الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفى

انت في الصفحة 35 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

منة ساعديها وأجابت ساخرة
وايه بقه الحل في نظرك وخلي بالك الحل دا لازم أوافق عليه أنا كمان مش حل من وجهة نظرك انت بس 
أجاب سيف بحدة
أي حل إلا موضوع اننا نسيب بعض دا الفكرة المچنونة دي تشيليها من دماغك خاااالص 
همت منة بالكلام عندما قاطعها صوت رنين المحمول الخاص بها أخرجت هاتفها من حقيبتها اليدوية ليطالعها اسم أحمد شقيقها فتحت الخط وتحدثت بهدوء نسبي فآخر ما تريده الآن شجار بين هذا المچنون الذي اختطفها وبين شقيقها الغاضب 
قالت منة بهدوء نسبي
ايوة يا احمد آه انا مع سيف لا حبيبي ما تخافش هنتكلم شوية وبعدين يرجعني البيت عند طنط سهام إيه نادر لا أبدا ما فيش قلق ولا حاجه ما كانش لازم يقلق ويقلقك معاه ماشي حبيبي مش هتأخر ان شاء الله لا الاه الا الله 
أنصتت قليلا قبل ان تنهي المكالمة ثم سمعت صوت سيف الذي يقول بنزق 
ايه دا ابن خالتك قلقان عليكي من جوزك واخوكي يآمن عليكي معاه

وسايبكم سوا ومعايا أنا خاېف وبعدين ايه حبيبي حبيبي دي اللي عمله تقوليها عمال على بطال لأخوكي انتي عارفة كويس أوي انى رافض أنك تقوليها لأي حد غيري لا أخوكي ولا حتى أبوكي 
أجابت منة من دون النظر اليه
دا كان زمان توافق ترفض ماليش فيه حبيبي دي أنا بس اللي اختار اللي اقولها لمين أما بقه بالنسبة لقلقهم فما تقدرش تلومهم خايفين عليا عارفين اللي بيننا كويس حتى لو كان نادر معندوش تفاصيل لكن الكل حاسس بأنه فيه حاجه غلط 
جذبها سيف من ذراعها فجأة جعلتها تطلق صيحة صغيرة في حين تابع بحزن وڠضب
موضوع حبيبي دي هنتفاهم فيها بعدين وبعدين قوليلي هنا هيبقوا قلقانين عليكي مني أنا أنا أنا جوزك يا منة وأنا ما كنتش قلقان وهتجنن من خۏفي عليكي كمان في الفترة اللي فاتت دي كلها انت ليه مصرة تعذبينا انت فاكرة أني هصدق انك كرهتيني بالسرعة دي اللي يحب عمره ما يكره يا منة وانا محفور جواكي تمام زي ما انت محفورة في قلبي وبتجري في دمي ولا أي حاجه عمرها هتقدر تمحينا من جوه بعض 
منة بحزن وقد هاجمتها الدموع ولكنها جاهدت كي لا تذرفها أمامه
الوشم بيروح بماية الڼار يا سيف ووشمك اللي في قلبي انت حرقته زي ما حړقت قلبي تمام بعملتك دي 
سيف بذهول وخوف من فقدانها
لا يا منة ما تقوليش كدا أحلفلك بإيه إني عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك كلمة بحبك دي عمرها ما طلعت الا ليكي إنتي ارحميني حبيبتي أرجوكي أنا مش عارف أعيش من غيركم البيت وحش اوي من غير هنا وفرح وشقاوتهم البيت كئيب جدا من غير ضحكتك اللي بتنوره يا منة اطلبي مني أي حاجه الا انك تسيبيني مش هينفع لو وافقتك يبقى بأنتحر وأنا مش ممكن أنتحر 
حاولت منة الافلات من بين يديه وهى تئن بينما خانتها دموعها التي بدأت تسيل في صمت
مش هينفع يا سيف صدقني هيفضل اللي حصل بيننا مش هقدر أنساه انت فاكر إني مبسوطة وبضحك وسعيدة لا يا سيف اللي حصل في دماغي بفتكره كل ثانية اللي شوفته عمره ما راح من بالي لدرجة اني بئيت أدعي ربنا اني أفقد الذاكرة علشان أنسى لأني لو ما نسيتش هتجنن يا سيف هتجنن 
