الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفى

انت في الصفحة 42 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

التعالب صوح رمااح 
أؤمري يا كبيرة أجاب رماح في التو واللحظة تابعت زينب وهي لا تزال قابضة على ذقن شاهي التي تنظر اليها بعينين كعيني قطط الشوارع وقالت بابتسامة ظفر
ضايفوا البرنسيسة في الكوخ الغربي مش عاوزاها تشتكي واصل 
أمرك يا كبيرة أفلتت زينب يدها ليكمم رماح فمها بيده الغليظة وهو يشير للرجلين قائلا بغلظة وكأنه قائدهم
عوضين صابر فأومأ الرجلين برأسهم وسرعان ما أخرج أحدهما كيس خشن كبير واقترب منها فحاولت الصړاخ ولكن شدد رماح قبضته على فمها في حين تحدثت زينب بصوت مسموع بافتخار
ما تخافيش يا سنيورة واضح إكده انو مالكيش أهل يربوكي أحنا إهنه بجه هنكسبو فيكي ثواب ونربوكي من اول وجديد بعون الله هتطلعي من عندينا وانتي مكفرة عن كل اللي عملتيه سوا مع ولدي ولا مع غيره عشان تعرفي انه مش كل الطير اللي يتاكل لحمه وانك غلطت غلطة عمرك لما حبيبتي تلعبي معانا احنا السوالمة عارفة يعني إيه السوالمة يعني الداخل مفجود والخارج مولود واللي زييكي مالهاش دية هي رصاصة بربع جنيه تخلص عليكي ونرميكي في الرياح ولا من شاف ولا من درى لكن أنا حابة أكسب ثواب فيكي ثم وجهت كلامها الى رماح قائلة 
شوف شغلك يا رماح اقترب من شاهي المنتفضة ذعرا احد الرجلين ليلقي فوقها بالكيش الخشن ويحكم ربطه ثم حمله كجوال من البطاطا واتجه خارجا يتبعه الاخر مع رماح الذي نادته زينب فاتجه اليها فقالت محذرة
ولا حرف من اللي حوصل إهنه يطلع لحد واصل ولا حتى سيف بيه وطبعا الحاج ما يعرفش كلمة مفهوم ولا لاه 
أومأ رماح برأسه مرارا وهو يقول پخوف ينافي هيئته المرعبة
مفهوم مفهوم يا ستي الحاجة مفهوم يا كبيرة 
قالت زينب بټهديد
انت عارف لو حرف واحد خرج من خشمك إنت ولا حد من الرجالة التانية هعمل فيك إيه أجاب رماح پخوف بينما نظراته تدل على خفة في العقل
لاه الضړب ديه مش لسنك يا رماح انما هخليك لا تحصل راجل ولا مره فهمت 
فتح رماح عينيه على وسعهما وتمتم پذعر
فهمت فهمت يا كبيرة 
زينب وهى تأمره بالانصراف
خلاص روح دلوك وزي ما جولتلك الوكل والشرب يتحطوا لها مرة واحده بس في اليوم والحاجه اللي تخليها تصلب طولها بس احنا مش هنعلفها خليها تكفر عن بلاويها مفهوم كلامي 
أومأ رماح متمتما بنعم وانصرف لتنفيذ أمر سيدته التي زفرت بعمق وحمدت الله في سرها على أستطاعتها ازاحة هذه العاهرة قبل ان ينتبه زوجها ثم حانت منها نظرة الى خارج الباب حيث اختفى سيف ومنة منذ فترة وقالت وهي تتنهد
يا ترى يا سيف يا ولدي عملت إيه مع المسكينة دي 
سيف يا ولدي ايه اللي مجعدك إهنه هتفت زينب بذلك ما أن أبصرت سيف جالس على الأرض مستندا بظهره الى باب غرفة النوم ما ان سمعها سيف حتى انتفض واقفا واقترب منها وهو يقول برجاء
منة منة يا أمي من ساعة ما دخلت
وهي قافلة على نفسها انا ھموت من قلقي 
أبعدته عن طريقها واتجهت الى الباب لتطرقه بدقات حانية وهي تناديها قائلة
منة منة يا بتي افتحي الباب يا حبيبتي أني أمك الحاجة لم يكن هناك أي استجابة فانتقل قلق سيف اليها نظرت الى ولدها وقالت
ماتخافش يا ولدي ثواني وجاية وانصرفت وما هي الا دقائق معدودة مرت على سيف كسنوات ضوئية حتى أتت زينب مهرولة واتجهت الى الباب ففتحته بمفتاح آخر قالت وهي تدير المفتاح في قفل الباب
