الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 41 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


وهو ېموت امامه دون ان يتدخل 
كرر محمود فى خوف 
مالك يا ابنى 
هنا هتف زين فى مرارة 
ابنك هوا انا فعلا ابنك 
تحركت سميرة لتقف الى جوار زوجها بينما نظر محمود الى سمر التى خفضت رأسها ارضا فتابع زين فى الم 
ابنك اللى خططت ونفذت مع بنت اخوك من غير ما تفكر فيه 
هنا هتفت سميرة فى صرامة فأيا كان الأمر لا يحق لزين ان يتحدث هكذا 

ولد اتكلم كويس مع باباك فى ايه لده كله 
ابتسم فى قهر 
اسأليه قوليله عمل ايه فى ابنه 
واضاف وهو ينظر الى ابيه حابسا دمعة فى عينيه بصعوبة 
مصعبتش عليك طول السنين اللى فاتت وانت شايفنى قدامك بمۏت فى اليوم مېت مرة مصعبتش عليك 
اغمض محمود عينيه وادرك ان ولده قد علم بكل شىء بينما هتفت سميرة فى نفاذ صبر وقد استفزها صمت زوجها وعلمت ان الامر اكبر بكثير مما تخيلت 
حد يفهمنا ويقول فى ايه 
نظر اليها زين طويلا وقال 
بابا العزيز يبقى يفهمك اما انا فمعنديش غير كلمة واحدة 
ونظر الى سمر بوجه يحمل هدوء المۏتى 
سمر هانم انتي طالق 
نطقها ولم يزد حرفا اخر وفى لمح البصر ترك المكان لم يرى سمر وهى ټنهار ارضا بينما تجمد محمود فى مكانه فى ذهول وقدماه كأنها ثبتت فى الارض بقيود غليظة اما سميرة فوقفت تنظر الى الباب حيث خرج زين وعضلات وجهها عاجزة عن رسم اى انفعال يعبر عما تشعر به 
مالذى قصده زين 
عن اى خدعة يتحدث ولما طلق زوجته 
وماذا فعل له ابيه ليحدثه بتلك الطريقة لاول مرة فى حياته 
زين اكثر ابنائها رزانة ولم تعهده اهوجا ابدا كما حدث اليوم 
نظرت الى محمود وهى تضم قبضتيها الى صدرها كأنها تحاول ان تحمى قلبها من الصدمة 
محمود احكيلى كل حاجة خبيتو عنى ايه 
تنهد محمود فى استسلام وكأن صوت زوجته قد ايقظه من شروده فاتجه الى سمر قائلا فى صرامة رغم 
اڼهيارها امامه وهو يمد يده ليساعدها على النهوض 
سمر روحى اوضتك دلوقتى 
نهضت سمر فى تثاقل ونفذت ما طلبه منها 
ظل محمود معطيا ظهره لزوجته وهو ينظر الى حيث خرجت سمر وكأنه يعطى نفسه الفرصة فى ترتيب الكلمات وتنميقها فالصدمة ستشمل الجميع 
هتفت سميرة فى لهجة جمعت بين القلق والالم 
ايه اللى بيحصل يا محمود 
استدار لها محمود واغمض عينيه فى استسلام فقد حانت لحظة المصارحة اذن زوجته لن ينطلى عليها خداعه وهو لا يمكنه ان يخفى اكثر من ذلك ربما ترأف بحاله ولا تكيل له الاټهامات بدورها ولكن كيف وهو يعرف انه اذنب بحق ولده وتركه لعڈابه لسنوات 
تهالك في تعب ليجلس على كرسى قريب وهو يشيح بوجهه عنها 
انا هحكيلك كل حاجة 
واستمعت الى كل شىء 
استمعت الى خطته مع ابنة ااخيه 
استمعت وعلمت ان ولدها حرم من حبيته وعاش ثلاث سنوات مع اخرى يعلم ابوه جيدا انها اتهمته زورا لاتوجد كلمة تمثل ما شعرت به وقتها تجاه زوجها زوجها الذى احبته لسنوات وعاشرته اكثر من نصف عمرها 
لم تكن تعرف انه ظالم الى هذا الحد وان ظلمه لم يمارسه فى حياته الا على ولده 
نهضت فى تثاقل وهى تقول فى صدمة بعثرت حروفها 
مش قادرة اصدق مش قادرة اصدق 
ومررت يدها على وجهها وهى تواصل في حړقة 
انت تعمل فى ابنك كدة انت تكسر قلبه وفرحته ده ابنك فاهم ابنك 
نهض محمود محاولا الدفاع عن نفسه بأى حجة 
