مزيج العشق كاملة بقلم نورهان محسن
انت في الصفحة 34 من 34 صفحات
كانت هدية معبرة جدا وتأثر بها بقوة
قال أدهم بابتسامة وعيناه تشعان لها بالحب والتقدير ربنا يخليكي ويحفظك انتي ليا يا قلبي وكفاية عندي اني اشوفك قدامي دي احلي هدية في الدنيا
همست كارمن بصوت خجول ربنا مايحرمنيش منك حبيبي باقي المصاحف هنحطهم في المكتب عندك
ثم أدارت رأسها إلى الوراء ونظرت إلى السيارات المتوقفة في الخلف من خلال الزجاج المظلم للسيارة وتمتمت مازحة طب يلا اتفضل اتحرك احنا بقالنا كتير واقفين كدا الحراس هيفهمونا غلط
ثم أردفت بنبرة صادقة ادهم انت نعمة ربنا عوضني بها عن كل حاجة اتحرمت منها في الدنيا وبحبك اوي
إلتمعت عينا أدهم من السعادة
التي جعلت ابتسامة كارمن العاشقة تتسع أكثر قائلا بهيام في عينيها وانا بعشقك يا عمري كله
جميل أن تكون شيء ثمين لدى شخص ېخاف فقدانك يوما
في مكتب كارمن
جالسة أمام الكمبيوتر تقوم ببعض الأعمال قاطعها دلوف مالك بعد أن طرق الباب
مالك بصوت مرح صباح النشاط علي مديرتنا
تركت شاشة الحاسوب ناظرة إليه وردت بابتسامة على تحية الصباح صباح الورد يا مالك
جلس مالك امامها قائلا بإهتمام ايه الاخبار معاكي بالشغل
أومأت برأسها قائلة بهدوء كله تمام انت لسه
همهم مالك وقال بلا مبالاة ايوه عديت علي الشركة التانية خلصت شوية حاجات وجيت علي هنا
ثم أردف وهو يستعد للنهوض اذا احتاجتي مني حاجة انا علي مكتبي
أوقفته كارمن وهي تعبث في حقيبة يدها وقالت على الفور ماشي استني قبل ما انسي
أخرجت الكتاب من حقيبتها وقالت بمزح خد وقول لمراتك ترحمني شوية من الزن
مالك الكتاب منها وبدأ يفحص غلافه وهو يتمتم ماظنش انها هتبطل دي يدوب بتسخن
نظر مالك إليها محاولا كبح ضحكته وقال على مضض الهانم طالبة مني اجيبلها رنجة
اتسعت عيناها وقالت بإيماءة صغيرة من رأسها انت بتهزر صح
قال مالك بضحكة خاڤتة والله بجد شكلها بتتوحم
تمتمت كارمن بغيظ ازاي البت دي ماتقوليش
اجاب مالك وهو يستقيم في جلسته احنا هنروح بليل للدكتور واذا الخبر صحيح ان شاء الله هتقولك بنفسها
وأجابت علي مالك بنبرة عادية وهي تكتم ابتسامتها بصعوبة خلاص ماشي احم
هبط أدهم بكف يده على كتف مالك الجالس ويولي ظهره نحو باب المكتب ثم صاح في ڠضب أجاد تصنعه انت قاعد تكركر هنا يا استاذ وسايب شغلك
اڼفجرت كارمن ضاحكة من التعابير المفاجئة على وجهه والتي كانت مضحكة للغاية
نظر أدهم إلى كارمن وهو يشير بيده إلى مالك وقال بتهكم ساخر والله عال شايفه الاستقبال بيبقي عامل ازاي منه
هزت كارمن رأسها مؤيدة لزوجها في حديثه وقالت بتسلية دلوقتي عرفت يسر جابته منين اكيد اتعدت منه
صاح عليهم مالك بسخط حيلك حيلك انت وهي هتتمسخرو عليا انا ومراتي كدا كتير
قالت كارمن بينما تمط شفتيها للخارج متصنعة الحزن وتسبل عيونها لا خلاص كفاية عليك اللي هتعملو فيك يسر
عبست ملامح مالك قائلا بحسرة ربنا معايا
ثم قال موجها حديثه لأدهم قولي صحيح انت رجعت امتي يا شبح
وضع أدهم يديه في جيوبه وقال بفظاظة وغرور بعدين هبقي اقولك انزل شوف المخازن دلوقتي عايز مراتي في كلمتين لوحدنا
جز مالك علي أسنانه من لهجته المتعجرفة وقال پقهر بتوزعني كدا عيني عينك
أومأ ادهم ببرود اكيد
غمز مالك بخبث وقال بإبتسامة ماشي يا ابو الادهيم
زم أدهم شفتيه وشد علي قبضته بحنق من استفزاز مالك له ثم تحرك قاصدا أن يلقنه درسا عڼيفا لكن فر مالك من أمامه في غمضة عين للخارج
أدار أدهم رأسه ونظر إلى كارمن التي كانت تغطي فمها براحة يدها لإسكات ضحكها عن زوجها الغاضب الذي يبدو لطيفا جدا هكذا
تقدم ادهم منها بإبتسامة جانبيه وسأل بينما هو واقف امامها مباشرة بتخبي ضحكتك ليه يا شقية
ردت كارمن بضحكة خافته بعد أن خفضت يدها وإستندت علي حافة المكتب خلفها قلقانه لا فيا مين هينجيني منك وقتها