الحمدلله إن معايا نسخة من كل مفاتيح الابواب اللي إهنه إطمن يا ولدي فتحت الباب ولكنها عندما دفعته أبى أن يفتح سوى شق بسيط نادت بقلق
منة منة يا بتي سمعت صوت أنين مكتوم فنظرت الى سيف الواجم أمامها وهتفت
إلحج البنية يا ولدي لم تكمل عبارتها إلا وسيف يدفع الباب بكتفه وهو يقول 
عنك يا أمي وانفتح الباب ليكشف عن منة الساقطة مغشيا عليها خلفه 
ضړبت زينب على

صدرها براحتها وانتحبت وهي ترى منة وقد شحب وجهها وحاكى شحوب المۏتى
يا ضنايا يا بتي بينما أسرع سيف بحملها ووضعها فوق الفراش بخفة ثم جلس بجانبها وأخذ يربت على وجنتها وهو ينادي بألحاح بينما سكبت والدته كوب ماء وناولته اياه لينثر بعضا منها على وجهها ولكنها لم تستجب وما أثار الذعر في أوصاله أنها استحالت كقطعة رخام باردة بين يديه 
هرولت والدته حيث منضدة الزينة لتأتي بأحدى العطور المصفوفة رشت بعضا منها في راحتها ووضعتها على أنف منة والتي أيضا لم تستجب فما كان من سيف الا أن إحتضنها بقوة وأزاح يد أمه وتحدث بنبرة شاردة غريبة
إبعدي عنها يا أمي خلاص هي هتبقى كويسة لازم هتبقى كويسة ثم أسند وجنته الى رأسها وهو يتابع بينما رفع يدها اليمنى ليقبل باطنها
منة حبيبتي منة انا مقدرش أعيش من غيرك منة وطفق يقبل كل إنش في وجهها ويدها ثم يعود الى زرعها في أحضانه مجددا وهو يتمنى لو استطاع إدخالها الى داخل صدره ليغلق عليها فيضمن ألا تبتعد عنه مقدار أنملة 
هتفت زينب بلوم
جرى ايه يا سيف ولدي ديه وجت الحديت ديه مرتك هتبجى زي الفل ان شاء الله روح إنت جيب الدكتور وأني هفضل معاها لحد ما تاجي 
رفع سيف عينين معترضتين وقال
لا أنا مش هسيبها خلي رماح يروح للدكتور 
لم تستطع زينب اخباره بمكان وجود رماح الآن فهتفت به
شوية صغيرة يا منايا وجاي اوعي تسيبيني 
ثم نهض سريعا متجها الى الخارج وقال قبل ان يخرج لأمه
خلي بالك منها يا أمي أنا مسافة السكة 
خرج الطبيب من غرفة منة وكانت ترافقه زينب أجاب على سؤال سيف الظاهر في عينيه
المدام عندها حمى شديدة للأسف أنا كتبت لها ادوية خافضة للحرارة لو الحرارة من هنا للصبح ما نزلتش لازم تدخل المستشفى الحرارة ارتفعت مرة واحده وبصورة غريبة وفوق ال 40 كمان لازم تنزل بأي طريقة أنا ادتها حقنة دلوقتي وحقنة تانية تاخدها بعد 12 ساعة غير الادوية اللي لازم تاخدها في مواعيدها وأهم حاجه الغذا واضح جدا ان المدام بتعاني من سوء تغذية ولو اتكرر موضوع الاغما دا تاني يبقى لازم تحليل ډم كامل شكر سيف الطبيب وأشار لمهجة بمرافقته الى الباب بعد أن أعطاه أجرته 
دخل الى الغرفة فوجد والدته وهي تقوم بعمل كمادات باردة لها تناول منها المنشفة القطنية الصغيرة وقال
قومي انتي يا أمي ارتاحي أنا هسهر جنبها ربتت أمه على كتفه قائلة
أني هروح أعملها عصير برتجان الدكتور جال العصاير مهمة جوي لحالتها الحمدلله أن البنات راحوا مع سميحة أختك ولا كانو اخترعوا عليها دلوك 
وانصرفت تاركة اياه غير واعي لمغادرتها فجل اهتمامه راقدا أمام عينيه لا حول له ولا قوة 
عشان خاطري يا بنيتي خلصي وكلك احنا ما صدجنا انتي كنتي فين وبجيتي فين 
نظرت منة الجالسة
فوق فراشها الى حماتها بابتسامة صغيرة بينما يشي ذبول وجهها الواضح بمدى مرضها الذي شارف على الانحسار وقالت بصوت واهن ضعيف
معلهش يا ماما الحاجة مش قادرة حاسة اني لو أكلت لقمة كمان هرجع 
