الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفى

انت في الصفحة 39 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

لك على الكلام اللي كانت بتقوله في حقك وإنى أبويا هو اللي كان بيمنعها عنك وأنا يا منة أنا فين من دا كله مش المفروض كنت أنا اللي أعرف علشان أنا جوزك المفروض ما أخليش حد يضايقك خالص 
ابتسمت منة باستخفاف وأجابت
إنت قلتها يا سيف دي أمك يعني ما كانش ينفع أني احطك بيني أنا وهي لأنك مهما حصل مش هتخسر والدتك وكنت هتبقى بين نارين ترضيني ولا ترضيها وأنا كنت بحاول أحط نفسي مكانها يعني والدتك ست بسيطة وانت ابنها الوحيد ومن حقها حسب المجتمع اللي هي اتلابت فيه انها تحلم بولد لأبنها يشيل اسم العيلة دا كان بيخليني أقدر أعذرها وبعدين عمي ربنا يشفيه كان دايما مش بيسمح لها أنها تزود في الكلام معايا وأديك سمعتها في الآخر وهي بتراضيني وتطيب خاطري كفاية عليا كدا لكن لو كنت قلت لك ما كنتش هكسب غير عداوتها ليا أكتر وأكتر وتعيش في حيرة بيني وبينها اختيار ما أقبلش أني أحطط قودامه الأم مهما كان الأم 
نظر اليها سيف مطولا قبل أن يتكلم بصوت خشن
ومستغربة انا ماسك فيكي ليه صدقيني الكون دا كله في كفة وانتي في كفة وساعتها كفتك بردو هي اللي هتكسب كان نفسي أسمع الكلام اللي دار بينكم للآخر بس مهجة الله يسامحها جات نادتني علشان فيه ناس جوم ومال عليها مقبلا جبينها بعمق قبل أن يتنفس نفسا طويلا مشتما رائحتها العطرية وقال 
تصبحي على خير يا أحلى حاجه في حياة سيف يا عمري كله إنتي وابتعد ليرقد فوق الأريكة وقد أولاها وجهه لينظر اليها حتى داعب الكرى جفونه فغرق عميقا في النوم بينما تقلبت هي مرارا قبل أن يغلبها النوم هي الأخرى 
اغتسلت منة وأبدلت ثيابها ثم خرجت لتتفقد ابنتيها فوجدتهما بالاسفل مع أولاد عماتهما يلبعان ألقت تحية الصباح على حماتها التي أمرت بتحضير طعام الفطور لها قبل الذهاب لزيارة زوجها فقد أعلمتها والسرور يعتلي ملامحها أنه قد تم نقله الى غرفة خاصة بعد أن استقرت حالته الصحية 
تم عمل القسطرة لعبدالهادي وجاءت النتيجة مطمئنة للغاية ولكن آثر الطبيب ان يمكث بالمشفى أسبوعا على الأقل حتى

تتحسن صحته تماما ويبدأ الدواء الجديد الذي تم وصفه بإعطاء النتيجة المرجوة منه 
كانت منة تذهب اليه
يوميا في الصباح الباكر حيث تظل برفقته الى موعد انتهاء الزيارة الصباحية فتعود الى المنزل لتغتسل وتبدل ثيابها وتطمئن على بناتها ثم ترجع ثانية بصحبة سيف في موعد الزيارة المسائية 
لم يلتقي عبدالهادي مع سيف إلا بعد يومين من انتقاله الى غرفة عادية وذلك بطلب من عبدالهادي نفسه بينما لم يستطع سيف أن يضع عينيه في عيني والده كما أنه لم يعلم الحديث الذي دار بين منة ووالده أثناء مكوث الأخير في غرفة الرعاية 
دار حوار طويل بين سيف ووالده صعق سيف عندما أخبره والده بما أخبرته منة قال بجدية
مرتك جالت إنه مافيش حاجه حوصلت واصل من الحديت اللي احنا سمعناه ديه مش عارف ليه مش إمصدج لكن يكون في معلومك يا سيف لو ظهر انه الكلام بحج وحجيج وجتها حسابك معايا هيكون عسير جوي 
تدخلت منة محاولة تلطيف الأجواء بينما عقد سيف جبينه متنقلا بنظراته بين والده ومنة في ريبة فهو لم يفهم قصد والده من كلامه أن منة قد أنكرت ما سمعه قالت منة محاولة تلطيف الاجواء
أنا قلت لحضرتك يا حاج صدقني مافيش حاجه من دي حصلت نظر اليها سيف مصعوقا بينما سألها عبدالهادي