نظر أدهم حوله حيث كان جدار الغرفة مصنوعا من الزجاج مم يجعل الواقف من الخارج يرى الداخل بوضوح وقال بتنهيدة لا اطمني انتي هنا في امان
تنهدت كارمن براحة وقالت بإبتسامة رائعة طب كويس انك قولتلي
جحظت عيناها فى ړعب وهي تحاول الافلات منه بإحراج لكي لا يراهما أحد في هذا الوضع الحميمي فقالت مبتعدة عنه قليلا لا وعلي ايه نلبس الوش الخشب ونتكلم في الشغل احسن
نظر أدهم إليها بنصف عين قائلا بهدوء شطورة يلا هاتي لابتوبك وتعالي اشتغلي عندي بالمكتب
جعدت كارمن حاجبيها وقالت بعبوس لطيف اشمعنا بقي
ضاق أدهم عينيه وهو يتظاهر بالتفكير ثم أجاب عشان تشتغلي وأنتي قدامك منظر جميل وتقدري تخرجي كل الابداع الفني
أردف بجدية وفي موضوع مهم كمان عايز نتكلم فيه قبل ما نرجع البيت
حركت كارمن رأسها بإيماءة صغيرة وقالت برقة حاضر اسبقني وانا هاجي وراك
ادهم بتحذير بس ماتتأخريش
قالت كارمن بينما تعبث في حاسوبها ماشي
بعد قليل
غادرت كارمن مكتبها وسارت في طريقها إلى مكتب أدهم لتتفاجأ بأن أدهم يقف مع مها السكرتيرة في الممر ومعهما رانيا عارضة الأزياء
زمت كارمن شفتيها مستاءة من تلك الفتاة التي لا ترتاح لها ولا لنظراتها الجريئة إلى أدهم وأيضا غاضبة مما تسببت فيه هي ويوسف إلى نسمة من ألم وخذلان لكن اللوم لا
يقع عليها وحدها كان هو أيضا سببا رئيسيا لهذا الۏجع لتلك المسكينة أنهما نفوس خبيثة حقا
سارت بهدوء ووقفت خلفهم لتقول بصوت رقيق للغاية ادهم حبيبي اسفه لو قطعت كلامكم
الټفت ادهم اليها قائلا بإبتسامة حنونة تخصها وحدها لا ابدا حبيبتي لحظة واحدة
ثم عاد يردف بجدية منهيا حديثه مع رانيا
التي كانت تثرثر لبضع دقائق دون جدوى الموضوع دا تقدري تكلمي فيه الفريق المنظم للديفليه يا رانيا وحاليا عن اذنك لان عندنا شغل كتير
اضاف بتساءل يوجه حديثه إلي سكرتيرته الخاصة مها في ورق محتاج امضتي غير اللي بعتيهم الصبح
مها بنبرة عملية لا يا فندم
ادهم بهدوء تمام تعالي يا كارمن
سارت كارمن معه وشبكت يدها في يده يكملون طريقهما إلى مكتبه وعندما دلفت خلفه مغلقة الباب خلفها تمتمت بشئ وصل إلى مسامع أدهم البنت دي مش طبيعية بجد
ادهم بإستفهام بنت مين !!
تقدمت كارمن من المكتب الذي جلس خلفه أدهم لتتسلق حافة المكتب أمامه وتجلس عليه بشكل مريح قائلة بسخرية الانسة رانيا
رفع ادهم حاجبه بتعجب وقال بدهشة مالها بس عملتلك ايه
زمجرته كارمن بنبرة حادة وهي تقدر تعملي حاجة كنت قرقشتها بسناني
ابتسم أدهم لأسلوبها اللطيف وكلماتها الغاضبة وهو يقرص أنفها وقال مازحا يا واد يا شرس انت
وجهت وجهها بعيدا عن متناول يده وقالت في انزعاج ادهم بطل الحركة دي يسر كانت بتعملها في ابنها لحد الواد ما مناخيره بقت قد البرتقالة بسببها وبعدين هبقي اقولك هي عملت ايه
ق
نظرت إليه كارمن بتمعن وقالت بفضول خير موضوع ايه دا
قال أدهم في صوته الرخيم وعيناه لم تترك عينيها عارف ان نادين بحركاتها المستفزة بقت تضايقك كتير
أسدلت كارمن عينيها وقد ألمتها معدتها من سيرة تلك المخلوقة حيث ظنت أنه سيدافع عما فعلته نادين في الصباح لكنها تحدثت بهدوء دا العادي مش جديد عليها يا ادهم وانا بقيت متعودة
بترت كارمن جملته قائلة برفض وهي تهز رأسها لا لو هتطلقها يا ادهم يبقي عشان انت عايز كدا لكن ماتعملش كدا عشاني
رفع ادهم حاجبيه قائلا بعدم تصديق يعني هي وجودها في حياتنا مش مزعلك
أومأ أدهم برأسه وقد تفاهم كلامها قائلا بابتسامة صغيرة خلاص فهمتك انا هشوف الموضوع دا قريب واخلص منه بطريقتي وصدقيني مش هظلمها يعني هتاخد حقوقها بالكامل ومبلغ كويس تعيش منه
بعد مرور عدة ايام
في شركة البارون ديزين
