الأربعاء 04 ديسمبر 2024

قلوب حائرة الجزء الثاني ل روز أمين

انت في الصفحة 236 من 281 صفحات

موقع أيام نيوز


صباح اليوم التالي
فاقت مبكرا من نومها المتقطع بسبب تلك الصغيرة وتحركت إلي منزل جدها ومنه إلي الأعلي حيث حجرتها
إنتقت بعناية ثوبا أنيقا وارتدته مع حجابا بسيطا وقامت بوضع بعض مستحضرات التجميل التي جعلتها فاتنة الجمال مما أرضي غرور الأنثي بداخلها ونال علي استحسانهاخرجت من منزلها في حالة مرتفعة من النشاط وتحركت خارج البوابة

وجدته يقف بانتصاب بجانب سيارته ينظر باتجاهها من خلف نظارته الشمسية واضعا خلف أذنه سماعة البلوتوز الخاصة بتواصله مع فريق الحراسة ويبدو أنه يتحدث أليهم كي يستعدوا للإنطلاق بسيارتهمبمرونة تحرك إلي الباب الخلفي للسيارة إستعدادا لفتحه لأجلها
إقتربت عليه واردفت بنبرة رقيقة كنسيم الصباح جديدة علي أسماع ذاك الكارم
صباح الخير
انحنى فى تهذيب ليفتح لها باب السيارة ورد تحيتها بصوت جهوري 
صباح النور يا دكتورة
أشار بكفه علي الأريكة فنظرت إليه وتحدثت بابتسامه خلابة
ميرسي.
احني رأسه بترحاب مع انتشاء لروحه شعر به جراء نبرتها الرقيقةجلست فوق مقعدها واغلق هو الباب بهدوء ثم تحرك واستقل مكانه أمام عجلة القيادة وقام بإدارة المحرك منطلقا بالسيارة للأمامنظر عليها من خلال إنعكاس المرأة وجدها تسترق النظر إليه فتحدث بنبرة هادئة لعيناي ساحرة أسرتها واربكتها بالوقت ذاته 
إزيك
عقبت بنبرة بدت مرتبكة 
أنا كويسة
إنتبه لهذان الكوبان المصنوعان من الورق  واللذان يحتويان داخلهما علي مشروبا دافئا كان قد إبتاعهما من إحد المحال الشهيرة بصنع القهوة ليتناولهما سويا
أمسك كوبا يختلف ما بداخله عما بداخل كوبه ثم إستدار بجسده قليلا وبسط يده باتجاهها بالكوب وتحدث وهو ينظر للأمام مراقبا الطريق بعناية
جبت لك معايا نسكافية وأنا بجيب قهوتي
إرتفعت دقات قلبها كطبول حرب وشعرت بروحها تهيم سارحتا في سماء عشقها الوليد وبلحظة تحول وجهها واكتسي بحمرة الخجل والعشق معا مما جعل قلبه ينبض بقوة إستغربهابسطت يدها وإبتسامة حالمة إعتلت ملامحهاوتحدثت بارتباك بعدما فقدت العثور بداخلها علي كلمات
ده علشاني
إبتسم بخفوت عندما وجد تلبكها وتحدث بمشاكسة كي يرفع عنها خجلها
لا طبعاأنا بس عاوزك تمسكيه لحد ما أشرب قهوتي واخده منك تاني
إبتسامة رقيقة كست وجهها مما أصابه برجفة عڼيفة هزت قلبهواسترسل بنبرة خرجت حنون دون إدراك وهو ينظر لعيناها من خلال إنعكاس المرأة
أنا جبت لك النسكافيه لأني عارف إنك ما بتحبيش القهوة
ضيقت عيناها واسترسلت متعجبة
وإنت عرفت منين إني مش بحب القهوة!
أمسك ياقة قميصه وبات يعدل بها ملاطفا إياها وتحدث بتفاخر مصطنع
من مصادري الخاصة حضرتكاللي قدامك شغال رائد في جهاز المخابرات لو مش واخدة بالك
بإلحاح سألته بدلال نال استحسانه 
إتكلم جد بقي
أجابها بإيضاح 
عرفت إمبارح وأنا عندكم بعد الغدالما قدموا لنا كلنا قهوة وإنت الوحيدة اللي طلبتي نسكافيه
إلتمعت عيناها ببريق السعادة بعدما تيقنت إهتمامه بأدق تفاصيلهافأرادت تطيل الحديث وسألته بمشاكسة نالت إعجابه
طب وده سبب يخليك تقول إني مش بحب القهوة
واسترسلت بمراوغة
مش يمكن أكون بحبها بس مزاجي وقتها كان طالب نسكافيه
بغمزة من عيناه أخرج صوتا بجانب فمه يعني نفيه لإدعائها واسترسل بثقة قد تصل إلي الغرور
كارم المعداوي ما بيخرجش كلمة من غير ما يكون متأكد منها
واسترسل بإبانة 
ده غير إن عندي القدرة اللي من خلالها بقدر أفهم اللي قدامي كويس وأفهم شخصيته
إبتسمت وبدأت ترتشف النسكافية وأقسمت بداخلها أنه ألذ مشروبا تذوقته علي مدار سنوات عمرها بالكاملعلي غير عادته بدأ يراقبها بتمعنتهلل وجهه عندما لمح الفراشات تتلألأ وتتطاير من خلال لمعة عيناها البراقةأردفت هي باستحسان عندما لاحظت تركيزه عليها 
ميرسي بجدالنسكافيه حلو قوي
أنا اللي ميرسي علي اليوم الحلو اللي قضيته معاكم إمبارح...نطقها بملامح وجه ظهر عليها الإرتياح
