الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية عبق الماضي من الفصل الحادي عشر إلى الفصل العشرين

انت في الصفحة 13 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

و أترببتي علي إديهم و جوة حضنهم بس مع ذلك ما أخدتيش من عقلهم و تفكيرهم الواعي و لو حتي جزء بسيط جدا 
و أكملت ب إتهام صريح ٠٠٠ مع الأسف تفكيرك كله سطحي و كلامك كله شعارات هابطة عفا عليها الزمن و ما بقاش ليها أي وجود و ده شئ هيتعبك جدا في حياتك
ثم وجهت بصرها إلي صلاح مستغلة غياب عز و تحدثت مساندة إياه بنبرة حماسية ٠٠٠ أنا مع موقفك الحازم اللي أخدته مع الباشمهندس يا عمو صلاح و عاوزة أقول لحضرتك إستمر فيه و إحنا معاك 
و أكملت ب تأكيد ٠٠٠ و أنا بأكد ل حضرتك إن حسن مش هيكمل شهر واحد و هيرجع تاني ل حضرتك و هو راضخ و موافق علي كل طلباتك و شروطك
صاحت بها منيرة قائلة بنبرة حادة عالية ٠٠٠ منااال مش عز قال لك قبل كده ما تدخليش في الموضوع ده و لا علشان عز مش موجود هتبخي سمك براحتك و فكراني هسكت لك
إتسعت عيناها ب ذهول و تحدثت ب إستنكار و نفي ٠٠٠ أنا يا ماما ببخ سمي  هي دي فكرة حضرتك عني 
و أكملت حديثها بنبرة صوت حزينة مدعية الإفتراء عليها ٠٠٠ هو علشان أنا خاېفة علي عيلة جوزي اللي هما بقوا عيلتي و عيلة أولادي و بتمني لهم أفضل نسب يبقا ده جزائي !
تحدث محمد ناهرا كلتاهما بعدما فاض به الكيل من ثرثرتهما التي لا مكان لها علي الإطلاق الأن ٠٠٠ خلاص منك ليها مش عاوز أسمع صوت واحده فيكم مش كفاية علينا اللي إحنا فيه
و أكمل أمرا ل جميع الموجودات بنبرة حادة ٠٠٠و يلا كل واحده فيكم تطلع علي أوضتها و سبونا لوحدنا 
نظرت ثريا إلي عمها و كادت أن تتحدث بإعتراض نظر لها عمها و تحدثت إليها عيناه و فهمت منه أنه يخشي علي شقيقه الصامت من تلك المناقشات الحاده وصلها المعني و بالفعل حزنت لأجل والدها الحبيب و عذرت حالته المشتتة ثم تحركت إلي الدرج صاعدة لأعلي بملامح وجة غاضبة و خطوات سريعة تحت نظرات أحمد الحزينه من أجلها و الذي إنتوي في قرار نفسه أنه سيساعد حسن ب أقصي ما لدية من إصرار كي يزيل عن حبيبته همها الذي أصابها من جراء إبتعاد شقيقها الغالي عن منزل العائلة بتلك الطريقة الصعبة
داخل مدينة أسوان و بالتحديد في منزل دياب والد بسمة
كانت بسمة تجلس بجانب عائلتها و شقيقتها نورا التي أتت إليهم كي تخبرهم بما قالته أم زوجها لهما و بعدما قصت علي مسامعهم ما بدر من زوجة عمها من تهديدات لهما و إخبارهما لما ينتوية ذلك المنبوذ المسمي ب ناجي
هدرت والدة بسمة قائلة بنبرة حادة مستغربة ٠٠٠ إتجننت اللي إسمها نجية دي ولا أيه 
هو الجواز كمان بقا بالټهديد
أجابتها نورا ٠٠٠ لو شفتيها يا ماما و هي بتتكلم و تهددنا بكل جبروت و بجاحة و عينها تندب فيها رصاصة
ردت عليها سعاد ب ملامح وجه محتقنة ب الڠضب الحاد ٠٠٠ إنت هتقولي لي علي نجية سلفتي هو أنا تايهه عنها و عن بجاحتها دي يتفات لها بلاد يا بنتي
