رواية عبق الماضي من الفصل الحادي والعشرين إلى الفصل الأخير
الجالس بجانب أبية يتحدثان بملامح حزينة و هذا أصبح الطبيعي لدي جميع العائلة بعدما علموا بمرض عزيز أعينهم و غاليهم
تساءلت منال بإرتياب ٠٠٠ تفتكري يا ماما إنهم ممكن فعلا يفكروا في كده
أجابتها مجيدة بيقين و تأكيد ٠٠٠ أنا متأكدة إنهم مش هيفكروا غير كده و لو مكنوش هيفكروا في ده علشان خاطر خوفهم علي بنتهم و ولاد إبنهم يبقا هيفكروا علشان الورث الكبير اللي هيورثوة أولاد أحمد بعد ما حماكي قرر يخالف شرع ربنا و يكتب لهم نصيب أحمد كامل علي حسب كلامك اللي بلغتهولي و ده طبعا غير اللي ثريا نفسها هتورثه من الحاج صلاح
و أكملت بتساؤل ٠٠٠ تفتكري يا منال بعد كل اللي قولتهولك ده أهل جوزك هيترددوا لحظة واحدة من إنهم يجبروا عز علي جوازة من أرملة أخوة
و طبعا لأن جوزك عامل لي فيها حامي الحما هيوافق مرغم علشان يحافظ علي الأولاد
ربتت مجيدة فوق كف يدها و أردفت بإبتسامة مطمأنة إياها ٠٠٠ إهدي يا منال أنا مش عوزاكي تخافي طول ما أنا و بباكي جنبك بس أهم حاجه تسمعي كلامي و تنفذية بالحرف الواحد و أهم حاجة لازم تعمليها و فورا هي إنك تشيلي الوسيلة و تحملي و ياسلام لو الحظ كان حليفك و جيبتي لهم ولد ثالث
إبتسمت لوالدتها و أماءت بموافقة و شعرت بالإطمأنان و نظرت أمامها في ثبات تنظر بكبرياء للحضور كعادتها
كانت تقف أمام المشعل داخل المطبخ تبكي بمرارة علي حال زوجها و ما أوي إليه و هي تصنع لحبيبها الطعام الخاص به و بها أيضا فمنذ أن إشتد علية المړض و أمتنع من تناول معظم الأكلات إلا من البسيط منها و هي تشاركه وجباتة كي لا يشعر بالحرمان و الملل و السخط
جففت دموعها بكفيها و نظرت للأعلي تطلب من الله سبحانه و تعالي أن يمدها بالصبر كي تتحمل ما هي عليه
وجدته يجلس بجانب يسرا و رائف و يحمل بين ساعدية صغيرته نرمين التي بالكاد أكملت شهرها السابع كان يزيدها من قبلاته التي يتيقن أنها ستحرم منها و للأبد في القريب العاجل
ثم نظرت إلي يسرا و تحدثت محذرت إياها بهدوء ٠٠٠ خلي بالك من أختك يا حبيبتي و أوعي توقع منك !
تحدثت الصغيرة إلي والدتها بإبتسامة حنون ٠٠٠ ما تخافيش يا ماما أنا هدخلها جوة حضني أوي و أمسكها كويس علشان مش تقع مني
و أكمل رائف بنبرة طفوليه لطفل بالكاد أكمل عامه الثالث والنصف ٠٠٠ مش تقلقي يا ماما أنا كمان هخلي بالي منها علشان الۏحش ميجيش و يخطفها
إبتسم له أبيه و ملس علي رأسة و قبلها بحنان كمودع و تحرك بجانب حبيبته ليتناولان طعامهما و ذلك بعدما أعدت ثريا الطعام لطفليها يسرا و رائف و أطعمتهما بعيدا عن مرمي والدهما
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل التاسع و العشرون
غرفت له الطعام و أبتسمت و هي تناوله صحن حساء الخضروات إبتسم لها و تناوله علي الرحب و جلست و شرعا معا بتناول الطعام
فتحدث و هو ينظر إليها بعيون هائمة ٠٠٠ لسه مملتيش من أكل العيانين اللي بتاكليه معايا كل يوم ده يا ثريا
إبتسمت له و تحدثت بحب صادق ٠٠٠ عمري ما أزهق من حاجة بشاركك فيها يا نور عيون
و أكملت بإبتسامة كي لا يشعر پتألم روحها و ضميرها الملام اللذان باتا يلازماها أينما ذهبت ٠٠٠ و بعدين فين أكل العيانين ده دي شوربة خضار و طعمها جميل جدا و أرانب مسلوقة فضل و نعمة من ربنا لحد ماتخف و ترجع لي تاني أحسن من الأول و ساعتها ناكل من تاني كل اللي نفسنا فيه
إبتسم لها بمرارة و نظر لغواليه و هم يلهون و ضحكاتهم السعيدة التي تملئ المنزل و تحدث بنبرة يملؤها الألم و المرارة ٠٠٠ خلي بالك من الأولاد يا ثريا و خصوصا نرمين
و أكمل بمرارة ٠٠٠ لأنها هتبقا أكتر واحده محتاجة للحنان و الرعاية اللي هتتحرم منهم في غيابي
إنزعجت ملامحها و أقشعر بدنها و تحدثت متلهفة ٠٠٠ إوعي أسمعك بتتكلم بنبرة الإنهزام دي تاني يا أحمد إنت هتخف و هتقوم لأولادك بالسلامة و محدش هيربيهم و ياخد باله منهم غيرك
ثم نظرت إلي نرمين بإبتسامة حنون و تحدثت بنبرة تفاؤلية متمنية ٠٠٠ و محدش هيسلم نرمين لأيد جوزها غيرك إن شاء الله
أمال رأسه و نظر لداخل صحنه و الألم ينهش داخلة و شبح المۏت يحوم أمام ناظرية طيلة الوقت حيث أنه بات ينتظرة يوميا و تابع تناول الحساء بصمت تام
أما هي فكان الألم يعتصر قلبها العاشق و ضميرها يحملها نتيجة ما وصل إليه حبيبها و تحدثها نفسها اللوامه أن لولا صمتها المخجل ما وصلت حالتة و تطورت و تملك المړض من جسده إلي هذا الحد و لكان شفي أحمد و عاد إلي حالتة الأولي
إستغفرت ربها بسرها و طلبت منه المغفرة علي إنجرافها وراء أفكار الشيطان الذي يوسوس لها بها طيلة الوقت ليجعلها تسخط علي حياتها و تشكك بقدرها و لكنها إستغفرت ربها و عادت لرشدها و هي تصبر حالها بأن هذا هو قدرة من الحياة و هذة إرادة الله التي لا راد لها
إنتهي حفل الزفاف و وقفت الجده تودع إبنة نجلها الغالي و هي تبكي و تؤمن حسن عليها قائلة بدموع ٠٠٠ خلي بالك من بسمتي يا ولدي و خليك فاكر إنك واخد قلبي معاك و ماشي
نزلت دموعها متأثرة بدموع و كلمات جدتها المؤثرة فحاوط حسن