رواية عبق الماضي من الفصل الحادي والعشرين إلى الفصل الأخير
يدة ٠٠٠ طول ما آنت جنبي و معايا أكيد هكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها يا حبيبي
بحبك يا بسمه جملة قالها حسن بعيون هائمة
ردت علية قائلة بحب ٠٠٠و أنا بعشقك يا حسن
بعد مرور حوالي سنة داخل مدينة الإسكندرية
كانت تتمدد إبتسام فوق الشزلونج داخل غرفة الكشف الخاصة بأمراض النساء والتوليد وبجانبها ثريا إنتهت الطبيبة من فحصها وخرجت من وراء ذاك الساتر الذي يفصل الشزلونج عن غرفة المكتبتحركت إلي مكتبها وجلست امام ذاك الحسن الجالس بالمقعد المقابل للمكتب وخرجت ثريا وإبتسام بعدما هندمت من ثيابها وجلست كلتاهما
بصي يا مدام من التحاليل وكشفي عليكي أقدر أأكد لك إنك ما عندكيش أي مشاكل تمنع الحمل عندك وبناء علي التحاليل اللي عملها جوزك هو كمان مفيش عنده أي عائق
سألتها ثريا بهدوء مستفسرة
طب لما هو مفيش مشكلة يا دكتورة الحمل ماحصلش ليه لحد الوقت
أجابتها الطبيبة بنبرة عملية
واسترسلت بطمأنة وهي تتناقل النظر بين حسن وابتسام
بس أحب اطمنكم إنه ممكن يحصل في أي وقت وبعدين إنتم مستعجلين ليه زي ما عرفت منكم إنكم لسه متجوزين من حوالي سنة وكام شهر يعني لسة بدري علي القلق اللي إنتم فيه ده
أنا عن نفسي الحمدلله راضي بكل اللي ييجي من عند ربنا ومش مستعجل خالص وعارف إن كل حاجة هتيجي في ميعادها اللي ربنا كاتبه
ومال لها برأسه وأردف بعيناي عاشقة
إطمني
هزت رأسها بهدوء في حين تحدثت الطبيبة إليها بتوصية
خرجوا من المشفي وتوجهت ثريا إلي المنزل لطمأنة العائلة وتحرك العاشقان بإتجاة البحر أمسكت كف يده وتحدثت بإرتياب
أنا خاېفة يا حسن خاېفة تأخير الحمل يطول واهلك يضغطوا عليك تتجوز عليا علشان تخلف
المشكلة إنك معاشراني من أكتر من سنة ولسة ما تعرفنيش كويس أنا مفيش مخلوق يقدر يجبرني علي حاجة أنا مش عاوزها
وأكمل بعيناي عاشقة
وأنا مش عاوز من الدنيا دي كلها غيرك يا سمرا
والله العظيم إنت عندي كفاية
إبتسمت له واحتضنت كف يده وتحدثت بعيناي شاكرة
اجابها بحب
ويخليكي ليا يا روح حسن
__________________
أما داخل منزل العائلة جلست ثريا مع والديها وبدأت تروي لهما ما أخبرتها بهم الطبيبة تحت حزن والديها
أما خارجا بساحة المنزل الواسعة يجلس أحمد و عز المجاور له و الذي وجة حديثه إلية و هو يسألة عن حالة بحنان ٠٠٠ صحتك أخبارها أيه الوقت يا أحمد
أجابه برضا و يقين ٠٠٠ الحمد لله يا عز كل اللي ييجي من ربنا خير
تحدث إليه عز بلهجة حادة بعض الشئ ٠٠٠ علي فكرة يا أحمد أنا مش عجباني حالة الإستسلام اللي إنت فيها دي إصلب طولك و قوي نفسك و قولها إنك أكبر من المړض صحيح إن الشفا بإيد ربنا سبحانة و تعالي بس العزيمة و الأمل كمان ليهم دور إيجابي كبير في الشفا
و أكمل بقوة ٠٠٠ حارب احساس الهزيمة اللي جواك ده و إنت إن شاء الله هتخف و هتبقا كويس
إبتسم ساخرا و تحدث بنبرة حزينة ٠٠٠ إنت بتضحك عليا و لا علي نفسك يا عز أنا و إنت عارفين كويس أوي إن المړض ده مهما طالت مدته فأخرته المؤكدة هي المۏت