أكيد يا بتي مالكيش صالح بصحتي أنا أدرى بنفسي من الحكما لو كان ضايجك أو عمل اللي احنا سمعناه جوليلي وأني أعرف شغلي أمعاه 
ابتسمت منة وقالت وهي تجلس على طرف فراش عبدالهادي
يعني أزعل منك يا حاج انت مصر تكذبني ليه 
نفى عبدالهادي بشدة وقال
لاه لاه لاه مش بكذبك لا سمح الله أني بس عاوز أتوكد أنك مش بتاجي على نفسك علشاني حجك أني جادر أخده ولو من ابني نفسه انما طالما أنتي أكدتي لي بدال المرة عشر انه ما حوصلش حاجه يبجي ما حوصلش حاجه ومنعم زوج أختك سلمى حسابه عاندي آنا لما أجوم بالسلامة ان شاء الله هلففه حوالين نفسه علشان بس يشوف ضوفر حد من عياله ولا مرته 
لم يستطع سيف الانفراد بمنة بعد حديثه مع والده بل أنه أنغلق على نفسه واستأذن مغادرا تاركا منة برفقة والده على أن يرجع اليها ليعودا سوية 
كان الطبيب المعالج يمدح منة دائما ودائما ما كان يقول لعبدالهادي أنه محظوظ بوجود إبنة مثلها بجواره لم يهتم عبدالهادي بإيضاح أنها ليست ابنته بل زوجة ابنه حتى كان يوم 
دخلت منة وسيف وبعد أن ألقيا السلام على عبدالهادي تحدث عبدالهادي بصوت ضاحك
سيف ايه رأيك في الدكتور مصطفى اللي متابع حالتي تحدث سيف الذي جلس على كرسي بجوار فراش والده بينما كانت منة تقوم بتنسيق الزهور التى ابتاعتها من المتجر في طريقهما الى المشفى
الدكتور مصطفى ممتاز انما بتسأل ليه يا حاج
أجاب عبدالهادي بابتسامة مكر تعلو ملامحه
أصله عنده ولد دكتور زييه إكده ثم وجه حديثه الى منة متابعا
الدكتور نبيل انت شوفتيه يا منة يا بتي 
اقتربت منة من عمها الراقد فوق الفراش ووقفت مستندة إلى حاجز الفراش المعدني وقالت بابتسامة
ايوة صحيح يا حاج يوم القسطرة الدكتور نبيل كان مع الدكتور مصطفى دا أنسان ممتاز بصراحه كان شايفنا كلنا قلقانين على حضرتك ازاي وفضل معانا ما سابناش الا لما اطمنا على حضرتك بصراحه دكتور بيشوف شغله بمنتهى الاخلاص زي والده الدكتور مصطفى تمام يا ريت الدكاترة تعرف ان الطب مهنة كلها رحمة مش تجارة 
لم يستسغ سيف قصيدة المدح التي ألقتها منة في حق هذا الطبيب ووالده والټفت الى عبدالهادي متسائلا
انما أنت بتسأل ليه يا حاج
أجاب الحاج بصوت ضاحك
أصله بصراحه حوصل لخبطة الدكتور مصطفى كان فاكر منة بتي وأني ما جاتش مناسبة إني أجوله أنها مرت ولدي لكن لاجيت أني كنت غلطان بعد اللي حوصل انهرده الصبح 
عقدت منة ذراعيها وطالعته بابتسامة وهي تقول
وايه اللي حصل انهرده الصبح يا حاج
ليجيب الحاج بمرح
جالك عريس الدكتور مصطفى طلب يدك لولده الدكتور نبيل واضح إكده ان الدكتور نبيل مستعجل جوي عاوز يعرف ردك بأي طريجة انهارده ديه ما سابليش فرصة أني أجوله أنك مرت ولدي 
هب سيف واقفا وهو يهتف صارخا
نعم بينما اعتلت الدهشة ملامح
منة التي أنزلت ذراعيها وقالت بصوت خاڤت مذهول
أزاي دا يا عمي الحاج حضرتك عاوز تقول أنه جالي عريس وحضرتك ما قولتلوش أنى متجوزة ابنك 
تحدث سيف صارخا ناظرا اليها پغضب أسود
إيه جاي لي عريس دي أنتي التانية ثم الټفت الى والده متابعا بحنق
ازاي يا حاج ما تعرفهومش أن منة مراتي 
قال عبدالهادي وهو يحاول تهدئة ولده
يا سيف يا بني إهدى مش إكده أنا صحيح ما جولتش للدكتور نبيل لأنه ما أدانيش الفرصة إني أجوله لكن أنا جولت ل بوه الدكتور مصطفى وهو اعتذر من سوء التفاهم ديه وخلاص ما حوصلش حاجه

لزعابيب أمشير اللي إنت عاملها دي 
