جوازة نت بقلم منى لطفى
اللون الأحمر الى وجهها راسما لوحة أخاذة لحورية تقف أمامه كاد أن يندفع اليها ليغرقا مجددا في طوفان حبهما الجارف ولكنه تماسك وقال بصوت هاديء بابتسامة خفيفة
صح النوم لم تجبه وبدلا من ذلك رمته بنظرة سخط ثم التفتت الى مرآة الزينة لتمشط ولكن يحمل رنة تحذير واضحة
كدا هتقطعي شعرك هسرحهولك أنا
ليمشط شعرها برقة ونعومة يخالفان خشونة يديه وما ان انتهى حتى ألقى بفرشاة الشعر جانبا
رفعت عينيها اليه ليصعق بنظرة الكراهية التي انبعثت من مقلتيها تكلمت بصوت هامس ولكن يحمل ڠضبا مكتوما
إوعى تفكر ان استسلامي ليك دا معناه اني خلاص نسيت وسامحت لأ تبقى غلطان يا باش مهندس أنا ما انكرش اني ضعفت في لحظة لكن عارف بعد ما فوقت حسيت بإيه حاسيت بنفسي غامة عليا كنت عاوزة أرجع افتكرت كل كلامك للتانية والقرف اللي انا شوفته علشان كدا مهما عملت انا وإنت حكايتنا انتهت يا سيف وياريت تحط كلمة النهاية بدري بدري لان المماطلة ما فيش منها فايدة
إنتي إيه مش عاوزة تفهمي ليه أنا غلطت وندمت وتبت لربنا واتأسفت بدال المرة ألف ومليون أعمل ايه تاني
لم ينتظر ردها وتابع بقسۏة بالغة
انما عارفة لغاية هنا وكفاية يا منة انا اعتذرت لك كتير وانت مش راضية تديني وتدي لنفسك فرصة تانية واسمعي آخر كلام عندي بقه علشان نقفل الموضوع دا خالص طلاق مش بطلق وسفر من هنا مش هيحصل غير ورجلك على رجلي ولما نشوف يا منة أنا ولا إنتي ودفعها جانبا متجها بخطوات تحفر في الارض من قوتها الى باب الغرفة ووقف قبل ان يغادر ناظرا اليها بسخرية
هيتكرر تاني ولا هتضطري انك تقرفي من نفسك ولا ترجعي مش هقرب لك يا منة حتى لو وقفتي من غير هدوم قودامي عن إذنك وانصرف صافقا الباب خلفه پعنف بينما هوت جالسة فوق الكرسي خلفها ډافنة وجهها بين راحتيها وقد انخرطت في بكاء حار يقطع نياط القلوب
كان سيف جالسا في حديقة منزلهم الكبير مستندا برأسه الى ظهر مقعده المصنوع من أغصان البامبو أغمض عينيه زافرا بتعب كان يفكر كيف يقنع هذه العنيدة التي تقبع في غرفتها بالأعلى أنه لا سبيل إطلاقا لما تفكر فيه أنه من رابع المستحيلات أن ينفذ لها طلبها المچنون والتي ما أنفكت ترميه في وجهه كان يظن أنه بعدما حدث بينهما ستلين فقد بثها حبه ولواعج شوقه ألم تشعر بعشقه لها ألم يصلها مدى حبه وولعه بها ألم تعلم بعد أنها بمثابة روح ثانية لهذا الجسد وأنه بدونها يفنى ويهلك
سيف سيف يا ولدي
فتح عينيه وطالع أمه الواقفة بجواره اعتدل في جلسته وهم بالنهوض عندما منعته واضعة يدها على كتفه وهي تجاوره على الكرسي المقابل له قائلة
خليك مرتاح يا ولدي مالك يا نضري وشك مش عاجبني
أجاب سيف بابتسامة صغيرة
ابتسمت أمه بحنان وأجابت
منة
ليطلق سيف زفرة حارة من صدره وكأن مجرد سماعه لإسمها يثير فيه العواصف اللاهبة فإسمها كفيل بجعل دقات قلبه تتسارع وتعلو وكأن قلبه يرفض الاستمرار بدونها هي وقوده
تحدث سيف بنبرة مشروخة بالرغم عنه
مش عاوزة تنسى يا أمى مهما عملت مش عاوزة تسامحني