نزلت من المصعد وسارت بخطوات هادئة في الممر بعد انتهاء الاجتماع ثم توقفت عندما رأت الساعي يمر بجانبها لتنطق بنبرة منهكة عم ممدوح لو سمحت تعملي النسكافيه بتاعي وتجيبو علي مكتبي
قال ممدوح بتهذيب تأمري يا استاذة نسمة
أهدته ابتسامة لطيفة ثم توجهت مباشرة إلى مكتبها
تحدثت ببرود وبلا مبالاةوهي تتساءل محتارة في سرها أين ذهب شعور الإعجاب والإستلطاف الذي كانت تشعر به تجاهه من قبل
أثارت لهجتها الجليدية دهشة واستياء يوسف كثيرا
ظل يوسف محدقا فيها بنفس الصمت بينما كانت الأخرى ترمقه بعيون باردة قوية
أين ذهبت ابتسامة نسمة الرقيقة الآن
هل هو بالفعل قد أذي شعورها لهذه الدرجة
تنهد في سره يفكر ما فائدة الندم الأن عليه أن يحاول إسترجعها وألا يقف مكتوف الأيدي هكذا
نطق يوسف بتعجب انتي ليه بتتكلمي معايا بالاسلوب دا يا نسمة
هتفت نسمة بتصحيح ولهجة جدية للغاية استاذة نسمة لو سمحت ثانيا انا بتكلم بكل ادب مع حضرتك
حاول السيطرة على أعصابه التي بدأت تهتز من أسلوبها الصارم معه وقال بتوتر طفيف انا قصدي ليه الرسمية دي كلها احنا كنا اصدقاء قبل مايكون بينا
ارتباط وخطوبة
ابتسمت نسمة ابتسامة لم تصل لعينيها وقالت بسخرية انت قولتها كنا مافيش حاجة بتمشي لوراء حاليا احنا مجرد زمايل وبس
هدر يوسف بإنفعال بعدما تمكنت من خروج غضبه الكامن بسبب تهكمها الزائد معه يا نسمة اسمعيني شوية بلاش طريقتك الزفت دي
صاحت نسمة بصوت عال ايضا لو سمحت لو عندك حاجة خاصة بالشغل قولها لو مش
وضع ممدوح القهوة فوق سطح المكتب ثم نظر إليهم غير مدرك لحرب النظرات بينهم لبعضهم البعض قائلا بابتسامة بشوشة تأمروني بحاجة يا استاذ يوسف اجيبهالكم هنا
اجابت نسمة بهدوء لاذع تسلم يا عم ممدوح الاستاذ يوسف هيروح لمكتبه لأن عنده شغل كتير
ثم جلست خلف مكتبها وقالت بهدوء أشد وهي
تنظر إلى الأوراق أمامها بعد اذنك يا استاذ يوسف ورايا انا كمان شغل عايزة اخلصه
شعر يوسف بإحراج شديد وإقتحن وجهه بقوة من طردها له بالذوق أمام ساعي الشركة ثم اتجه للخارج بخطوات غاضبة دون أن
ينطق بكلمة
قالت نسمة بتهذيب اتفضل انت يا عم ممدوح اذا احتجت حاجة من البوفيه هبلغك
بعد أن أصبحت وحيدة في الغرفة شبكت يديها وأرحت مرفقيها على المكتب وأسدلت رأسها بإرهاق بينهما وهي تغلق عينيها بقوة وتضاربت الأفكار في عقلها ولكن رغم أي شيء لم ټندم أبدا على معاملته بهذه الطريقة الجافة
ماذا ينتظر منها بعد أن استهزأ بها ولم يحترمها وأهان كرامتها بفعلته
كما أنه سقط عن أنظارها وانتهى الأمر لهذا
الحد
لكن هل ينتهي الأمر حقا عند هذه النقطة أم
ستقلب الأقدار التالية كل شيء رأسا على عقب من يدري
نهاية الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون صدمات متتالية مزيج العشق
بعد قليل
و مازلنا في شركة البارون
في مكتب ادهم
كارمن تجلس منذ أكثر من ساعة علي الأريكة الموجودة أمام مكتب أدهم وتعمل على جهاز الحاسوب الخاص بها بناءا علي تعليماته بينما أدهم جالس على مكتبه يتابع حركاتها اللطيفة من حين لآخر بابتسامة صغيرة دون أن تلاحظه
لاحظ أدهم ما حدث معها لينهض بسرعة من مقعده متجها نحوها قائلا بإهتمام حصلك ايه حاسة بحاجة بټوجعك
ابتسمت كارمن له بإرهاق وحاولت أن تجعل صوتها طبيعيا لكي تجعله يطمئن بعد أن إستشعرت خوفه عليها لكنه رغما عنها كان خاڤتا دوخة بسيطة يا حبيبي وعدت ماتقلقش
رفعت كارمن عينيها إليه ثم تمتمت في محاولة أن تنكر ما يقوله برقة لا يا ادهم انا ماكنش بيحصلي كدا وانا بشتغل زمان
ادارت عيناها بتفكير ثم قالت برضوخ ماشي
أردف ادهم بنفس الهمس المخملي ناظرا إليها بعيون تفيض حبا وتوعديني اذا حسيتي بتعب تاني تقوليلي ماتخبيش وحياتي عندك بلاش عنادك دا كله الا الصحة يا كارميلتي
نطقت كارمن بإبتسامة رائعة حاضر هو انا اقدر اعاند قصاد الحنان والاهتمام دا كله
