جوازة نت بقلم منى لطفى
عني أرجوك
هدأت نوبة بكائها قليلا وسط توسلاته العميقة وانتبهت الى ذراعيه اللتان تحوطانها ابتعدت بتردد محاولة دفعه براحتيها الصغيرتين واللتان ما ان لمستا صدره حتى شعرت بمضخة عملاقة تضخ تحت يديها وهدر الډم في أذنيها عاليا لملمس صدره الصلب لراحتيها الطريتين قالت وهى تشيح بنظرها بعيدا في تلعثم وارتباك واضح
اهدي براحتك وخدي الوقت اللي انت عاوزاه بس واحنا سوا مع بعض لأني بالتأكيد مش هسمح لأي حاجه تفرقنا او تبعدنا عن بعض
رفعت عيناها المبللتين بالدموع اليه وقالت بخفوت
مش هينفع لازم أخد القرار وانا بعيد عن أي ضغوط
وهو يحارب نفسه كي لا يقوم بما ېموت شوقا اليه وقال بصوت أبح للانفعالات التي تمور بداخله والشوق الذي ينخر جسده مطالبا اياه باشباع توقه القاټل اليها قال وانفاسه الساخنة تلهب بشرتها الحليبية
على چثتي انك تبعد عني كتب كتابنا في معاده وصدقيني لمصلحتك انت قبل أي حاجه انا خلاص صبري نفذ اعملي فيا اللي انت عاوزاه بس وانت شايله اسمي أنا راضي بأي ترضية تقولي عليها انما كتب الكتاب هيبقى بعد بكرة في المعاد أنخفض صوته حتى غدا كالهمس بينما نبراته جعلت الډماء تجري ساخنة في عروقها
كتب الكتاب في معاده اوكي لكن من هنا لغاية كتب الكتاب ما فيش تليفونات ولا مقابلات ودي أول حاجه لغاية ما أفكر في باقي العقاپ هيبقى ازاي ثم ركضت سريعا من امامه تاركة اياه غارقا في ذهوله فهذه المشاغبة الصغيرة قد علمت أي سلطان لها عليه ومن الواضح أنها تنوي السير في الاڼتقام منه حتى النهاية ولكن ليس مهما طالما انها في النهاية ستكون أمرأته هو و بين يديه وسيعلمها كيف يكون الحبسيكون أستاذها في تعليمها أبجديات العشق بل سيجعلها تتنفسه عشقا تماما كما يفعل هو
الحلقة السادسةج
نفذت منة ما وعدت به سيف فلم تستقبل أية مكالمات منه ولم ترد على رسائله العديدة كما امتنعت عن الذهاب الى العمل وتوعدها سيف في ضميره بأنه سيأخذ بثأره منها ولكن فليعقد القرآن أولا وبعد ذلك لكل حاډث حديث
أتى يوم العقد القرآن وظهرت منة بأروع صورة لم يكن سيف رآها حتى وصل المسجد حيث يعقد القرآن فقد أتت المزينة ومصففة الشعر الى المنزل للاهتمام بالعروس وكان برفقتها صديقاتها ايناس وسحر ونشوى اللاتي لازمنها منذ الصباح الباكر وقام أحمد وعمر بالاهتمام بتوصيل عائلة العروس وصديقاتها والعروس نفسها الى مكان عقد القرآن حيث أقل عمر العائلة بينما ركبت العروس ورفيقاتها مع شقيقها والذي كان يلقي بنكاته المرحة مختلسا النظرات الى من يهفو اليها قلبه ايناس
مبسوط انت بأختك أجاب أحمد ساخرا
طبعا بنت راجل بصحيح كلمتها واحده مش هتشوفها يبقى مش هتشوفها
وانت عرفت منين ان الهانم حاكمة عليا اني ما شوفهاش الا يوم كتب الكتاب
أجاب أحمد بمكر
وهي دي عاوزة ذكاء واحد زيك فضل مرابط في عربيته بالساعات ولما ترضى عليه ما يطلبش انه يشوفها خالص وبعدين دي حتى الشغل ما كانتش بتروحه وطبعا قالت لماما وبابا انها اخدت اجازة علشان تجهز نفسها لكتب الكتاب
لم يسأل أحد من عائلة منة عن سبب الخلاف بينها وبين سيف واحترموا رغبتها في الكتمان وسعدوا بإزاحة الغمة التي كانت تلوح في سماء ابنتهما وقد