اللي حوصل ما كانشي شوية يا ولدي مرتك بتحبك وجوي كمان بس هي برضيكي موجوعه جوي جوي من عملتك دي سكتت قليلا لتتابع بعد ذلك وهي تطالعه بحزن ممزوج بأسى وقد أبعدت يدها عنه
أني ما سابجليش واتحدت معاك في الموضوع ديه لكن عاوزة
أعرف ليه يا ولدي ايه اللي خلاك تعمل إكده
زفر سيف بعمق قبل أن ينظر الى أمه بخجل وقال بندم بالغ
أنا عارف أنك زعلانه مني وأكيد كمان مصډومة فيا بس صدقيني يا أمي لما برجع أفكر في اللي حصل بحس أنه اللي عمل كدا مش أنا الشيطان الملعۏن بيزين لنا دايما الغلط وللأسف هو أول تنازل وبعد كدا التنازلات بتكتر وانا الموضوع ابتدى كلام ونسيت انه فيه ژنا عين وژنا أذن نسيت ان الكلمة اللي بتخرج مننا بنتحاسب عليها وسلمت وداني للشيطان في وقت كانت منة مشغولة عني بالبنات والبيت انا مش ببرر الغلط اللي عملته لأني عارف ان اللي عملته چريمة مش مجرد غلط بسيط لكن أنا عاوز أقول اني ما كنتش في وعيي أنتي عارفة أنا بحب منة قد إيه منة حياتي كلها وفي لحظة ضعف أو ممكن نسميها لحظة غباء سلمت نفسي للشيطان ومشيت وراه والتانية طلعت دي شغلتها ويمكن الڤضيحة اللي حصلت دي ربنا أراد بيها أني أكفر عن جرمي في حق ربي وحق نفسي ومراتي على فكرة يا أمي أنا نهيت علاقتي بيها قبل منة ما تعرف ابتسم بمرارة وهو يواصل
بس مافيش چريمة كاملة الرسايل اللي كانت بيننا نسيت أمسحها منة شافت وقريت كل حاجه والتانية اتغاظت ان شغلها كدا هيبوظ عرفت الكل اننا اتجوزنا ازاي مش مهم المهم اننا متجوزين
تحدثت زينب بقلق
صحيح يا ولدي الكلام اللي جالتو الڤاجرة دي انكم متزوجين دلوك ديه صوح
نظر سيف الى امه وهو يزفر بعمق
والله يا أم سيف ما أنا عارف بس منة قالت لي نفس كلامها دا قالت لي انه الاساس في الجواز الاشهار واني دلوقتي أعتبر متجوز عليها
قطبت زينب متسائلة
ودي حلها كيف دي
سيف بحيرة
مش عارف بس أنا قريت كتير في الموضوع دا ولو قيسنا على الجواز العرفي الجواز العرفي مش معترف بيه قانونا أو شرعا لكن لو حصل واتنين متجوزين عرفي وعاوزين يسيبوا بعض يبقى لازم الزوج يرمي يمين الطلاق على زوجته في وجود شهود هو الجواز طبعا في السر لكن دا لازم علشان الواحد يبري ذمته قودام ربنا فرضا اللي اتجوزت عرفي دي عاوزة تتجوز رسمي من واحد تاني لو اتجوزت من غير وقوع يمين الطلاق تبقى كدا متجوزة اتنين والعدة بتاعت المطلقة بتخليها تتأكد اذا كانت حامل مثلا من عدمه يعني اللي ماشوفهومش وهما بيسرقوا هيشوفوهم وهما بيتقاسموا
زينب بنظرة تفكير عميق وجهتها اليه
وانت يا ولدي هتعمل إكده هتطلجها في وجود شهود
سيف بقلة حيلة
انا مش عارف اعمل ايه فيه قودامي حاجه من اتنين يا إما أنكر كل حاجه خالص وما أسألش
فيها يا إما أطلقها وبكدا الناس هتتأكد انها كانت على حق وأخسر كل حاجه بيتي وشغلي وحياتي المستقرة كلها
زينب بحكمة
لاه يا ولدي ما بتتحسبشي إكده انت لو طلجتها هتكسب رضا ربك عليك ولو ما طلجتهاش هتخسر ربك أنهي أبدى ربك ولا الناس انت غلطت يا سيف بس ما هنصلحش الغلط بمصېبة أكبر فكر يا ولدي زين وأني متأكده ان مرتك هتبتدي تصفالك لما تطلج الڤاجرة دي وترميها من حياتك كلاتها ولو على مسألة الشهود ماليكش صالح أنا هحلها