تحدث سيف محاولا تمالك نفسه بينما داخله بركان يوشك على الانفجار فيكفيه ما يعانيه من حرمان من نعمة القرب منها فهو لا ينام أكثر من ساعتين كل ليلة تصاحبه فيها أحلام تجعله يصحو منتفضا لتطالعه هيئتها وهي نائمة فوق الفراش براحة لا يشعر بمقدار عشرها ولا يطفيء ناره المستعرة التي تأكل أحشائه سوى حمام بارد حتى أنه أصبح لا يعلم كم عدد الحمامات الباردة التي يضطر الى أخذها كل ليلة حتى يسقط في النوم من شدة الارهاق ولا يدوم نومه أكثر من ساعتين يستيقظ على إثرها ليغادر الغرفة وكأنه يفر من شيء يركض خلفه وأقربها ما حدث اليوم صباحا أثناء خروجه من الغرفة اذ حانت منه التفاتة الى الفراش لتطالعه منة وهي تنام بمنتهى الراحة وقد انحسر الثوب الى أعلى ساقيها مما جعله يشعر پالدم الساخن وهو يهدر بقوة في عروقه ومد يدا ترتعش وأعاد الغطاء فوقها ثم سارع الى الحمام الخارجي للاغتسال للمرة التي قد تكون الرابعة في هذه الليلة 
تحدث سيف وهو يزفر بقوة
كويس انك قولت له يا حاج عموما أنا شايف ان صحة حضرتك بئيت كويسة ممكن الدكتور يكتب لك خروج وأنا هكلمه على ممرضة كويسة تيجي تباشرك في البيت 
استدار ليغادر فهمت منة بالذهاب معه عندما نهرها بنظرة زاجرة وهو يتحدث بحنق من بين أسنانه
أنتي رايحه فين يكون تطلعي بره الاودة دي خطوة واحده انا هروح أكلم الدكتور وأجي سامعاني يا منة اوعي تتكلمي مع حد فاهمه 
وانصرف دون أن يسمع جوابها لما أمرها به 
خرج عبد الهادي من المشفى وتم الاستعانة بممرضة خاصة للاهتمام بمواعيد تناول الدواء 
كان الجميع فرح بعودة الأب الحاني والزوج والسند اليهم ثانية ساعد سيف والده في الذهاب الى غرفته بينما انفض الباقين حيث ذهب كل منهم للاهتمام بشؤونه الخاصة 
يا مهجة انتي يا مهجة 
صدح صوت رماح الغفير عاليا أتت مهجة سريعا وهي تنهره بقوة 
جرالك أيه يا رماح عمال تزعج زي الجاموسة اللي عتولد ليه انت ماتعرفش أن أبويا الحاج بيرتاح في داره 
قلب رماح وجهه وقال بأسف
أني جاموسة بتولد الله يسامحك أني كنت عاوز الحاج في حاجه مهمة جوي 
عدلت مهجة من وضع وشاحها الأسود الذي يستر رأسها وقالت مقطبة بتساؤل
حاجة إيه المهمة جوي دي اللي عاوز فيها أبويا الحاج 
مال عليها رماح وكأنه سيخبرها بسر خطېر وهو يهمس
فيه ضيوف عاوزين يشوفوا أبويا الحاج ضروري ومستنيينه في المندرة 
سألت مهجة بحيرة
ضيوف ضيوف مين دول يا رماح 
هز رماح أكتافه التي يعلق في احداها البندقية الخاصة للحراسة
ما خبرش هي جالت لي انها عاوزة الحاج عبدالهادي ضروري 
سالت مهجة ثانية
هما الضيوف دول فيهم ستات يا رماح 
زفر رماح عاليا وقال
يا بووووي ومش أي ستات ديه ست وست وست كمان 
سكتت مهجة قليلا ثم صرفت رماح قائلة
طيب أمشي أنت دلوك أني هبلغ سيف بيه ابويا الحاج بيرتاح في داره مش هيجدر ينزل يشوف حد 
اتجه سيف بخطوات سريعه حيث الاستراحة لمقابلة الضيوف التي أخبرته مهجة برغبتهم في مقابلة الحاج عبدالهادي كما أخبرها رماح فتح الباب الاستراحة وهو يقول مبتسما
أهلا وسهلا لتغيب إبتسامته ما أن وقع بصره على هؤلاء الزوار واللذين لم يكونوا سوى زائرة واحده زائرة لا يرغب برؤيتها بالمرة 
قامت من مكانها واتجهت بخطوات مغناجة أليه وهي تتمايل أثناء سيرها في ثيابها التي تلتصق بها فلا تدع للمخيلة شيئا
حيث تبرز مفاتنها الانثوية بصورة فجة وقفت أمامه ومدت يدا ذات أظافر طويلة كأظافر الساحرة الشريرة مطلية باللون
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 53 صفحات