قلوب حائرة الجزء الثاني ل روز أمين
ذاك الفارس الرسمية علي أحد مواقع التواصل الإجتماعي
باتت تسحب الشاشة وهي تنظر إلي محتوي ما يتم مشاركته من قبلهوفجأة توقفت يدها عندما رأت صورة لهحيث يقف بطوله الفارع وينظر للأمام بإبتسامة رائعة جذبتهادون إدراك منها خرجت إبتسامة حنون زينت ثغرها الذي كاد أن ينسي الإبتساماتبتمعن شديد باتت تركز علي تفاصيل ملامح وجهه الرجولية
ضيقت عيناها تستغرب سلوكها ذاك والذي لا يشبهها بتاتاهزت رأسها وسحبت يدها سريعا مستنكرة تصرفها
تنفست بضيق وقامت بغلق ذاك الحاسوب وألقت برأسها إلي الخلفإبتسمت بخبث عندما أتتها فكرة تهاتف بها ذاك الكارم دون أن تمس كرامتهااعتدلت سريعا والتقطت هاتفها الجوال وضغطت علي نقش إسمه وانتظرت الإجابة بقلب يخفق بشدة
أهلا يا دكتورة
أهلا بيك يا حضرة الرائد
ضيق عيناه وابعد الهاتف سريعا وبات ينظر علي إسم المتصل بتمعن ليتأكد من تلك النبرة الجديدة عليهف أيسل التي تعود عليها منذ أن إستلم مهمة حمايتها تمتلك صوتا حادا من يستمع إليه وهي تهاتفه يتأكد أنها مجبره علي محادثتهلوي فاهه متعجبا ثم أعاد الهاتف إلي أذنه من جديد وسألها مستفسرا
إستشاط داخلها جراء إستماعها لسؤاله السخيف وبلحظة انقلب حالها من هائمة إلي غاضبة وتحدثت بنبرتها التي تعود عليها ذاك الوسيم
هو سؤال وعاوزاك تجاوبني عليه بمنتهى الصراحة
إبتسم لتحولها السريع إلي طريقتها الحادة والتي بات يحفظها عن ظهر قلبتحدث بنبرة باردة أثارت حفيظتها
أنا سامعك
هتفت بنبره حادة
ضيق عيناه مستغربا حديثهاعن أي حديث تتحدث تلك الغاضبةوبلحظة تذكر نظرتها الحادة التي رمقته بها أثناء ما كان يتحدث عن مسك ووصفها بأنها تشبه تلك الراقيةلكنه لم يرد كشف أوراقه أمام تلك الحانقة وقرر اللعب معها كي يستدعي ڠضبها أكثرفقد أعجبه تلك الشراسة التي تحادثه بها وأراد أن يستدعي المزيد كي يتسلي بها قليلاوأردف مستفهما بخباثة
واستطرد بإبتسامة ماكرة ارتسمت فوق شفتاه
أنا ومدام مليكة إتكلمنا في كذا موضوع وحقيقي مش فاهم تقصدي أي جزئية من كلامنا
إشټعل داخلها من إسلوبه المستفزتعلم مدي فطانته ولذا فهي أكيدة من داخلها أنه يفهم مغزي حديثهاهتفت بحنق أظهر كم ڠضبها
أنا متأكدة إن حضرتك عارف قصدي كويس قوي
واستطردت بايضاح تحت ضحكاته التي يكظمها كي لا تصلها
ومع ذلك أنا هقول لكأنا بتكلم عن اللي قولته عن مسك أختيلما قلت إنها تشبه مامتها في خفة الډم والقبول
عقب مصححا حديثها بنبرة جادة
أولا أنا ما قولتش خفة الدمأنا قولت عندها قبول ومرحةودي حقيقة لمستها في إسلوب مدام مليكة في الكام مرة اللي حالفني الحظ وقابلتها فيهم
واستطرد متسائلا بتعجب تحت إشتعالها من حديثه عن مليكة بذاك الإنبهار
هو اللي أنا مش قادر أفهمه بصراحةإنت إيه اللي زعلك وزعجك من الكلام بالشكل ده!