في قصر ادهم البارون ليلا
هتفت ملك بتعثر بلهجتها الطفولية الناعمة لا بابا مش عايزة اكل
إبتسم ادهم وقال بصبر ليه يا روح بابا الاكل هيخليكي تكبري وتبقي حلوة انتي مش عايزة تبقي حلوة
ابتسم أدهم لحركاتها البريئة وقال ضاحكا وهو يشير إلى قدميها الصغيرتين لا اللبن هيخلي الرجلين الصغنين دول يكبروا بسرعة يا شقية
ثم اكملت بتوعد زائف للصغيرة كدا يا لوكة تدوخيني عليكي في الجنينه وانتي قاعدة مبسوطة وتضحكي هنا
هز رأسه بقلة حيلة من عنادها ثم وجه حديثه لملك قائلا بحنان لوكة
احسن منك يا ماما خلاص هي تشرب اللبن عشان تكبر مش كدا يا ملك
أومأت ملك ببراءة همهمت اه
قال ادهم بغمزة ماعاش ولا جاش اللي يعمل فيكي كدا يا كارميلة قلبي
ثم اردف بهدوء طلب صغير حبيبي قولي لكريمة تعملي فنجان قهوة دماغي وشت من الشغل
كارمن بإبتسامة جميلة حاضر من عينيا
في المطبخ
أومأت كريمة بطاعة قائلة ببشاشة بس كدا غالي وادهم بيه يأمر
قالت كارمن بود لتلك المرأة الطيبة تسلمي يا دادة ربنا يديكي الصحة
كريمة سيدة في أواخر الأربعينيات من عمرها وتعمل في القصر منذ أن كانت طفلة وكانت هي التي اعتنت بأولاد ليلي واعتمدت عليها في أمور كثيرة ووثقت بها كما أن أدهم يكن لها مكانة خاصة كثيرا في قلبه
بعد قليل
دلفت كريمة المكتب بعد أن طرقت الباب وسمح لها أدهم بالدخول وهي تحمل صينية قهوة في يديها ثم بعد وضعتها على سطح المكتب ووقفت تنظر إليه بتردد وارتباك
نظر أدهم إليها مندهشا من وقوفها الصامت وهي تتحدث معه عادتا عندما تأتي إليه فسألها باهتمام خير يا دادة انتي حاسة انك تعبانه!!
أجابت كريمة بتلعثم متوترا بعض الشئ لا يا ابني الحمدلله انا كويسة
ضيق أدهم عينيه وهو ينظر إلى عيناها التي تدار في المكان ولا تنظر له مباشرة قائلا بشك اومال مالك وشك مخطۏف ليه
قالت كريمة بتردد ادهم بيه انا كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع كدا
أجابت كريمة بتنهيدة مضطربة بصراحة في حاجة حصلت وانا مش لاقية ليها تفسير وكان لازم ابلغك بها فورا لكن مالحقتش الصبح
تنهد ادهم بضجر من مماطلتها له وقال بينما يفرك فروة رأسه بإنزعاج يا دادة ادخلي في الموضوع علي طول الله انتي عارفاني مابحبش المقدمات الله يرضي عليكي قلقتيني
صمتت كريمة تحاول ترتيب كلماتها ثم ذكرت اسم الله في سرها وبدأت حديثها بهدوء انا كنت بحضر السفرة انهاردة الصبح بنفسي زي ما ليلي هانم طلبت مني وبعدين خرجت اجيب اكل الكلب بتاع ملك لما رجعت شوفت مدام نادين بتحط برشام في كوباية العصير بتاعت مدام كارمن
جحظت عينيه پصدمة وزادت خفقات قلبه مما يسمعه قائلا بقلق وتشوش انتي متأكدة من كلامك ايه البرشام دا
رفعت كريمة كتفيها دلالة علي عدم معرفتها وأردفت معرفش والله يا بني انا بعد ما هي خرجت للجنينة قبل ما انتو تنزلو دخلت لمېت كل الكوبيات رميت اللي فيها وصبيت لكل واحد فيكم في كوبيات تانية نظيفة لزوم الاحتياط ما هو انا معرفش هي حطت لمين تاني غير ست كارمن
احتدت نظرات ادهم الذي قال بغموض ماشي يا دادة روحي انتي لشغلك وماتجبيش سيرة لاي حد خالص فاهمه يا دادة وخصوصا امي مش عايزها تعرف حاجة دلوقتي
أومأت كريمة بطاعه وهمت لتغادر الغرفة حاضر عن اذنك
أوقفها صوت ادهم قائلا بتحذير صارم دادة خلي عينك علي نادين كويس ماتغفلش عن عينيكي ولما تخرج بكرا للنادي بلغيني
صباحا في اليوم التالي
داخل إحدي المقاهي بجانب القصر حيث يجلس أدهم ويبدو عليه الشرود بعيدا بتفكيره
فرك أدهم عينيه متعبا حيث كان جالسا على هذا الوضع لأكثر من ساعتين
زفر
ثم سند رأسه على مرفقيه أمام الطاولة منهكا لأنه لم يتذوق طعم النوم منذ أمس
سيفقد عقله من كثرة التفكير في تصرفات تلك المچنونة التي تجلس في منزله ولا يدري ما الذي تخطط له وما المخزي من فعلتها
