رواية شد عصب بقلم سعاد محمد سلامة
يارب
إبتسمت ليالي قائله
آمين أهو كفايه دعوتك دى يا زاهيهبس هقولك هاتي الملف بتاع ملاك من وراها بلاش تقولى لها غير لما ناخد موافقه عالوظيفهخليها تبقى مفاجأه لهابس وقتها بقى مفيش حاجه ببلاش
إبتسمت زاهيه لها قائله
عينيا ليك يا ست ليالي
إبتسمت ليالي قائله
تسلم عينيك يا زاهيهأنا عاوزه كوبايتين شاي مضبوطين من إيديك وكمان كم حتة كيكه من
إبتسمت زاهيه قائله
حاضر دقائق هروح المطبخ أعمل الشاي وكمان كيكة برتقال زمانها بردت هجيبهم وأجيلك
تركت زاهيه ليالي التى رغم أن من يري عينيها التى بلون السماء الصافيه يظن أنها تري بينما هى بالحقيقه تحولت لعين زجاجيه معتمه لكن لم تفقد بريق قلبها وبذكر قلبها ها هو المالك له منذ أكثر ثلاثون عام يدق على هاتفها بنغمته الخاصه بكلمات أغنية
ضغطت على ذر الرد وردت تسمع صوته معتذرا
آسف يا حبيبتي الوقت أخدني ومقدرتش أجي أتغدي معاك
إبتسمت له بعذوبة صوتها
معليش أكيد حبيبي مشغول والوقت مسمحش له بس أحب أقولك فاتك كتير زاهيه كانت طابخه بسله وجنبها شوية رز وسلطه وبتنجان مخلل من اللى إنت بنحبهم وأكلت أنا وهى ونسفنا الأكليعني الغايب مالوش نايب زى ما بنقول
بالهنا يا حبيبتي
إبتسمت ليالي قائله
آه وكمان عامله كيكة برتقال ريحتها تجننشكلها كانت عملاها رشوه لسيادتك
إبتسم لها قائلا
إنت بتحسسيني بالندم بالراحه إن مجتش عالغدا النهاردهبس ليه عملاها رشوه
إبتسمت قائله
لاء يا حبيبيهى مش رشوه بس كمان ليا عندك طلب
يخص زاهيهوبحفزك من ناحيتها
وأيه هو الطلب ده بقى اللى قبله لازم التحفيز ده كله
إبتسمت برقه قائله
لما تجي هنا هقولك مينفعش عالموبايل
إبتسم لها قائلا
تمام هحاول متأخرشأنا كنت بتصل أطمن عليكعشان عارف طبعك مش بتاكلي كويس فى غيابي
إبتسمت له قائله
ده كان زمان حبيبي لما كنت شابه صغيره وبقدر أستحمل الجوع طول اليوم دلوقتى خلاص كبرت وبقى عندي تلاته وخمسين سنه مقدرش أتحمل الجوع
بلاش تجولى تلاته وخمسين
سنه محدش هيصدق إن ده عمرك هيجولوا بتكدبي
إبتسمت تشعر بالإطراء قائله
بس هى دى الحقيقه يا حبيبي أنا صحيح عندي تلاته وخمسين سنه بس عايشه بقلب بنت صبيه عندها تلاته وعشرين سنهعالعموم متقلقش عليا معايا زاهيه خدت مكان ماما قبل ما تتوفيمن بعد الضهر تقولى الغدا قرب يا ست ليالىبعد خمس دقايق أجهزلك الغدا بعد دقيقتين الغدا جاهز
تمام كده لازم حد يهتم بحبيتي عشان تفضل جميله وبهيه
إبتسمت قائله
حبيبي رغم إن الجو فيه غبره ترابيه غطتعلى قرص الشمس وهى بتغرب بس أكيد الشمس بكره هترجع تستطعوتهدى العاصفهويختفى الغبار ده كله
إبتسم بأمل قائلا
إن
