قلوب حائرة الجزء الثاني ل روز أمين
حادة
إسمه حضرة الرائد يا دكتورة ده أولا
واسترسل بايضاح وغيرة
أما بخصوص الطلقة فدا شغله واللي كان هيعمله لو إتعرض للموقف ده مع أي حد في مكانك
بعناد تحدثت
بس أنا مش مرتاحة مع اللي إسمه أحمد ده
واسترسلت متلبكة بتذمر طفولي
ده رغاي وطول الوقت بيصدعني بكلامه التافه
لو دي مشكلتك فاعتبريها إتحلت...نطقها وهو يميل برأسه يمينا بعدما أخرج يداه وقام بفردهما بإشارة منه بسهولة الأمرثم استرسل بدهاء
خرجت منه إبتسامة ساخرة وسألها بخبث
أظن كدة ما عندكيش مشاكل معاه تاني يا دكتورة
بسؤال ذات مغزي استرسل بعيناي حادة
ولا فيه!
إبتلعت لعابها وصمتت وهي تنظر إليه بضيق وڠضب حاد ظهر بين داخل عيناهافتحدث بصرامة هو من جديد بذات مغزي
إتفضلي علي أوضتك وياريت تركزي في مذاكرتك ومستقبلك بدل ما تشغلي نفسك بكلام فارغ
إستقل سيارته وأنطلق لوجهته وتحركت أيسل إلي مليكة كي تشتكي لها والدها وتطلب منها المساعدة
بعد قليل تحدثت أيسل باستسلام بعدما سردت عليها مليكة ما دار بينها وبين والدها من حديث حاد بسببها
إيه الغلط في إني أحب واتحب وأتجوز الإنسان اللي إتمناه قلبي!
واستطردت متسائلة بتشكيك
هو بيعاقبني علشان ما قدرتش حبه ليكي ولومته عليه
هزت رأسها بنفي واجابتها بتأكيد
أكيد لابابا مش بيفكر بالطريقة دي يا أيسل
بتشتت سألتها
أمال أفسر اللي بيعمله معايا بإيه
أخرجت تنهيدة حارة ثم تحركت إلي الشرفة ونظرت منها علي البحر وتحدثت إلي التي تحركت خلفها وجاورتها الوقوف
وهو الحب بيوجع يا مليكة...نطقتها بعيناي عاشقة ثم استرسلت بصوت هائما وهي تبتسم وتمسك بسور الشرفة وكأنها تبدلت لفراشة
أنا متأكدة من إن كارم بيحبني وهيعمل كل اللي يقدر عليه علشان يسعدني
واستطردت مؤكدة بعيناي خجلة
هو وعدني بكدة
بإبتسامة سعيدة سألتها
هو إعترف لك بحبه
ابتهج وجهها وأنير حين مر بمخيلتها طيف حبيبها العاشق وتذكرته عندما إعترف لها وصرح عن عشقه الهائلوأومت برأسها خجلاثم تذكرت رفض أبيها القاطع لهذا العشق وذاك العاشق
مليكةأنا محتاجة مساعدتكأنا عارفة إن بابي بيحبك قوي ومش بيقدر يرفض لك طلبأرجوك تقفي جنبي وتطلبي منه يوافق علي خطوبتي من كارم
تنهدت باحباط وظهر اليأس داخل مقلتيها ثم تحدثت باستسلام
ما أنا كلمته يا سيلاياسين رافض الموضوع بطريقة عجيبة
تنهدت بقوة وظهر الحزن فوق ملامحها مما ازعج مليكة وأحزنهاهتفت وهي تمسك يدها بعدما أنير عقلها بفكرة طرأت للتو بمخيلتها
بلهفة مفرطة سألتها
تقصدي مين
بإبتسامة فخر رفعت كفها للأعلي وأردفت
مافيش غيره طبعاالباشا الكبيرهو الوحيد اللي ياسين مش هيقدر يتنفس قدامه
إتسعت عيناها ونطقت متعجبة
جدو!