همس ادهم بوعيد حاقد لنفسه ياريت اللي في بالي يكون غلط عشان وقتها مش هرحمك يا نادين
انقطعت أفكاره بسبب رنين هاتفه فأجاب بلهفة ها يا دادة في جديد
نظرت كريمة جيدا حولها بشك لكي تتأكد من عدم وجود أحد ما قد يتنصت عليها حيث لم تعد تشعر بالراحة إلى معظم الخدم في القصر ثم قالت بصوت منخفض الست نادين خرجت من خمس دقايق يا ادهم بيه
قال ادهم بتحذير ماشي اوعي يكون حد حس بحاجة عندك
تنهدت كريمة وقالت بنفي لا مافيش
زفر ادهم وقال ببرود تمام سلام
نهض بسرعة وهو يتأكد من وجود مفاتيح السيارة في جيبه ثم سرعان ما غادر المقهى متجها مباشرة إلى القصر
في شركة البارون
دخل يوسف مكتبه الذي يتشاركه مع زميله كإعصار دون أن
ينبس ببنت شفة
هتف بإستغراب السلام لله يا اخينا
تمتم يوسف بحنق وحيات ابوك تسيبني في حالي يا سامر
قام سامر من مقعده وذهب ليجلس فوق مكتب يوسف وقال خير يا ابني وشك مالو مقلوب ليه كدا ما ترد عليا هفضل اكلم مع نفسي
حدق يوسف فيه بنظرة غاضبة وقال بغيظ سمعت كلامك وجربت معها مرة واتنين وعشرة كل يوم مافيش اي فايدة
ضړب سامر كف علي كف وهو ينظر إليه بحاجب مرفوع وقال بذهول اما انت امرك عجيب صحيح منين تعجب بوحدة تانية وانت خاطبها ودلوقتي شاغل بالك بها وحليت أوي في عينك
زفر يوسف بحرارة قائلا پغضب من نفسه كنت اعمي ارتحت كدا
ثم أضاف بندم غاضبا بينما كان يضرب سطح المكتب أمامه بقوة بس انا استحق اللي بيجرالي دا واكتر عشان جريت ورا وحدة زي رانيا دي معرفش عقلي كان فين !!
ربت سامر على كتفه بمواساه قائلا بتشجيع خلاص طالما فوقت لنفسك وعايز تصالحها لازم تتعب شوية
فرك يوسف عينيه بإرهاق وقال بتنهيدة مؤلمة بقالي شهور بحاول معاها وروحت لأبوها كذا مرة بيقولي نفس الجملة دي بنتي الوحيدة وانت من علي البر ماعرفتش تحافظ عليها اومال بعد الجواز هيحصل ايه
دعك سامر ذقنه وقال بتمتمة عنده حق اب ويهمو مصلحة وامان بنته انت اللي غلطان
أومأ يوسف بتفاهم وقال مرددا حديث صديقه صح مافيش حاجة بتحصل بالساهل عندك حق انا ماكنتش عارف اني بحبها بالشكل دا الا لما رجعتلي الدبلة وبعدت عني
واضاف بغيظ بس هي دماغها حجر ربنا يقدرني عليها
قال سامر بتحذير خد بالك هي اكيد فقدت الثقة فيك ومش بسهولة هتقدر تسامحك وتنسي وحتي اذا سامحت هتفضل تخنقك بشكها فيك وهيكون ليها حق
حملق به يوسف بعيون تلتمع بحزن وقال انا برده انسان مش معصوم من الغلط يعني وربنا بيغفر ليه هي ما تغفرليش اول غلطة ليا
بسط سامر كفيه أمامه قائلا بهدوء هي مابقتش عايزة تكمل معاك كل بنت حسب طاقتها في ست تسامح وست ما تقدرش لو مراتك كانت ممكن تديك فرصة لكن دلوقتي هي قفلت الباب في وشك وانتهي الموضوع نصيحة من صحبك سيبها في حالها وشوف نصيبك بعيد عنها انت جرحت كرامتها والست رانيا الله يكرمها ماسابتش حد الا وقالتلو انك سيبت نسمة عشان خاطرها
تمتم يوسف بصوت خفيض دي بنت تيت انا فعلا ندمان اني عبرتها من الاول
ثم قال مردفا بعزيمة بس مش هستسلم بسهولة وهفضل احاول يمكن وقتها تقتنع اني فعلا بحبها وشاريها
تنهد سامر بقلة حيلة من صديقه وصمت ليعود إلى عمله
عند ادهم
دخل أدهم القصر وصعد الدرج بسرعة حتى لا يراه أحد من الحاضرين بالأسفل
ذهب أدهم مباشرة إلى جناح نادين وحالما دلف إلى الداخل بدأ يبحث في كل مكان وقعت عيناه عليه حتى وجد أخيرا ما كان يبحث عنه في خزانة ملابسها
جلس على السرير وقلب فيما وجده الذي كان عبارة عن مجموعة من علب الأدوية والعديد من الأقراص المختلفة
أخرج هاتفه وكتب أحد أسماء تلك الأودية وبدأ يبحث عن ما تكون تلك الأشياء
برزت عيناه مما اكتشفه وكأنه قد تلقى للتو صڤعة قوية فما هي تلك الحبوب إلا من أجل منع الحمل ومن عيار شديد وخطېر أيضا كيف لم يفكر في تلك النقطة كيف له أن يغفل عما قد تفكر في فعله تلك الأفعي السامة