أجابت زينب وهي تضع ملعقة الطعام جانبا
أني مش عاجبني حالك يا بتي إنت عارفة ان عمك الحاج هيتجنن عاوز يشوفك لولا الدرج عفش عليه كان طلع لك جولناله انه جاتك نزلة برد وعرة جوي هي اللي رجدتك إكده تمام زي ما جولنا لهلك لما كلمونا يطمنوا عليكي وعلى الحاج إكمنك جعدت كم يوم مش تكلميهم شوفي يا بتي أني مش عاوز أتكلم في حاجه تكدرك لكن لازمن تسمعي الكلمتين اللي هجولهوملك دول سيف ولدي غلط وغلطة كبيرة جوي بس مين منينا مش بيغلط يا بتي اني عمري ما شوفت سيف بالحالة اللي هو فيها دي صدجيني مش بتكلم اكمنه ولدي لكن شكله يا نضري لا يسر عدو ولا حبيب وجولتلك جبل سابج لو حد من بناتي حوصله اللي حوصلك ديه كنت هجول نفس الكلام انتي المهم تاخدي بالك من صحتك أما سيف فديه هنربيه من اول وجديد زي ما اتفجنا وأي حاجه تانية شيليها من بالك ما تستاهلش انك تفكري فيها 
نظرت منة اليها وقالت بابتسامة ساخرة صغيرة
أنسى أنسى ايه يا ماما الحاجة أنسى انه خانني ولا انه جاب واحده من الشارع وعمل راسها براسي ولا أنسى منظرها لما جات له هنا 
ربتت زينب على يدها وقالت
معلهش يا بتي واحدة واحدة المهم دلوك صحتك انتي 
قاطع حديثهما رنين محمول منة فاجابت المتحدث الذي لم يكن سوى نادر الذي سارع للاطمئنان عليها فور معرفته بمرضها من خالته والتي لا تزال لديهم هي وعبدالعظيم زوجها بينما عاد احمد الى القاهرة لينهي أوراقه اللازمة لعودته الى البلد الخليجي حيث يعمل كانت مكالمة قصيرة تبادلا فيها الاخبار واعتذرت منة من نادر على تقصيرها في

عملها بالنسبة الى مكتبه حيث كانت قد أحضرت النماذج معها للعمل عليها ولكنه قاطعها مؤكدا أن أهم شيء سلامتها وألا تلتفت الى أي شيء آخر وقام بسرد نادرة من نوادره الطريفة ليذهب عنها الحزن الذي سمعه في صوتها ضحكت منة على طرفته وأنهت المكالمة وهي لا تزال تبتسم نظرت اليها زينب وابتسامة صغيرة ترتسم على محياها وقالت وهي تشير الى المحمول في يدها
الحمدلله اني سمعت ضحكتكي شكل المكالمة ديه وشها حلو عليكي 
أجابت منة بتلقائية
دي من نادر ابن خالتي كان بيطمن عليا عرف من ماما اني تعبانه بصراحه نادر الوحيد اللي لما تقعدي معاه يقدر تخليكي تضحكي وانت في عز زعلك 
سكتت زينب قليلا ثم سألت باهتمام 
هو ولد خالتك ديه متزوج أشارت منة برأسها نفيا وقالت
لا ابتسمت زينب ابتسامة نصر صغيرة على شفتيها وقالت وهي تغمز بعينها اليمنى في خبث
حلو جوي فاكرة الخطة اللي جولتلك عليها عشان نربي سيف ولدي أومأت منة بالايجاب وهي في حيرة من أمر حماتها التي تابعت بحماس
اتفرجي بجه علي وأتعلمي يا بت المدارس أني صحيح حرمة جاهله لا دخلت مدارس ولا جامعه ومتربية في الصعيد إهنه مش في البندر لكن وبفضل الله حماتك مخها يوزن بلد ولما وعدتك اني هجيبلك حجك من ولدي ما كانشي كلام وبسلاه بكرة هتتوكدي من كلامي صوح ودلوك بجه جه الوجت اللي هنربيه فيه لحد ما يجول حجي برجبتي 
لم يتثنى لمنة التعقيب على كلام حماتها اذ سرعان ما طرق الباب بطرقات صغيرة أتبعها دخول سيف تجهم وجه منة ما ان شاهدته فهي لم تخاطبه ولم تنظر اليه منذ ما حدث فما ان أفاقت من اغماءتها وقد شاهدته راقدا بجوارها حتى قاطعته ولم تقبل بالحديث معه أبدا ولكنه لم يكف عن زيارتها
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 53 صفحات