مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري
بكوعيه الى سياج الشرفة وينظر الى اللاشىء قائلا
مالك يا سميرة بقالك فترة مش عاجباني من ساعة ايلينا ماجت
نظرت له سميرة نافية بسرعة
معقول يا محمود مبقتش تفهمني أنا هتضايق من وجود ايلينا الله اعلم أنها بقت عندى زي ايتن وأضافت في حنق وهى تعبث بخاتم من الذهب الأبيض فى خنصرها
بس المشكلة كلها في الخواجاية اللى معاها
صوفيا
واصلت سميرة وهى تعض على شفتيها فى شرود مش عارفة هتفضل لازقلها كدة لحد امتى هيا ملهاش أهل ترجعلهم
أجابها محمود في عجب فهو لم يعهدها تضيق بضيف مطلقا من قبل
ايه حكايتك يا سميرة دى ضيفة عندنا هنطردها يعنى ولا ايه
زفرت سميرة فى ضيق لتوضح له
بصراحة بقا وجودها مش مريحني نظرات ابنك زين طول الوقت ليها مش مطمناني مش عارفة جراله ايه الواد ده ده زين بالذات أعقل اخواته معقول يكون يفكر فى الخواجاية دي
متهوليش الأمور اومال يا سميرة نظرات ايه وبتاع ايه بس
ردت سميرة فى غيظ
خليك أنت مستهون بالموضوع كدة لحد ما تلاقيها ملت دماغه وييجى يقولك عايز أتجوزها
ابتسم محمود كأنها تخبره بمزحة سخيفة وهو يجاملها مرغما بضحكته
ده أنت خيالك واسع أوي مفتكرش أن زين يفكر فى واحدة زيها
البت حلوة ولونة يا محمود وابنك فى الأول وفي الاخر شاب ملوش أي تجارب
قطب محمود حاجبيه وبدأ بالفعل يشاركها القلق
ولكن مارأه مسبقا يجعله يشك في ميل ولده الى سمر ثم ان صوفيا تلك تحمل كل ما يكرهه ولده من صفات فملابسها تبدو أكثر اثارة من ملابس سكرتيرته التي كان يرفض وجودها
صلى ع النبى كدة يا سميرة مفيش حاجة هتحصل ان شاء الله
تنهدت وهى تغمض عينيها وتدعو الله ألا يتم هذا الأمر ابدا فهى أم وغريزتها تخبرها أن ولدها بالفعل قد تورط بمشاعره مع تلك الشقراء
نظراته الولهة التي لاتنفك تراقب كل شىء فيها ابتسامته كالمراهق حين تدلف الى المكان
تعرف أن الفتاة من اصول مصرية ولكن أفعالها وثيابها لاتمت لمصريتها بصلة
حتى الان لا تعرف من أى اصل انحدرت فلم ترى لها أهلا ولا عائلة لا يمكنها أن تثق فيها كزوجة لابنها وهى لاتعرف على اي أخلاق نمت فربما ربت أحفادها بنفس الطريقة
هى لا تريد أن يصل بها الأمر ان تقف فى وجه ابنها وتحرمه سعادته ولكنها فى النهاية أم تتمنى السعادة لابنها من وجهة نظرها هي وسعادته لاتراها مطلقا مع صوفيا فالاختلاف بينهما لن يخلق حياة مستقرة بأى شكل من الاشكال حبه الزائد لها سيكون نقطة ضعف ضده
ايلينا انتى كويسة
هزت ايلينا رأسها وأجابت في ارهاق
شوية بس وهبقا تمام المهم زى ما قولتلك امبارح جهزى نفسك عشان هنسافر
رفعت حاجبيها تهمس فى دهشة
هنسافر برضه
اومأت برأسها تجيبها في حسم
ايوة بابا عدى على ۏفاته اهو شهرين مبقاش فيه سبب ولا حاجة نقعد عشانها
اقتربت منها صوفيا وتمعنت فى عينيها قبل ان تسألها فجأة
ويوسف
أشاحت ايلينا بعينيها عن عينى صديقتها تحاول أن تخبرها بثبات
انا ويوسف هننفصل صوفيا كفاية بقى لحد كدة
ادارات صوفيا وجه ايلينا اليها قائلة
انتى بتهربى ايلينا بتهربى منه ومن مشاعرك ناحيته