اشټعل قلبه بالحقد والكراهية تجاه تلك الحية التي تفرز سمها في كل مكان حولها وهو مثل الأحمق الذي لا يدري شيئا عما تفعله وقد يؤدي إهماله هذا إلى إصابة تلك المسكينة بالأذي التي لا ذنب لها فيما يجري من حولها
ضغط أدهم علي تلك العلبة في قبضته حتي پقهر واعدا نفسه أنه
لن يرحمها ثم نهض پغضب چحيمي وهلع إلى الطابق السفلي ليهدر بصوت جهوري كريمة
بعد لحظات هرولت راكضة إلى عنده بسبب
صوته الذي نادرا ما يكون مرتفعا جدا إلا إذا كان في قمة غضبه ايوه يا ادهم بيه
أمرها أدهم بعيون حمراء ونبرة حادة اول ما توصل نادين من برا يا كريمة ماتخليهاش تطلع لفوق تجيبها علي مكتبي فورا مفهوم
أومأت
كريمة بطاعة وهي تدعي في خاطرها أن يمر هذا اليوم علي خير امرك حاضر
عند كارمن في توقيت العصر
نزلت من الجناح بعد أن أمضت اليوم كله في الفراش وهي لا تعرف ما هذا الخمول الذي أصابها ربما يكون هذا بسبب العمل الدائم خلال الفترة الماضية
مرت إحدى الخادمات أمام كارمن وأوقفتها كارمن بابتسامة مساء الخير يا رقية
رقية بتهذيب مساء النور يا هانم
كارمن بتساءل فين الجم١عة وملك
ابتسمت رقية لها وقالت بعفوية موجودين في الجنينة وملك بتلعب مع كلبها معهم ونادين هانم
لسه في النادي وادهم بيه في مكتبه
فوجئت أن أدهم جاء مبكرا جدا اليوم لأنه عادة يأتي بعد غروب الشمس لكنها ردت عليها بهدوء تمام يا رقية روحي انتي علي شغلك
توجهت كارمن إلى المكتب
ثم فتحت الباب بعد أن طرقته
تساءلت كارمن بهدوء حبيبي انت هنا من امتي
كان جالسا خلف مكتبه ويبدو عليه الإرهاق ولكن عندما سمع طرقا على الباب استقام في مقعده وأجابها بهدوء من شوية
أغمض أدهم عينيه مصدرا أنين خاڤت من التعب وراق له كثيرا أناملها الرقيقة بين خصلاته وطغي علي حواسه شعورا بالارتياح مذهل جعل الصداع الذي يألم رأسه يتقلص تدريجيا
كارمن بخفوت باين عليك التعب وماما قالت انك مافطرتش قبل ماتنزل الصبح اكلت أي حاجة طول اليوم
همس أدهم وهو على حاله لا يا قلبي
تفحصت كارمن وجهه بإهتمام ثم قالت بإبتسامة طيب تحب اخليهم يحضرولنا الغداء وناكل كلنا مع بعض
ادهم بتنهيدة ماليش نفس
قالت كارمن بضحكة رائعة جعلت أدهم لا يستطع المقاومة أو الرفض انت بقيت بكاش اوي علي فكرة برده هتاكل ماتحاولش انا مصرة
وقال أدهم مازحا بعد أن صفي ذهنه قليلا من أسلوبها الهادئ الحنون ورقة همساتها التي كان يعشقها ماشي روحي خليهم يحضروا الاكل بس انتي تتفرجي من بعيد ماتبوظيش الاكل
ابتعدت كارمن عنه قليلا قائلة بعبوس لطيف دمك تقيل يا ادهم
ادهم بحب بهزر يا عيونه
بعد مرور ساعة
كانت كارمن تتحدث إلى روان على الهاتف بجانبها ملك التي تلاعب كلبها وليلي ومريم يتحدثان عن العديد من الموضوعات أثناء متابعتهما إلى التلفاز بعد أن تناولوا جميعا الغداء
روان اخبارك ايه دلوقتي
اجابت كارمن بينما تلاعب خصلات شعر ابنتها بحنو الحمدلله تمام بس تعرفي اتعودت علي الشغل حاسة بملل من القعدة
روان بتحذير ريحي نفسك يا كارمن الصحة مافيهاش هزار
تنهدت كارمن وقالت بقلة حيلة انا بقيت احسن دلوقتي والله
روان بنفي ولو اسمعي الكلام
كارمن بإبتسامة ماشي يا اختي قوليلي انتي ايه اخر اخبارك
روان بضجر الروتين العادي الكلية ومذاكرة وطلبات زين وكدا
ثم اضافت بحماس بس المفاجأة بقي اني اقنعت زين اننا نسافر يومين اسكندرية بعد كام يوم قبل زحمة الامتحانات
كارمن بإستغراب يا مچنونة الجو بدأ يبرد ماتستني للصيف
روان بنعومة لا هو بيقول ان اسكندرية في الوقت دا جوها جميل وانا ھموت واروحها بقي
كارمن بهدوء ماشي ربنا يهينيكم يا رورو واحنا مش باقيلنا كتير ويبدأ الديفليه وفي شغل لازم اخلصو وادهم مصمم افضل في البيت
