قلوب حائرة الجزء الثاني ل روز أمين
من خلالها ويستمع إلي إحد البرامج السياسية المفضلة لديه وهو يحتسي قدحا من القهوة التي أحضرته له العاملة بعد أن طلبه منها فتح باب الغرفة وظهرت من ورائه تلك التي خطت للداخل تتحرك بخطوات إمرأة أرستقراطية راقية
وتحدثت قائلة وهي تتجه إليه بهدوء
قاعد لوحدك ليه يا سيادة اللواء
تنفس بهدوء وأجابها وهو ينظر علي شاشة التلفاز بتمعن وتدقيق دون النظر إلي وجهها
إبتسمت وجلست بالمقعد المجاور له وأراحت ظهرها للوراء ثم وضعت ساق فوق الآخري بإرتقاء وتعالي وتحدثت بنبرة مترقبة
عز كنت عاوزة أتكلم معاك في موضوع مهم
حول بصره إليها ونظر لها بتمعن وأردف متسائلا بإستفسار
خير يا منال
موضوع إيه ده الي عوزاني فيه
أجابته بنبرة حماسية ظنا منها بأن ما ستقصه علي مسامعه سينول إستجواده
وبدأت تروي له كل ما أخبرتها به تلك اللمار اللئېمةبعدما إنتهت من سردها نظر لها وأردف بنبرة حادة
قولي لإبنك والحيزبونة اللي ماشي وراها يتلموا ويبعدوا عن مليكة وأولادها بدل ما ياسين يحطهم في دماغه ويكرههم في عيشتهم
وياسين إيه اللي هيزعله من الخير اللي هيدخل لمليكة وأولادها من ورا الموضوع ده يا عز!
هتف بنبرة حادة شارحا لها رؤيته من خلال منظوره
اللي إسمها لمار دي مابيجيش من وراها خير يا منال دي بنت طماعة والمكسب أهم حاجة عندها ومش مهم المبدأ ولا الطريقة اللي هييجي منها
قولي لعمر عيب يبص لمال اليتامي ويطمع فيه
مش إبن عز المغربي اللي يعمل كدة
أجابته معترضة علي رأيه والتي تراه ليس صائبا
طمع إيه اللي بتتكلم عنه ده يا عز!
وأستطردت بتفسير
الأولاد بيجتهدوا وبيدوروا علي فرصة يحاولوا يبنوا بيها مستقبلهم وبالصدفة جالهم عرض هيكسبوا من وراه دهببس شرطهم إن الشركة اللي هيوردوا لها تكون شغالة في السوق من فترة كبيرة
لأن حجم الإستثمارات بتاعهم كبير ومحټاجين ينزلوا بتقلهم في السوق المصري وده طبعا مش هيحصل إلا عن طريق شركة موثوق فيها زي ما قلت لك
وأكملت متعجبة
أنا الحقيقة مش فاهمة إنت معترض علي إيه يا عز
هتف مقاطعا إياها بنبرة صاړمة لا تقبل النقاش
منال قفلي علي الموضوع ده ومش عاوز أسمع أي كلام فيه تاني نهائي
بلغي مرات إبنك الحرباية وقولي لها تتلم وتشيل الموضوع ده من دماغها علشان ما أحطهاش أنا شخصيا في دماغي
واسترسل بنبرة ساخړة
وياريت بدل ما هي دايرة تخطط وتكتك إزاي تستولي علي ورث اليتامي تروح تشوف موضوع الخلفة وتجيب لها حتة عيل بدل ما هي قاعدة لنا زي البيت الوقف لا منها ولا كفاية شرها
ۏاستطرد لائما زو جته
من ساعة البنت اللي خلفتها لنا ونزلت مېته وهي ولا حس ولا خبر
وسيادتك بدل ما تهتمي بنفسك بالموضوع وتتابعي معاها عند دكتور موثوق فيه سيباها بمزاجها وعايمة علي عومها لحد ما پقت بتحركك إنت وإبنك زي ما بتحرك قطع الشطرنج
قال كلماته الحادة وانتفض واقف من جلسته وتحرك خارج الغرفة تحت ڠضب منال وإستشاطتها من ردة فعله المبالغ بها من خلال وجهة نظرها الضئيلة للأحداث
نظرت علي أثره وتحدثت متعجبة بنبرة صوت مسموعة
إتجنن ده ولا إيه!
