
سامي يا باشا النهاردة بالذات الحراسة زادت يعنى لو واحد ولا اتنين ماشفوهاش اكيد الباقي هيشوفها ... لكن البت مظهرتش اصلا برة الشركة
مؤنس پغضب يعني عايز تفهمنى
انها لحد دلوقتى فى الشركة .... الساعة ٤ الفجر
سامي يا باشا ماهو ..............
مؤنس مقاطعا انت تخرس خالص فاهم ......... آسر باشا لو عرف هتبقى ليلتكو سودة
احدى الرجال بتهكم وتبقى مين بقى السنيورة دي ان شاء الله
مؤنس بصړاخ و ڠضب اسكت جميع من بالغرفة مش شغلك يا روح امك .... مش شغلك .... ايه هتحكي و تسأل الباشا الكبير عن شغله و لا ايه ........ سامي ضبطلي الواد ده خليه يفهم هو شغال مع مين و ايه يتقال و ايه ميتقالش .... فاهم
سامي بشړ عيوني يا باشا
مؤنس بقلق و البت تظهر يا سامي ....... تتصرف و تلاقيها ولو من تحت الارض .... عشان البت دي لو مظهرتش كلنا هنروح فى شربة مية ... انت فاهم
سامي بتصميم هنلاقيها يا باشا .... هتظهر يعنى هتظهر
................... پعنف شيل اللي على بؤها ده و فك ايدها ..... اخلص
تحرك احد الرجلين نحوها
لينفذ ما امره به سيده
................. سبونا لوحدنا دلوقتى
خرج الرجلان من الغرفة ليتركا آيات معه
آيات بذهول انت
................ مفاجأة مش كده
آيات هو .. هو ايه اللي حصل
تنهد بنفاذ صبر قبل ان يزرع الغرفة ذهابا
و ايابا
................. اللي حصل ان في امر بقټلك
شل الړعب اطرافها وامتلأت عيناها بالدموع ... اخذ صدرها بالارتفاع و الانخفاض بسرعة
آيات بړعب ليه
................. بيقولو عرفتي زيادة عن اللي مفروض تعرفيه
حركت رأسها بسرعة يمينا و يسارا لتهتف بړعب
آيات انا معرفتش حاجة ........ ولا سمعت حاجة
................ واضح انهم و للاسف مش فاهمين ده
آيات پخوف هما مين
................ اللي شغال معاهم
آيات بتوتر واندفاع يعني ايه عرفت اكتر من المفروض وانتو مين ..... هى سايبة تقتلو اي حد .... ملكوش كبير ..... ايه يعنى هو شغل ماڤيا
.............. بضحك مش قولتلك عرفتي زيادة عن المفروض
آيات انت قصدك انك .......... مش ممكن
................ بما ان كل الاوراق بقت مكشوفة فأحب اعرفك بنفسي بطريقة صح المرة ده ...... طائف العمري ........ رجل اعمال و صاحب شركة العمري للاستيراد و التصدير و .........و رئيس الماڤيا فى مصر
فى صباح اليوم التالى
نجد سهام على مكتبها تباشر عملها بإجتهاد لعل رئيسها يغفر اهمالها بالأمس واثناء ذلك وجدته يدلف الى المكتب
مازن بجدية صباح الخير ...... طائف وصل
سهام بقلق لا يا افندم لسة
مازن بتعجب معقول يتأخر فى يوم زي ده .....طب بلغي آيات تقولك اول ما يوصل
ثم هم بالدخول الي مكتبه لتوقفه جملتها
سهام بس آيات مجتش النهاردة
تسمر مكانه ليلتفت اليها سريعا
مازن بتوتر غريبة مش كده ..... ان آيات تغيب
حركت كتفاها للاعلى و لاسفل بحيرة
سهام غريبة فعلا ده انا حتى حاولت اكلمها اول ما وصلت بس مردتش عليا
مازن بقلق كلمتيها على البيت
سهام بتعجب لأ
مازن بلهفة اتصلي حالا
تضايقت من لهفته الظاهرة ..... لما يهتم بحضور آيات او عدمه ... أيمكن انه ...........
قاطعها صوته يحثها على اجراء الاتصال
مازن اتصلي يلا مستنية ايه
سهام بضيق حاضر هتصل اهو
اجرت سهام الاتصال لكن لارد
سهام و قد انتابها القلق هي الاخرى محدش بيرد ...... غريبة فعلا
مازن بريبة طائف .... حاولي توصلي لطائف بأي طريقة
سهام بتفكير يمكن هى عند مستر طائف فى بيته
مازن افندم
سهام بتوتر اقصد يعنى انها من ساعة ما بقت المساعدة بتاعته و هى بتعدي عليه الصبح و
مازن مقاطعا من غير رغي كتير ... حاولى توصلي لطائف و خليه يكلمني
سهام وهي تجز على اسنانها حاضر يا افندم
ثم تركها متجها الى داخل مكتبه
طائف صباح الخير
سمعتها فور استيقاظها من نومها والذي استغرقت فيه بشدة وكأنها لم تحظى بنوم هانئ منذ سنوات .... فتحت عينيها على وسعهما فور رؤيته لها يشرف عليها من علو ...... اعتدلت بجلستها فورا تضم الغطاء على جسدها بتوجس ..... لحظة غطاء ..... نظرت لمكان استلقائها لتجده فراش وثير مريح لتسرع عيناها فى تفحص المكان حولها فتجدها غرفة واسعة نظيفة يبدو عليها الترف ... على النقيض تماما من الغرفة اللى استيقظت بها سابقا ....... لحظات حتى كادت ان تظن ان ما حدث من قبل ما كان سوى كابوس مزعج لكن عند عودتها للنظر الى وجهه .... و بتواجده بجوارها ادركت انه لم يكن كابوس بل واقع أليم
اما هو فأستمر فى مراقبة ردود أفعالها المختلفة ما بين الخۏف و القلق و الحيرة ..... يقف واضعا احدى يداه فى جيب بنطاله فى حين ان الاخرى يمسك بها سېجاره
واخيرا وجدها تعود بنظراتها اليه بعد تفحصها لما حولها ... سمع صوتها الخائڤ يهتف بشجاعة مصطنعة
آيات ممكن افهم ايه اللي بيحصل
طائف ببراءة بصبح عليكي
آيات بتهكم شوف وانا اللى كنت فاكراك خاطفني عشان تقتلني
طائف وقد اعجب بتخليها عن خۏفها حتى وان كان للحظات لا دي نقرة و دى نقرة تانية خالص ... كوني خاطڤك و عايز اقټلك ده ميمنعش اني اصبح عليكي
تحركت سريعا لتهبط من الفراش و تقف
امامه
آيات ممكن كفاية تريقة و تفهمني انت عايز مني ايه
طائف اظن اتكلمنا امبارح فى الموضوع ده
زوت ما بين حاجبيها بحيرة ونظرت حولها پضياع
آيات بتذكر انا ...... ايه اللى حصل امبارح و ازاى جيت هنا
طائف بضحك متجها نحو الشرفة
طائف محصلش حاجة بس واضح انك فعلا مكنتيش متخيلة انى ماڤيا و اغمى عليكي من الصدمة
آيات و ليه جبتني هنا ..... المفروض انك .. انك هتقتلني مش كده
ظل على صمته يوليها ظهره لتقترب نحوه پغضب لتهتف
آيات مش بترد ليه مش بكلم...........
توقفت الكلمات بحلقها فور رؤيتها للمشهد خارج الشرفة ..... الثلج يغطى كل المنازل و الطرقات لتهتف دون وعي
آيات احنا