نكس عز رأسه حزن لتيقنه صحة حديث شقيقه و تألم داخله و صړخ قلبه علي أخية و شبابه الذي لم يعش منه إلا القليل
فتحدث أحمد إلية بحديث ذات مغزي ٠٠٠ أنا عارف و متأكد إن أيامي في الدنيا أصبحت معدودة و راضي بنصيبي و قدري اللي ربنا كتبه لي بس ليا عندك طلب واحد يا عز
نظر إليه عز و تحدث متلهف ٠٠٠ أؤمرني يا حبيبي
أجابه أحمد بحسرة و ألم ظهر داخل عيناه ٠٠٠ خلي بالك من ولادي يا عز ولادي أمانة في رقبتك يا أخويا أمانه عليك ما تسيب بناتي غير لما توصلهم بإيدك لبر الأمان في بيت إجوازهم و رائف يا عز خلي بالك من رائف و أعتبرة واحد من ولادك
و أكمل بترجي ٠٠٠ إوعدني يا عز
نظر له عز و تلألئت الدموع داخل عيناه و أجابه بنبرة صلبه صادقة ٠٠٠ ولادك في رقبتي لأخر نفس فيا يا أحمد إوعا تقلق عليهم أعاهدك قدام ربنا إني عمري ما هتخلي عنهم و إني هعاملهم زي ياسين و أخواته و ربي شاهد علي كلامي ده.
تنهد أحمد بإرتياح و أكمل بغصة مؤلمة وقفت داخل حلقة حتي انها كادت أن ټخنقه و تزهق بروحه ٠٠٠ و ثريا يا عز ثريا أمانه في رقبتك خلي بالك منها
ثم أنزل بصرة سريع كي لا يري شقيقه مرارة نظراته و يفهم أنه يعلم
أجابه عز پألم ېمزق وجدانه ٠٠٠ إطمن يا حبيبي ثريا و ولادك أمانتك ليا اللي هقف قدامك يوم اللقى و أقول لك أنا صنت أمانتك يا أحمد
أخرجهما مما هما علية والدهما الذي أتي و جلس بجانب غاليه و وضع يده علي كتفه متساءلا ٠٠٠ عامل أيه إنهاردة يا أبني
أجاب والده بنبرة متماسكة كي لا يحزنه ٠٠٠ الحمدلله يا حاج أنا بخير
بعد مرور إسبوعان فقط
إشتد التعب علي أحمد و أنهار جسدة و لم يعد يتحمل شدة الألم فنقله عز إلي المشفي رغم إعتراضة
دلفت إليه غرفة الرعاية المشددة الذي آحتجز بها ليقضي بها ما تبقي له من أيام تحت الرعاية حتي يخفف عنه الأطباء بشاعة ألم المړض نظر لداخل عيناها و قد بات المړض ينهش بملامحه و بهت لونه و تحول جلده إلي الأصفر الداكن و تحول بياض عيناه للون الأصفر دلالة تمكن المړض من جسده
أمسكت يده و قبلتها بحنان أغرقت دموعها التي هبطت عنوة عنها كف يداه و تحدث و هو مبتسم بوهن و ضعف ٠٠٠ متعيطيش يا حبيبتي و إسمعيني كويس أنا اللي فاضل لي مش كتير علشان كده عاوز أضمن أمانك إنت و ولادي
وضعت يدها تتحسس شفتاه التي أصبحت باللون الازرق الداكن بفضل المړض و تحدثت ٠٠٠ أرجوك إوعا تنطقها يا أحمد إنت هتخف و هتبقا كويس إن شاء الله خلي عندك أمل و يقين بالله
أجابها بنبرة رجل يائس بائس يحتضر و يجهز حاله للرحيل الحتمي ٠٠٠ خلينا واقعيين يا ثريا ده مش كلامي ده كلام كل الدكاترة اللي شافوا حالتي و قالوا إني بقضي أخر أيامي إسمعيني أرجوك و متقاطعنيش و خلينا نتكلم في المهم
ثم نظر بداخل عيناها و بصعوبة بالغة أخرج كلماته بنبرة قاټلة لقلبه العاشق پجنون لإمرأة
حياته ٠٠٠ أنا عاوزك بعد مۏتي تتجوزي عز
جحظت عيناها بذهول و تحدثت بإشمئزاز ٠٠٠ إنت بتقول أيه يا أحمد للدرجة دي