شاء الله هسيبك دلوك بس إبقوا سيبوا لى حتة كيكه
إبتسمت ليالي قائله
فى دى مقدرش أوعدك إنت وحظك بقى
إبتسم قائلا
إنت أحلى حظ فى حياتييا أغلى ليالي
أغلقت ليالي الهاتف تستنشق الهواء الخريفي رغم عدم رؤيتها لكن مازال قلبها يشعر أنها مثل الشمس تتجدد كل يوم
بالمشفى بحوالي الثامنه الإ ربع تقريبا
نظر جواد إلى ساعه معلقه على الحائط بمكتبه ونهض حين سمع طرق على باب المكتب
وسمح له بالدخول
نظر بهاتفه مبتسم يقول
كنت لسه هتصل عليك يا دكتوره عشان ميعاد الزفاف قرب
إبتسمت إيلاف قائله
بصراحه أنا أتأخرت بس كنت بتابع حالة مريض مسؤوله عنها
إبتسم جواد وهو يخلع معطفه الأبيض وعلقھ وجذب معطف آخر رمادي اللون قائلا
تمام خلينا نتحرك عشان تلحقي تشوفى الزفه من أولها الزفه هتبقى على الكارته غير كمان فى صوان خاص بالحريم لوحدهم
شعرت إيلاف بالحرج قائله
طب وأنا هدخل فى وسط الحريم إزى وبأي صفهأنا كنت مفكره إن الزفاف هيبقى فى صوان فى الشارع وممكن أقعد فى أي زاويه أتفرج على مظاهر الزفاف
رد جواد
لاء فى صوان خاص بالحريم ومټخافيش محدش فى الوقت ده بيبقى فاضي بيركزوا فى العروسه وبس
إبتسمت إيلاف قائله
متأكد عالعموم هى مسأله ساعتين بالكتير وكمان واحشني عم بليغ بقالي كم يوم مشفتوش حتى لما إتصلت عليه قالي أنه كان مشغول بس مكنتش أعرف إن السبب هو زفاف أخوك
شعر جواد بالغيره من بليغ لكن أخفاها قائلا
تمام إتفضلي خلينا نلحق الزفاف من أوله
سارت إيلاف أمام جواد إلى أن خرجوا من باب الغرفه إلى ممر المشفى ثم سارا جوار بعضهما يتحدثان بتلقائيه لكن هنالك أعين خبيثه رأتهما لتلمع بشړ وهما ينظران إلى بعضهما ليقول ناصف
الخطه ماشيه تمام فاضل بس تكه صعيره وفى الآخر جواد مش بس هيتغصب يستقيل من إدارة المستشفى لاء هيستقيل من الطب كله
لمعت عين الآخر قائلا
مش
فاهم قصدك أيهأيه اللى فى دماغك
رد ناصف
اللى فى دماغي هو الدكتوره إيلاف لازم نجذبها معانا تشتغل فى المستشفى الجديده بأى شكلبعدها هيبقى سهل كل شئ
بعد قليل
توقف جواد بالسياره بمكان قريب من منزله بسبب الزحام إبتسمت إيلاف قائله
المكان هنا زحمه أوي كده ليهكل الناس دىدي البلد كلها موجوده هنا وبتقول إن الفرح بسيط
إبتسم جواد قائلا
فعلا المظاهر دى بسيطه لما يكون الزفاف ده
ل جاويد الأشرف
إبتسمت إيلافلكن بنفس اللحظه رأت بليغ الذى إقترب من مكان وقوف السياره يبتسم
ترجلت سريعا بلهفه من السياره رغم الزحام وذهبت نحوه تاركه جواد الذى شعر بآنين فى قلبه تمني أن يرى بعنيها مثل تلك اللهفه عليه اللهفه التي جعلت إيلاف حين رأت بليغ تركت السياره وقطعت ذالك الزحام حتى وصلت إليهتنهد بأمنيهثم تجنب بالسياره بأحد الأركان وترجل هو الآخر منها وذهب الى حيث قاده قلبه الذى يشعر بالغيره