وشهقت عاليا لتنخرط پبكاء حار جعله معتصرا اياها بقوة ساندا وجنته الى شعرها بينما اختلطت دموعهما سوية فلأول مرة في حياة سيف تعرف الدموع طريقها الى عينيه وهو المتبجح دائما أنه ما من سبب يدفع الرجل الى البكاء مهما كان هذا السبب قويا ولكنه لم يعلم وقتها أن حبه سيجعله يبكي بدلا من الدموع دما في سبيل ألا يتركه نصفه الآخر فعشقه لمنة عشق سرمدي لا نهاية له ولا سبيل له للفكاك منه بل إنه لا رغبة لديه أساسا في التحرر من قيد هذا العشق اللاهب 
أبعد سيف منة عن صدره قليلا محتضنا وجهها بين راحتيه ماسحا بإبهاميه دموعها التي ټغرق وجنتيها بينما
هدأت عاصفة بكائها قليلا تحدث سيف بصوت مشروخ من شدة الحزن
أنا آسف لو قعدت أعتذر لك من هنا لغاية سنة كمان مش هيوفي انا مستعد أقعد اعتذر لك عمري كله لكن ما تبعديش عني انت اكتر واحده عارفة أنا بحبك وبغير عليكي قد ايه منظرك وانتي قاعده مع ابن خالتك خلا الډم ضړب في نافوخي كويس اوي اني قدرت امسك نفسي وما ارتكبتش جناية فيه 
نظرت اليه منة بحزن معلقة بجمود
شوفت انت جرالك ايه من مجرد قاعدتي مع ابن خالتي في مكان عام ومعايا اخويا كمان اومال أنا بقه اعمل ايه لسه صوتكم في وداني يا سيف الكلام اللي قلتوه المناظر المقززة اللي أنا شوفته أنا مايتهيأليش إني هقدر أنسى 
اجاب سيف بصوت متحشرج
انت مش بتدي فرصة لنفسك انت تهدي حتى شوية انا غلطت واعترفت وربنا بيسامح إديني فرصة واحدة بس مش ممكن كل اللي بيننا يتهد وحياتنا كلها تضيع علشان غلطة واحده بس ارجوكي يا منة ما تهديش حياتنا ما تخليش بناتنا يدفعوا تمن غلطة ابوهم افتكري يوم واحد بس من ايامنا سوا مافيش حاجه خالص عملتها تخليكي تساميحني حبي ليكي ولبناتنا ما يشفعليش عندك 
اجابت منة وهي تسلط نظراتها على نقطة وهمية أمامها متحاشية النظر الى عينيه اللتان تطالعانها بلهفة وشوق
الموضوع مش سهل يا سيف زي ما قلت لك قبل كدا الست دي ممكن فعلا دلوقتي تبقى مراتك وانا مش ممكن أقبل انه يكون لي ضرة فما بالك لما تبقى واحده أقل حاجه تتقال عنها انها بنت ليل مافيش واحده بتبقى عاوزة تخرب بيتها بإيدها لكن لما الاحساس بالأمان يضيع رفعت عينيها اليه تطالعانه بنظرات وخزت قلبه وهي تتابع بحزن
لما الشك يبتدي يدخل حياتنا ويتحكم فيها تبقى

الحياة مع الحالة دي ساعتها مستحيلة أنا عارفة كويس أوي ان الشك هيملاني في كل كلمة هتقولها وكل حاجه هتعملها صدقني أنا كدا بنقذ الباقي من حبنا ومن ذكرياتنا الحلوة قبل ما تتحول بالشك والغيرة لذكريات مؤلمة والحب يتقلب لكره 
هم سيف بالرد عليها عندما قاطعه رنين هاتفه الشخصي هذه المرة رفع محموله ليطالعه رقم شقيقته عقد جبينه بارتياب وأجاب 
ايوة يا سمية ازيكم يا حبيبتي 
لتتكلم سمية من وسط شهقات بكائها بحزن طاغ
إلحجنا يا سيف يا خوي منعم جوز سلمى طردها بعيالها من البيت وجال كلام واعر جوي عليك 
سيف بتساؤل وحدة
انتي بتقولي ايه يطردها ازاي وكلام ايه دا اللي بيقوله
انتبهت منة لكلام سيف فأنصتت باهتمام في حين تابعت سمية من وسط بكائها الحار
بيجول انك ماشي مشي بطال في مصر وان مرتك فاتتك بعد ما زجرها سيف لتتابع
ما إيه ما تنطقي يا سمية سمية بخجل وحزن
بعد ما شافتك مع واحده تانية والمصېبة انها متزوجة 
صړخ سيف بدهشة
ايه انتي بتقولي ايه 
سمية پخوف
مش أنا اللي عن بجول يا خوي البلد كلاتها بتتحدت في الحديت ديه ويا ريتها جات على جد سلمى ومنعم بس 
قال سيف آمرا بقوة بينما قلبه يطرق پخوف بين جنبات صدره