واستطردت بارتياب ونبرة متلبكة
بس أنا مش هينفع أكلمهإتكسف يا مليكة
إبتسمت لها وتحدثت بطمأنة
سيبي الموضوع ده عليا وخليكي واثقة فياهو إسبوع واحد وهيكون خاتم خطوبتك علي حضرة الضابط منور في صباعك
واستطردت وهي تنظر أمامها بتحدي
وإبقي وريني نفسك بقي قدام سيادة اللواء يا سي ياسين
إتسعت عيناي ايسل وتحدثت بمشاكسة
بسرعة كدة قلبتي علي بابي
بنبرة دعابية اردفت
علشان يبقي يتجنن عليا تاني ويقول لي خدي لك ساترأهو الساتر ده هو اللي هياخده ويستخبي وراه من اللي هيعمله فيه عز باشا
ضحكت كلتاهما ثم نظرتا امامهما وباتتا تتنفسا هواء البحر باستمتاع مع استكمال حديثيهما
عاد من عمله بعد الثانية صباحا حيث استمر التحقيق لعدة ساعاتصعد الدرج بقلب مهموم لما اقترفه من ذنب عظيم بحق تلك البريئة التي أفرغ بوجهها غضبه العظيم الذي أصابه جراء ما حدث
دخل إلي جناحه وجده مظلما إلا من إضائه خاڤتة لأجل الصغيرة الغافية داخل مهدهانظر علي حبيبته وجدها تتوسط فراشها وتغفو بسبات عميقتحرك علي أطراف أصابعه كي لا يزعج غاليتاه ودخل الحمام خلع عنه ثيابه وارتدي أخري للنوم بعدما اغتسل وتحرك عائدا إلي الغرفة من جديد
جاورها التمدد وسند ظهره للخلف ثم نظر علي تلك التي تواليه ظهرهاشعر بيقظتها رغم إغلاقها لجفونها وتظاهرها بالنومتنهد بثقل وتسطح علي جنبه الأيسر واضعا رأسه فوق الوسادة الخاصة به ثم ألصق جسده بها محتضنا إياها من الخلف بعد أن حاوط خصرها بتملكأبعدت حالها بتمرد وعنادزفر وجذب جسدها من جديد وتحدث حانقا
وبعدين معاكي بقيما تهدي شوية البنت هتصحي
بحركة عڼيفة أبعدت جسدها عنه من جديد وتحدثت بنبرة ساخطة
إبعد عني لو مش عايزها تصحي
تنهد بثقل واردف بابانة كي يستقطب حنانها ويروض شراستها
ما أنت عارفةمابعرفش أنام غير وإنت في حضڼي
انتفضت من رقدتها وهبت غاضبة من فراشها وتحدثت وهي تتناول وسادتها بين يديها
خلي لك السرير كله واشبع به
نطقتها وتحركت باتجاة الأريكة وقامت بفردها وتجهيزها للنومسحب جسده للأعلي وجلس ينظر عليها بالتياعاخرج زفرة حادة وتحدث بنبرة هادئة
تعالي نامي في سريرك وبطلي جنان علي المسا يا مليكة
وكاد أن ينزل من فوق الفراش فهتفت بشراسة وملامح وجه حادة وهي تشير إليه بسبابتها مھددة إياه
لو إتحركت خطوة واحدة من مكانك هروح أنام مع أنس وعز في أوضتهم
ده إنت إتجننتي رسمي...نطقها بعيناي متسعة واسترسل مهددا كعادته كي يحثها علي التراجع عن عنادها الشرس
إغزي الشيطان وخدي لك ساتر وتعالي نامي علشان تتقي ڠضبي اللي إنت مش قده يا مليكة
بشراسة تحدثت بندية علي غير عادتها
الساتر ده إنت اللي هتاخده لو ما نمتش وسبتني في حالي يا سيادة العميد
جحظت عيناه وهو يتطلع عليها بعدم تصديق لما تراه عيناه من شكاسة جديدة عليهالاول مرة يشعر بالعجز أمام إصرارها وعنادها الحادغرس أسنانه بشفته من شدة غيظه وتحدث متوعدا لها
ماشي يا مليكةأنا هعدي الليلة بس علشان خاطر البنت اللي نايمةبس وحياة أمي لأحاسبك علي كل كلمة قولتيها
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمها أحرقت روحه ثم تمددت فوق أريكتها تحت إستشاطة ذاك الحانق الذي ألقي بجسده فوق الفراش بإهمال وهو يضغط علي شفته السفلي حتي كادت تدمي من شدة غيظه
قضي ليلته متسطحا علي ظهره ناظرا في السقف يفكر بشرودتارة في تلك العنيدة التي اوصلته لإشتعال روحه بقرار ابتعادها عن أحضانه وهذا الأمر بالأخص لم يقوي قلبه العاشق علي إحتمالهويفكر ايضا بوضع إبنته الذي أرق روحه وشتت كيانه
إنقضت الليلة وانتهت وشق الظلام نور الصباح دون أن يغمض له جفنقام بجسد مرهق بسبب عدم نومه ونظر علي تلك المستلقية فوق الأريكة وهي غافية باستسلامتنهد وتحرك إلي الحمام اغتسل وتوضأ وصلي صلاة الضحي وقام بارتداء ملابس العمل وتوجه إلي الخارج بقلب حزين بائس
فور ذهابه إلي العملتحركت مليكة إلي منزل والد زوجها كي تشتكيه وتضع لجنونه الذي أصابه حداطلبت الجلوس معه هو ومنال علي إنفراد بغرفة المكتبجلست وقصت لهما كل ما حدث
فتحدثت منال بنبرة جادة مساندة قرار نجلها الأكبر
بس أنا شايفة إن ياسين معاه حق في اللي عمله
واستطردت باستعراض لوجة نظرها
أول حاجة البنت لسة صغيرةودراستها صعبة ومحتاجة تفرغ كامل علشان تقدر تحقق حلمها وتبقي جراحة ممتازة ومميزة
ثم رفعت قامتها بكبرياء واسترسلت بتعالي كعادتها التي لم تتغير لتأصلها داخل كيانها
وبعدين هو مين الولد ده