هتفت نافية بلهجة حادة
ومين اللي قال لك إن أنا زعلانة من كلامك ليهاخالص علي فكرة
واستطردت بإبانة
أنا اللي ضايقني يا أستاذ إنك كنت بتلقح عليا وعاوز توصل لي إني دمي تقيل ومعنديش قبول
ڠضب من إسلوبها وهاتفها بنفس الحدة كي تعي علي حالها وتتراجع عن طريقتها التي تستفز داخله كرجل شرقي لديه من الكرامة وعزة النفس ما لا يجعله يقبل علي حاله أن تحادثه إحداهن بتلك الفظاظة
أولا أنا مش أستاذأنا سيادة الرائد كارم المعداوي
واستطرد بنبرة صارمة
ثانيا ياريت تسحبي وفورا كلمة بتلقحلأن التلقيح وصف حريمي وخسيس وما ينطبقش علي شخصيوثالثا وده الأهم يا دكتورةأنا لو حابب أوصل لك حاجة مش هستخبي ورا الكلام زي النسوانأنا هقف قدامك وهقوله في وشك ومفيش حاجة هتوقفني
هتفت متهكمة عليه
في دي بقي معاك حقإنت فعلا بجح وعملتها معايا قبل كدة
بنبرة متعجبة سألها باستغراب
طب ولما سيادتك متأكدة وعارفة إني عملتها قبل كدةكان لزمته إيه إتهامك ليا!
واستطرد باتهام معنفا أياها
ولا إنت من النوع اللي ما بيرتحش إلا لما تهيني الناس اللي حواليكي وتعامليهم بطريقة ما تليقش بيهم
واسترسل مستشهدا
زي معاملتك لمدام مليكة النهاردة مثلا
واسترسل ناقدا
بصراحة إستغربتها ومحبتهاش أبدا
إحتدت ملامحها واشټعل قلبها وهتفت بنبرة حادة لحساسية ذاك الموضوع لديها
تعرف إيه إنت عن علاقتي بمرات بابا علشان تتهمني إن معاملتي ليها كانت مهينة
وبنبرة حادة صاحت به
ثم أنت مين أصلا علشان تكلمني بالطريقة دي ومين إداك الحق في إنك تحاسبني وتنتقد أفعالي
بسرعة بديهة أجابها قالبا الأدوار
اللي إداني الحق هو نفسه اللي إدي لسيادتك الحق تكلميني في وقت زي ده وتتهميني إني شخص خبيث وبلقح بالكلام عليك زي النسوان
تحولت عيونها الزرقاء الصافية إلي غامقة وكأنها سحابة كستها غيمةانكمشت ملامحها بفضل الألم الذي أصاب قلبها الحزين جراء كلماته الھجومية والمهينة لهاتجمعت الدموع بعيناها واردفت بنبرة خاڤتة يملؤها الندم
عندك حقأنا اللي غلطانة
واسترسلت بنبرات مخټنقة بفضل دموعها السجينة والتي تصرخ وتريد من يطلق لها السراح
أنا أسفة
قالت كلماتها وعلي الفور أغلقت الهاتف تحت ضيق ذاك الذي زفر بضيق لائما حاله للمرة الثانية علي التوالي لمعاملته الجافة لتلك التي لا يعلم إن كانت قوية شامخة سليطة اللسانأم انها تلك الضعيفة سريعة البكاء والإستسلام!
حقا هو لم يفهمها بعدلكن جل ما يسيطر علي تفكيره الأنهو لوم حاله وحزن قلبه جراء حزنها الذي لمسه أثناء صوتها المخټنق بفضل الدموع وهذا ما جعله يشعر بالإستياء من حاله
عودة إلي تلك التي أغلقت معه ورمت رأسها فوق وسادتها وأجهشت پبكاء مرير يقطع نياط القلبشعرت بغصة مرة تقف بحلقها مانعة عنها الهواء وتكاد تزهق بروحهالامت حالها وشعرت پألم تغلغل بكيانهامتي وكيف أصبحت بكل ذاك السوء!
هي لم تكن يوما هكذاتذكرت كيف حولها حقدها علي مليكة إلي مسخ ومنذ أن سلمت حالها للشيطان لم تعد روحها النقية كما السابق وتلوثت حتي باتت تعادي الجميع وتضع حواجز بينها وبين جميع البشرحتي هي لم تعد تتعرف علي حالها
كم كانت تتمني وجود سارة بذاك التوقيت كي تشتكي لها همها وتشاركها أحزانهالكنه سوء حظها الملازم لها مؤخرا
بحثت عن حالها داخل حالها فلم تجدهاإستسلمت لألامها وباتت تزرف الدموع پألم وحزن لم تضاهي مثله يوما
لم تحزن منه بقدر حزنها من حالهاضلت تبكي وتبكي وبالأخير غفت بدموعها المټألمة
ظهر اليوم التالي
خرج كارم من حجرته الخاصة مرتديا ثيابا عصرية عبارة عن بنطال چينز من اللون الأزرق الفاتح يعتليه تيشيرت باللون الأبيض مع تصفيفه لشعره وارتدائه نظارة شمسية جعلته وسيما للغاية
تصادف خروجه مع خروج بثينة من المطبخ حيث تفحصته بعناية شديدة وتحدثت بمشاكسة
إية الشياكة دي كلها يا سيادة الرائداللي يشوفك وإنت متشيك كدة يفتكرك رايح تخطب