شعروا بالفخر لمقدرة صغيرتهما على حل مشكلاتها بحكمة وكتمها لما يحدث بينها وبين زوجها فأية خلافات اذا تدخل الأهل فيها ولو بغرض الاصلاح تتفاقم لا بد ان يصل الزوجين بنفسيهما الى حل يرضي جميع الاطراف وتدخل الأهل لا يكون الا في حالات استثنائية يكون فيها الحياة الزوجية لأبنائهم مھددة بالاڼهيار التام
وصلت منة بصحبة صديقاتها الى قاعة عقد القرآن وجدوا سيف بانتظارهم خارج القاعه الملحقة بالمسجد الخاصة بعقد القرآن كان يقف بجانبه والده والذي عرفته منة ما ان شاهدته بزيه الصعيدي التقليدي ولكن الباهظ الثمن كما تدل عباءته الفخمة والعصا العاج المطعمة بفصوص من الاحجار الكريمة أعلاها والتي كان يمسك بها وبرفقتهم اربعة رجال في عمر سيف تقريبا خمنت أنهم أزواج أخواته البنات
ما ان شاهد سيف منة وهى تهبط من سيارة احمد بمساعدة صديقاتها حتى حبس أنفاسه لشدة جمالها ولم يشعر بنفسه وهو يترك والده في منتصف حديث ما ليسير ناحيتها كالمسحور ويقف امامها مذهولا من هذا الجمال الرباني الصاعق الذي يقف أمامه يكاد يتوارى منه خجلا قال سيف بصوت مبهور
إيه الجمال دا لكز أحمد سيف في خاصرته وقال بجدة زائفة
احترم وقفتي بينكم على الاقل أشاحت منة بوجهها بعيدا تكتم ضحكتها بينما تطلع سيف الى احمد في اللحظة التي تبادلت فيها الصديقات الابتسامة في محاولة لكتم ضحكاتهن التي أوشكت على الانفجار قال سيف بغيظ من بين اسنانه
مش وقتك خاااالص يا احمد بقول ايه ما تشيلني من دماغك بقه يعني انساني انهرده علشان خاطري
تظاهر احمد بالتفكير ثم اجاب باستفزاز واضح
أفكر
تأبط سيف ذراع منة واتجها الى داخل القاعة لتجد والدها ووالدتها واقفان بالداخل لمقابلة المدعوون اسرعت اليها والدتها ټحتضنها وعيناها تدمعان لرؤية صغيرتها وقد غدت عروس جميلة تتأبط ذراع عريس وسيم ودعت الله أن يكفيهما شړ عين حاسدة متمتمة بداخلها بالأذكار المحصنة
مرت مراسم عقد القرآن كالحلم شعرت منة كأنها تحلم وعندما طلب منها أن توقع باسمها أسفل العقد الرسمي الذي يربط مصيرها بمصير سيف رفعت عينيها تطلع اليه لثانية قبل ان تضع اسمها في خانة الزوجة لتطالعها ابتسامة صاف وفرحة تزغرد في مقلتيه فابتسمت بتوتر وذيلت العقد بتوقيعها لتنطلق زغاريد الفرح بعد ذلك
وقفت منة وسيف جنبا الى جنب لتلقي مباركات الاهل والاصدقاء محاطين بوالديهما تقدم منها حماها بعد انتهاء عقد القرآن وقال وهو
يفتح ذراعيه على وسعيهما
مبروك يا مرت ولدي الف الف مبروك واحتواها بين ذراعيه مقبلا جبهتها وسط ضحكات عائلتها وخجلها الشديد شعرت بالارتياح لشقيقاته البنات سميحة وسمية وسلمى وسارة اللواتي كن يرتدين عباءات سمراء حريرية بتطريز أنيق راق رحبوا بها مهنئين بالزواج الميمون بشدة وهن يطلق زغاريد الفرح ابتسمت منة وهمست لسيف حتى لا يسمعها أحد
انتم كلكم على حرف السين ايه امبراطورية سين بس للابناء فقط ابتسم سيف ونظر اليها بمرح مجيبا
ابتدي انت كمان ياللا جهزي اسامي امبراطورية الولاد بتاعتنا خلي بالك لو الامبرطورية اقل من 6 افراد مش هستلم
فتحت منة عينيها على آخرهما ونظرت اليه بحدة قائلة بحنق طفولي