لم ترد ايلينا وجلست على مقعد جلدى مريح والقت برأسها الى ظهره فى انهاك فواصلت صوفيا
انتى بتحبيه يا ايلينا كفاية بقا تنكرى
اعتدلت ايلينا وهتفت فى ألم كأنها تعترف پتهمة وتلقي عن كاهلها حمل عبئها
ايوة بحبه يا صوفيا ارتحتي مش هقدر يكون قدامى فى أي مكان وانا عارفة انه مبيحبينيش المشاعر اللى جوايا مش هقبل قصادها شوية شفقة او عطف او شهامة مش انا اللى هقبل دور الواحدة اللى تفنى حياتها فى حب واحد وهوا مش حاسس بيها وتقول كفاية انى بحبه وجنبه
ركعت صوفيا على ركبتيها امامها لتقول في حنان
ومين قال كدة انا متأكدة ان يوسف بيحبك
ابتسمت ايلينا فى ألم ساخر وهي تنفي بلهجة قاطعة
لا يا صوفيا من الأول وهو رافض وجودى ولولا بابا كان هوا اللى أنهى كل حاجة بنفسه أنا خلاص قررت هنسافر السبت الجاى جهزي نفسك
نهضت صوفيا فى بطء وهي تخبرها في حسم
بس انا مش عايزة اسافر
نهضت ايلينا لتواجهها فى دهشة قائلة
مش عايزة ايه وده من ايه ان شاء الله ده انا فضلت اتحايل عليكى شهور عشان تيجى
أعطتها صوفيا ظهرها للحظات وهى تعبث فى خصلاتها وعادت تلتفت لها بنبرة حاولت احكام ارادتها حولها
بصى يا ايلينا انا مش بحب اللف ولا الدوران انا صريحة مع نفسى أنا بحب زين
اتسعت عينا ايلينا فى ذهول وتلعثمت قائلة
بت ايه
واصلت صوفيا فى خجل وهي تشيح بوجهها
ايوة بحبه ومتأكدة من مشاعري جدا ومش هسيب البلد دى وموضوعى متعلق معاه كدة
أدارت ايلينا حدقتى عينيها فى تفكير قبل أن تبتسم وتقول في تردد
بس يا صوفيا انتى وزين مختلفين جدا زين حد ملتزم وجد وانتي
قاطعتها صوفيا وهى تشير بسبابتها
وانتى ويوسف عكس بعض ورغم كدة حبيتو بعض
قالت ايلينا وهي تلوي فمها في سخرية
حبينا بعض
همست صوفيا من بين أسنانها في غيظ
ايوة حبيتو بعض انا متأكدة ان يوسف بيحبك زى ما انا متاكدة ان زين بيحبنى وانا هثبتلك
وهتشوفى اما خليته يتنازل عن عنجهية الرجالة الشرقين ويقول ان الله حق مبقاش انا صوفيا
ضحكت ايلينا قائلة في عبث
العربى بتاعك اتحسن كتير
رفعت صوفيا حاجبها في تحد وقالت
مش مصدقاني هاااا
امسكت ايلينا بكتفيها وقالت فى حنان
الحياة مش بالسهولة دى صوفيا خلينا نرجع باريس على الأقل نطمن عليكي
ابتسمت صوفيا وهى تربت على كفها قائلة
خاېفة عليا اموت زى عمو محمود اطمنى ايلينا انا حالتى مستقرة
مسحت ايلينا على شعرها قائلة
بعد الشړ عليكى يا حبيبتى انا مبقاش ليا غيرك خلاص
احتضنتها صوفيا في حب وهي تتمتم
ايلينا بطلى تخافى سيبك قلبك يفرح وبس
وأفلتت نفسها من بين ذراعيها وهي تجمع شعرها برباط احتفظت به حول معصمها وقالت
انا هروح اشم هوا فى الجنينة
اومأت ايلينا برأسها بينما أخذت صوفيا هاتفها من على المنضدة وهى تنظر له فى اهتمام قبل ان تفتح الباب لتتحرك الى الحديقة
اخذت تنظر الى هاتفها فى انتظار مكالمتها الهامة وبينما هى على ذلك سمعت صوت آيتن وهى تتحدث فى هاتفها لم تقصد ان تتجسس عليها مطلقا ولكن ماسمعته جعلها تتسمر فى مكانها ولا تقوى على الحراك حتى أنهت الأخرى المكالمة فالتفتت لتجدها خلفها لتنتفض فى ذعر