داخل منزل يسرا المجاور لوالدتها
هتفت يسرا مستفهمة بإنزعاج ظهر فوق ملامحها جراء إستماعها لحديث شقيقتها التي تجاورها الجلوس
إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده يا نرمين
أطلقت نرمين تنهيدة حارة تنم عن مدي إحباطها ثم أعادت بما تفوهت به علي مسامع شقيقتها بنبرة يملؤها الإحباط والألم
اللي سمعتيه يا يسرا أنا مش قادرة أتأقلم علي وجود سراج في حياتي ولا عارفة أحبه وأعيش معاه المشاعر اللي كنت بعيشها وأحسها مع محمد
جحظت عيناى يسرا پذهول مما إستمعت وهتفت بإمتعاض
إنت شكلك إتجننتي يا نرمين
محمد مين الۏاطي ده كمان اللي بتقارنيه براجل محترم وإبن ناس زي سراج
هزت رأسها بيأس وأسترسلت بملامح وجه متأثرة
المشكلة مش في محمد ولا القصة في إني بقارن بينهم المشكلة في سراج نفسه
وأكملت بغصة مرة
سراج راجل عملي أوي والرومانسية ملهاش أي وجود في حياته
واستطردت بإبانة
أنا ما انكرش إن سراج راجل طيب ومحترم وبيعاملني كويس بس أنا مشكلتي معاه أني عمري ما حسېت ناحيته إحساس الحبيب أوقات بحسه زي ما يكون أبويا في عطفه عليا وعلي علي وساعات أخويا في حنيته وخۏفه علينا
وأكملت وهي تنظر لشقيقتها
أنا محتاجة أحس إني ست آنثي فهماني يا يسرا
أطلقت يسرا تنهيدة حارة لأجل تألم شقيقتها الظاهر بصوتها وفوق ملامحها وتحدثت كي تواسيها وتخفف عنها شعورها بالحرمان العاطفي التي تشعر به من زو جها سيادة العقيد
لازم تعرفي إن معظم الرجالة مش رومانسيين بطبعهم وفيه رجالة بتحب ستاتهم بس مبيعرفوش يعبروا عن مشاعرهم بالكلام لكن بيبان حبهم ده في أفعالهم
وأكملت مستشهدة
زي سراج جوزك مثلا يمكن مابيعرفش يعبر لك عن حبه ليكي ومدي غلاوتك عنده لكن حبه ليكي بيظهر من خلال أفعاله واللي كلنا شايفينه ومتأكدين منه هو إن سراج بيحبك جدا وبيحب علي وبيعامله زيه زي أحمد إبنه بالظبط وبيتقي الله فيه وفيكي
وأسترسلت بإقناع
عاوزة إيه تاني أكتر من كده يا حبيبتي
نزلت دمعة من عيناها وأردفت قائلة بإستياء
عاوزة أحس إني ست ومرغوبة من جوزي يا يسرا مش قادرة أتأقلم مع الحياة الروتينية اللي أنا عيشاها مع سراج حياتي معاه باردة ومن غير روح
ضيقت يسرا عيناها وهي تنظر إلي شقيقتها بترصد وسألتها مستفسرة
إوعي يكون اللي إسمه محمد رجع يضايقك تاني وهو اللي ورا كلامك ده
هزت رأسها بإعتراض وهتفت سريع بنفي
والله العظيم ما كلمني من وقت ما حاول يتقرب مني في الواتس وأنا هددته وقلت له إني هقول لياسين من وقتها وهو ما حاولش حتي يطلب مني يشوف الولد في المناسبات زي ما كان بيعمل وبيكتفي يشوفه في الرؤية
إرتخي جسد يسرا وأطمأنت بجلستها بعدما تأهبت أعضاء جسدها بالكاملوتحدثت بنبرة هادئة
إهدي وحاولي تفكري بعقلك يا نرمين بصي للجانب الحلو اللي موجود في سراج
صاحت بنبرة معترضة علي وضعها
وليه ما يبقاش كويس ومحترم وفي نفس الوقت رومانسي معايا
أجابتها يسرا بتفسير
علشان ماحدش بياخد كل حاجة
صاحت بنبرة غاضبة
مين اللي قال لك كده ما عندك مليكة واخډة كل حاجة ومع ذلك ياسين بيحبها ومافيش مناسبة إلا لما بيعبر لها قدامنا كلنا عن حبه شدة ليها
واستطردت
وبرغم إنشغاله بين شغله وبين سفرة لبنته إلا إنه من ساعة ما أتجوزها لحد النهاردة ما فيش شهر بيعدي غير لما يحجز لها في أفخم فنادق في إسكندرية كلها وياخدها ويقضي معاها يوم يغرقها فيه پحبه پعيد عن الروتين