امبراطورية ايه و مين احنا لسه يدوب شبكة وكتب كتاب
نظر سيف الى الطقم المرصع بالالماس شبكته اليها والذي قد ألبسها اياه بعد الانتهاء من عقد القران ولم تكن قد شاهدته قبلا فهو كما سبق واخبرته قد اختاره لها بمفرده فهي هديته اليها قال سيف ونظره معلق على جيدها حيث تتدلى سلسال الطقم فوق فستانها المقفول ولم يظهر أي يء من هذا الجيد المرمري فقد التف وشاحا من الستان حوله ليخبئه عن الأعين
بمناسبة الشبكة عجبتك
اجابت منة وهى تشيح بنظراتها خجلا
آه جميلة بجد زوقك حلو فعلا
همس بالقرب من أذنها
انا عارف ان زوقي حلو والدليل على كدا اني اخترتك
نظرت اليه منة لتتوه في ابتسامته التي تنير وجهه الرجولي شتان بين هذا اليوم وذاك اليوم الذي أتى لمصالحتها فيه فهو الآن يبدو كنجم سينمائي لامع بحلته الكاملة الرمادية اللون وقميص من أرماني بنفس لون الحله وربطة عنق من لون فستانها وكان قد سألها عن لونه حينما اشترته منذ فترة وقد شذب لحيته فغدا وسيما يخطف الانفاس بينما لا تزال تلك الخصلة الشارده فوق جبينه العريض تستفز منة لاعادتها الى الخلف مع باقي رفيقاتها من خصلاته الابنوسية الناعمة
قطع استرسالهما في الحديث والدها الذي احتضنها مباركا لها ثم احتضن سيف موصيا بها خيرا وجاء احمد الذي ما ان احتضنها بين ذراعيها حتى كادت ان تبكي فربت على ظهرها بينما يطوقها بين ذراعيه بقوة وهو يقول بحنان
مبروك يا منون ماتتصوريش فرحتي قد ايه يا حبيبتي ابتعدت منة عن ونظرت اليه بحب اخوي صاف وقالت بينما الدموع تلمع في مقلتيها
الله يبارك فيك يا حبيبي عقبالك يا رب حانت منه نظرة الى شاغلة عقله وقلبه التي تقف على بعد
خطوات منه منخرطة في حديث ودي مع سحر ونشوى وقال وهو يغمز منة بشقاوة
قريب اوي ان شاء الله احنا خلصنا من كتب كتابكم اهو فوقي لي انا بقه ماشي
ضحكت منة واجابت وهى تطرف برموشها لابعاد الدموع عنها
ماشي الكلام شعرت منة بذراع عضلي يطوق خصرها فجأة وصوت سيف يقول بحنق مفتعل
ايه ايه ايه حيلك حيلك مين دي اللي تفضى لك ياللا يا بني ياللا من هنا يحنن
شهق احمد بتمثيل وقال بنصف عين
سيف ابو السيوف ما تفتكرش علشان كتبت كتابك يبقى هتؤمر وتتحكم لا بعد الزيطة دي ما تخلص على خير كدا ان شاء الله منة هترجع معانا يعني هي لسه تبعنا يا خفيف
قال سيف بمداهنة
وانا قلت حاجه يا ابو حميد دايما كدا فاهمني صح كل الموضوع اني مش عاوز حاجه تشغل عروستي عني انهرده ممكن
تظاهر احمد بالتفكير ثم أومأ برأسه في جدية مفتعلة واجاب
امممم ممكن عطفنا عليك وسمحنالك بانهرده بس
لاحظ احمد أن والده يشير اليه فاتجه اليه بينما مال سيف على اذن منة قائلا بحنق
هو ايه كل الرجالة انهرده مسموح لها وانا في جيبي تصريح رسمي فهمي نظمي اني براحتي مافيش غير مسكة ايد بس وبالعافية كمان
تخضب وجه منة احمرار حتى كاد ينفجر بينما حانت منها التفاته الى يدها حبيسة قبضته منذ ان انتهى عقد القرآن رافضا تركها تابع سيف همسا وقد فاض الشوق من عينيه وهو يطالع وجهها المسدل امامه خجلا وحياءا
تصدقيني لو قلت لك انى غرت من كل واحد لمسك انهرده سواء باباكي او اخوكي او حتى والدي أنا رفعت