بينما إيلاف بصعوبه قطعت الزحام ووصلت الى مكان بليغ الذى إبتسم لها وسحب إيلاف من يدها وخرجا الى أحد جوانب المكان الشبه خاليه من الإزدحام وتبسم حين رأى إقتراب جواد منهم وملامح وجهه
الشبه عابسهلكن إيلاف لم تأخذ بالها بسبب إنشغالها فى الحديث معه
حين جواد الى جوارهم رسم بسمه يود أن يبعد بليغ عن إيلاف لكن خيرها قائلا
هتفضلى واقفه هنا فى الزحمه ولا هتدخلى صوان الستات
رد بليغ بالنيابه عنها قائلا
لاه طبعا هتدخل صوان الستات هنا زحمه أوي
إبتسمت إيلاف قائله
فعلا هنا زحمه وكمان العروسه خلاص وصلت بس
تسأل جواد
بس أيه
ردت إيلاف بحرج
بصراحه أنا معرفش حد بس ممكن أقعد بجنب لوحديبس هدخل إزاي
إبتسم جواد قائلا
لاء دخولك للصوان أمر سهل وثوانيفتح جواد هاتفه وإنتظر قليلا ثم تحدث الى إحداهن ثم أغلق الهاتف ونظر ل إيلاف قائلا
تمام هننتظر ثواني بس
أمائت إيلاف رأسها ونظرت الى بليغ قائله
هشوفك تاني قبل ما أمشى من الفرح
إبتسم بليغ لهابينما زفر جواد نفسه بغيره قائلا
أهاوصلت خالتي محاسن وصلت وهى اللى هدخلك لصوان الستات
إبتسمت إيلاف بتلقائيه حين إقتربت منها محاسن ونظرت الى جواد وغمزت بعينيها قائله بمرح
حلوه دى الدكتوره اللى كلمتني عنها يا جواد
نظر جواد ل محاسن قائلا
بتتويه
خالتي محاسن دايما تحب تهزر
مدت محاسن يدها وسحبت يد إيلاف ببسمه قائله
أيوا انا بحب الهزار بس إنت فعلا وشكلك كده صغيره وتدخلى القلب انا بقي خالتك محاسن أبقى
خالة الدكتور جواد أنا اللى مربياه هو وأخواته وهقولك الصراحه هما بيحبوني أكتر من يسريه يسريه دى بجي تبجي أختي الكبيره هى كانت تخلف وأنا أربي بس جواد ده ليه معزه خاصه فى قلبي تعرفي لو عيندي بنته مكنتش فرطت فيه وجوزتها له ڠصب عنيه
إبتسمت إيلاف بينما قال جواد
خالتي محاسن هتاخدك تدخلك لصوان الستات
إبتسمت محاسن وإقتربت من أذن جواد قائله بهمس
دى طلعت أحلى من ما وصفتها لى حظك حلو بس ربنا يكون فى عون يسريه ولادها التنين هيجيبوا لها بنتين من البندر
رد جواد بهمس قائلا برجاء
إدعي بس إنت بقلبك
إبتسمت له وغمزت بعينيها قائله
هدعيلك يلا يا دكتوره خلينا ندخل للصوان بتاع النسوان هتنبسطي أوي
بمنزل القدوسى
دخل محمود الى الغرفه إستعجب حين رأى صفيه ترتدي عباءه وثيره كذالك تضع حول عنقها ويديها الكثير من الحلي الذهبيه تسأل بإستغراب
لابسه إكده ورايحه فين
ردت صفيه بنزك وقلبها يستعر بالنيران