قالت روان بضحكة ماتعانديش معه وخديه بالسياسة كدا امي علي طول تقولي الجملة دي بس انا ماشاء الله عليا زي الدبش برمي الكلام وانا ونصيبي بقي
في مكتب ادهم
نادين تقف أمام المكتب وخلفه يقف أدهم بهيئة صارمة للغاية بعد أن أغلق الباب ورائها عندما دخلت
ينظر أدهم إليها بينما تغلفه هالة من الغموض لا تستطيع معها تخمين ما يدور في ذهنه
عصفت الأفكار في ارتباك وقلق برأسها من صمته المطول منذ دخولها من دقائق ولم ينطق بشيء
و لقد أدى هذا حقا إلى توتر أعصابها وجعل القلق يتفاقم بعمق أكبر داخلها
تفوهت نادين بتوتر في حاجة يا ادهم انت ليه موقفني كدا
تحدث أدهم ببرود مبهم وهو ېحترق من الداخل لكنه سيطر على نفسه بكل قوته حتى لا يرتكب چريمة فيها كنت عايز اسألك عن حاجة
دقت نواقيس الخطړ داخل عقل نادين التي همست بحذر بينما قلبها يخفق مثل الطبول بين ضلوعها منذ متى يسألها عن أي شيء اسأل
أخرج علب صغيرة من جيوبه ووضعها على مكتبه قائلا بسؤال بارد بينما عيناه تطلقان أسهم الڠضب التي كانت على وشك الإطاحة بكل شيء أمامه دون ذرة تفكير تعرفي دول بتوع ايه!!
هرب الډم من وجهها وللحظة شعرت أن الغرفة تدور بها عندما رأت تلك الأشياء أمامها وجعلها الخۏف مثل ورقة مزقتها ريح الخماسين التي تحمل آلاف الأطنان من الكوارث التي ستدمرها حتما لكنها هتفت متلعثمة بإنكار لا مع معرفش هما ايه دول
احتد صوت أدهم قائلا بنظرة قوية محذرا متأكدة
نادين همست بعيون زائغة تفرك يديها في ارتباك شديد ايوه
ابتسم أدهم ببرود يتلاعب بأعصابها أكثر ثم أجاب دول موانع حمل
والغريبة انهم كانو في اوضتك وتحديدا جوا دولابك
لم تطمئن أبدا لهذا البرود الجليدي الذي يغلف صوته وهذا الهدوء الذي يسود كلامه تقسم أنه ما هو إلا هدوء ما قبل عاصفة ستندلع بسببها الأخضر واليابس لكنها هتفت كاذبة صدقني انا معرفش عنهم اي حاجة
تجعد أدهم حاجبيه شاعرا باشمئزاز من إنكارها غير المجدي قائلا بسخرية المفروض اسألك انتي بتستخدمي الحبوب دي ليه وانا مش بخلف ولا منك اصلا الا اذا كنتي بتلعبي بديلك من ورايا يا نادين هانم
مستنكرة انا لا طبعا ازاي تفكر فيا بالشكل دا اكيد حد حطهم ليا
هدر فيها أدهم پغضب شديد جعلها تجفل وتتوقف عن قول تلك الكلمات الحمقاء او انتي اللي بتحطيهم لحد يا نادين
برزت عيني نادين بشدة وقالت بقشعريرة مضطربة يعني ايه !!
كشړ أدهم عن أنيابه قائلا بغموض هتعرفي دلوقتي
بعد أن قال ذلك توجه مباشرة إلى باب المكتب وفتحه ونادى بصوت عال كريمة
هرولت إليه كريمة التي كانت واقفة على بعد أمتار قليلة من المكتب كما أمرها أدهم منذ قليل وقالت على الفور ايوه يا ادهم بيه
أشار أدهم لها للدخول ثم التفتت عينيه إلى نادين وقال بسخط عيدي تاني كلامك ليا امبارح
وزعت الأخرى نظراتها بينهما بقلق لكنها تشجعت وردت بصدق انا شوفت الست نادين بتحط حبوب في كوباية مدام كارمن
صړخت نادين فيها بهستيرية انتي وحدة كذابة انا معملتش حاج
زأر بصوت مخيف مخاطبا كريمة بكلماته دون أن يرفع عينيه المشټعلة بوميض ڼاري عن تلك المرتجفة من الخۏف في يده اخرجي انتي يا كريمة دلوقتي
أومأت كريمة برأسها خاضعة لأوامره التي لا يمكنهم كسرها واندفعت للخارج
ثم واصل صراخه في نادين التي كانت تتلوى من الألم الرهيب بسبب قبضته القاسېة على شعرها بصوت جهوري حاسم مليء بالڠضب انطقي والا اقسم بالله ھدفنك مكانك
بينما ركضت كريمة إلى الصالة الكبيرة حيث جلست جميع السيدات
تلعثمت بصوت لاهث وغير مفهوم من الإرتعاب الحقي يا ست ليلي
تكلمت كريمة بتحشرج ادهم بيه
صاحت ليلي بذهول مذعور بينما خفقات قلبها بدأت تعلو بإضطراب اتكلمي علي طول في ايه يا كريمة ادهم ماله
استفهمت ليلي بإستنكار ليه عملت ايه البني ادمه دي!!