لحظات احتاجتها ايتن لتعود الى هدوئها ابتلعت ريقها قائلة فى حذر وهى تنظر الى وجه صوفيا تراقب انفعالاته وتبحث عن اجابة لسؤالها الذي طرحته مباشرة صوفيا انتى هنا من امتى وسمعتى ايه بالظبط
حكت صوفيا جبهتها بيدها وقالت فى توتر
ايتن انا مكنش قصدى اسمعك انا كنت بتمشى و قاطعتها ايتن وهى تشير بكفها
خلاص يا صوفيا عارفة انك
وأضافت وهى تشيح بوجهها وتتنفس فى عمق
أنا أصلا محتاجة حد اتكلم معاه واعتقد أن أكتر حد ممكن يفهمني هو انتي
اقتربت منها صوفيا وامسكت بكفها فى ود قائلة
وانا هسمعك يا ايتن
نظرت ايتن اليها مطولا قبل أن تهتف في شجاعة لا تعرف من أين اكتسبتها
انا بحبه يا صوفيا
اطرقت صوفيا الى العشب ودهسته بحذائها في قوة وقالت
ده اللى سمعته بس حسام
هزت ايتن رأسها وأجابتها فى حزن
حسام يبقى ابن عمى وبعزه بس هما فرضوه عليا ومش قادرة حتى اتقبله عمرى ما تخيلت انى ارتبط بيه مفيهوش اى حاجة من صورة فارس الاحلام اللى فى دماغى
هزت صوفيا كتفيها قائلة فى بساطة
ليه مقولتيلوش كدة كنتى ارفضيه يا ايتن
ابتسمت ايتن فى سخرية وهي تنظر للفراغ أمامها
بابا مادام قرر يبقى لازم ننفذ حسام مبيقدرش يكسر لبابا كلمة حتى لو انا قلتلته انى انا مش عايزاه
تراجعت صوفيا وهي تستنكر منطقها فتركت يدها وقالت في وضوح
بس حسام مش بيتجوزك عشان باباكى حسام بيحبك فعلا انا لاحظت ده من نظراته وطريقة معاملته ليكى
جعدت ايتن وجهها فى ضجر
يووووووه انتى هتتكلمى زيهم
بسطت صوفيا كفيها امامها قائلة
طب خلاص بالنسبة للتاني انتى متأكدة انه بيحبك فعلا
ردت ايتن في سرعة حاسمة
طبعا بيحبنى هوا قالى واعترفلى بده
ضحكت صوفيا للحظات قبل أن تقول
ومن امتى الحب بقا بالكلام يا ايتن
قطبت ايتن حاجبيها في حيرة وسألتها
قصدك ايه
مطت صوفيا شفتيها قائلة
قصدى انه مادام بيحبك فعلا ليه مجاش يتكلم مع باباكى ليه سابك تتخطبى لحسام
ردت ايتن وهى تلوح بيديها فى تلعثم
هوا ظروفه مش مناسبة دلوقتى
مررت صوفيا يدها في شعرها لتتجاوز حنقها من تلك الايتن البلهاء وقالت
وهتبقى مناسبة امتى لما تتجوزى حسام ايتن اللى بيحصل ده غلط فى حق حسام وحق نفسك قبله حسام بيحبك وميستاهلش منك الخېانة ابدا
تراجعت ايتن من هول الكلمة واحمرت عيناها ڠضبا وهتفت فى حنق واستنكار
خېانة صوفيا حاسبى على كلامك انا مخونتش حد هما اجبرونى وانا عمرى ما هكمل فى التمثيليه السخيفة دى ومش هتجوز واحد وانا قلبى مع غيره وانسحبت من امام صوفيا فى ڠضب وقبل ان تغادر التفتت لها لتضيف
ودى اخر مرة صوفيا تتدخلى فى حاجة متخصكيش انتى فى البيت ده مجرد ضيفة يا ريت متنسيش ده
احتقن وجه صوفيا فى حرج وندمت على انها تدخلت فى الأمر من الاساس ايتن فى النهاية ليست طفلة هى فى التاسعة عشر من العمر وتعرف جيدا كيف تتصرف ولكنها فى النهاية شقيقة زين رفض عقلها ان تراها فى دائرة الخظر دون ان تتدخل ولكن ماذا بيدها لتفعل اكثر مما فعلت فجأة رن جرس هاتفها فطالعته بابتسامة وهى تنظر تجاه بوابه الحديقة لتراه يضع هاتفه على اذنه وهو يتحدث مع حارس المنزل الذى يبدو انه يعارض دخوله اقتربت قليلا وهى تقول للحارس
سيبه يا عم عطية ده جاى عشانا
تركه الحارس يدلف