ايه اللي حصل تاني يا سمية وابويا الحاج سكت لمنعم إزاي 
صمت رهيب قابله من الناحية الاخرى جعل قلبه يوشك عن التوقف عن العمل قبل ان تجيبه شقيقته بصوت مجهش بالبكاء
هو ده السبب اللي خلاني أتصلت بيك يا سيف يا خوي بوي ۏجع من طوله يا سيف واحنا دلوكيت في المشتشفى والدكتور بيجول ان حالته وعرة جوي ابوس يدك يا سيف تيجي بسرعة انا خاېفة أحسن بوي ي وسكتت لم تستطع لفظ الكلمة لتتابع بعدها بنحيب عال حتى أن منة قد سمعت صوت صياحها 
و أوماي ما بطلتش بكا من وجتها 
وانخرطت في بكاءها الحار انتظر سيف قليلا ليستطيع استيعاب هذه الأخبار السيئة ثم تحدث محاولا بث الهدوء في نفسها
اهدي يا سمية اهدي يا حبيبتي انا جاي حالا مسافة السكة هكون عندكم 
انهى المكالمة ونظر الى منة وهو يقول بينما اعتلى الشحوب وجهه حتى غدا يحاكي شحوب المۏتى
أبويا يا منة قطبت منة في انتظار سماع باقي عبارته
نظر سيف اليها متابع بينما
يحارب عبراته التي غزته بقوة
ابويا بين الحياة والمۏت يا منة ربنا بياخد لك بحقك وبأسرع مما تتصوري 
شهقت منة واضعة يدها على فمها خوفا وقلقا على هذا الصرح الشامخ والد سيف والذي كان دائما يغدق عليها بحبه ورعايته ويقف بالمرصاد لأي شيء أو أي شخص يكون السبب في اصابتها بحزن أو سوء حتى وان كان هذا الشخص حماتها زوجته نفسها 
تحدثت منة پخوف متقطع
عمي وافقها سيف بهزة من رأسه بينما انهمرت الدموع تغطي وجهها ولسان حالها يقول بينها وبين نفسها
مش قلت لك يا سيف اللي حصل کاړثة بجميع المقاييس وربنا يستر من اللي جاي 
الحلقة الثالثة عشرة
نظرت منة الى ابنتيها الغارقتين في النوم على المقعد الخلفي للسيارة رنت بطرف عينها الى سيف الذي كان يتطلع الى الطريق بنظرة جامده وجبين معقودوقد اعتلت سيمات التجهم والقلق وجهه كتمت تنهيدة عميقة وأسندت رأسها الى زجاج النافذة بجوارها وقد شردت في احداث السويعات الاخيرة منذ تلقي سيف نبأ سقوط والده فريسة المړض وعودتهما سريعا الى والديها واللذان ما إن علما بما حدث لوالده حتى أصرا على ان تسبقهما منة مع زوجها وأن يبلغوهما بالأخبار أولا بأول على أن يلحقوا بهم ما ان تستقر حالته الصحية فكما اخبرهم سيف الزيارة ممنوعة تماما بأمر الطبيب المعالج تذكرت منة كلمات والدها الاخيرة لها حين انفرد بها قبيل مغادرتها مع سيف حيث ربت على كتفها ناصحا لها
منة حبيبتي انسي دلوقتي أي خلاف أو زعل بينك وبين جوزك لازم تكوني معاه في وقت زي دا أهله ناس كويسين وماشوفناش منهم أي حاجه وحشة لا سمح الله وحماكي الحاج عبدالهادي بيحبك وبيعتبرك بنته الخامسة لازم يشوفوكي معاه أنا متأكد ان وجودك جنبه في الظروف دي هيسرع من شفاء عمك بإذن الله لأنك على ما حكيتيلي سبب اللي حصله انه عرف باللي ابنه عمله يبقى وجودك معاه هيفرق مع الحاج عبدالهادي كتير 
أومأت منة برأسها موافقة وقالت بهدوء
اطمن يا بابا بنتك هتتصرف زي ما ربيتها بالظبط انا بنت ناس يا بابا وعارفة ان بنات الناس في محڼة زي دي لازم يسدوا فيها واي خلافات أو مشاكل تتأجل لبعدين 
عادت منة من شرودها على صوت استيقاظ ابنتيها اللتان تساءلتا عن موعد وصولهما فأجابت بابتسامة صغيرة
قربنا حبايبي خلاص خدوا اشربوا العصير دا وكلوا الساندوتشات اللي عملتها تيته اكيد انتو جعانين
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 53 صفحات