انقبض قلب كارمن التي هتفت بسرعة مش وقت اسئلة يا ماما تعالي ورايا بسرعة يا كريمة
وهرعوا جميعا إلى المكتب بقلق ليروا ما يجري هناك
في المكتب
صاح ادهم بصوت مخيف بينما الشرز يتطاير من عينيه پغضب صبرت عليكي سنين عملت فيكي بدل الثواب عشرة وانتي وحدة خسسة وحقرة ماطمرش فيكي رغم اني كنت مستحملك بعللك
صر أدهم على أسنانه پغضب كاسح حتى كاد أن يكسرها ليقول من بينهم پحقد وكراهية كل اللي جرا منك زمان يا نادين لحد دلوقتي هتتحاسبي عليه هتدفعي تمنه ومش هرحمك مهما قولتي لان اي حاجة هتقوليها مش هصدقها اصلا وكلو كوم واذيتك لمراتي كوم هدوقك المر ومحدش هيشفق علي كبة زيك
ثم عبست ملامحه واردف بإشمئزاز كفاية السنين اللي ضيعتها من عمري وانا سكت فيها عن عمايلك وانا عارف انك بتكذبي عليا وان العيب منك وفاكرة نفسك ناصحة وبتخدعيني
ادهم!!
لم يعيده إلى رشده إلا صوت كارمن المذعور وهي تركض إليه ووقفت حائلا في الطريق بينه وبين نادين
الذي بذله للتو
أما نادين فحدث ولا حرج كانت في حالة مذرية وفوضوية شديدة وشعرها أشعث
سألت ليلي بدهشة وخوف مما تراه عيناها ايه اللي بيجري يا ابني عملتلك ايه عشان تضربها بالمنظر دا ما تفهمنا
صړخ بهن هادرا بنفاذ صبر خدوا بعضكم علي برا يا امي حالا
قالت نادين وهي تنتحب بصوت مبحوح لا يا طنط ليلي ارجوكي دا هيموتني في ايده خليه يسيبني امشي وانا والله ما لحد فيكم ابدا
هتف فيها أدهم بزمجرة شرسة علي أثرها إرتجفت أوصالها وهي تزحف الى الوراء قليلا بعد أن سقطت علي الأرض بإنهاك قوي تمشي منين يا روح امك انتي هتخرجي من هنا علي السچن
نظرت مريم إلى ليلي ثم هتفت الأولي متسائلة بعدم إستيعاب سجن ايه بس يا ابني استهدي بالله كدا واقعد قولنا ايه اللي حصل
أجاب ادهم علي سؤالها بسؤال أخر بصوت شديد الصارمة عايزين تعرفو في ايه
أردف بصوت
بارد يتخلله بعض الحدة بعد أن حدق فيها من رأسها إلى إخمص قدمها بنظرات حاړقة كالبارود الهانم كانت بتحط في عصير كارمن حبوب منع الحمل وكريمة شافتها وبلغتني
سكت الجميع للحظة يحدقون فيه بنظرات تفيض بالدهشة والاستنكار والاستغراب الشديد والأفكار المختلفة المتداولة في أذهان كل منهم على حدة
ابتلعت ليلى ريقها قائلة بتوجس وعدم فهم بشويش عليا عشان افهم يا ابني ازاي يعني !! وهي تعمل كدا ليه وانت اللي مش بتخلف
قهقه أدهم پقهر قبل أن يجيب عليها ببرود ساخر المدام هي اللي عندها عقم مش انا فاكرة نفسها ذكية وبتخدعني ومكملة في التمثيلة بمنتهي البجاحة
أنهي جملته بينما كان يوجه عينيه نحو زوجته فوجد وجهها شاحبا وهي ساندة على حافة المكتب في صدمة مروعة بعدم تصديق وعيناها مفروجتين على وسعهما
صاحت نادين بتوسل ارجوك انا غلطانة واستاهل اي حاجة تعملها فيا بس ايدك بلاش السچن يا ادهم والنبي
هدر ادهم بها في حدة محاولا ابعادها عن طريقه انتي مجنونه دي بتأذيكي الله اعلم بسبب الادوية دي اتسببت في ايه
استرسل حديثه بصوت جهوري بينما يرمقها بنظرة مليئة بالاحتقار الشديد انتي طالق يا نادين وورقتك هتوصلك علي شقة ابوكي اللي بإسمك وحالا تطلعي برا من
غير اي حاجة بالهدوم اللي عليكي وبس وسيبي مفاتيح العربية هنا
أشاح بصره عنها محدقا في كريمة ليصيح ببرود كريمة اتأكدي انها خرجت من القصر يلا
نهاية الفصل الأربعون