ازاحت ببصرها عنه وابسمت خجلافسألها باهتمام
عجبتك العروسة
دون إدراك منها هتفت بنبرة شديدة الحماس
عجبتني جدا
شعرت بتسرعها بعدما رأت تهلل وجهه المبتسم فأزاحت ببصرها عنه ونظرت جانبها وباتت تشغل حالها بالنظر من نافذة السيارة مما جعله يبتسم وتابع قيادته ومراقبة الطريق ولا سيما النظر من الحين إلي الآخر للتطلع علي الساحرة عيناها
بعد مرور حوالي إسبوعإصطحب عمر صغيرته إلي مقر عمله كما وعدها سابقا وذلك بعد أن أخذها إلي الطبيب حيث أزال لها تلك الجبيرة بعدما تأكد من إلتئام الكسر وإطمئن علي ساقها من خلال الأشعة التي أجراها لها
كان يحملها محاوطا إياها بذراعيه ويتحرك داخل الرواق المؤدي إلي مكتبهقابلته المهندسة تارا التي كانت تتحرك في طريقها إلي كافتيريا الشركة كي تجلب كوبا من القهوة المحلاة كي تساعدها علي التركيز بعملها وتحمل يومها الشاقتعجبت من ذاك الذي يحمل طفلة صغيرة ويتحاور معها بكثيرا من الود والحنان حيث ظهرا فوق ملامح وجهه الضاحكة علي غير العادةفمنذ أن تعرفت عليه أثناء عملها وهو لا يبتسم أبدا
علي غير طبيعتها الجادة والعملية قطعت طريقه ثم وقفت قبالته وتحدثت إلي الصغيرة وهي تنظر إليها بإبتسامة مشرقة أظهرت برائتها وكم الحب التي تحمله بقلبها للأطفال 
إيه القمر اللي منور شركتنا ده
واسترسلت مستفسرة وهي تنظر إليه 
دي بنت حضرتك يا باشمهندس
بإبتسامة خاڤتة عقب علي استفسارها 
ليزا عمر المغربيبنوتي الجميلة
هاي ليزا...نطقتها مداعبة إياها فابتسمت لها الصغيرة وأجابتها بملامح وجه بشوشة
هاي
نظر عمر إلي صغيرته وتحدث بايضاح
دي الباشمهندسة تارا يا ليزابتشتغل معايا هنا في المكتب
هزت الصغيرة رأسها وتحدثت إليها
ازيك يا طنط
إزيك إنت يا ليزا...نطقتها بنبرة حنون ثم استرسلت وهي تدعوها للذهاب معها 
إيه رأيك تيجي معايا الكافيتريا نختار حاجة نشربها مع بعض
هتف رافضا بنبرة جادة أحزنت تلك التارا وأشعرتها بالحرج 
شكرا يا باشمهندسة
أردفت الصغيرة بترجي  
أنا عاوزة أروح مع طنط يا بابي
مش هينفع يا ليزا...هكذا نطقها بحزم استغربته تارا فهتفت الصغيرة بضجر وتذمر 
أنا عاوزة أروح معاهاعلشان خاطري توافق يا بابي
رق قلبه لصغيرته وبالاخير ضعف أمام عيناها المترجية وتحدث بإبانة إلي تارا كي يشرح لها سبب رفضه علها تعذر ذعره علي صغيرته 
خديها بس ياريت تخلي بالك منها لأن رجلها كانت مکسورة ولسة الدكتور شايل لها الجبيرة إمبارحونبه عليا ما تتحركش كتير عليها
الأن تفهمت سبب رفضه القاطع وبررت له حدته في التعامل معهابسطت ذراعيها والتقطت الصغيرة وطمأنته بتفهم 
ما تقلقش حضرتك
تحركت بالصغيرة واختارت لها بعضا من المقرمشات والمشروبات المفضلة لدي الصغار وجلست بداخل الكافيتريا ليتناولاها معاثم سألتها بفضول الأنثي 
هو أنت عندك إخوات يا ليزا
بعفوية أردفت الصغيرة معقبة 
لا مش عنديعندي مامي مليكة مرات أنكل ياسينوبابي عمر مش كان يعرف إنه بابي أصلامارو هو اللي قال له وقال لي أنا كمان يا ليزا عمر يبقي بابي
واسترسلت بحديث طفولي شتت تلك التي فتحت فاهها بعدم فهم لثرثرة الصغيرة 
بس أنس قال لي إن مليكة مش ماميوقال لي كمان إن مامي طلعت عند ربنا زي بابا أنس ومارو
كانت تستمع إليها بعقلا مشتت وتحدثت بلوم لحالها 
يا ريتني ما سألتكهو أنا ناقصة توهان يا ربيده أنا دماغي في البلالة لوحدها
إبتسمت للصغيرة وناولتها إحدي العلب الكرتونية قائلة بإبتسامة حنون 
خدي يا حبيبتي إشربي العصير بتاعك
تناولته منها الصغيرة فمسحت علي رأسها بحنان وباتت تداعبها بملاطفة
عصرا
داخل حديقة منزل عبدالرحمنكان يجلس بمقعده المفضل يتأمل من حوله إبداع الخالق فيما خلقهب واقفا وتحرك إليها إحتراما بعدما وجدها تدخل من البوابة الرئيسية للمنزلتحدث بنبرة عالية الترحاب لخطوتها العزيزة
يا أهلا يا أهلا يا ثريانورتي بيتك يا بنت عمي
بابتسامة هادئة ردت علي ترحاب ذاك الخلوق 
البيت والدنيا
 

235  236  237 

انت في الصفحة 236 من 281 صفحات