أما بسمة التي إتخذت من الصمت ملاذا لها بعدما دب الړعب داخل أوصالها و تسلل إلي قلبها البرئ إرتعب داخلها بشدة خشية تعرض ذاك الخارج عن القانون المسمي ب إبن عمها إلي الشاطر حسن الذي إلتقته بعد طول إنتظار ب خيالها و دام ل سنوات
في حين تحدث دياب ب خيبة أمل و نبرة يائسة ٠٠٠ أنا مش عارف الواد ده طالع شيطان و جاحد كدة ل مين ده أخويا عبدالسلام الله يرحمه ما كنش فيه لا أطيب و لا أغلب منه في الدنيا
و أكمل ب أسف تام و هو يهز رأسه بيأس٠٠٠ الله يرحمه الغلط الوحيد اللي عمله في حياتة هو إنه بعد ما زهق من تحكمات و نكد نجية ساب لها البلد كلها و سافر الأقصر علشان يشتغل هناك و يبعد عن نكدها و أرفها و ساب لها العيال هي تربيهم و أدي النتيجة
قاطعته سعاد بإعتراض ٠٠٠ الغلط ما كانش علي عبدالسلام الله يرحمة ل وحده يا دياب و بعدين الواد ناجي ده من و هو عيل صغير و هو شقي و كتير مشاكل ده و هو في المدرسة ما كنش بيبطل ضړب في أصحابه
و أكملت ب تفسير أكثر ل حديثها ٠٠٠ لكن هاشم ربنا يحرسه و يكمله بعقلة و يخلية لأولادة من يومة و هو محترم و من صغره و هو راجل يعتمد علية
كان دياب يستمع إلي حديث زوجتة و هو يومئ لها برأسه ب موافقة فحقا صدق حديثها
ثم نظر إلي والدته التي تستند ب فكها علي عكازها الخشبي و هي تنظر إلي الأمام ب شرود تام و تساءل هو حائرا في أمرها ٠٠٠ ساكته ليه يا اما ما تقولي لي هنعمل أيه و نتصرف إزاي في الورطة السودة اللي إحنا وقعنا فيها دي
أخرجت والدته تنهيدة طويلة تنم عن مدي حزنها وألمها الذي سكن قلبها العجوز و نظرت إلي ولدها ب هدوء ثم أجابته بنبرة يملؤها اليقين بالله و حكمة لم تأتها أبدا من فراغ ف كل تجعيدة من تجاعيد وجهها و كفيها تعني الكثير و الكثير من تعلم السنين لها ٠٠٠ سيبها علي الله يا ولدي و هو سبحانه و تعالي كفيل ب تدبيرها و حلها
و أكملت و هي تتبادل النظر بينها و بين الجميع و تفرق عليهم نظراتها المطمئنة ل تهدئ من روعهم الذي أصاب جميعهم جراء ذلك الحديث المؤسف ٠٠٠و علي رأي المثل  تبات ڼار تصبح رماد لها رب يعدلها
نظرت بسمة إلي جدتها بوهن و القلق يسيطر علي كيانها ب الكامل ف أبتسمت لها الجدة و فتحت لها أحضانها الدافئة كي تستدعيها إليها و كأن الجدة تعلم إلي مدي حاجة صغيرة نجلها الشديدة إلي ذاك الحضن الدافئ ل تشعر داخله بالأمان المفتقد و ما كان من بسمه إلا الطاعة العمياء و الإسراع في الإرتماء داخل أحضان جدتها مطمئنة حالها بحصنها الحصين و تنفست عاليا و قلبها مازال محملا ب الهموم 


وصل حسن إلي محطة القطار ثم هاتف صديقه أشرف من الهاتف الارضي المتواجد داخل المحطة و أبلغه ب أن يقوم علي الفور ب حجز غرفه له داخل أوتيل مناسب و ذلك كي يستقر بها طيلة إقامته الثماني أيام الباقيه من إجازته
ثم ودع عز الذي إحتضنه و أردف ناصحا إياه ب إخوة و نبرة حنون ٠٠٠ خلي بالك من نفسك كويس يا حسن و ما تقلقش إن شاء الله سحابة صيف و هتعدي و بعدها الشمس تطلع و الدنيا كلها هتنور
أخذ نفس عميق ثم زفرة بضيق مما يدل علي ثقل قلبه المحمل بالهموم و أردف قائلا ب نبرة يسكنها الأسي ٠٠٠ إن شاء الله يا سيادة العقيد إن
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 23 صفحات