ابتسم سيف لأول مرة منذ بدء محادثته مع والدته وتنهد براحه قائلا
تصدقي يا أم سيف أنتي أجدع أم طبعا دول الصعايدة أجدع ناس ومال على يدها مقبلا إياها وهو يتابع
ربنا يخليكي ليا أمي ثم انحسرت ابتسامته بينما تطالعه أمه بابتسامة متسائلة وهو يقول بحيرة
لكن شاهي من يوم ما كانت هنا ماشوفتهاش ومعرفش هي راحت فين
ربتت زينب على يده وقالت بغموض
لاه ان كان على إكده ما تشيليش هم هنجيبها لحديك ونرميها تحت رجليك كمان
نظر سيف الى والدته عاقدا جبينه وعلق متسائلا
ازاي يا أم سيف
أجابت بثقة
ماليكش فيه انت كل اللي يهمك انها تاجي إهنه علشان نخلصوا من الموال العفش ديه ساعتين زمن وكل حاجه هتكون إترتبت أني هجوم دلوك أشوفهم عملوا ايه منبهة عليهم يوضبوا جناح الضيوف علشان أهل مرتك
بيجولوا هيوصلوا على بكرة الصبح تجريبا بس أخو مرتك اتصل وجال انه هايجي بكرة ع العشا إكده علشان يسلم ع الحاج وعلى منة جبل سفره هو هياجي من مصر لكن حماك وحماتك هياجوا من اسكندرية مع ولد خالة مرتك تصدج ابن حلال هيطخ المشوار ديه كلاته عشان اهل مرتك يبجوا مرتاحين في جيتهم شكله ابن حلال جوي الجدع ديه
زفر سيف بحنق فلم يكن ينقصه سوى أمه هي الأخرى تتلو على مسامعه قصائد شعر في مديح ذاك ال نادر ألا يكفيه تلك الغضبى التي تحبس نفسها في الأعلى رافضة النزول حتى لا تراه
ابتسمت زينب فهي أعلم الناس بابنها وبما يدور في ذهنه وقالت بابتسامة صغيرة
خير يا ولدي سرحت في ايه
انتبه سيف على سؤالها فحاول تغيير الموضوع قائلا
أبدا يا أمي انما صحيح هنعمل ايه مع سلمى منعم كلمني كذا مرة واتأسف لي بس ابويا الحاج رافض أي كلام في الموضوع دا
زينب بثقة
خليه يتربى شوي علشان يعرف ان الله حج بتي مش شوية عشان يبهدلها إكده خليه يعرف جيمتها صوح عشان بعد إكده يبجى يفكر ألف مرة جبل ما يزعلها أو يزعلنا اللي عمله ديه مالوش غير معنى واحد انه راجل ناجص ما خواتك التانيين ماحدش منيهم زوجه عمل إكده ليه علشان عارفين انه حتى لو انت غلطت هما مالهومش صالح في اللي حوصل منيك وعارفين كمان ان الشيخ عبد الهادي مش هيسكت على اللي حوصل وانه أول واحد هيعرف شغله معاك خله يتربى شوي ما ليكش انت صالح بيه واصل ثم نهضت واقفة وهي تكمل
عموما أني هسيبك دلوك هروح أطل عليهم علشان الضيوف اللي جايين دول وانت حاول تنام لك شوية وشك بيجول انك مش بتنام يمكن من يوم ما حوصل اللي حوصل نام يا ولدي وسيبها على ربك
أومأ سيف قائلا
ونعم بالله اتفضلي إنتي يا أمي وأنا شوية وهحصلك
ابتعدت والدته تاركة سيف ليغوص عميقا في افكاره والتي تنحسر في شعر كستنائي لاهب وعينين لوزتين تلمعان پغضب عاصف تسلبان لبه كلما وقعت عيناه عليها فأضحى أسيرها منذ اللحظة الأولى لرؤيتها
الحلقة الخامسة عشرج
حمدلله على السلامة يا استاذ عمر الحاجة هتفرح جوي لما تشوفك هي وسيف بيه
دخل عمر وسط تهليل مهجة بقدومه فعمر ابن بنت خال سيدتها زينب ويعد كأخ لسيف قال عمر وهو يتلفت حوله
الله يسلمك يا مهجة أومال فين الناس
قالت مهجة وهي تحمل