وعشان ابنى كنتى عايزانى اعمل ايه اسيبه يروح يتجوز الخواجاية اللى انتى كمان كنتى معترضة عليها انا جوزته بنت عمه اللى بتعشق التراب اللى بيمشي عليه كان عندي امل ان مع الوقت هيحبها 
ظن محمود انه سينفذ من ثغرة صوفيا من لوم زوجته فهو يعرف اعتراضها عليها ولكنها خذلته حين هتفت فى حزن وقهر لم يستشعره في نبرتها طيلة عشرته لها 
يعنى ابنى كان عايش السنين دى كلها قلبه مكسور ومسابهاش بمزاجه يعنى كل الحزن اللى كنت بشوفه فى عنيه كان عشانها اقسم بالله لو كنت اعرف انو مسابهاش بمزاجه لكنت جوزتهاله ڠصبا عن اى حد ولا انى اشوف فى عينيه نظرة حزن وقهر واحدة من اللى كنت بشوفها 
وهزت رأسها تواصل فى مرارة 
انت ظالم يا محمود ظلمت الكل ظلمت ابنك لما شيلته فوق طاقته وظلمت صوفيا وحتى سمر ظلمتها لما طاوعتها فى اللى كانت عايزاه وجوزتها واحد مستحيل فى يوم انه يحبها 
وابتسمت فى سخرية مشوبه بۏجع 
كنت متخيل ايه لحظة ما يعرف الحقيقة هيقولها برافو مفرطتيش فى شرفك هايلة بجد ضحكتى عليا وخدعتينى 
ومالت اليه تضيف وهي تبسط ذراعيها 
اديك خسړت كل حاجة خسړت ابنك اللى ساب شغله معاك حتى لما وزعت ثروتك على حياة عينك ابنك رفض يقرب لحاجة وقريب هيسيبلك البيت كله وقبل ده كله خسړت احترامه ليك واحترامى ليك وكل ده عشان تعمل لبنت اخوك اللى هيا عايزاه وتخلص من عقدة الذنب اللى عندك دايرة الذنب المقفولة من سنين وعمال تلف فيها واخرتها دخلت ابنك معاك جواها 
وكورت قبضتها لتواصل فى عڼف 
اخرج بقا من وهمك ده اطلع منه وكفاية تعيشنى فيه اكتر من كدة عيشت فيه سنين لوحدك لكن لحد ولادى ولا يا محمود لا والف لا 
صړخ بها هذه المرة يمنعها من فتح جراح الماضي 
كفاية بقا يا سميرة كفاية انتى عارفة انها مش مجرد عقدة ولا احساس بالذنب انا فعلا كنت السبب فى مۏت ابوهم وامهم بسبب غلطتى انا وعشان مصلحتى اتحرمو منهم العمر كله ومهما عملت مش هقدر اعوضهم 
صړخت فيه بدورها 
انت حر عايز تعيش جوة ذنبك ده انت حر لكن التمن اللى ترضى بيه ضميرك هوا ابنى لا والف لا يا محمود 
تستمر القصة أدناه 
الفصل الثاني والعشرين 
الفصل الثانى والعشرون 
نظر حسام الى خالد فى شك 
انت عايز تفهمنى انها عدت الشهر وبنجاح كمان واحسن من الاتنين التانيين 
تنهد خالد وهو يمسح وجهه يخبره في ملل 
انتى بتسألنى للمرة المليون والله العظيم اه انا هكدب عليك ليه 
نهض حسام من مقعده فى بطء 
لتكون فاكر انك بتجاملني عشان هيا
بنت عمى الشغل شغل يا خالد 
قال جملته تلك وهو يرمقه بنظرة تحذير اخيرة لاذ بعدها بالصمت لحظات يعطه فرصة للتراجع عن أقواله وحين لم يفعل رفع الأول سماعة الهاتف وطلب دخول الثلاث فتيات 
فى لحظات كن امامه 
نظر لهن فى عملية وهو يعقد ساعديه على صدره يخبرهن 
انتو التلاتة عديتو اختبارتكو بنجاح وعشان كدة هتكونو معانا 
ونظر الى كل واحدة منهن للحظة 
انسة راندا هتبقى فى الدعايا انسة ايتن هتبقى فى الحسابات اما انسة نور 
أضاف ابتسامة الى عبارته وهو يواصل متخليا عن قليل من تجهمه 
هتبقى هيا مديرة مكتبى 
للحظة كادت ايتن ان تخرج عن شعورها وتصرخ 
اشمعنا يعنى 
