رواية عبق الماضي من الفصل الحادي والعشرين إلى الفصل الأخير
القاهرة
و تحدث إلية الرجل بنبرة حادة بعدما قص مجدي علية ما حدث ٠٠٠ الراجل بتاعك بقا كارت محروق و هيجرنا معاه واحد ورا التاني للهلاك يا مجدي
طب و العمل يا باشا جملة تساءل بها مجدي
فأجابه الرجل بحدة و حديث ذات مغزي ٠٠٠ نضف الفوضي اللي حصلت عندك فورا يا مجدي نضف من غير ما حد يحس بينا فاهمني يا مجدي
أغلق مجدي هاتفه بعدما طمئن ذاك المهم ثم نظر إلي بديع و تحدث إلية بنبرة أمرة ٠٠٠ بديع خد معاك راجلين و هات لي اللي إسمه ناجي ده من تحت طقاطيق الأرض
جحظت أعين مجدي و تحدث متلهف ٠٠٠ دخليه بسرعة
دلف ناجي يتلفت حوله بنظرات مړتعبة و تحدث مستنجدا به ٠٠٠ إلحقني يا مجدي باشا أنا وقعت في مصېبة و جاي لك عشان محدش غيرك هيعرف ينجدني و يخرجني منها
نظر إليه ناجي بإستغراب و تساءل بغباء ٠٠٠ و إنت عرفت منين اللي حصل
ثم نظر إلية و تحدث بنيرة قوية ٠٠٠ إنت لازم تشوف لي حل يا باشا أنا الراجل بتاعك و أكيد مش هتسيبني أروح في داهية
أجايه مجدي بنبرة ساخطة ٠٠٠ و عاوزني أعمل لك أيه بقا يا سي ناجي ثم أنا يا بني أدم مش حظرتك قبل كدة و قلت لك تبعد عن اللي إسمة حسن ده و ما تتعرضلوش خالص
تحدث مجدي بتخابث ٠٠٠ طب إسبقني علي المخزن السري و أنا هجي لك علي هناك و نتكلم و نشوف هنحلها إزاي مع بعض
تحدث ناجي بحدة و عناد ٠٠٠ أنا لا رايح مخازن و لا غيره يا باشا ما فيش قدامي وقت للكلام ده كله أنا هطلع من هنا علي بيتي و لما الحكومة تيجي و تسألني هقول لهم إني في وقت الچريمة ما حصلت كنت عند حضرتك هنا بنتكلم في شغل !
كاد بديع أن يتحدث و لكن سبقه حديث مجدي الذي تحدث إلية پحده و جنون ٠٠٠ إنت إتجننت يا بني أدم إنت عاوز توديني في داهية ثم شغل أية ده اللي هيكون بيني و بين واحد زيك يا غبي
تحدث ناجي ساخرا ٠٠٠ ده علي أساس إن أسوان كلها متعرفش شغلكم الأساسي و لا ما يعرفوش إني شغال معاكم في الحفر عن الأثار و تهريبها برة البلد
أجابه مجدي بدهاء نافي٠٠٠ دي مجرد شكوك يا سي ناجي بس مفيش مخلوق عندة دليل واحد يقدر يثبت بيه أي حاجة علينا و إنت بكلامك المعتوة ده عايزني أثبت عليا الإشاعات و كأني بقول للحكومة تعالي دوري ورايا
تحدث ناجي بحدة و جنون مهددا مجدي ٠٠٠ إسمع يا مجدي باشا لو بتفكر تتخلي عني إنت و بشواتك و تخلوني أشيل الليلة تبقوا غلطانيين أنا لو إتسجنت مش هتسجن لوحدي لااااا ده أنا هجركم معايا واحد واحد و نقضيها صحبة حلوة كدة في السچن
تحدث مجدي و هو يخرج مسدسه المعبئ بطلقاته الڼارية و مجهز سابق من درج مكتبة و يضع به كاتم الصوت كي لا يصنع ضجة بالمكتب ٠٠٠ يبقا أنت اللي حكمت علي نفسك يا ناجي
و بلمح البصر صوب المسډس نحو نقطة ما بين العينين بحرفية عالية و أطلق علية تحت ذهول ناجي و عدم تصديقة بالتخلي عنه بتلك السهولة
وقع ناجي علي الفور صريع بعد تلك الطلقة المدروسه القاټلة تحرك بديع إلية سريع يختبر نبضة وجده قد فارق الحياة علي الفور
فتساءل مستفهما بلهفة و ړعب دب بأوصاله ٠٠٠ هنعمل أية في الچثه دي يا باشا
أجابه مجدي ببرود و هو ينظف مسډسة بنفخه به و كأن شئ لم يكن ٠٠٠ الأول خد الخڼجر من جيبه و خلي الرجالة يروحوا يرموة بسرعه جنب المكان اللي إتقتل فية المهندس علشان البوليس يتأكد من إرتكاب ناجي للچريمة بعد ما يلاقوا بصماته علية
و أشار بيدة علي السجادة الموضوعة أرض ٠٠٠ و هات الرجالة و لفوة في السجادة دي و أربطوها علية كويس و خليهم يشيلوها عادي كأنهم مودينها للتنضيف و بعدها يرموة بيها في قلب النيل
و أكمل بذكاء ٠٠٠٠ و متنسوش تربطوا معاه حجارة كبيرة علشان الچثة تغطس و تستقر في القاع و متطلعش لفوق علشان الطلقة اللي واخدها دي خلي الحكومة تفتكر إنه خاف و هرب بعد ما قتل الباشمهندس حسن
و آسترسل حديثه بتأكيد منبه إياه ٠٠٠مش عاوز ديول تظهر للموضوع يا بديع !!
ثم أشار إلي الډماء المتناثرة فوق الأرض و تحدث بإشمئزاز ٠٠٠ و يلا هات رجالتك الموثوق فيهم و نضف لي القرف ده بسرعة !
تحدث بديع بهدوء ٠٠٠ أوامرك يا باشا بس الأول هطلع أسرب السكرتيرة و اخليها تمشي علشان متحسش بحاجة من اللي هيحصل هنا
و بالفعل خرج بديع و أعطا للسكرتيرة إجازة عارضة بحجة ذهابهما هو و مجدي إلي الخارج إذا لا داعي لتواجدها بالمكتب و أيضا إتخذ بديع كل ما يلزم من الحيطة لأمانهم و إبعاد الشبهات عنهما و سيدة
بعد مدة أخذ الرجال چثة ذاك الهالك الذي لم ينجي بحياته و لا حتي بمماته من كثرة ذنوبة التي إقترفها بدنياة و لم يضع الله أمام ناظرية و يعمل علي إرضاءة و كسب أخرته
بعد حوالي ثلاث ساعات
كانت قابعه أمام غرفة العمليات تجلس أرض بعينان متسمرتان لا يتحرك لهما رمش لا دموع لا وعي و لا حياة من دونه
تشعر و كأن دقات قلبها توقفت مترقبه دقاته لإن عاد عادت دقاتها