يعنى هكون رايحه فين رايحه فرح المحروسه بت أختك ولا عاوزني محضرش وأسيب أهل البلد يتحدتوا ويفكروا إنى زعلانه عشان جاويد مخدش بت وفضل عليها الغريبه عنيه صحيح قلبى محروق بس لازمن أبتسم بت غاليه ولو محضرتش الډخلهحديت النسواين هيكون عليها وعليحضوري هيكتم خشمهمأقلوا هرفع بشأني أنا وبت إن جاويد ولا هاممنا وهو الخسران
كاد محمود أن يعترض قائلا
الحديت ده فارغواللى يتحدت فيه اهل البلد ميهمنيشلكن بتك اللى سابحه فى ملكوت محتاجه اللى يفضل چارها
تهكمت صفيه قائله
ما اهو عشان خاطر بت لازمن أحضر عشان محدش يعرف إنها بسبب جاويد بجالها يومين مش داريه بالدنيا حواليها ويشمتوا ويتشفوا فيها حضوري هيخرص كل الألسنه وأولهم محاسن أخت يسريه اللى داخله خارجه تزرغط ربنا لما حرمها من الخلفه كان عالم بسواد قلبها هى بتعمل إكده غيظ فيا أنا وبت اللى مكنتش بطيقني لا أنا ولا مسك ويمكن هى كمان
السبب فى فسخ حفصه لخطوبتها من أمجد أكيد لعبت براسهابس أنا مش هسيب ليها فرصههى لسه مش قادره تستوعب إنك فضلتني عليها زمان وإتجوزتني أنا صفيه بنت الأشرف
تنهد محمود قائلا
دى أوهام لساها عايشه فى دماغكعالعمومبراحتكبس بتك أولى بوجودك چارها عن مظاهر وحديت الناس الفارغ نازل لازم أكون جار أبوي دلوك
تهكمت صفيه بعد مغادرة محمود وأخرجت تلك الزجاجه الملفوفه بقطعة قماش من أحد الأدراج ونظرت لها بغليل قائله بتوعد
عيندي يقين إن بوك هو اللى لعب براس جاويد وشغل عقله ب بت مسكومش بعيد يكون هو اللى طلب منيه يتجوزهت عاوزها تبجي چاره إهنه كبر وخرف وقلبه رق بعد سنين لدلوعة قلبه بته اللى زمان باعت شرفه وفضلت ترحل وتعيش مع غيرهبس وحق قلبي على بت وۏجع قلب بت اللى إتسببتوا فيه لاندمكم كلياتكم
وضعت الزجاجه بحقيبة يدها الصغيره ونظرت فى المرآه تلمع عينيها بشرر وهى تعدل هندامهاوترى إنعكاس إكتمال هيئتها الوثيره فى المرآه تبسمت وهى ترى صوره أخري فى خيالها وهى نفور جاويد من سلوانوإبتعاده عنهاشعرت بإنشراح فى قلبها
بمنزل صلاح الأشرف
طرق جواد على
باب غرفة جاويدثم فتح الباب موارب ونظر بداخل الغرفه مازح
مسا الخير على عريس الليله اللى عندي يقين إن مستنيه إعصارلما العروسه تتفاجئ بمين جاويد الأشرف العريس قدامها
تنهد جاويد قائلا
يعني لازم تفكرني مكنتش خدمه اللى إحتاجتها منك وبسببهاإضطريت أعترفلك بالسر اللى العروسه متعرفوش
ضحك جواد قائلا
أنا أعتبر خالفت ضميري المهني ك مدير للمستشفىبسبب الفحص الطبي اللى بيحصل قبل كتب الكتابخلصتلك أوراق الفحص بدون حضور العروسه والعريسفكان لازم أعرف عدم حضور العروسه مش يمكن تكون مغصوبه على الجواز مثلا
ضحك جاويد قائلا
لاء مش مغصوبه مثلادى مغصوبه أكيد وكفايه هزار بقى فى الموضوع دهانا بحاول أشغل عقلي بأي شئ تانيعشان عندي شبه يقين برد فعل سلوانوقت ما