ولكنها عضت على شفتها بقوة حتى كادت تمزقها من الغيظ هو لم يكتفى بازاحتها بعيدا عن وجهه فقط بل القى بها فى قسم الحسابات وهو يعلم جيدا كم كانت تكره كل ما يتعلق بالرياضيات يريد تعجيزها حسنا ستقبل التحدى 
راقبت فى غيظ نور زميلتها وهى تتهادى فى مشيتها لتقترب مصافحة اياه بابتسامة بدت لها بغيضة وثقيلة الظل وباردة 
متشكرة جدا يا باشمهندس وان شاء الله اكون قدها 
زاد غيظها اكثر وكادت ان ټحطم المكتب على رأسيهما معا وهو يصافحها بابتسامة عذبة 
انا واثق انك قدها يا نور انتى مش مجرد بنت حلوة بس انتى ذكية وبتعرفى تاخدى قرار 
عقدت ايتن حاجبيها وتنحنحت حسنا ماذا هناك ايضا لتقوله ايها الوقح 
نظر حسام الى راندا بدورها يخبرها في لطف 
انتى اضافة حقيقية لقسم الدعايا يا راندا السى في بتاعك مش محتاج كلام 
ابتسمت الفتاة فى روتينيه 
شرف ليا يا فندم 
الټفت اخيرا اليها وشعر بوجودها بعد ان وزع ابتساماته على الجميع لتأتى عندها وتنفذ اذ تطلع اليها فى جديه صارمة 
انسة ايتن قسم الحسابات محتاج دقة وتركيز ياريت تكونى قدها 
زفرت فى غيظ لم تستطع اخفاؤه 
تغير بالفعل فأصبح شخصا اخر يثيرها ويستفزها الى أقصى حد 
لازالت فكرته عنها كماهى 
طفلة مستهترة وسطحية التفكير 
نعم تعترف انها كانت كذلك ولكن الأمر قد تغير تماما فمن كان لاتطيق رؤيته للحظات اصبحت تتمنى ان تكون مديرة لمكتبه لتحظى بقربه طيلة الوقت وستفعل كل ما هو ممكن وغير ممكن لتزيح نور هذه عن طريقها فنظراته لها لا تبشر بخير ابدا وهى حقا لا تعرف هل تجاوزها بالفعل كما يردد على مسامعها طيلة الفترة الماضية 
هل حبه الذى ظل يبثها اياه سنوات طفولتها ومراهقتها وشبابها من السهل ان يتلاشى بسهولة هكذا 
ام ان تلك المشاعر ترقد فى غيبوبة مؤقته بفعل الصدمة وهى فى حاجة الى صدمة اخرى لتنشط وتحرك كيانه من جديد 
ربما كان هذا الاحتمال اكثرهم ايمانا به او هى تريد ان تؤمن به فلن تتحمل ابدا قاعدة كما تدين تدان 
لن تتحمل ان تتبدل الأدوار بينهما فتهيم به هى حبا بينما هو لا يبالى 
حبا!!!! 
منذ متى أحبته ولماذا 
هل احتاجت سنوات تضاف الى عمرها ليزداد نضجها وتعي أنها أخطأت في حكمها عليه 
هل ظهور حسام الجديد بكل قوته بل قسوته من شبح حسام العاشق قد أثار مشاعرها أكثر 
ألف سؤال يطرح نفسه دون أن يجد لديها اجابة 
فقط تحتفظ باجابة واحدة على سؤال واحد لم يطرح من الأساس 
اجابة تطوي حقيقة أنها بالفعل أحبت هذا المخلوق ولا شك لديها مطلقا هذه المرة 
لايعرف حقا كيف وصل الى هنا منذ ان خرج من القصر لم يجد سوى طريقا واحدا يسلكه 
طريقا وقفت فى نهايته حوريته الجميلة بابتسامتها التى اذهبت عقله منذ اللقاء الاول 
طريقا بدا ممهدا هذه المرة فقد عاد زين الذى احبته لينبذ الاخر تماما من حياته 
كيف وصل الى المطار وكم قضى فى الطريق لا يعرف صورتها اخفت اى معالم للوقت و للمكان 
سباق كان يشعر انه يخوضه مع الزمن 
سباق تقف فى نهايته صوفيا تفتح له ذراعيها وهو يركض بكل سرعته ليرتمى بينهما للابد 
كم اشتاق لكل شىء فيها صوتها رائحتها عينيها 
واه من عينيها 
كم عانى من اعراض انسحاب ادمانه لهما طيلة السنوات الماضية 
اعراض لا يملك لها دواء ولا يجد لها ترياق فهى السم والدواء فى الوقت ذاته 
حصل على عنوانها من ايلينا التى اخبرته
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 75 صفحات